وبناءً على ذلك، قال المفتي "فإنه لا يَبْعُدُ أن يكون مِنْ بين الأوربيين المعاصرين مَنْ لم تبلغْهُ دعوةُ دين الإسلام النقيَّةُ وحقائقُها الجليَّةُ بصورة لافتةٍ للنظر، ولم تقم عليه الحجة برسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث لا يعرف عن الإسلام إلا معلوماتٍ مشوشةً وشبهاتٍ مغلوطةً، لا تقُوم الحجة بمثلها على مثله، خاصةً مع انتشار أصحاب الأفكار المخطئة من المتطرفين وذوي الأهواء في تلك البلدان".
- من هم أهل الفترة
من هم أهل الفترة
الكمال والجلال المطلقان لله تعالى في تقدير الابتلاء
إن الله جل وعلا له الكمال والجلال المطلق, لم يخلق شراً محضاً، ولكنه شر نسبي إضافي، وما خلق الله جل وعلا شيئاً إلا وله حكمة، كما قال الله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216]. وقال الله تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:30]، فالله جل وعلا لما فعل ما فعل كان ذلك الفعل نابعاً عن علم وعن حكمة بالغة كما سنبين. قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا [الذاريات:56] لعلة بليغة وهي: إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]. من هم أهل الفترة. فالشرور التي خلقها الله جل وعلا إذا نسبناها لله تعالى فهل ننسبها له إطلاقاً أم نقيدها؟ والجواب: أن الشر إما أن يكون شراً محضاً أو شراً نسبياً إضافياً، فينظر في ذلك.
الثاني: كيف تقولون بالتكليف في دار الجزاء، ودار الجزاء لا عمل فيها ولا تكليف؟ الثالث: أن الله جل وعلا يقول: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] وليس في وسع الإنسان أن يدخل نار جهنم، فيكون الله قد كلفهم ما لا يطيقون، وهذا مخالف لأصل التشريع، وهو أن الله جل وعلا لا يكلف عبداً إلا ما يطيق. الرد على هذه الاعتراضات
استشكال وجوابه