وهذا الترتب بين الجملتين يشعر بالسببية وأن لكل امرأة معتدة حق السكنى في بيت زوجها مدة العدة لأنها معتدة لأجله أي لأجل حفظ نسبه وعرضه فهذا [ ص: 300] مقتضى الآية. ولذلك قال مالك وجمهور العلماء بوجوب السكنى للمطلقة المدخول بها سواء كان الطلاق رجعيا أو بائنا وقال ابن أبي ليلى: لا سكنى إلا للمطلقة الرجعية ، وعلل وجوب الإسكان للمطلقة المدخول بها بعدة أمور: حفظ النسب ، وجبر خاطر المطلقة وحفظ عرضها. وسيجيء في هذه السورة قوله تعالى أسكنوهن من حيث سكنتم الآية. وتعلم أن ذلك تأكيد لما في هذه الآية من وجوب الإسكان في العدة أعيد ليبين عليه قوله ( من وجدكم) وما عطف عليه. والاستثناء في قوله ( إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) يحتمل أن يرجع إلى الجملتين اللتين قبله كما هو الشأن فيه إذا ورد بعد جمل على أصح الأقوال لعلماء الأصول. سورة الطلاق. ويحتمل أن يرجع إلى الأخيرة منهما وهو مقتضى كونه موافقا لضميرها إذ كان الضمير في كلتيهما ضمير النسوة. وهو استثناء من عموم الأحوال التي اقتضاها عموم الذوات في قوله لا تخرجوهن ولا يخرجن. فالمعنى: إلا أن يأتين بفاحشة فأخرجوهن أو ليخرجن ، أي يباح لكم إخراجهن وليس لهن الامتناع من الخروج وكذلك عكسه.
الاعجاز القراني في قوله تعالى (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ ) - هوامير البورصة السعودية
لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة. استئناف أو حال من ضمير أحصوا العدة ، أي حالة كون العدة في بيوتهن ، ويجوز أن تكون بدل اشتمال من مضمون جملة أحصوا العدة لأن مكثهن في بيوتهن في مدة العدة يحقق معنى إحصاء العدة. ولكلا الوجهين جردت الجملة عن الاقتران بالواو وجوازا أو وجوبا. وفي إضافة البيوت إلى ضمير النساء إيماء إلى أنهن مستحقات المكث في البيوت مدة العدة بمنزلة مالك الشيء وهذا ما يسمى في الفقه ملك الانتفاع دون العين ولأن بقاء المطلقات في البيوت اللاتي كن فيها أزواجا استصحاب لحال الزوجية إذ الزوجة هي المتصرفة في بيت زوجها ولذلك يدعوها العرب ( ربة البيت) وللمطلقة حكم الزوجة ما دامت في العدة إلا في استمتاع المطلق. تفسير الآية رقم (1) من سورة الطلاق - موسوعة عين. وهذا الحكم سببه مركب من قصد المكارمة بين المطلق والمطلقة. وقصد الانضباط في علة الاعتداد تكميلا لتحقق لحاق ما يظهر من حمل بأبيه المطلق حتى يبرأ النسب من كل شك
وجملة ولا يخرجن عطف على جملة لا تخرجوهن وهو نهي لهن عن الخروج فإن المطلق قد يخرجها فترغب المطلقة في الخروج لأنها تستثقل البقاء في بيت زالت عنه سيادتها فنهاهن الله عن الخروج. فإذا كان البيت مكترى سكنته المطلقة وكراؤه على المطلق وإذا انتهى أمد كرائه فعلى المطلق تجديده إلى انتهاء عدة المطلقة.
