الثاني: أن كلمة " ما " في قوله: ( ربما يود الذين كفروا) اسم ، و ( يود) صفة له ، والتقدير: رب شيء يوده الذين كفروا. قال الزجاج: ومن زعم أن الآية على إضمار كان وتقديره ربما يود الذين كفروا فقد خرج بذلك عن قول سيبويه ، ألا ترى أن كان لا تضمر عنده ؟ ولم يجز عبد الله المقبول وأنت تريد كان عبد الله المقبول. المسألة الخامسة: في تفسير الآية وجوه على مذهب المفسرين ، فإن كل أحد حمل قوله: ( ربما يود الذين كفروا) على محمل آخر ، والأصح ما قاله الزجاج فإنه قال: الكافر كلما رأى حالا من أحوال العذاب ورأى حالا من أحوال المسلم ود لو كان مسلما ، وهذا الوجه هو الأصح. وأما المتقدمون فقد ذكروا وجوها. قال الضحاك: المراد منه ما يكون عند الموت ، فإن الكافر إذا شاهد علامات العقاب ود لو كان مسلما. تفسير: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين). وقيل: إن هذه الحالة تحصل إذا اسودت وجوههم ، وقيل: بل عند دخولهم النار ونزول العذاب ، فإنهم يقولون: ( أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل) [ إبراهيم: 44] وروى أبو موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان يوم القيامة واجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء من أهل القبلة قال الكفار لهم: ألستم مسلمين ؟ قالوا: بلى ، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم ، وقد صرتم معنا في النار ؟ فيتفضل الله تعالى بفضل رحمته ، فيأمر بإخراج كل من كان من أهل القبلة من النار ، فيخرجون منها ، فحينئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين " ، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية.
ربما يود الذين كفروا لو كانوا مؤمنين
(وَقالُوا: يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) الواو استئنافية وقالوا فعل وفاعل وجملة يا أيها الذي نزل إلخ مقول القول ويا حرف نداء وأي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب والهاء للتنبيه والذي بدل من أي وجملة نزل صلة وعليه متعلقان بنزل والذكر نائب فاعل وإن واسمها واللام المزحلقة ومجنون خبر إن. (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) لو ما حرف تحضيض كهلا وتكون حرف امتناع لوجود والفرق بينهما أن التحضيضية لا يليها إلا الفعل ظاهرا أو مضمرا والامتناعية لا يليها إلا الأسماء وقد تقدم بسط ذلك وسيأتي مزيد من بحث لو ما. ربما يود الذين كفروا لو كانوا مؤمنين. وتأتينا فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به وبالملائكة متعلقان بتأتينا وإن شرطية وكنت كان واسمها ومن الصادقين خبرها وجواب إن محذوف تقديره آتيتنا بالملائكة. (ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ) كلام مستأنف مسوق للرد على دعواهم وفيه لف ونشر مشوش وسيأتي حكمه في باب البلاغة وما نافية وننزل فعل مضارع فاعله مستتر تقديره نحن والملائكة مفعول به. وإلا أداة حصر وبالحق حال أي ملتبسا بالحق فالباء للملابسة ويجوز تعليقه بنزل وجعله الزمخشري نعتا لمصدر محذوف أي الا تنزلا ملتبسا بالحق والجميع جائز والواو عاطفة وما نافية وكانوا كان واسمها وإذن حرف جواب وجزاء مهمل ومنظرين خبر كان.
شبهة ربما يود الذين كفروا
إعراب الآية 2 من سورة الحجر - إعراب القرآن الكريم - سورة الحجر: عدد الآيات 99 - - الصفحة 262 - الجزء 14. (رُبَما) كافة ومكفوفة (يَوَدُّ) مضارع مرفوع (الَّذِينَ) موصول فاعل والجملة مستأنفة (كَفَرُوا) ماض وفاعله والجملة صلة (لَوْ) حرف مصدري (كانُوا) كان واسمها (مُسْلِمِينَ) خبر ولو وما بعدها في تأويل المصدر في محل نصب مفعول به ليود استئناف ابتدائي وهو مفتتح الغرض وما قبله كالتنبيه والإنذار. و { ربما} مركبة من ( رب). وهو حرف يدل على تنكير مدخوله ويجر ويختص بالأسماء. وهو بتخفيف الباء وتشديدها في جميع الأحوال. وفيها عدة لغات. وقرأ نافع وعاصم وأبو جعفر بتخفيف الباء. وقرأ الباقون بتشديدها. واقترنت بها ( ما) الكافة ل ( ربّ) عن العمل. ودخول ( ما) بعد ( رب) يكُف عملها غالباً. وبذلك يصح دخولها على الأفعال. ربما يود الذين كفروا اعراب. فإذا دخلت على الفعل فالغالب أن يراد بها التقليل. والأكثر أن يكون فعلاً ماضياً ، وقد يكون مضارعاً للدلالة على الاستقبال كما هنا. ولا حاجة إلى تأويله بالماضي في التحقق. ومن النحويين من أوجب دخولها على الماضي ، وتأول نحو الآية بأنه منزّل منزلة الماضي لتحققه. ومعنى الاستقبال هنا واضح لأن الكفار لم يَودّوا أن يكونوا مسلمين قبل ظهور قوة الإسلام من وقت الهجرة.
