السؤال:
قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن:11]؟
الجواب:
يهدي قلبه يعني: يَشْرَح صدره للخير. مثل ما قال علقمة بن قيس: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويُسَلِّم. يعني: يشرح صدره للخير، ويوفقه إلى الخير؛ حتى يطمئن قلبه، وحتى يرضى بالمصيبة، وحتى يأنس بها وينشرح صدره لها؛ يرجو ثوابها.
- ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم - ملتقى الخطباء
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشورى - الآية 30
- القاعدة الحادية والأربعون: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) - الكلم الطيب
ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم - ملتقى الخطباء
فالله له الحكمة البالغة فيما مضى به قدره وعلمه وكتابته، ونحن مسئولون عن أعمالنا وعن أخطائنا وتقصيرنا ومؤاخذون بذلك إلا أن يعفو ربنا عنا. وبهذا تعلم أنه لا منافاة بين الآيتين، فإحداهما تدل على أن أعمالنا من كسبنا، وأنا نستحق عليها العقوبة؛ لأنها أعمال لنا باختيارنا، والآية الأخرى تدل على أنه قد مضى في علم الله كتابتها وتقديرها، وقد صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء فهو سبحانه الحكيم العليم العالم بكل شيء الذي سبق علمه بكل شيء وكتب كل شيء. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشورى - الآية 30. وفي الآية الأخرى يقول : مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22] فكتاب الله سابق، وعلمه سابق ، وقدره سابق، وأعمالنا محصاة علينا، ومنسوبة إلينا، ومكتوبة علينا، وهي من كسبنا وعملنا واختيارنا. فنجزى على الطيب الجزاء الحسن من الطاعات، وأنواع الخير والذكر، ونستحق العقاب على سيئها من العقوق والزنا والسرقة وسائر المعاصي والمخالفات، والله المستعان، نعم.
"ما اصاب من مصيبة الا بإذن الله ".. من سورة التغابن.. رعد الكردي.. تلاوة هادئة خاشعة - YouTube
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشورى - الآية 30
_________________ (1) مجموع الفتاوى (14/424). (2) صحيح مسلم (2577). (3) صحيح البخاري (6306). (4) صحيح البخاري (834) ، صحيح مسلم (2705). (5) قاعدة في الصبر: (1/169) طبعت ضمن مجموع رسائله (ط. عالم الفوائد).
* * * --------------- الهوامش: (39) انظر تفسير "الحسنة" فيما سلف: 555 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك. وانظر تفسير "السيئة" فيما سلف: 555 ، تعليق: 4 ، والمراجع هناك. (40) انظر التعليق على الأثرين السالفين: 9961 ، 9962. (41) انظر ما سلف 2: 126 ، 127 ، 442 ، 470 / 5: 586 / 6: 551. (42) في المطبوعة والمخطوطة: "ودخول الخبر بالفاء لازما بمنزلة من" ، وهو كلام لا معنى له البتة ، صواب قراءته ما أثبت ، ويعني بدخول الفاء في الخبر قوله: "فمن الله" و "فمن نفسك". (43) في المطبوعة والمخطوطة: "ما أصابك من حسنة" ، والسياق يقتضي ذكر الأخرى كما أثبتها. (44) "فعل" أو "يفعل" ، يعني الماضي والمضارع. ما اصابكم من مصيبة في الارض ولا في انفسكم. (45) "الصفات" ، حروف الجر ، كما سلف مرارًا ، فراجعه في فهارس المصطلحات. (46) انظر تفسير "الشهيد" فيما سلف من فهارس اللغة.
القاعدة الحادية والأربعون: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) - الكلم الطيب
اللهم إنك أنت الله لا إله إلا أنت، أنت ربنا ونحن عبيدك ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا نعوذ بك من شر ما صنعنا، نبوء لك بنعمتك علينا، ونبوء لك بذنوبنا، فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. إلهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني، ومالي حيلة إلا رجائي وعفوك إن عفوت وحسن ظني، وكم من زلتي لي في الخطايا وأنت عليَّ ذو فضل ومني، يظن الناس بي خيرًا وإني، لشر الناس إن لم تعف عني، إلهي فاعف عني، ثم صلاة وسلامًا مني، ومن جميع من يسمع قولاً عني، على النبي الهاشمي المجتبى، ما خالج الأنفس من تمنٍّ؛ اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد...
الخطبة الأولى:
الحمد لله يخوِّف عباده بما يشاء؛ أحمده سبحانه، وأشكره؛ حمدًا وشكرًا نُرضِي به ربنا كما شاء، وأستعينه –تعالى- وأستهديه وأستغفره، هو المعين على دفع كل بلاء، والهادي من موجبات العذاب والشقاء، وغافر الزلات والمعاصي والأخطاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة مَن يعيش بين الخوف من عذاب ربه وبين طلب رحمته والرجاء. وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، بشَّر أمته، بكرم ربهم، إنهم أطاعوه فيما أمرهم به وجاء، وحذَّرهم وأنذرهم من عصيان ربهم ومجاهرتهم بذلك، فيحل عليهم غضبه، فيسلط عليهم النوازل وكل داء، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن سار على نهجه ما دامت الأرض والسماء.