السؤال:
أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول: أنا الصديق أحمد جعفر محمد علي، يقول: لقد قرأت في كتاب: إذا جالس المسلم شارب الخمر سوف يحبط عمله أربعين يومًا، أرجو منكم توضيح هذه المسألة؟ وهل ما قيل صحيح؟ جزاكم الله خيرًا. الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فهذا الحديث لا نعلم له أصلًا، وليس مما يعرف عن النبي -عليه الصلاة والسلام- بل هو فيما يظهر موضوع مكذوب، لكن مجالسة شارب الخمر لا تجوز، والواجب الإنكار عليه، وتوجيهه إلى الخير، وإرشاده، ونصيحته، ولا يجوز أن يتخذ أصحاب الخمر جلساء. بل الواجب الإنكار عليهم، ونصيحتهم، وبيان عظم الخطر فيما يفعلونه؛ لأن الخمر لعنها الرسول ﷺ ولعن شاربها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها، فهي أم الخبائث، وشرب الخمر من أقبح الكبائر؛ لما فيها من إزالة العقل؛ ولأنها وسيلة إلى شر عظيم، فالواجب على كل مسلم أن يحذرها، وأن يحذر مجالسة أهلها، لكن يجتهد في النصيحة لهم، وتوجيههم إلى الخير. حكم شرب الخمر بين الزوجين. نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.
- حكم شارب الخمر في رمضان
حكم شارب الخمر في رمضان
رواه مسلم والنسائي. فإذا لم ينته فعليك بهجرانه، فقد ذكر أهل العلم أنه ينبغي هجران الفاسق العاصي ليرتدع عن ذلك، واستدلوا لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة أن لا يكلموا الثلاثة الذين تخلفوا عن عزوة تبوك. حكم شارب الخمر في الاسلام. ومع كل هذا فليس عليك حرج في استعماله أدواتك كالأقداح والأطباق، فهو ليس نجسا إلا أن تشاهد على فمه أو يده -مثلاً- ذات الخمر، فإذا شاهدت عليه ذات الخمر فإن الذي يلامسه من أدواتك يتنجس. ثم إن أكله معك وشربه ليس محرما، وإنما نصحناك بهجره من أجل التضييق عليه حتى ينثني عن شرب الخمر. واعلم أن الإقامة في بلاد الكفر إنما تباح للمسلم إذا استطاع إقامة الشعائر وأمن الفتنة، فإن انتفى شيء من ذلك، وجب عليه المغادرة إلى بلاد الإسلام. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 51811 والله أعلم.
[7]
(ما أسكرَ كثيرُهُ، فقليلُهُ حرامٌ).