وهكذا بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني سعد، حتى كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده، فوقعت له حادثة شق الصدر ، وقد روى وقائع هذه الحادثة الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه، كما في "الصحيحين" قال: "أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشقَّ عن قلبه فاستخرج القلب، واخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طستٍ من ذهب بماء زمزم ثم لأَمَهُ (أي خاطه)، ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (يعني مرضعته) فقالوا لها: إنَّ محمدًا قد قُتِل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون (أي قد تغيَّر لونه)".
- قصه مولد الرسول صلي الله عليه وسلم مزخرفه حروف
قصه مولد الرسول صلي الله عليه وسلم مزخرفه حروف
وقد ولد عليه الصلاة والسلام وهو يشير بإصبعه كالمسبح لله عز وجل. إرضاع النبي عليه الصلاة والسلام
ولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يتيمًا فتولى جده عبد المطلب رعايته، وكان أول من أرضعه هو جارية لعمه أبو لهب تسمى ثويبة، ثم أرسله جده مع حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وهي مرضعة من بادية بني سعد، وكان من عادة سادات قريش إرسال أبنائهم مع مرضعات من البادية ليصبحوا أشداء وأقوياء البدن ويكتسبوا فصاحة اللسان. وبمجرد أن تولت السيدة حليمة السعدية رعاية النبي امتلأ ثديها بالحليب، فارتوى النبي عليه الصلاة والسلام وابنها، كما أن ماشيتها امتلأت بالحليب بعد أن كانت ضروعها يابسة. قصه مولد الرسول صلي الله عليه وسلم انشوده. وكانت راحلة حليمة هزيلة وبطيئة، لكنها بمجرد أن حملت النبي وسارت به أصبحت قوية وسبقت كل الركبان، كما أن أغنامها كانت كلما تحل بموضع تجد فيه العشب والمرعى. ولما حان موعد فطام النبي عليه الصلاة والسلام، وعودته لمكة، حاولت حليمة السعدية إقناع والدته أن تتركه معها في بادية بني سعد بحجة أنها كانت تخشى عليه من الوباء في مكة، لكنها كانت ترجو أن تستزيد من بركته، وظلت حليمة تلح على أمه حتى أعادته معها، وظل معها حتى سن الرابعة والخامسة، حتى حادثة شق صدر النبي، فخشيت السيدة حليمة عليه فأعادته للسيدة أمنة.
اهـ. والله أعلم.