والله أعلم.
مزمار عند نعمة الله
ومن خلال هذا التعريف يُدرك الفرقُ بين المعازف والموسيقى. وأما الحكم الشرعيّ للأغاني فمتوقِّفٌ على ما يتضمَّنه هذا الغناء، وكما قال أهل العلم: فقبيحها قبيح وحَسَنُها حسن. العلة في حرمة الموسيقى - إسلام ويب - مركز الفتوى. وأمّا الحكم الشرعيّ للمعازف: فالمعتمَد في المذاهب الفقهية الأربعة، وهو المنقول والمثبَت في الكتب المعتمَدة عندهم: أنّ المعازف منها: ما هو حرام وهي الآلات الوتريّة والنفخ. ومنها: ما هو مباح كالدُّف. قال الفقيه المحقِّق ابن حجر الهيتميُّ الشافعيُّ -رحمه الله- في كتابه "كفُّ الرعاع عن محرَّمات اللهو والسماع" ص: 118: "الأوتار والمعازف، كالطُّنْبُور والعُود والصَّنْج.. وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسَّفاهة والفُسوق، وهذه كلُّها محرَّمة بلا خِلاف، ومَن حكى فيه خلافًا فقد غلط أو غلب عليه هَواه، حتى أصمَّه وأعماه، ومنعه هداه، وزلَّ به عن سَنن تَقواه. وممَّن حكَى الإجماعَ على تحريم ذلك كلِّه: الإمامُ أبو العباس القرطبيُّ، وهو الثقة العدل، فإنَّه قال: -كما نقَلَه عن أئمَّتنا وأقرُّوه-: أمَّا َالـمَزَامِير والكُوبَة -الدِّربكة- فلا يُختَلف فِي تحريم سماعها، ولم أسمعْ عن أحدٍ ممَّن يُعتَبر قوله من السلف، وأئمَّة الخلف مَن يُبيح ذلك، وكيف لا يحرَّم وهو شعار أهل الخمور والفسوق، ومهيِّج للشهوات والفساد والـمُجون، وما كان كذلك لم يُشَكَّ فِي تحريمه ولا فِي تفسيق فاعله وتأثيمه.
الفتوى رقم 1780 السؤال: ما الدليل على تحريم الموسيقى والأغاني؟ وما هو سبب التحريم؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
اعلم -أخي السائل- أنّ ثمّة فرقًا بين الغناء والمعازف، فقد قال الحافظ ابن حجر العسقلانيّ -رحمه الله تعالى- في كتابه "فتح الباري" (2/442): "الغناء يُطلق على رفع الصوت، وعلى الترنُّم الذي تسمِّيه العرب (النَّصْب)، وعلى الحُداء، ولا يسمَّى فاعله مغنيًّا، وإنّما يُسمَّى بذلك من ينشد بتمطيط وتكسير وتهييج وتشويق بما فيه تعريض بالفواحش أو تصريح. فالأغاني: هي الكلمات التي تقال، وقد تتضمّن معازف وقد لا تتضمّن. المزامير والغناء والتصفيق - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقال العلَّامة اللّغوي الزَّبِيدِيُّ: والـمَعازِفُ: المـَلاهِي التي يُضْرَبُ بها كالعُودِ والطُّنْبُورِ والدُّفِّ وغَيْرِها، وفي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: "إِذا سَمِعْنَ صَوْتَ الـمَعازِفِ أَيْقَنَّ أَنَّهُن هَوالِكُ"… والعازِفُ: اللاعِبُ بها، وأَيضًا: الـمُغَنِّي". انتهى من "تاج العروس" (1/6022). وأمّا الموسيقى والمعازف فبينهما فرق، وغالبًا يُراد منهما معنًى واحدًا، وإن كان في الأصل ثمّة فرق بين الموسيقى والمعازف. فالموسيقى هي: فنُّ تأليف الألحان وتوزيعها وإيقاعها. وعلم الموسيقى: علمٌ يُبحَثُ فيه عن أُصول الأنغام من حيث تأَتلف أَو تتنافر، وأَحوال الأَزمنة المتخلّلة بينها، ليُعلَمَ كيف يؤلَّف اللَّحْن.