065 : سورة الطلاق بدون تشكيل - منهل الثقافة التربوية
قالت: هذا لمن كانت له رجعة فأي أمر يحدث بعد الثلاث اهـ. ويرد على ذلك أن إحداث الأمر ليس قاصرا على المراجعة فإن من الأمر الذي يحدثه الله أن يرقق قلوبهما فيرغبا معا في إعادة المعاشرة بعقد جديد. وعلى تسليم اقتصار ذلك على إحداث أمر المراجعة فذكر هذه الحكمة لا يقتضي تخصيص عموم اللفظ الذي قبلها إذ يكفي أن تكون حكمة لبعض أحوال العام. فالصواب أن حق السكنى للمطلقات كلهن ، وهو قول جمهور العلماء. وقوله ( من حيث سكنتم) ، أي في البيوت التي تسكنونها ، أي لا يكلف المطلق بمكان للمطلقة غير بيته ولا يمنعها السكنى ببيته. وهذا تأكيد لقوله ( لا تخرجوهن من بيوتهن). [ ص: 327] فإذا كان المسكن لا يسع مبيتين متفرقين خرج المطلق منه وبقيت المطلقة ، كما تقدم فيما رواه أشهب عن مالك. الاعجاز القراني في قوله تعالى (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ ) - هوامير البورصة السعودية. و ( من) الواقعة في قوله ( من حيث سكنتم) للتبعيض ، أي في بعض ما سكنتم ويؤخذ منه أن المسكن صالح للتبعيض بحسب عرف السكنى مع تجنب التقارب في المبيت إن كانت غير رجعية ، فيؤخذ منه أنه إن لم يسعهما خرج الزوج المطلق. و ( من) في قوله ( من وجدكم) بدل مطابق ، وهو بيان لقوله ( من حيث سكنتم) فإن مسكن المرء هو وجده الذي وجده غالبا لمن لم يكن مقترا على نفسه.
تفسير الآية رقم (1) من سورة الطلاق - موسوعة عين
يريد أنها مستغنى عن أخذ حكم سكناها من هذه الآية. ولا يريد أنها مستثناة من حكم الآية. وقال قتادة وابن أبي ليلى وإسحاق وأبو ثور وأحمد بن حنبل: لا سكنى للمطلقة طلاقا بائنا. ومتمسكهم في ذلك ما روته فاطمة بنت قيس: أن زوجها طلقها ثلاثا وأن أخا زوجها منعها من السكنى والنفقة ، وأنها رفعت أمرها إلى [ ص: 326] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: إنما السكنى والنفقة على من له عليها الرجعة. وهو حديث غريب لم يعرفه أحد إلا من رواية فاطمة بنت قيس. ولم يقبله عمر بن الخطاب. فقال: لا نترك كتاب الله وسنة نبينا لقول امرأة لا ندري لعلها نسيت أو شبه عليها. وأنكرته عائشة على فاطمة بنت قيس فيما ذكرته من أنه أذن لها في الانتقال إلى مكان غير الذي طلقت فيه كما تقدم. ولا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن. وروي أن عمر روى عن النبيء - صلى الله عليه وسلم - أن للمطلقة البائنة سكنى. ورووا أن قتادة وابن أبي ليلى أخذا بقوله تعالى ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) إذ الأمر هو المراجعة ، فقصرا الطلاق في قوله ( إذا طلقتم النساء) ، على الطلاق الرجعي لأن البائن لا تترقب بعده مراجعة وسبقها إلى هذا المأخذ فاطمة بنت قيس المذكورة. روى مسلم أن مروان بن الحكم أرسل إلى فاطمة بنت قيس يسألها عن الحديث فحدثته فقال مروان: لم نسمع هذا الحديث إلا من المرأة سنأخذ بالعصمة التي وجدنا عليها الناس فبلغ قول مروان فاطمة بنت قيس فقالت: بيني وبينكم القرآن ، قال الله عز وجل ( لا تخرجوهن من بيوتهن) ، إلى قوله ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا).
