هل قراءة الفاتحة للميت بدعة
إن حكم قراءة الفاتحة على المتوفي يختلف فيه العلماء، فإذا كانت هذه القراءة عند قبره أم عند تذكر الشخص له في أي وقت، أما إذا كانت هذه القراءة عند قبر الميت ويقرأها الشخص كي يستمع لها الميت فهي لا تجوز لأن هذا لا يستفيد منه الميت، وذلك لأن الاستماع الذي من الممكن ان يستفيد منه الشخص يحدث وهو حيٌ فقط، ويكتب عنه ما حدث حال حياته، والميت هنا يكون قد انقطع عمله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). أما إذا كان القارئ يقرأ الفاتحة أو غيرها مما تيسر من القرآن للميت ويجعل ثوابه له فهذا أمرٌ آخر، وذلك أن يجعل هذا الأمر تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى، ويجعل ثوابه لأخيه المسلم، فهذا الأمر قد أختلف فيه العلماء:
يرى بعض العلماء أن القيام بالأعمال البدنية ويوهب الفاعل ثوابها للميت هو من الأمور التي ينتفع بها الميت، لأن الأصل أن العبادات مما يتعلق بشخص العابد وليس شخصًا آخر. يرى البعض الآخر: (أن وصول الثواب إلى الأموات في بعض المسائل، يدل على أنه يصل إلى الميت من ثواب الأعمال الأخرى ما يهديه إلى الميت).
- حكم قراءة الفاتحة على الميت – جربها
حكم قراءة الفاتحة على الميت – جربها
الحمد لله. هذا الأثر في أعلى درجات الصحة ، فقد رواه الإمام مالك في "الموطأ"
(535) عن نافع عن ابن عمر ، وهي ما يسمى عند بعض العلماء " السلسلة الذهبية " وهي
أصح – أو من أصح – الأسانيد. ولفظه: عن نافع أن عبد الله بن عمر كان لا يقرأ في الصلاة على
الجنازة. ومعنى " لا يقرأ " أي: لا يقرأ فاتحة الكتاب ولا غيرها ، وهي من
مسائل الخلاف المعروفة عند أهل العلم ، وقد ذهب بعضهم إلى أنها ركن في صلاة الجنازة
، وذهب آخرون إلى عدم ركنيتها ولا استحبابها ، وتوسط آخرون فقالوا باستحبابها وعدم
وجوبها ، وهو ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فإنه قال:
" وتنازع العلماء في القراءة على الجنازة على ثلاثه أقوال: قيل: لا تستحب بحال, كما هو مذهب أبي حنيفة ومالك ، وقيل: بل يجب فيها القراءة
بالفاتحة ، كما يقوله من يقوله من أصحاب الشافعي وأحمد ، وقيل: بل قراءة الفاتحة
فيها سنة, وإن لم يقرأ بل دعا بلا قراءة جاز, وهذا هو الصواب " انتهى.
" الفتاوى الكبرى " ( 2 / 121). والذي يظهر – والعلم عند الله تعالى - أن قراءة الفاتحة ركن في
صلاة الجنازة ، وهي داخلة في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا صَلاةَ لِمَنْ
لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) رواه البخاري (714) ومسلم (595)
، ولعله من أجل قول ابن عمر كان ابن عباس يجهر بها – أحياناً – مع
أن السنة الإسرار بها ، وقد سئل عن ذلك فقال: ( ليعلموا أنها سنة) رواه
البخاري (1249).
اعتبر الداعية السلفى، أبو إسحاق الحوينى، قراءة القرآن الكريم على الميت بدعة لم ترد فى الشرع، فيما انتقد عضو بمجمع البحوث الإسلامية هذه الفتوى، واصفا إياها بـ"الكلام الغلط". وقال "الحوينى" عبر الصفحة الرسمية له بموقع التواصل الاجتماعى"فيس بوك": "عبارة (أقرأ الفاتحة على المرحوم)، هى من الأخطاء الشائعة لدى المسلمين"، موضحا أن هذا لم يثبت على النبى، صلى الله عليه وسلم، وليس لها أصل فى الشرع، وإنما المشروع القراءة بين الأحياء ليستفيدون". ووفقا لفتوى منشورة عبر نفس الصفحة، قال "الحوينى": "القراءة على الميت عند قبره أو بعد وفاته قبل دخول القبر، أو القراءة له فى أى مكان لم يثبت فى الشرع ولا أصل له فى السنة، وما ينفع الأموات هو الصدقة عنهم والدعاء لهم والحج والعمرة". فى المقابل رد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على هذه الفتوى قائلا: "هذا الكلام غلط، فإنه لم يثبت عدم جواز قراءة الفاتحة على الميت"، موضحا أن فتوى أبو إسحاق الحوينى تشدد فى الإسلام. وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ"اليوم السابع" أنه يجوز للمسلم أن يقرأ الفاتحة على الميت، ولا يمكن أن يعتبر من أخطاء المسلمين، موضحا أنه طالما لم يكن هناك نصا قرآنيا يحرمه فلا يجوز تحريم الأمر.