وهذا السور الذي المسمى "الأعراف": إنما يضرب بين الجنة والنار في الآخرة ، وليس الآن. وفي الآخرة: تبدل الأرض غير الأرض ، والسماوات ، ويجعل الله ذلك كله حيث يشاء ؛ فلا تعارض في شيء من ذلك ، ولا إشكال فيه بحمد الله. والله أعلم.
الفرق بين الجنة والنار - سطور
لاحتاجت إلى محدث، تعالت ذاته المقدسة وصفاته المعظمة عن ذلك، فإن حقيقة ذاته مخالفة لسائر الحقائق" (١). فقوله: (قديمة) لفظ مجمل، نفى به أهل الكلام صفات الله تعالى الفعلية، حيث ظنوا أن تعلقها بالإرادة والمشيئة يجعلها خلفا حادثًا يحل في ذات الله تبارك وتعالى فقادهم هذا الظن الكاذب إلى نفي آحادها وجعلها قديمة كقدم الذات. والحق هو التفريق بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية، فالذاتية أزلية مطلقا، أما الفعلية فهي أزلية النوع حادثة الآحاد، بمعنى أنها تتعلق بإرادة الله تعالى ومشيئته. يقول الإمام ابن القيم في تقرير هذا التفريق (٣٣٩٦ - ٣٣٩٨): فهما إذًا نوعان أوصاف وأفـ... ـعال فهذي قسمة التبيان فالوصف بالأفعال يستدعي قيا... الفرق بين الجنة والنار - سطور. م الفعل بالموصوف بالبرهان كالوصف بالمعنى سوى الأفعال ما... إن بين ذينك قط من فرقان ج - تقريره في بداية النظم للصفات السبع التي يثبتها الأشاعرة دون غيرها من الصفات يوهم الاقتصار عليها، أو أن لها شأنًا في الإثبات دون غيرها. وقد ذكر الناظم -رحمه الله تعالى- أن الدافع لابتدائه بهذه (١) لوامع الأنوار ١/ ١١٦.
انتهى.... قال السيوطي في "إتمام الدراية شرح النقاية": " ونقف عن النار، أي نقول فيها بالوقف ، أي محلها حيث لا يعلمه إلا الله ، فلم يثبت عندي حديث أعتمده في ذلك. وقيل: تحت الأرض ، لما روى ابن عبد البر وضعفه من حديث ابن عمر مرفوعًا: لا يركب البحر إلا غاز أو حاج ، أو معتمر ، فإن تحت البحر نارًا....
وقيل: هي على وجه الأرض لما روى وهب أيضًا، قال: قال: أشرف ذو القرنين على جبل قاف، فرأى تحته جبالًا صغارًا - إلى أن قال - يا قاف ، أخبرني عن عظمة الله ، فقال: إن شأن ربنا لعظيم. إن ورائي أرضًا مسيرة خمسمائة عام في خمسمائة عام ، من جبال ثلج ، يحطم بعضها بعضًا ولولا هي لاحترقت من جهنم ". وروى الحارث بن أسامة في مسنده عن عبد الله بن سلام قال: " الجنة في السماء والنار في الأرض " وقيل: محلها في السماء ". انتهى كلام السيوطي. ومثله في التذكرة للقرطبي قال: "فهذا يدل على أن جهنم على وجه الأرض، والله أعلم بموضعها ، وأين هي من الأرض". بين الجنة والنار. انتهى. وقال الشيخ أحمد ولي الله المحدث الدهلوي في عقيدته: "ولم يصرح نص بتعيين مكانهما، بل حيث شاء الله تعالى إذ لا إحاطة لنا بخلق الله وعوالمه" ، انتهى. أقول وهذا القول أرجح الأقوال وأحوطها إن شاء الله تعالى " ، "الموسوعة العقدية" (5/ 159).