القول في تأويل قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قال أبو جعفر: فأمرَ جل ثناؤه الفريقين - اللذين أخبرَ الله عن أحدهما أنه سواءٌ عليهم أأنذروا أم لم يُنذروا أنهم لا يؤمنون (113) ، لطبْعِه على قلوبهم وعلى سمعهم (114) ، وعن الآخرِ أنه يُخادع اللهَ والذين آمنوا بما يبدي بلسانه من قيله: آمنّا بالله وباليوم الآخر, مع استبطانه خلافَ ذلك, ومرض قلبه, وشكّه في حقيقة ما يُبدي من ذلك; وغيرهم من سائر خلقه المكلَّفين - بالاستكانة، والخضوع له بالطاعة, وإفراد الربوبية له والعبادة دون الأوثان والأصنام والآلهة. تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}. لأنه جلّ ذكره هو خالقهم وخالقُ مَنْ قبلهم من آبائهم وأجدادهم, وخالقُ أصنامهم وأوثانهم وآلهتهم. فقال لهم جل ذكره: فالذي خلقكم وخلق آباءكم وأجدادَكم وسائرَ الخلق غيرَكم، وهو يقدرُ على ضرّكم ونَفعكم - أولى بالطاعة ممن لا يقدر لكم على نَفع ولا ضرّ (115). وكان ابن عباس: فيما رُوي لنا عنه، يقول في ذلك نظيرَ ما قلنا فيه, غير أنه ذُكر عنه أنه كان يقول في معنى " اعبُدوا ربكم ": وحِّدوا ربكم. وقد دللنا -فيما مضى من كتابنا هذا- على أن معنى العبادة: الخضوعُ لله بالطاعة، ص [ 1-363] والتذلل له بالاستكانة (116).
- تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}
- إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم- الجزء رقم1
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 21
- مطوية (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) - ملتقى الشفاء الإسلامي
- ركنا كلمة التوحيد - إسلام ويب - مركز الفتوى
- معنى و تعريف و نطق كلمة "كلمة التوحيد" في (معاجم اللغة العربية) | قاموس ترجمان
تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}
وقد خاطب سبحانه وتعالى عبادَه بأسلوب الجمع: "اعبدوا"، وفيه إشارة إلى أنه تعالى يحبُّ أن يجتمع عبادُه على الحق وعلى الخير، قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يدُ الله مع الجماعة)).
إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم- الجزء رقم1
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:21-22]. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ شرع تبارك وتعالى في بيان وحدانية ألوهيته بأنه تعالى هو المنعم على عبيده بإخراجهم من العدم إلى الوجود، وإسباغه عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة، بأن جعل لهم الأرض فراشاً، أي: مهداً كالفراش مقررة موطأة مثبتة بالرواسي الشامخات، وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وهو السقف، كما قال في الآية الأخرى: وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ [الأنبياء:32]، وأنزل لهم من السماء ماء -والمراد به السحاب هاهنا- في وقته عند احتياجهم إليه، فأخرج لهم به من أنواع الزروع والثمار ما هو مشاهد، رزقاً لهم ولأنعامهم، كما قرر هذا في غير موضع من القرآن. ومن أشبه آية بهذه الآية قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [غافر:64]، ومضمونه أنه الخالق الرازق مالك الدار وساكنيها ورازقهم، فبهذا يستحق أن يعبد وحده ولا يشرك به غيره، ولهذا قال: (فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون)].
