الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
هل يجوز لي أن أدعو على نفسي بالوفاة قبل بلوغ الأجل ؟ - الإسلام سؤال وجواب
حكم الدعاء على النفس بالموت من الأحكام التي يحتاج الإنسان إلى معرفتها بعد أن بات هذا الدعاء لسان حال الإنسان في وقتنا الحالي، وذلك لما أصبح في هذه الحياة من ضغوطات متعددة جعلت من الإنسان تمني مفارقة الحياة بأي شكل من الأشكال ودون معرفة عواقب ذلك، ولهذا سيتم التعرف في هذا المقال من موقع المرجع على حكم الدعاء على النفس بالموت وهل هو دعاء مستجاب وما هي كفارة هذا الدعاء.
الدعاء على النفس بالموت لا يجوز - إسلام ويب - مركز الفتوى
ولقد وضح بعض من العلماء والفقهاء من أهل العلماء بأن دعاء الإنسان على نفسه بالموت من الأمور المكروهة والتي ينبذها الدين بخاصة إذا كان سبب دعاؤه هو وجود ضر فى جسمه أو ضيق فى أي من مسائل الحياة والدنيا، ولكن هناك حالة أخرى غير مكروه الموت فيها إذا كان دعاء الإنسان على نفسه بالموت بسبب خوفه من الوقع في فتنة فى دينه أو أي من أمور دنياه التي تتسبب له في أن يقع بفتنة في أمره، كما ورد فى حديث للإمام الجليل انس رضى الله عنه قال.. بأنه قد جاء عن الكثير من أهل السلف أنهم تمنوا الموت لأنفسهم حين شعروا بالرهبة والخوف على دينهم.
حكم الدعاء إذا كان بالقلب دون اللسان - الإسلام سؤال وجواب
2- ومنها: تمنيه خوفَ الفتنة في الدين: فيجوز حينئذ ، وقد تمناه ودعا به خشية فتنة الدين خلق من الصحابة وأئمة الإسلام ، وفي حديث المنام: ( وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضني إليك غير مفتون). 3- ومنها: تمني الموت عند حضور أسباب الشهادة اغتناما لحضورها: فيجوز ذلك أيضا ، وسؤال الصحابة الشهادة وتعرضهم لها عند حضور الجهاد كثير مشهور ، وكذلك سؤال معاذ لنفسه وأهل بيته الطاعون لما وقع بالشام. 4- ومنها: تمني الموت لمن وثق بعمله شوقا إلى لقاء الله عز وجل: فهذا يجوز أيضا ، وقد فعله كثير من السلف: قال أبو الدرداء: أحب الموت اشتياقا إلى ربي. هل يجوز لي أن أدعو على نفسي بالوفاة قبل بلوغ الأجل ؟ - الإسلام سؤال وجواب. وقال أبو عنبسة الخولاني: كان مَنْ قَبْلكم لقاء الله أحب إليه من الشهد. و قال بعضهم: طال شوقي إليك فعجِّل قدومي عليك. وقد دل على جواز ذلك قول الله عز وجل: ( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) البقرة/94، وقوله: ( قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) الجمعة/6، فدل ذلك على أن أولياء الله لا يكرهون الموت ، بل يتمنونه ، ثم أخبر أنهم: ( لا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) الجمعة/7 فدل على أنه يكره الموت من له ذنوب يخاف القدوم عليها ، كما قال بعض السلف: ما يكره الموت إلا مُريب.
أما الحالة الثالثة من حالات جواز الدعاء على النفس بالموت، أو تعجيل الموت، هي أن يمنى الفرد الموت عند حضور أسباب الشهادة حتى يفوز ويحظى بها، وقد كان سؤال بعض الصحابة الله أن يرزقهم بالشهادة عند جهادهم في سبيل الله مٌعتاد. والحالة الرابعة من حالات جواز تمني الموت، هي حالة أن يكون الشخص يخلص في عمله لله، وواثق به، ويزداد شوقًا إلى لقاء الله عز وجل، وقد فعله كثير من السلف ومنهم
أبو الدرداء حيث قال: "أحب الموت اشتياقًا إلى ربي"
وقال بعضهم: "طال شوقي إليك فعجِّل قدومي عليك". ومن الأدلة المشهورة على جواز ذلك قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ"، وقوله: "قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ".