[٩]
وقوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ، [١] يعني إنَّ في ذلك لآيات ناطقة بوحدانية الله، وقدرته وحكمته وأنه بصير، ولكنها آيات لقوم يتفكرون، لأن الفكر السليم يرشد لإدراك المعاني الحية والغاية من الحياة الزوجية الصالحة التي يمتن الله بها على عباده ويرشدهم لها. قال تعالى (ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا إليها) - الباحث الذكي. [٨]
مكانة الزواج في الإسلام
للزواج مكانة عظيمة في الإسلام نبيها على النحو الآتي: [١٠]
وصف الله عقد الزواح بالميثاق الغليظ ليدل على عظم ومكانة الزواج فى الاسلام، فجمع المحدثون الأحاديث الواردة في النكاح كالإمام مسلم في صحيحه، وأبي داود في سننه وغيرهما، وأفردوا للنكاح كتابًا خاصًا عقب كتاب الإيمان وأركان الإسلام الخمسة مباشرة، حتى أنهم قدموه على كتاب الجهاد في سبيل الله. يرى بعض العلماء أن النكاح يقدم على الحج، والحج ركن من أركان الإسلام، وكذلك يقدم على النوافل من العبادات الأخرى. أمر النبي -صلي الله عليه وسلم- بحضور مناسبة الزواج، وإظهار الفرح به، ويدل ذلك على أهميته وشديد العناية به، ويظهر المسلمون الفرح بزواج فلان وفلانة من المعارف والأقارب فرحًا ببناء أسرة جديدة فى المجتمع. المراجع ^ أ ب ت ث ج سورة الروم، آية:21
↑ إسماعيل الأصبهاني (1419)، الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة (الطبعة 2)، السعودية / الرياض:الراية، صفحة 408، جزء 1.
- ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا
- من آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا
ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا
جوانب الإعجاز التشريعي في الآية:
1- الزواج تشريع إلهي لتحقيق أهداف معينة وغايات سامية للفرد وللمجتمع. 2- هيأ الله تعالى كلاًّ من الزوجين للتكامل مع الآخر. 3- الزواج صنعة الله. 4- حكام خمسة في الزواج لا توجد إلا في التشريع الإسلامي:
أ- الزواج قد يكون واجبًا عند القدرة عليه وشدة الرغبة فيه، والخوف من الفاحشة. ب- العاجزون عن الزواج لا يجوز لهم قضاء شهوتهم بأساليب أخرى غير شرعية. ت- قد يكون الزواج مستحبًّا، وذلك هو الأصل. ث- قد يكون مباحًا؛ كما يقول بعض الفقهاء حين تستوى الدوافع إليه من الموانع. ج- قد يكون مكروهًا حين يكون في الزواج احتمال الأضرار بالطرف الآخر. • الأنثى في التشريع الإسلامي تتساوى مع الذكر في الخلق. • المرأة في اليهودية رأس الخطيئة ومنبع الإغراء وحبل الشيطان. • حتى سنة 1085 كان يحق للزوج أن يبيع زوجته. ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا تفسير. • نوقش في مجمع ماكون سنة 581م:
1- هل للمرأة روح؟
2- هل تعتبر المرأة في جملة البشر؟
7- الأهداف الثلاثة الكبرى: المودة والرحمة والسكينة. • المودة: الحب والجماع. 1- الجماع يحتاج إلى حب. 2- بالجماع تتحقق الراحة النفسية والعصبية والجسدية. 3- إقامة الحياة الآمنة المطمئنة السعيدة. 8- الهوة كبيرة بين الزواج الشرعي وبين العلاقات الأخرى:
• الشيوعية الجنسية ( نكاح الرهط، ونكاح البغايا).
من آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا
التشريع نوعان:
• إلهي: ( قرآن وسنة، واجتهاد). • وضعي: ما وضعه الناس من عند أنفسهم. مسائل التشريع:
أولاً: مسائل لم ترد فيها نصوص خاصة من القرآن والسنة، وإن أحاطت بها نصوص عامة على نحوٍ ما. ثانيًا: مسائل حدث لها نظائر أيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ظروف خاصة. مسائل وردت فيها نصوص متعددة متعارضة في ظاهرها في بادئ الرأي، أو غامضة من حيث المراد منها. التشريع عملية مستمرة تُواكب حاجات الناس ومصالحهم في ضوء النصوص الشرعية من القرآن والسنة، أو القياس عليهما، والاستنباط من معانيهما؛ ذلك لأن الشارع ما وضع الشريعة وأمر الناس بها إلا لإصلاح معاشهم ومعادهم، وقد سلك لذلك طُرقًا، وبنى أحكامه على قواعد. عملية التشريع تحتاج إلى الأصولي والفقيه. ما المراد من قوله تعالى خلق لكم من انفسكم ازواجا - إسألنا. السكن:
الزوجة - الجنة - الليل - بيت المقدس - صلاة الرسول - مكة - البيوت - الأرض - سبأ:
• الزوجة: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 189].
[٣] [٤]
وقوله تعالى: (مِّنْ أَنفُسِكُمْ) ، [١] أي ذات الجنس في البشرية والإنسانية، [٥] والسكن في قوله تعالى (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) ، [١] ويقصد به السكن الحسي في سكن يضم الزوجين، والسكن المعنوي من إباحة الخلوة بمكان يحفظ الحياء والمودة بينهما؛ قال تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ)، [٦] ففي السكن المادي دوام الاستقرار والأمن والرعاية، وفى السكن المعنوي السعادة والرضا والقبول، ومعرفة الحقوق والواجبات. [٧]
تفسير "وجعل بينكم مودة ورحمة"
قال تعالى: ( وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، [١] فغاية الزواج قيام ال رحمة والشفقة ودوام العطف، فإن كانت العلاقة الجنسية بين الزوجين إشباعًا للغريزة والاتصال المادي، فالمودة والرحمة إشباعًا لحاجات الروح واتصال النفوس، وهدف الاجتماع هو بناء عش الزوجية على أسس كريمة، فإذا كانت الحياة الزوجية مبنية على طاعة الله ومرضاته، تقوى العلاقة الزوجية لتصبح الصلة الروحية بينهما تفوق في غالب الأحيان الصلة بأقرب الناس، وتستمر لأيام المشيب. [٨]
ولبعض أهل العلم معاني لطيفة في المودة والرحمة التي تنتج بسبب عصمة النكاح، قال مجاهد: "المودة الجماع، والرحمة الولد"، وبه قال الحسن وابن عباس، وقال السدي: "المودة المحبة، والرحمة الشفقة"، وقيل: المودة حب الرجل امرأته، والرحمة رحمته إياها من أن يصيبها بسوء، وقيل: المودة للشابة، والرحمة للعجوز، وقيل: المودة والرحمة من الله والفرك من الشيطان، والفرك بغض المرأة زوجها وبغض الزوج المرأة.