[ ص: 1965] تفسير سورة الفجر
وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر
الظاهر أن المقسم به، هو المقسم به، وذلك جائز مستعمل، إذا كان أمرا ظاهرا مهما، وهو كذلك في هذا الموضع. تفسير سورة الفجر السعدي فيس. فأقسم تعالى بالفجر، الذي هو آخر الليل ومقدمة النهار، لما في إدبار الليل وإقبال النهار، من الآيات الدالة على كمال قدرة الله تعالى، وأنه تعالى هو المدبر لجميع الأمور، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ويقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة، يحسن أن يقسم الله بها، ولهذا أقسم بعده بالليالي العشر، وهي على الصحيح: ليالي عشر رمضان، أو عشر ذي الحجة، فإنها ليال مشتملة على أيام فاضلة، ويقع فيها من العبادات والقربات ما لا يقع في غيرها. وفي ليالي عشر رمضان ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وفي نهارها، صيام آخر رمضان الذي هو أحد أركان الإسلام. وفي أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله على عباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة لأن يقسم الله بها.
- تفسير سورة الفجر السعدي pdf
- اية عن الاسراف
- ايه قرانيه عن الاسراف
تفسير سورة الفجر السعدي Pdf
فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا
مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ( 15)
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي
أَهَانَنِ ( 16) كَلا
بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ( 17) وَلا
تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ( 18)
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَمًّا ( 19)
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ( 20). يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان من
حيث هو، وأنه جاهل ظالم، لا علم له بالعواقب، يظن الحالة التي تقع فيه تستمر ولا
تزول، ويظن أن إكرام الله في الدنيا وإنعامه عليه يدل على كرامته عنده وقربه منه،
وأنه إذا ( قدر عَلَيْهِ رِزْقُهُ) أي:
ضيقه، فصار بقدر قوته لا يفضل منه، أن هذا إهانة من الله له، فرد الله عليه هذا
الحسبان: بقوله ( كَلا) أي:
ليس كل من نعمته في الدنيا فهو كريم علي، ولا كل من قدرت عليه رزقه فهو مهان لدي،
وإنما الغنى والفقر، والسعة والضيق، ابتلاء من الله، وامتحان يمتحن به العباد،
ليرى من يقوم له بالشكر والصبر، فيثيبه على ذلك الثواب الجزيل، ممن ليس كذلك
فينقله إلى العذاب الوبيل. وأيضًا، فإن وقوف همة العبد عند
مراد نفسه فقط، من ضعف الهمة، ولهذا لامهم الله على عدم اهتمامهم بأحوال الخلق
المحتاجين، فقال: ( كَلا بَل لا تُكْرِمُونَ
الْيَتِيمَ) الذي فقد أباه وكاسبه، واحتاج إلى جبر خاطره والإحسان إليه.
والليل إذا يسر أي: [ ص: 1966] وقت سريانه وإرخائه ظلامه على العباد، فيسكنون ويستريحون ويطمئنون، رحمة منه تعالى وحكمة. هل في ذلك المذكور قسم لذي حجر أي: لذي عقل؟ نعم، بعض ذلك يكفي، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
فالاسراف من صفات الكافرين كما جاء فى قول الله تعالى فى سورة طه (وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ). وهو من صفات الطغاة الجبارين الذي يغضب عليهم الله ورسوله تصديقا لقول الله تعالى فى سورة يونس (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ). ولقد نهى الله الناس عن اتباع المسرفين وعدم طاعتهم وذلك فى قول الله تعالى فى سورة الشعراء (وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ). حديث نبوي عن الإسراف - موضوع. والمسرفين لا يختلفوا عن المبذرين الذين اغواهم الشيطان لفعل ذلك وعدم اتباع اقوال الله والانتهاء عن ما قد يسبب لنا مشكلات فى دنيانا. كما جاء فى سورة الاسراء (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ). فكما رزقنا الله الطعام والشراب يجب ان نستخدمهم بحكمة ودون اسراف حتى نحافظ عليهم لكل الناس. آيات عن الماء والمجتمع
يجب على المجتمع ان يكون على دراية باهمية الحفاظ على الماء وعد اسرافه وتلويثه و عدم القاء اية قتذورات او مخلفات فى مجارى الماء العزبة التى يستخدمها الناس. ذلك لان المجتمع لا يستطيع ان يحيا دون الماء فهو الذي يتوقف عليه مدى غنى او فقر المجتمع مدى صحته او مرضه فهو مصدر الخير لنا جميعا.