سورة الطلاق
وإما أن يراد به مبينة الثبوت للمدة التي تخرج. وقد اختلفوا في المراد من الفاحشة هنا وفي معنى الخروج لأجلها فعن ابن مسعود وابن عباس والشعبي والحسن وزيد بن أسلم والضحاك وعكرمة وحماد والليث بن سعد وأبي يوسف: أن الفاحشة الزنا ، قالوا: ومعاد الاستثناء الإذن في إخراجهن ، أي ليقام عليهن الحد. وفسرت الفاحشة بالبذاء على الجيران والإحماء أو على الزوج بحيث أن بقاء أمثالهن في جوار أهل البيت يفضي إلى تكرر الخصام فيكون إخراجها من ارتكاب أخف الضررين ونسب هذا إلى أبي بن كعب لأنه قرأ إلا أن يفحشن عليكم بفتح التحتية وضم الحاء المهملة أي الاعتداء بكلام فاحش وروي عن ابن عباس أيضا واختاره الشافعي. وفسرت الفاحشة بالمعصية من سرقة أو سب أو خروج من البيت فإن العدة بله الزنا ونسب إلى ابن عباس أيضا وابن عمر وقاله السدي وأبو حنيفة. وعن قتادة الفاحشة: النشوز ، أي إذا طلقها لأجل النشوز فلا سكنى لها. وعن ابن عمر والسدي إرجاع الاستثناء إلى الجملة التي هو موال لها وهي جملة ( ولا يخرجن) أي هم منهيات عن الخروج إلا أن يردن أن يأتين بفاحشة ، ومعنى ذلك إرادة تفظيع خروجهن ، أي إن أردن أن يأتين بفاحشة يخرجن وهذا بما يسمى تأكيد الشيء بما يشبه ضده كذا سماه السكاكي تسمية عند الأقدمين تأكيد المادح بما يشبه الذم ومنه قول النابغة: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب [ ص: 302] فجعلت الآية خروجهن ريبة لهن وحذرت النساء منه بأسلوب خطابي بفتح الخاء فيكون هذا الاستثناء منعا لهن من الخروج على طريقة المبالغة في النهي.
والقول الثاني: أنها لا يلزمها لزوم المسكن ، بل هي كالزوجات الأخر ؛ لأن الله
تعالى سماه بعلا ـ أي: زوجا ـ فهي إذاً زوجة ، وما دامت زوجة فهي كغيرها من
الزوجات ، تخرج من البيت ليلا ونهارا ، ولا يلزمها السكنى. وأما ما استدلوا به من قوله تعالى: (وَلَا يَخْرُجْنَ) ، فالمراد: خروج مفارقة
ليس المراد خروجا لأي سبب ، وهذا القول هو الصحيح " انتهى من" الشرح الممتع"
(13/187). ويدل لمذهب الجمهور: ما روى مسلم (1483) عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله
عنهما قال: طُلِّقَتْ خَالَتِي فَأَرَادَتْ أَنْ تَجُدَّ نَخْلَهَا فَزَجَرَهَا
رَجُلٌ أَنْ تَخْرُجَ ، فَأَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: بَلَى ، فَجُدِّي نَخْلَكِ ، فَإِنَّكِ عَسَى أَنْ تَصَدَّقِي ، أَوْ
تَفْعَلِي مَعْرُوفًا. في "سبل السلام" (2/296): "والحديث دليل على جواز خروج المعتدة من طلاق بائن من
منزلها في النهار للحاجة إلى ذلك, ولا يجوز لغير حاجة, وقد ذهب إلى ذلك طائفة من
العلماء, وقالوا: يجوز الخروج للحاجة والعذر ليلا ونهارا كالخوف وخشية انهدام
المنزل ويجوز إخراجها إذا تأذت بالجيران, أو تأذوا بها أذى شديدا ، لقوله تعالى
(لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ
بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) ، وفُسّر الفاحشة بالبذاءة على الأحماء وغيرهم.