كلمات الله الواضحة البيان، رسالته الأخيرة الكاملة إلى أهل الأرض، آمن بها من آمن... وعاند واستكبر من عاند. كلمات الله الواضحة البيان، رسالته الأخيرة الكاملة إلى أهل الأرض، آمن بها من آمن... وعاند واستكبر من عاند. ومع أول لحظات الإقبال على الآخرة تأتي الأمنيات المستحيلة: { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}. * ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين *. بل عندما يهتف ويهجم على القلب نداء الحق، تترائى تلك الأمنيات، ثم يتغلب التسويف حتى تنتهى الآجال ويسود الندم و الحسرات. فهل من عاقل معتبر ؟!!!! { الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ * رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ * ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ * مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ} [الحجر: 1 - 5]. قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى معظما لكتابه مادحا له { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} أي: الآيات الدالة على أحسن المعاني وأفضل المطالب، { وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} للحقائق بأحسن لفظ وأوضحه وأدله على المقصود، وهذا مما يوجب على الخلق الانقياد إليه، والتسليم لحكمه وتلقيه بالقبول والفرح والسرور.
* نبض السوسن
دعواتكم
المواضيع المتشابهه
مشاركات: 59
آخر مشاركة: 10-06-2011, 03:02 AM
مشاركات: 122
آخر مشاركة: 25-03-2011, 04:09 AM
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 06-03-2011, 02:26 PM
مشاركات: 30
آخر مشاركة: 19-02-2011, 03:34 AM
مواقع النشر (المفضلة)
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
كتاب مع ه
المؤلف: حسانة بنت محمد ناصر الدين الألباني - وسكينة بنت محمد ناصر الدين الألباني
89
10
118, 342
كتاب مع الله
09-05-2011 08:52 AM
#11
عضو رائع
Array
مشاركة بالجزء الثلاثون
10-05-2011 08:35 AM
#12))* هـــــم و همــــة *((
أهلاً أم شفاء
افتقدناك وقلقنا عليك
معكم بإذن الله في الجزء 24
رزقني الله وإياكن الإخلاص والتوفيق
قد نفتقدكم وتفتقدوننا::
لكن أرجو أن لا نفتقد دعواتكم
10-05-2011 03:22 PM
#13
عضو جديد
جزآك الله الف خييير آختتي ام شفاء..
وجعلله الله في ميزاإن حسنآإتتتتك. ، ؛
مشــــآإرركه في الجزء السآدس عششر ان شآء الله..
مشتركة في دورة السويتش
12-05-2011 12:07 AM
#14
{ دعوة في ظهر الغيب..
" سبحان الله وبحمده "
12-05-2011 11:24 PM
#15
لم أعد أخشاهـ!!
قال: خذ هذه البدرة ( كيس مملوء بالذهب)... قال: لا أريد المال. قال: فغمزني أحد الوزراء، أي: خذ الكيس؛ لأنه يريد أدنى علة لكي يقتله، قال: فأخذ الكيس فوزعه على الجنود حتى بقي الكيس فارغاً فرمى به وخرج، ولما خرج قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، قلناها يوم دخلنا وقلناها يوم خرجنا: ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران:174]... هذا هو حفظ الله لأوليائه وعباده الصالحين في الدنيا، لذلك يقول أحد الصالحين لابنه: هل أدلك على القوة التي لا تغلب؟ قال: نعم، قال: توكل على الله. النموذج الثالث: قصة التاجر الصالح
يذكر ابن القيم في كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي قصة رجل من الصالحين كان يصوم النهار ويقوم الليل، هذا الرجل الصالح كان يشتغل في التجارة، وكان كثير الذكر، والتلاوة، والصيام، والعبادة، خرج ببغلات -وعنده بغال يستعملها في التجارة- فمر به مجرم فقال: يا فلان! مع آية من كتاب الله ( خطبة ). أوصلني إلى ذلك المكان.. قال: اركب معي... فركب معه، فلما أصبحوا في غابة لا يراهم إلا الله، أتى هذا الرجل المجرم، فأخرج خنجراً معه، وقال لهذا الرجل الصالح: ادفع ما عندك من مال فو الله لأقتلنك، قال الرجل الصالح: أسألك بالله الذي قامت به السماوات والأرض أن تأخذ ما عندي من مال وما عندي من تجارة وتتركني، فلدي سبعةُ أبناءٍ وأمهم، لا يعولهم بعد الله إلا أنا.