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 21
والثاني: أنها للتعليل، أي اعبدوا ربكم لكي تتقوا، وبه قال قطرب والطبري وغيرهما وأنشدوا: 262 - وقلتم لنا كفوا الحروب لعلنا نكف ووثقتم لنا كل موثق فلما كففنا الحرب كانت عهودكم كلمع سراب في الملا متألق
أي: لكي نكف الحرب، ولو كانت "لعل" للترجي لم يقل: ووثقتم لنا كل موثق. مطوية (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) - ملتقى الشفاء الإسلامي. والثالث: أنها للتعرض للشيء، كأنه قيل: افعلوا ذلك متعرضين لأن تتقوا. وهذه الجملة على كل قول متعلقة من جهة المعنى بـ(اعبدوا) أي: اعبدوه على رجائكم التقوى، أو لتتقوا، أو متعرضين للتقوى، وإليه مال المهدوي وأبو البقاء. وقال ابن عطية: يتجه تعلقها بـ"خلقكم "، أن كل مولود يولد على الفطرة فهو بحيث يرجى أن يكون متقيا، إلا أن المهدوي منع من ذلك، قال: [ ص: 190] "لأن من ذرأه الله لجهنم لم يخلقه ليتقي" ولم يذكر الزمخشري غير تعلقها بـ "خلقكم"، ثم رتب على ذلك سؤالين:
أحدهما: أنه كما خلق المخاطبين لعلهم يتقون كذلك خلق الذين من قبلهم لذلك، فلم خص المخاطبين بذلك دون من قبلهم؟ وأجاب عنه بأنه لم يقصره عليهم بل غلب المخاطبين على الغائبين في اللفظ، والمعنى على إرادة الجميع. السؤال الثاني: هلا قيل "تعبدون" لأجل (اعبدوا)، أو اتقوا لمكان "تتقون" ليتجاوب طرفا النظم، وأجاب بأن التقوى ليست غير العبادة، حتى يؤدي ذلك إلى تنافر النظم، وإنما التقوى قصارى أمر العابد وأقصى جهده.
مطوية (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) - ملتقى الشفاء الإسلامي
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) شرع تبارك وتعالى في بيان وحدانية ألوهيته ، بأنه تعالى هو المنعم على عبيده ، بإخراجهم من العدم إلى الوجود وإسباغه عليهم النعم الظاهرة والباطنة
حكم الهجرة من بلاد المعاصي والبدع
السؤال: ما حكم الانتقال من بلاد أهل البدع مثل الروافض إلى بلاد السنة؟ الجواب: هذا مستحب عند أهل العلم، فالهجرة من بلد تكثر فيه المعاصي مستحبة، وذلك إذا لم يستطع تغييرها ولم يكن له تأثير، أما إذا كان له تأثير في تغييرها فطيب بقاؤه فيها، مثل أن يكون داعية، حتى في بلاد الكفار، فإذا كان داعية يسلم على يديه خلق كثير، فهذا شيء طيب، أما إذا خشي على نفسه فالهجرة من بلاد الكفار واجبة، والهجرة من بلد تكثر فيه المعاصي مستحبة.
﴿ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾ صفة لـ "رب"، وهي صفة كاشفة؛ أي: كاشفة لمعنى من معاني الربوبية؛ لأنه ليس هناك ربٌّ خلق، وربٌّ لم يخلُق، فذكَّرهم أولًا بربوبيته العامة لهم، ثم ذكَّرهم بأنواع نعمه عليهم، وبدأها بذِكر نعمة خلقه لهم؛ لأنها أول نعمه عليهم ومن أعظمِها. ومعنى ﴿ خَلَقَكُمْ ﴾ أَوجدكم وأنشأكم من العدم، كما قال تعالى: ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾ [الإنسان: 1]؛ أي: قد أتى، وقال تعالى: ﴿ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ﴾ [مريم: 9]. وأصل الخلق التقدير؛ أي: تقدير الشيء في العلم قبل تكوينه، ومنه "خلق الأديم" أي: تقديره بحسب ما يراد من قِطَعه قبل قطع القطعة، قال زهير [4]:
ولأنت تَفْري ما خلَقتَ وبعـ ♦♦♦ ـضُ القومِ يخلُقُ ثم لا يَفرِي
يريد تقدير الأديم قبل قطعه، والقطع هو الفري. قال ابن تيمية [5]: "الخلق هو الإبداع بتقدير، فتضمن تقديرها في العلم قبل تكوينها"، ويستعمل الخلق في الإنشاء والإبداع على غير مثال ولا احتذاء. ﴿ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾؛ أي: وخلَقَ الذين من قبلكم من الأمم الماضية، فهو خالق الأولين والآخرين، و"مِن" للتأكيد.