تفسير الميسر يا أيها النبي إذا أردتم- أنت والمؤمنون- أن تطلِّقوا نساءكم فطلقوهن مستقبلات لعدتهن -أي في طهر لم يقع فيه جماع، أو في حَمْل ظاهر- واحفظوا العدة؛ لتعلموا وقت الرجعة إن أردتم أن تراجعوهن، وخافوا الله ربكم، لا تخرجوا المطلقات من البيوت التي يسكنَّ فيها إلى أن تنقضي عدتهن، وهي ثلاث حيضات لغير الصغيرة والآيسة والحامل، ولا يجوز لهن الخروج منها بأنفسهن، إلا إذا فعلن فعلة منكرة ظاهرة كالزنى، وتلك أحكام الله التي شرعها لعباده، ومن يتجاوز أحكام الله فقد ظلم نفسه، وأوردها مورد الهلاك. لا تدري- أيها المطلِّق-: لعل الله يحدث بعد ذلك الطلاق أمرًا لا تتوقعه فتراجعها. "
إن كانت السموات تشير للنفس البشرية التي يتقبلها الله مسكنًا له، أو سموات له، والجسد بتقديسه يكون أرضًا مقدسة، ففي المسيح يسوع نتمتع بهذه السموات والأرض، أي ننعم بنفس هي هيكل للرب وجسد مقدس لحساب مملكته. تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 1 "في البدء خلق الله السماوات والأرض "
هى كلمة تشير لمعنيان:
تشير للوقت الذي بدأ الله فيه خلقة الأشياء، أى حينما بدأت تدور عقارب ساعة الزمان فالله أزلى أبدى، غير زمنى. ولكن الخليقة زمنية تقاس بالزمن فحينما بدأت الخليقة بدأ معها الزمان. وكلمة فى البدء تعنى الحركة الأولى للخلقة وبداية الزمن. إن في خلق السموات والارض - موضوع. نضع أمامنا هذه الآيات " أنا من البدء…" (يو25:8)
"به كان كل شئ…" (يو3:1)
"في البدء كان الكلمة" (يو1:1)
"بكر كل خليقة…" (كو 15:1)
"هو قبل كل شئ وفيه يقوم الكل" (كو 17:1)
"الذى كان من البدء…" (1يو1:1 + 1يو2: 14،13)
"الذى هو البداءة…" (كو 18:1)
لذلك رأى كثير من الآباء أن فى البدء = فى المسيح يسوع ويكون المعنى أن فى المسيح يسوع خلق الله السموات والأرض. أو فى كلمة الله خلق الله…
هذا يثبت أن الله هو الذى خلق العالم. وهذا الكلام موجه لليهود الذين عاشوا وسط الجو الوثني فى مصر وسمعوا عن آلهة كثيرة وبهذا يعلموا أن إلههم الواحد هو خالق السموات والأرض فلا يعبدوا هذه المخلوقات (الملائكة أو الشمس أو النار…) وهي تعنى أن العالم مخلوق وليس أزلى وهذا ثابت علمياً الآن:-
قانون إضمحلال الطاقة: فالشمس تزداد فيها البقع المظلمة حسب قانون.
مدة خلق السموات والأرض - إسلام ويب - مركز الفتوى
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ".
" الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ": اي الذين لا يقطعون ذكر الله تعالى في جميع الاحوال بألسنتهم و بسرائرهم وضمائرهم ولا يكتفون بذلك.
" وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " اي يفهمون مافي السموات والارض من دلالة على عظمة الخالق وقدرته وعلى حكمته وعلمه ظن ويتفكرون ويتدبرون في هذا الكون الواسع ومافيه من جمال صنع الله تعالى وابداعه في مخلوقاته ليصلوا الى الايمان الكبير العميق ويعترفوا بوحدانية الله وعظيم قدرته. قال سليمان الداراني: " إني أخرج من بيتي فما يقع بصرى على شيء إلا رأيت لله على فيه نعمة ، ولى فيه عبرة ". لخلق السموات والارض اكبر من خلق الناس. وقال الحسن البصري: " تفكر ساعة خير من قيام ليلة". وقال الفخر الرازي: "دلائل التوحيد محصورة في قسمين: دلائل الآفاق ، ودلائل الأنفس. ولا شك أن دلائل الآفاق أجل وأعظم ".
" رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ": أي ما خلقت هذا عبثا بل بالحق لنجزي المحسن بالحسنى ونجزي الذين أساؤوا بمثل ما عملوا " سبحانك " اي ان تخلق شيئا باطلا. "
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين. قوله تعالى: خلق الله السماوات والأرض بالحق أي بالعدل والقسط. وقيل: بكلامه وقدرته وذلك هو الحق. مدة خلق السموات والأرض - إسلام ويب - مركز الفتوى. إن في ذلك لآية أي علامة ودلالة للمؤمنين المصدقين. ﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى: خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: خلق الله يا محمد، السماوات والأرض وحده منفردا بخلقها، لا يشركه في خلقها شريك (إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً) يقول: إن في خلقه ذلك لحجة لمن صدق بالحجج إذا عاينها، والآيات إذا رآها.
