أنا عند ظن عبدي بي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين يقول الله تعالى: ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة). تخريج الحديث الراوي:أبو هريرةالمحدث:البخاري-المصدر:صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:7405 خلاصة حكم المحدث:[صحيح] منزلة الحديث هذا الحديث من أحاديث الرجاء العظيمة التي تحث المسلم على حسن الظن بالله جل وعلا ، والإكثار من ذكره ، وبيان قرب الله من عبده إذا تقرب إليه العبد بأنواع الطاعات. غريب الحديث ملأ: المَلأ أشراف الناس ورؤَساؤهم ومقَدَّموهم الذين يُرجَع الى قولهم ، والمقصود بهم في هذا الحديث الجماعة.
- أنا عند حسن ظن عبدي فليظن بي مايشاء
- أنا عند ظن عبدي بي english
- أنا عند ظن عبدي بي ان ظن خيرا فله
أنا عند حسن ظن عبدي فليظن بي مايشاء
وأردف: كمال الله وجلاله وجماله وأفضاله على خلقه موجب حسن الظن به جل وعلا، وبذلك أمر الله عباده؛ إذ قال سبحانه: {وأحسنوا أن الله يحب المحسنين}، وقال سفيان الثوري رحمه الله: (أحسنوا الظن بالله)، وأكد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته على ذلك لعظيم قدره، قال جابر بن عبدالله رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام، يقول: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل). رواه مسلم. وتابع "القاسم": الله جلا وعلا امتدح عباده الخاشعين بحسن ظنهم به، وجعل من عاجل البشرى لهم تيسير العبادة عليهم وجعلها عوناً لهم؛ فقال تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون}.
أنا عند ظن عبدي بي English
وفيه ترغيب في الدعاء ، وأنه لا يضيع لديه تعالى ، كما قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد ، حدثنا رجل أنه سمع أبا عثمان هو النهدي يحدث عن سلمان يعني الفارسي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبتين ". قال يزيد: سموا لي هذا الرجل ، فقالوا: جعفر بن ميمون. وقد رواه أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه من حديث جعفر بن ميمون ، صاحب الأنماط ، به. وقال الترمذي: حسن غريب. ورواه بعضهم ، ولم يرفعه. وقال الشيخ الحافظ أبو الحجاج المزي ، رحمه الله ، في أطرافه: وتابعه أبو همام محمد بن الزبرقان ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، به. أنا عند حسن ظن عبدي فليظن بي مايشاء. وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا أبو عامر ، حدثنا علي بن دؤاد أبو المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها " قالوا: إذا نكثر. قال: " الله أكثر ". وقال عبد الله بن الإمام أحمد: حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا ابن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن جبير بن نفير ، أن عبادة بن الصامت حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما على ظهر الأرض من رجل مسلم يدعو الله ، عز وجل ، بدعوة إلا آتاه الله إياها ، أو كف عنه من السوء مثلها ، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ".
أنا عند ظن عبدي بي ان ظن خيرا فله
وأضاف: في أشد الضيق وأحلكه لا يفارقه حسن الظن بربه؛ إذ أخرج من مكة وفي الطريق أوى إلى غار، فلحقه الكفار وإذا بهم حوله؛ فيقول لصاحبه مثبتاً إياه: {لا تحزن أن الله معنا} قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا؛ فقال (ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما) رواه البخاري.. ومع ما لاقاه من أذى وكرب وإخراج من بلده وقتال من كل جانب؛ فإنه واثق ببلوغ هذا الدين إلى الآفاق على مر العصور، وكان يقول: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل) رواه أحمد. وأردف: الصحابة رضوان الله عليهم أشد الخلق يقيناً بحسن ظنهم بالله بعد الأنبياء، فقال تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} مورداً قول عمر رضي الله عنه: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً أن نتصدق؛ فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً؛ فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عه وسلم: (ما أبقيت لأهلك؟) قلت: مثله، وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أبقيت لأهلك؟) قال: أبقيت لهم الله ورسوله.
فكان عبد الله بن عمرو إذ أفطر دعا أهله ، وولده ودعا. وقال أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه في سننه: حدثنا هشام بن عمار ، أخبرنا الوليد بن مسلم ، عن إسحاق بن عبيد الله المدني ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد ". قال عبد الله بن أبي مليكة: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي. أنا عند ظن عبدي بي فإن ظن بي خيرًا. وفي مسند الإمام أحمد ، وسنن الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة ، وتفتح لها أبواب السماء ، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ".