لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) { لَن يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا ولكن يَنَالُهُ التقوى مِنكُمْ} جملة في موضع التعليل لجملة { كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون} [ الحج: 36] ، أي دلّ على أنّا سخرناها لكم لتشكروني أنه لا انتفاع لله بشيء من لحومها ولا دمائها حين تتمكنون من الانتفاع بها فلا يريد الله منكم على ذلك إلا أن تتّقُوه. والنَيْل: الإصابة. يقال ناله ، أي أصابه ووصل إليه. ويقال أيضاً بمعنى أحرز ، فإن فيه معنى الإصابة كقوله تعالى: { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [ آل عمران: 92] وقوله: { وهموا بما لم ينالوا} [ التوبة: 74]. والمقصود من نفي أن يصل إلى الله لحومها ودماؤها إبطال ما يفعله المشركون من نضح الدماء في المذابح وحول الكعبة وكانوا يذبحون بالمَرْوَةِ. قال الحسن: كانوا يلطخون بدماء القرابين وكانوا يشرّحون لحوم الهدايا وينصبونها حول الكعبة قرباناً لله تعالى ، يعني زيادة على ما يعطونه للمحاويج. وفي قوله: { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم} إيماء إلى أن إراقة الدماء وتقطيع اللحوم ليسا مقصودين بالتعبد ولكنهما وسيلة لنفع الناس بالهدايا إذ لا يُنتفع بلحومها وجلودها وأجزائها إلا بالنّحر أو الذبح وإن المقصد من شرعها انتفاع الناس المُهدين وغيرهم.
- سؤال يتعلق بالآية الكريمة ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ... ) - ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية
- معنى آية: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها، بالشرح التفصيلي - سطور
- تفسير: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)
- إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة الحج - تفسير قوله تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم- الجزء رقم17
- لن ينال الله لحومها
- الإسلام كما أنزل
- يقول الله عز وجل : (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا) ...... - YouTube
- سورة الإسراء تفسير السعدي الآية 15
- الموسوعة القرآنية
سؤال يتعلق بالآية الكريمة ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ... ) - ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية
[ ص: 641] القول في تأويل قوله تعالى: ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين ( 37))
يقول تعالى ذكره: [ لم يصل إلى الله لحوم بدنكم ولا دماؤها ، ولكن يناله اتقاؤكم إياه أن اتقيتموه فيها فأردتم بها وجهه ، وعملتم فيها بما ندبكم إليه وأمركم به في أمرها وعظمتم بها حرماته. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: - حدثنا ابن بشار ، قال: ثنا يحيى ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، في قول الله: ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) قال: ما أريد به وجه الله. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) قال: إن اتقيت الله في هذه البدن ، وعملت فيها لله ، وطلبت ما قال الله تعظيما لشعائر الله ولحرمات الله ، فإنه قال: ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) قال ( ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) قال: وجعلته طيبا ، فذلك الذي يتقبل الله. فأما اللحوم والدماء ، فمن أين تنال الله ؟ وقوله: ( كذلك سخرها لكم) يقول: هكذا سخر لكم البدن.
معنى آية: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها، بالشرح التفصيلي - سطور
المراجع [+] ↑ سورة الحج، آية:1
↑ سورة الحج، آية:37
↑ "سورة الحج" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-07. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2564، صحيح. ↑ "القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحج - الآية 37" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-07. بتصرّف. ↑ "القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الحج - الآية 37" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-07. بتصرّف. ↑ "تفسير: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-07. بتصرّف. ↑ " تفسير ابن كثير تفسير سورة الحج تفسير قوله تعالى " لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم "" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-07. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى ينال في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-07. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى اللحم في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-07. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى الدم في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-07. بتصرّف. ↑ "أرشيف منتدى الفصيح - 2" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-07.
تفسير: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)
مرحباً بكم في موقع سواح هوست، نقدم لكم هنا العديد من الإجابات لجميع اسئلتكم في محاولة منا لتقديم محتوى مفيد للقارئ العربي
في هذه المقالة سوف نتناول لن ينال الله لحومها ولا دماؤها اعراب ونتمنى ان نكون قد اجبنا عليه بالطريقة الصحيحة التي تحتاجونها. نصوص الآيات عثماني:
عربى نصوص الآيات: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ۚ كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم ۗ وبشر المحسنين
عربى التفسير الميسر: لن ينال اللهَ مِن لحوم هذه الذبائح ولا من دمائها شيء، ولكن يناله الإخلاص فيها، وأن يكون القصد بها وجه الله وحده، كذلك ذللها لكم أيها المتقربون؛ لتعظموا الله، وتشكروا له على ما هداكم من الحق، فإنه أهلٌ لذلك. وبشِّر أيها النبي المحسنين بعبادة الله وحده والمحسنين إلى خلقه بكل خير وفلاح. السعدى:
وقوله: { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا} أي: ليس المقصود منها ذبحها فقط. ولا ينال الله من لحومها ولا دمائها شيء، لكونه الغني الحميد، وإنما يناله الإخلاص فيها، والاحتساب، والنية الصالحة، ولهذا قال: { وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} ففي هذا حث وترغيب على الإخلاص في النحر، وأن يكون القصد وجه الله وحده، لا فخرا ولا رياء، ولا سمعة، ولا مجرد عادة، وهكذا سائر العبادات، إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله، كانت كالقشور الذي لا لب فيه، والجسد الذي لا روح فيه.
إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة الحج - تفسير قوله تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم- الجزء رقم17
لن ينال الله لحومها
إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ، ونستغفرهُ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا، ومن
سيِّئاتِ أعمالِنا، منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ، ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه. وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ آل
عمران:102. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ
مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ
بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) سورة
النساء. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً
عَظِيماً (70-71) سورة الأحزاب. أما بعدُ: فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه
وسلم، وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ
ضلالةٍ في النار.
لن ينال الله لحومها
بل
من أجل تحقيق التوحيد لله وحده، والكفر بالطاغوت، شُرع للحاج أن يستهل حجه بالتلبية
قائلاً: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا
شريك لك". اللهم نور ظلمة دنيانا بضوء من توفيقك، واقطع أيامنا في طلب الإتصال بك، فإنك إذا
أقبلت سلّمت، وإذا أعرضت أسلمت. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح
لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة
لنا من كل شر. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. 1
فتح القدير لمحمد بن علي الشوكاني (5/119)
2
تفسير ابن كثير (5/431). 3
التفسير الميسر: لعدد من أساتذة التفسير بإشراف د/عبد الله بن عبد المحسن
التركي (6/57). 4
اللطائف لابن الجوزي (1/10) بتصرف. 5
التبيان لابن عبد البر (1/32). 6
رواه البخاري (1)ومسلم (1907). 7
جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي: دار المعرفة -بيروت: ط1، 1408هـ
(1/10). 8
اللطائف لابن الجوزي (1/10) بتصرف.
وكان اليونان يشوون لحوم القرابين على النار حتى تصير رماداً ويتوهمون أنّ رائحة الشواء تسرّ الآلهة المتقرب إليها بالقرابين ، وكان المصريُّون يُلقون الطعام للتماسيح التي في النيل لأنها مقدّسة. وقرأ الجمهور { يَنال ، ويَناله} بتحتية في أولهما. وقرأه يعقوب بفوقية على مراعاة ما يجوز في ضمير جمع غير العاقل. وربما كانوا يقذفون بمِزع من اللحم على أنها لله فربما أصابها محتاج وربما لم يتفطن لها فتأكلها السّباع أو تفسد. ويشمل التقوى ذكر اسم الله عليها والتصدّق ببعضها على المحتاجين. و { يناله} مشاكلة ل { ينال} الأول ، استعير النيل لتعلّق العلم. شبه علم الله تقواهم بوصول الشيء المبعوث إلى الله تشبيهاً وجهّه الحصول في كلّ وحسنته المشاكلة. و ( مِن) في قوله { مِنكم} ابتدائية. وهي ترشيح للاستعارة ، ولذلك عبّر بلفظ { التقوى منكم} دون: تقواكم أو التقوى. مجرداً مع كون المعدول عنه أوجز لأنّ في هذا الإطناب زيادة معنى من البلاغة. { كذلك سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ الله على مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المحسنين}. تكرير لجملة: { كذلك سخرناها لكم} [ الحج: 36] ، وليبنى عليه التنبيه إلى أن الثناء على الله مسخّرها هو رأس الشكر المنبه عليه في الآية السابقة ، فصار مدلول الجملتين مترادفاً.
وقال ( وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) لأن معناها: ولا تزر نفس وازرة وزر نفس أخرى يقال منه: وزرت كذا أزره وزرا، والوزر: هو الإثم، يجمع أوزارا، كما قال تعالى وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ وكأن معنى الكلام: ولا تأثم آثمة إثم أخرى، ولكن على كل نفس إثمها دون إثم غيرها من الأنفس. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) والله ما يحمل الله على عبد ذنب غيره، ولا يؤاخذ إلا بعمله. الموسوعة القرآنية. وقوله ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا) يقول تعالى ذكره: وما كنا مهلكي قوم إلا بعد الإعذار إليهم بالرسل، وإقامة الحجة عليهم بالآيات التي تقطع عذرهم. كما حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا): إن الله تبارك وتعالى ليس يعذب أحدا حتى يسبق إليه من الله خبرا، أو يأتيه من الله بيِّنة، وليس معذّبا أحدا إلا بذنبه. حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن أبي هريرة، قال: إذا كان يوم القيامة، جمع الله تبارك وتعالى نسم الذين ماتوا في الفترة والمعتوه والأصمّ والأبكم، والشيوخ الذين جاء الإسلام وقد خرفوا، ثم أرسل رسولا أن ادخلوا النار، فيقولون: كيف ولم يأتنا رسول، وايم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما، ثم يرسل إليهم، فيطيعه من كان يريد أن يطيعه قبل؛ قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا).