اية عن الاسراف
والله أعلم. روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ( أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد نبيها الشبع ؛ فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم ، وضعفت قلوبهم ، وجمحت شهواتهم) رواه البخاري. ولقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نأكل كل ما تشتهيه الأنفس ؛ فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من الإسراف أن تأكل ما اشتهيت) رواه ابن ماجه
ايه قرانيه عن الاسراف
أحاديث نبوية في ذم الإسراف
الإسراف من الصّفات الشخصيّة المذمومة التي نهى عنها الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في الكثير من الأحاديث، نذكر منها الآتي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [كُلوا وتصدَّقوا ، والبَسوا في غيرِ إسرافٍ ولا مَخيَلةٍ] [١] ، في هذا الحديث تحريم للإسرف في المشرب والملبس والمأكل، ذلكَ أنّ الإنسان إذا أعطى نفسه كل ما تشتهي دون ضوابط، دون وأن يضع لها حد، دخل التكبّر إلى نفسه، وصار كل همّه كيف يمنحها الشّهوات، ومن يستمتع بجميع شهواته في الدّنيا، يُنقص ذلكَ من أجره في الآخرة، وجاء في الحديث الأمر بالتصدّق لتهذيب النّفس، وضبطها. [٢]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٍ يُقِمْنِ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كَانَ لاْ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ] [٣] ، وفي هذا الحديث نصيحة للإنسان بعدم الإسراف في الأكل، حتى لا يصل إلى الشبع المفرط، لما لهذا الأخير من مضار على صحّته مثل ضيق النّفس، وشعوره بالخمول الذي يودي به إلى التّثاقل عن الطّاعات، وبالتّالي فساد دينه ودنياه. [٤] مرّ النبي صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بسعدٍ وهو يتوضّأُ فقال: [ ما هذا السَّرفُ يا سعدُ؟ قال: أفي الوضوءِ سرفٌ، قال: نعم وإن كنتَ على نهَرِ جارٍ] [٥] ، وفي هذا نهي عن الإسراف عن الماء ولو كان من مصدر مائي مثل النّهر، سواء كان للوضوء أو لغيره، فإن كان النّهي عن الإسراف بالماء من مصدر مجرى مائي، فكيف إن كان الماء من مصدر محدود.
ما هي الآيات القرآنية التى تحتوي على معنى الإسراف فى الأموال أو تكلمت عن المبذرين وشكراً؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد
تحدثت آيات كثيرة في القرآن الكريم عن المال من جميع الجوانب، وذلك يدل
قطعاً على العناية التي يوليها الإسلام لحفظ الأموال، وصرفها فيما ينبغي أن
تصرف فيه. وأما الآيات التي أمر الله تعالى فيها بحفظ المال ونهى فيها
عن التبذير والإسراف، فمنها قوله تعالى: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ
مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ
مَلُوماً مَحْسُوراً) [الإسراء:29]. وقوله عز وجل: (وَلا تُبَذِّرْ
تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ
الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) [الإسراء: 26-27]. اية عن الاسراف. وكذلك قوله جل
وعلا: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا
وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [الفرقان:67]. وقد رغب الله في حفظ
المال في آية المداينة، حيث أمر بالكتابة والإشهاد والرهن، وذلك في قوله
تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ
إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ) [البقرة:282].