يخبر الله عز وجل أن من أراد الحياة الدنيا فإنه سبحانه يعطيه إياها وفق إرادته وتحت مشيئته، ولكنه يوم القيامة يحشر إلى النار مذموماً مدحوراً، وأما من أراد الآخرة وسعى لها سعياً حثيثاً مع إيمان صادق ويقين مطلق بما عند الله، فإنه من المشكورين عند الله، المستحقين لإنعامه وإكرامه، والله عز وجل يهب الدنيا لهؤلاء وهؤلاء، إلا أن مصيرهم في الآخرة يختلف على حسب أعمالهم ونياتهم في الدنيا. تفسير قوله تعالى: (من كان يريد العاجلة... )
تفسير قوله تعالى: (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها... )
تفسير قوله تعالى: (كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك... )
تفسير قوله تعالى: (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض... )
تفسير قوله تعالى: (لا تجعل مع الله إلهاً آخر فتقعد مذموماً مخذولاً)
قراءة في كتاب أيسر التفاسير
مع هداية الآيات، تأملوا هذه الهدايات كيف استنبطت. هداية الآيات
قال: [ من هداية الآيات: أولاً: كلا الدارين السعادة فيها أو الشقاء متوقف على الكسب والعمل. من كان يريد الحياة الدنيا..إمام الدعوة النجدية.. - هوامير البورصة السعودية. هذه سنة الله تعالى في العباد]. مرة ثانية: كلا الدارين.. دار الدنيا ودار الآخرة، السعادة فيهما أو الشقاء متوقف على الكسب، ما تقول: أنا مؤمن وتنام طوال الليل، لا بد من عمل، ما يقول: أنا كافر، لكني أحب عيسى وأمه، ندخل الجنة، لا بد من الكسب، من أين استنبطنا هذا؟ وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا [الإسراء:19].
من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها...
وقوله: وهم فيها لا يبخسون أي في الدنيا لا يجازون على كفرهم بجزاء سلب بعض النعم عنهم بل يتركون وشأنهم استدراجا لهم وإمهالا. فهذا كالتكملة لمعنى جملة ( نوف إليهم أعمالهم فيها) ، إذ البخس هو الحط من الشيء والنقص منه على ما ينبغي أن يكون عليه ظلما. وفي هذه الآية دليل لما رآه الأشعري أن الكفر لا يمنع من نعمة الله. وضمير فيها يجوز أن يعود إلى الحياة وأن يعود إلى الأعمال
وجملة أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار مستأنفة ، ولكن اسم الإشارة يربط بين الجملتين ، وأتي باسم الإشارة لتمييزهم بتلك الصفات المذكورة قبل اسم الإشارة. من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها.... وفي اسم الإشارة تنبيه على أن المشار إليه استحق ما يذكر [ ص: 25] بعد اختياره من الحكم من أجل الصفات التي ذكرت قبل اسم الإشارة كما تقدم في قوله: أولئك على هدى من ربهم في سورة البقرة. و " إلا النار " استثناء مفرغ من ليس لهم أي ليس لهم شيء مما يعطاه الناس في الآخرة إلا النار ، وهذا يدل على الخلود في النار فيدل على أن هؤلاء كفار عندنا. والحبط: البطلان أي الانعدام. والمراد بـ ( ما صنعوا) ما عملوا ، ومن الإحسان في الدنيا كإطعام العفاة ونحوه من مواساة بعضهم بعضا ، ولذلك عبر هنا بـ ( صنعوا) لأن الإحسان يسمى صنيعة.
من كان يريد الحياة الدنيا..إمام الدعوة النجدية.. - هوامير البورصة السعودية
وضمير فيها يجوز أن يعود إلى الدنيا المتحدث عنها فيتعلق المجرور بفعل صنعوا. تفسير: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون). ويجوز أن يعود إلى الآخرة فيتعلق المجرور بفعل بطل ، أي انعدم أثره. ومعنى الكلام تنبيه على أن حظهم من النعمة هو ما يحصل لهم في الدنيا ، وأن رحمة الله بهم لا تعدو ذلك. وقد قال النبيء - صلى الله عليه وسلم - لعمر لما ذكر له فارس والروم وما هم فيه من المتعة أولئك عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا. والباطل: الشيء الذي يذهب ضياعا وخسرانا.
تفسير: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون)
ثم قال تعالى: { أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون} أي في الدنيا, وهذا نص في مراد الآية, والله أعلم. 2007-09-21, 11:18 PM #2 ©؛°¨°؛©][مشرف سفاري سنغافورة][©؛°¨°؛© جزاك الله خـــــــيرا
واكــــثر من امثالك
واحسن الله نوايانا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم ياكريم يامعطي علمنا الاخلاص
وانفعنا بما علمتنا 2007-09-21, 11:21 PM #3 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الساحل الغربي
جزاك الله خـــــــيرا
وانفعنا بما علمتنا كتب الله لك الأجر ونفع بك
انتهى. إذن تبين لنا حال هؤلاء المتصدقين وأن الفائز منهم في الدنيا والآخرة هو من تصدق لوجه الله تعالى لا رياء ولا ابتغاء أمر دنيوي فاز في الدنيا بثمرات العمل الصالح من نور في الوجه وسعة في الرزق... الخ وفاز في اﻵخرة بالثواب الجزيل من رب كريم سبحانه. 📖 ذكر الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ملاحظة: بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات، يحولونها إلى فوائد دنيوية. فمثلا يقولون: في الصلاة رياضة، وإفادة للأعصاب، وفي الصيام فائدة إزالة الرطوبة وترتيب الوجبات، والمفروض ألا نجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل; لأن الله لم يذكر ذلك في كتابه، بل ذكر أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. وعن الصوم أنه سبب للتقوى; فالفوائد الدينية في العبادات هي الأصل والدنيوية ثانوية، لكن عندما نتكلم عند عامة الناس; فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية، وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي; فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية، ولكل مقام مقال.
صنفٌ من الناس صَرف توجهاته وعاطفته وجوارحه لدنياه وشهواته ومعيشته ولم يكلف خاطره حتى مجرد التفكير في آخرته والعمل لما بعد الموت. صنفٌ من الناس صَرف توجهاته وعاطفته وجوارحه لدنياه وشهواته ومعيشته ولم يكلف خاطره حتى مجرد التفكير في آخرته والعمل لما بعد الموت. { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: 15 - 16]. قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} أي: كل إرادته مقصورةٌ على الحياة الدنيا ، وعلى زينتها من النساء والبنين، والقناطير المقنطرة، من الذهب، والفضة، والخيل المسومة، والأنعام والحرث. قد صرف رغبته وسعيه وعمله في هذه الأشياء، ولم يجعل لدار القرار من إرادته شيئًا، فهذا لا يكون إلا كافرًا، لأنه لو كان مؤمنًا، لكان ما معه من الإيمان يمنعه أن تكون جميع إرادته للدار الدنيا، بل نفس إيمانه وما تيسر له من الأعمال أثرٌ من آثار إرادته الدار الآخرة.