معنى كلمة التوحيد فضل كلمة التوحيد شروط قبول كلمة التوحيد توحيد الله تعالى هو أساس الإسلام، وشروط قبول عمل المسلم، والتوحيد من أهم العلوم وأفضلها بالنسبة للمسلم، لأنّ دينه ينبني عليه، وتتعلق بذات خالقه ومعبوده، ويجب على المسلم أن يتعرف على كلمة التوحيد وما تتضمنه من معانٍ، وما لها من فضائل وشروط. معنى كلمة التوحيد: إنّ كلمة التوحيد هي شعار "لا إله إلا الله"، الذي يجمع في مضامينه الإيمان بالله وحده، وتمثل كلمة التوحيد العنوان الذي يبني أساس الدين الإسلامي ، وتعني أن الله تعالى هو المعبود الواحد الذي يستحق العبادة ، فالله تعالى هو الخالق المتصرف بالكون والخلق، لذلك لا يمكن استحقاق العبادة لمعبود غير الله تعالى، وهذا يعني عدم صحة مقولة لا موجود غير الله، لتمييز المعبود الحق الذي يستحق العبادة بالحق، من المعبود الذي يُعبد بالباطل. فضل كلمة التوحيد: دلت الكثير من النصوص الشرعية على فضل كلمة التوحيد، وعظيم شأنها ومنفعتها على الموحّد، وجاء فيها أنّ جزاء المرء الذي يُؤمن بكلمة التوحيد، التي تتضمن "لا إله إلا الله"، ويقولها بقلب مخلص لله تعالى، الجنة في الآخرة، والعصمة من شرور الدنيا ونوائبها، ويكون بذلك مسلماً.
ركنا كلمة التوحيد - إسلام ويب - مركز الفتوى
وقال وهب بن منبه لمن سأله: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله ؟ قال: بلى ، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان ، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك ، وإلا لم يفتح لك. --------------- (1) رواه مسلم: 1/55 ، ورقمه:26. (2) رواه مسلم: 1/57. ورقمه: 27. (3) رواه مسلم: 1/60. ورقمه: 31. (4) رواه البخاري: 1/226. ورقمه: 128. (5) رواه البخاري: 1/193. ورقمه: 99. (6) رواه البخاري: 1/519. ورقمه: 425.
معنى و تعريف و نطق كلمة &Quot;كلمة التوحيد&Quot; في (معاجم اللغة العربية) | قاموس ترجمان
الخامس: المحبة، ومعناها أن يحب الله عز وجل، فإن قالها وهو لا يحب الله صار كافرا لم يدخل في الإسلام كالمنافقين، ومن أدلة ذلك قوله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [ سورة آل عمران الآية 31] الآية، وقوله سبحانه: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [ سورة البقرة الآية 165]، والآيات في هذا المعنى كثيرة. ركنا كلمة التوحيد - إسلام ويب - مركز الفتوى. السادس: الانقياد لما دلت عليه من المعنى، ومعناه أن يعبد الله وحده وينقاد لشريعته ويؤمن بها، ويعتقد أنها الحق. فإن قالها ولم يعبد الله وحده، ولم ينقد لشريعته بل استكبر عن ذلك، فإنه لا يكون مسلما كإبليس وأمثاله. السابع: القبول لما دلت عليه، ومعناه: أن يقبل ما دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه وأن يلتزم بذلك ويرضى به. الثامن: الكفر بما يعبد من دون الله، ومعناه أن يتبرأ من عبادة غير الله ويعتقد أنها باطلة، كما قال الله سبحانه: { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [ سورة البقرة الآية 256].
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه)) [4]. السابع: المحبة لهذه الكلمة ولما دلت عليه، والمحبة لأهلها والعاملين لها:
قال تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ﴾ [المجادلة: 22]. وغير ذلك من الآيات في باب الولاء والبراء. فهذه هي الشروط التي يجب أن تتحقق في العبد، ليكون بذلك قد حقق التوحيد، واستحق بها النجاة في الآخرة. أما في الدنيا، فإننا نحكم عليه بظاهر حاله، فمن نطق بكلمة التوحيد حكمنا له بالإسلام، وأجرينا عليه أحكامه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله)) [5]. وعلى هذا، فمن نطق بكلمة التوحيد فهو مسلم، ولا يحكم عليه بالخروج من الإسلام إلا إذا جاء بناقض من نواقضه، والله أعلم. [1] مسلم (26)، وأحمد (1/ 65)، وابن حبان (201).