تك 1:1 في البدء خلق الله السموات والأرض – أوتار السماء
ذريني أتعبد لربي ، قالت: قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك ، قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بل حجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض ، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال: أفلا أكون عبدا شكورا ؟ لقد نزلت علي الليلة آيات ، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها "إن في خلق السماوات والأرض" صححه الألباني - السلسلة الصحيحة: 1 / 106
"أن في خلق السموات والارض ": بين الله سبحانه وتعالى عظيم خلقه بارتفاع السماء واتساعها والارض في انخفاضها واتضاعها وكثافتها وكل مافيهما من أيات الله العظيمه من ثوابت وبحار ، وجبال وقفار ، وكوكب سيارات ، وأشجار ونبات ظن وثمار وزرع ، وحيوان ومنافع ومعادن ، وكلها مختلفة الطعوم والالوان والخواص والروائح.
" وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ": أي تعاقبهما وتقارضهما القصر والطول ، فتارة يقصر هذا ويطول هذا ومن ثم يعتدلان ، وتارة أخرى يطول هذا ويقصر هذا وكل ذلك بتقدير من العزيز الحكيم القادر على كل شيء.
" لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ":أي العقول النيره الذكيه والتي تدرك حقيقة الاشياء ، ذو العقول والافكار السليمه وليسوا كالصم البكم كما قال عنهم الله تعالى " وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ.
قال أبو العالية: أي: أعظم من خلق الدجال حين عظمته اليهود. وقال يحيى بن سلام: هو احتجاج على منكري البعث ، أي: هما أكبر من إعادة خلق الناس فلم اعتقدوا عجزي عنها ؟. ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك. شرح المفردات و معاني الكلمات: لخلق, السماوات, الأرض, أكبر, خلق, الناس, أكثر, الناس, يعلمون,
تحميل سورة غافر mp3:
محرك بحث متخصص في القران الكريم
Sunday, April 24, 2022
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب
إن في خلق السموات والارض - موضوع
الحمد لله. هذا مما أشكل على بعض الناس فهمه ، فظن بعضهم أن الله خلق السموات والأرض في ثمانية أيام كما ذكر الله في سورة فصلت: (قل أئنكم لتكفرون
بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادًا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثم
استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء
الدنيا بمصابيح وحفظًا ذلك تقدير العزيز العليم) فصلت / 9ـ12. وأنه يعارض الآية الأخرى التي ذكرت أنه خلقها في ستة أيام. وهذا فهم خاطئ والجواب عليه أن يقال:
ليس هناك تناقض ولا تفاوت بين المدة الزمنية التي جاءت في هذه الآيات وبين الآيات الأخرى التي ورد فيها تحديد المدة بأنها ستة
أيام.
كما يقول: [لا تظن يا إنسان أن العالم المنظور بلا بداية لمجرد أن الأجسام السماوية تتحرك في فلك دائري ويصعب علي حواسنا تحديد نقطة البداية، أي متي تبدأ الحركة الدائرية، فتظن أنها بطبيعتها بلا بداية [22]]، ويقول: [الذي بدأ بزمن ينتهي أيضًا في زمن [23]]. هنا لا يعني وجود زمن في بداية الحركة للعمل إنما يؤكد انتزاع فكرة الأزلية، فمع عدم وجود زمن لكنه وجدت بداية قبلها إذ كان العالم عدمًا. وقد جاء العلم يؤكد عدم أزلية المادة [24]. ويأخذ كثير من الآباء بجانب هذا التفسير الحرفي أو التاريخي "في البدء" التفسير الرمزي أو الروحي، فيرون أنه يعني "في المسيح يسوع" أو "في كلمة الله" خُلقت السموات والأرض، وفيما يلي بعض كلمات الآباء في هذا الشأن:
v الابن نفسه هو البدء. فعندما سأله اليهود: من أنت؟ أجابهم: "أنا هو البدء" (يو 8: 25). هكذا في البدء خلق الله السموات والأرض. القديس أغسطينوس
v من هو بدء كل شيء إلاَّ ربنا ومخلص جميع الناس (1 تي 4: 10) يسوع المسيح، "بكر كل الخليقة" (كو 1: 15)؟ ففي هذا البدء، أي في كلمته "خلق الله السموات والأرض"، وكما يقول الإنجيلي يوحنا في بداية إنجيله: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله، هذا كان في البدء عند الله، كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو 1: 1-3).