كان -رحمه الله- يتولى الأمور الشرعية في السلطنة، وإليه يرجع السلاطين ومسؤولو الدولة وتجار البلد فيما أشكل عليهم، وكان يحتسب على السلطان فمن دونه، حريصًا على السُّنّة، غيورًا عليها، يدافع عنها بعلمه وسلطانه. ألَّف عددًا من الرسائل، معظمها في تصحيح بعض المفاهيم ونقد بعض الانحرافات، منها: تطهير الفؤاد من سيء الاعتقاد، ورفع الخمار عن مثالب المزار، والسيف القاطع في صون المسجد عن الدف رغم أنف المنازع. فيتامين الإرادة ( د. رحمة الغيلي - أسامة السيد ) - YouTube. وبعضها في الفقه، مثل: نسيم الحياة شرح سفينة النجاة. وبعضها في حلّ بعض المشكلات وعلاج بعض النوازل مثل:حل القيد عما استعصت معرفته على باجنيد، والجواهر المبثوثة في تعلّق الدين بالحقوق والمنافع الموروثة
وكان نشطًا في متابعة المستجدات، واتخاذ المواقف إزاء بعضها عبر الصحف المتوفرة في وقته، وعُرف عنه أنه انفتاحه على العالم الإسلامي؛ سيما مصر والمملكة العربية السعودية، وقد رأيت له رسائل متبادلة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمهما الله- أكثرها يتعلّق بترشيح بعض الطلاب للجامعة الإسلامية، كما رأيت له مراسلة مع شيخ الأزهر –رحمه الله-. وكانت له عناية فائقة بتأهيل القضاة؛ حيث ابتعث عددًا من الطلاب إلى السودان للدراسة في كلية الشريعة بجامعة الخرطوم، وعاد بعضهم في عهده، وتسلموا مناصب قضائية في آخر عهد الدولة القعيطية.
- فيتامين الإرادة ( د. رحمة الغيلي - أسامة السيد ) - YouTube
- التنظيم السري للهاشمية السياسية (3) | يمن فويس للأنباء
فيتامين الإرادة ( د. رحمة الغيلي - أسامة السيد ) - Youtube
د. رحمة الغيلي - YouTube
التنظيم السري للهاشمية السياسية (3) | يمن فويس للأنباء
إعداد الشيخ: جمال غُنْدُل
*عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن
ولد محمد بن على بن أحمد بن قاسم الرحبي سنة 1936م، في مدينة جبلة، وترعرع فيها، ودرس العلم في جامعها الكبير (الذي كان إلى عهد قريب منارة من منارات العلم في اليمن، وهجرة من هجره، يرحل إليه القاصي والداني من كافة أصقاع اليمن، بل ومن خارجها). كان -رحمه الله- شغوفاً بالعلم وأهله، يتنقل بين حلقاته، وشيوخه حتى برع في علوم الفقه، واللغة، والمواريث، وأصبح يُدَرِّسُها في مجالس العلم ببيته وفي الجامع الكبير بجبلة، وفي المعهد العلمي (معهدي بن عقيل للبنين والبنات بمدينة جبلة)، وفي معهد الإمام البيحاني بمدينة إب، فضلًا عن تدريسها في كثير من الدورات التي كان يقيمها في المخيمات الصيفية والشبابية التي تقيمها المعاهد العلمية باليمن. عُرض عليه تولي القضاء في وقت مبكر من حياته يوم أن كان التوظيف لمن يحمل شهادة الابتدائية بعد ثورة 26سبتمبر 1962م بسنوات، إلا أنه رفض، وفضل الجلوس لتعليم المسلمين علوم الشريعة، وبالفعل ظل يعلم الناس، ويفتي طيلة حياته، حتى توفاه الله في 12من رجب سنة1423ه. التنظيم السري للهاشمية السياسية (3) | يمن فويس للأنباء. وقُبَيْل وفاته خطب آخر جمعة في الجامع الكبير، تحدث فيها عن الموت، وكأنه ينعي نفسه لمحبيه وطلابه.
وللشيخ -رحمه الله- مواقف عظيمة، فقد كان متبعاً الحق حيثما ظهر له، من ذلك: أذكر مواقف شهدتُها؛ منها أننا ذات مرة استضفنا الشيخ عبدالعزيز البُرعي- حفظه الله- في محاضرة بالجامع الكبير، بعنوان: أهل السنة هم الطائفة المنصورة... ، وكان الحضور في هذه المحاضرة كبيراً، ويبدو أن عنوان المحاضرة كان استفزازيًا؛ إذْ فهمه بعض الناس أنه موجَّه إليهم، وكنا حينها في بداية انتشار الدعوة السلفية. الشاهد أن المحاضر تكلم عن صفات الطائفة المنصورة؛ أهل السنة والجماعة، وبعد انتهائه قام أناس يعقبون عليه، آخرهم المترجم له، فبدا منفعلًا، وقال: سبوحكم، قدوسكم، ما أحد يدخل الجنة غيركم! كل الناس أهل سنة وجماعة، لا تفرقوا المسلمين، وكل الناس طائفة منصورة وساق كلامًا طويلًا. فلمّا أكمل حديثه قام الضيف البُرعي فعقب على ما طُرح، فلما وصل إلى كلام الشيخ الرحبي قال: هل من يطوف حول القبور، ويذبحون لها، وينذرون لها، ويعتقدون بالأولياء ضرًّا ونفعًا من أهل السنة والجماعة؟ هل من يعتقد عصمة أئمة أهل البيت وأن كلامهم كالقرآن من أهل السنة؟... وبعد أن أنهى كلامه؛ قام الشيخ الرحبي، وقال: إن كلَّ من ذكرت يا شيخ ليسوا من أهل السنة والجماعة، والحق أحق أن يُتَّبع، وقبل رأس المحاضر الضيف أمام الناس، وهذا جزء من مواقف تؤكد اتبعاه للحق وعدم تعصبه-رحمه الله-.