الإسلام كما أنزل
السؤال: ما تفسير قول الله تعالى: { وما كنا
معذبين حتى نبعث رسولاً}؟
الإجابة: الله تعالى أخبر أنه لا يمكن أن يعذب عباده قبل إقامة الحجة عليهم،
فإنه سبحانه وتعالى هو الحكم العدل الذي لا يظلم الناس شيئاً، ولكن
الناس أنفسهم يظلمون، فمن لم تقم عليه الحجة لا يعذب، وعلى هذا فمن
حكمة بعثة الرسل إقامة الحجة على الناس، كما قال الله تعالى: { رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله
حجة بعد الرسل}، فأهل الفترة بين الرسل الذين لم يبلغهم من
الرسالة السابقة ما يكفي لإقامة الحجة يمتحنون يوم القيامة ، فمن آمن
منهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق به نجا، ومن كذبه ولم يؤمن
به عُذِّب. ولذلك فلا اختلاف ولا تعارض بين بعض النصوص التي ورد فيها أن بعضهم من
أهل النار وبين هذه الآية: { وما كنا
معذبين حتى نبعث رسولاً}، ووجه الجمع من وجهين، الأول أنهم
بلغهم من ملة إبراهيم وإسماعيل ما يكفي لإقامة الحجة عليهم، أو أنهم
علم الله أنهم سيرسبون في الامتحان ولن يجيبوا بالاستقامة. يقول الله عز وجل : (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا) ...... - YouTube. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت. محمد الحسن الددو الشنقيطي
أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في
موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.
يقول الله عز وجل : (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا) ...... - Youtube
واستدل به المعتزلة على رد قول بعض أصحابنا في أن الله سبحانه لا يعذب أطفال المشركين، لأنه إذا كان لا يعذب قبل إرسال الرسل، فهؤلاء الأطفال لم يعلموا الرسل ولا لهم مكنة في معرفتهم، فكيف يعذبون بذنوب آبائهم؟ [ ص: 252] وهذا من المحتج به جهل، وذلك أن الله تعالى إنما عنى بقوله: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ، من يجوز إنفاذ الرسل إليهم، فيعذب على ترك ما كلف، فأما الأطفال فلا يعذبون عندنا على ترك ما كلفوا، وإنما جعل الله تعالى ذلك العذاب حكما منه نافذا، وقضاء ماضيا، كما يؤلم الأطفال والبهائم في الدنيا، فسقط ما قالوه جملة. واستدل قوم بهذا في أن أهل الجزائر إذا سمعوا بالإسلام فآمنوا، فلا تكليف عليهم فيما مضى، وهذا صحيح. ومن لم تبلغه الدعوة فهو غير مستحق العذاب من جهة العقل عندنا. وهو مضمون على قائله عندنا. ولأبي حنيفة في ذلك خلاف، وله مأخذ فيه يستقيم على نظر الفقهاء من غير استمداد من أقوال المعتزلة، حتى لا يتوهم متوهم أن أبا حنيفة بنى تلك المسألة على أصول المعتزلة، فإنه بعيد منها، وذكرنا ذلك المأخذ في مسائل الخلاف في الكتاب الذي أفردناه للروايا. سورة الإسراء تفسير السعدي الآية 15. ثم أبان الله تعالى أنه إن لم يهلك القرى قبل انبعاث الرسل، فليس لأنه يقبح ذلك منه إن فعل، ولكنه وعيد منه ولا خلف في وعده، فإذا أراد إهلاك قرية مع تحقيق وعده، كان على ما قاله تعالى: أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا.
سورة الإسراء تفسير السعدي الآية 15
حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثنا أبو سفيان ، عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة نحوه.
الموسوعة القرآنية
الحمد لله. لا تعارض بين الآية والحديث، وبيان ذلك أن قوله تعالى: ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) الإسراء/15، ومثله قوله تعالى: ( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ) الملك/ 8 ، 9. فيه دليل على أن الله لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه، بإرسال رسول من الله تعالى إليه. فمن أُرسل إليه الرسول، أو بلغته رسالة الرسول: فقد قامت عليه الحجة، كما قال تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) الأنعام/19. وأما أهل الفترة ، وهم الذين لم تبلغهم رسالة رسول ، فأصح الأقوال فيهم: أنهم يمتحنون يوم القيامة. وينظر: جواب السؤال رقم: (98714). وأما الحديث: فقد روى مسلم (203) عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: ( فِي النَّارِ)، فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: (إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ) ". وروى مسلم (976) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا، فَأَذِنَ لِي).
وهذا قول قوي لوضوح دليله. أما أطفال المسلمين فهم من أهل الجنة بإجماع أهل السنة والجماعة. والله أعلم وأحكم. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس.
ـ [لؤي الطيبي] ــــــــ [22 - 04 - 2006, 04: 24 ص] ـ الأخ العزيز جمال - حفظه الله.. إن تخصيص العذاب المنفيّ في قوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ) بعذاب الدنيا، يردّه ما جاء في سياق الآيات المتقدّمة عليه.