خطر ببالي في ذكرى رحيل الشاعر سميح القاسم السؤال الآتي: ماذا تبقى من الشاعر بعد ثلاثة أعوام من الرحيل؟
لا يخطر السؤال السابق في ذهني في ذكرى غسان كنفاني أو في ذكرى محمود درويش أو في ذكرى ناجي العلي. ربما أثيره في ذكرى معين بسيسو أو عبد اللطيف عقل أوجبرا ابراهيم جبرا أو علي الخليلي أو فدوى طوقان والسبب يعود بالتأكيد إلى الالتفات إلى هؤلاء الأدباء في ذكرى رحيلهم-أو عدم الالتفات. نحن قوم لا ننهزم، نموت أو ننتصر .. (بقلم عمر سعيد) - مرصد نيوز. تحظى ذكرى كنفاني ودرويش والعلي باهتمام لافت، فيما تمر ذكرى الباقين مرورا عاديا، وتقع ذكرى إميل حبيبي بين الذكريين. أحاول شخصيا أن أحتفي بالرموز كلها، فقد قرأت هؤلاء كلهم وعشت مع نتاجهم، وأحاول أن أكون دارسا وباحثا ومنتميا إلى فلسطين لا إلى شخوصها أو فصائلها. أحاول يحدوني بيتا امريء القيس:
"بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه/
وأيقن أنا لاحقان بقيصرا/
فقلت له: لا تبك عينك إنما/
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا " وأنا أحاول.
- عروب صبح : " الاستقواء" - مدونة اليوم
- نحن قوم لا ننهزم، نموت أو ننتصر .. (بقلم عمر سعيد) - مرصد نيوز
- الشاعر عمرو بن قميئة - اكاديمية نيوز
عروب صبح : &Quot; الاستقواء&Quot; - مدونة اليوم
كما يذكرنا التاريخ الحديث بسعد حداد وأحمد الجلبي ودحلان وحفتر ومضر زهران وغيرهم.. روي بأن الشاعر العربي امرؤ القيس، كان قد ذهب الى القيصر للاستعانة به على قتلة والده ملك كنده، الا أن القيصر اعتذر، ولم يستجب له، ومات مسموما وهو في طريق العودة، ودفن في جبل عسيب بتركيا.. يقال بأنه أنشد بكى صاحبي لما رأى الدرب دونَه وأيقن أنا لاحقانِ بقيصرا فقلتُ له: لا تَبكِ عينُكَ إنما نروم ملكاً أو نموتَ فَنُعْذَرا -ولا أدري إن عذروا- ان استقواء السلطة الحاكمة بالدعم الأجنبي/الخارجي للحكم لن يكون هو الداعم لاستقرار أي وطن أو سلطة. الشاعر عمرو بن قميئة - اكاديمية نيوز. كما أن استقواء أي معارضة سياسية بالدعم الأجنبي/الخارجي يعتبر خيانة للوطن والشعب. على الشعوب وسلطاتها المنبثقة عنها أن تدرك حقها الأساسي بتقرير مصيرها بنفسها. عروب صبح
نحن قوم لا ننهزم، نموت أو ننتصر .. (بقلم عمر سعيد) - مرصد نيوز
وفي ذلك يقول:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك إنما
نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا
ولما وصل إلى قيصر أكرم وفادته وأمده بجيش كثيف، فيه جماعة من أبناء الملوك، واندس في قصر قيصر على أمرئ القيس بالوشايات، فاهدى قيصر أمرأ القيس حلة مسمومة منسوجة بالذهب، وكتب إليه «إني أرسلت إليك حلتي التي كنت ألبسها، تكرمة لك، فإذا وصلت إليك فألبسها باليمن والبركة، وأكتب إلى بخبرك من منزل إلى منزل». فلما وصلت الحلة إلى امرئ القيس لبسها واشتد سروره بها، فسرى في جسده السم الزعاف وتساقط جلده من أثر السلم، ولذلك سمي «ذا القروح» وقال امرؤ القيس في ذلك:
لقد طمح الطماح من بعد أرضه
ليلبسني مما يلبس أبؤسا
فلو أنها نفس تموت جميعه
ولكنها نفس تساقط أنفسا
ويقول ابن الكلبي: فلما وصل إلى بلدة من بلاد الروم تدعى «أنقرة» احتضر بها ورأى قبراً دفنت فيه امرأة من أبناء الملوك فقال:
أجارتنا أن الخطوب تنوب
وإني أقيم ما أقام عسيب
أجارتنا أنا غريبان هاهنا
وكل غريب للغريب نسيب
وزعم بعض المؤرخين أن اسم «عسيب» الذي ورد في البيت الأول جبل بالقرب من أنقرة، في حين ذهب آخرون إلى أنه الجبل المعروف بهذا الاسم في نجد.
الشاعر عمرو بن قميئة - اكاديمية نيوز
ولعل امرأ القيس كان من أشد الشعراء تعلقاً باللذة العاجلة والمتعة الطارئة، فهو يريد أن ينهب اللذات سراعاً، ويشرب كؤوس الحياة غداقاً قبل أن تعدو عليه المنون، وتنشب فيه المنية أظفارها فقال:تمتع من الدنيا فإنك فانمن النشوات والنساء الحسان
هذا وقد طبع ديوان امرئ القيس في باريس مع مقدمة فيها ترجمته وأخباره عام 1836م وطبع في بومباي عام 1313ه. ونشر أغسطس مولر معلقته مع تعليقات وشروح باللغة الألمانية عام 1863م، وترجمه إلى اللغة الروسية الأب جرجس مرقس، ونشره في بطرسبرج عام 1889م وشرحه البطليموسي النحوي المتوفى عام 494ه، وطبع للشرح بمصر عام 1282ه وتعرض لحياته المرزباني في كتابه «الموشح». والآمدى في كتابه «المؤتلف» وابن نباتة في كتابه «سرح العيون». وروى أبو الفرج الأصفهاني في كتاب «الأغاني» طرفاً من سيرته وشعره وقد طبع ديوانه تارة جملة واحدة وتارة نشرت المعلقة وحدها. وشرح التبريزي المعلقات السبع، ونشر المستشرق الانجليزي ف. ي. جونسون ترجمة انجليزية لهذه المعلقات مع بعض الشروح كما ترجمها كذلك سير وليم جونز إلى اللغة الانجليزية، ونشرت الترجمة في لندن. ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
آلاف الشهداء الذين سقطوا، وهم يظنون أنهم يحملون في ثنايا أكفانهم شهادات الطريق إلى النعيم، سيدرك أهاليهم بأنهم كانوا أدوات للتسويات مع أعداء يتحولون فجأة إلى شركاء في المصالح الاستراتيجية، وقد يخترع عندها القائد مسوغات تؤكد أن دماء الأبناء لم تذهب هباءً منثورًا، وان أميركا وإسرائيل قد أُجبرتا على الرضوخ، وقد يصدق الأهل كل شيء. لقد شهدنا منذ ايام تداعيات نشر ثقافة الموت من أجل اسطورة، بعد أن تحوّل معرض الكتاب البيروتي العريق، صرح الثقافة والحرية، إلى معرض لنشر ثقافة التخلف العقائدي، رافعًا رايات وصور رواد القتل والدمار، كقديسين لعصر الظلمات الزاحف نحو عاصمة الانفتاح والتعدد لإغلاقها وإغلاق عقول أبنائها بالاستسلام لمصيرهم. من هنا، فإن الانكفاء والتسليم والانسحاب يعني الاستسلام من دون مقاومة، ونحن لن نسلم بذلك.