_______________
(1) مجموع الفتاوى 15/367. (2) مجموع الفتاوى 16/295. (3) الجواب الكافي: (38 – 52) باختصار. (4) التحفة العراقية في الأعمال القلبية: (12).
ومن يهن الله فما له من مكرم – مدونة شبكة مؤمن
( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ) قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18]. فهذا حديث متجدد عن قاعدة من القواعد المحكمة في أبواب العدل والجزاء، ولتدبرها أثرٌ في فهم المؤمن لما يراه أو يقرأه في كتب التاريخ، أو كتاب الواقع من تقلبات الزمن والدهر بأهله، سواء على مستوى الأفراد أم الجماعات، إنها القاعدة القرآنية التي دل عليها قوله تعالى: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18]. وهل أدركتَ ـ أيضاً ـ أن غاية الهوان والذلّ، والسفول والضعة أن يستنكف العبد عن السجود لربه، أو يشرك مع خالقه إلهاً آخر؟! ومن يهن الله فما له من مكرم – مدونة شبكة مؤمن. وتكون الجبال الصم، والشجر، والدواب البُهمُ، خيراً منه حين سجدت لخالقها ومعبودها الحق؟! يقول ابن القيم: موضحاًً شيئاً من معاني هذه القاعدة القرآنية المحكمة {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} وهو يتحدث عن شيء من شؤم المعاصي، وآثارها السيئة: "ومنها: أن المعصية سببٌ لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه، قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم!.
من يهن الله فما له من مكرم.. سنة لا تتخلف أبدا - ملتقى الخطباء
وقال أبو العالية: ما في السماء نجم ولا شمس ولا قمر إلا يقع لله ساجداً حين يغيب ثم ينصرف حتى يؤذن له فيأخذ ذات اليمين حتى يرجع إلى مطلعه، وأما الجبال والشجر فسجودهما بفيء ظلالهما عن اليمين والشمائل. من يهن الله فما له من مكرم.. سنة لا تتخلف أبدا - ملتقى الخطباء. وعن ابن عباس قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة فسجدتُ، فسجدت الشجرة لسجودي فسمعتها وهي تقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود، قال ابن عباس: فقرأ رسول الله صل الله عليه وسلم سجدة، ثم سجد فسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة [رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان]. وقوله: {وَالدَّوَابُّ}: أي الحيوانات، كلها، وقد جاء في الحديث عن الإمام أحمد أن رسول الله صل الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ ظهور الدواب منابر، فرب مركوبة خير وأكثر ذكراً لله تعالى من راكبها. وقوله: {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ}: أي يسجد لله طوعاً مختاراً متعبداً بذلك، {وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ}: أي ممن امتنع وأبى واستكبر. {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}: وقال ابن أبي حاتم: قيل لعلي إن ههنا رجلاً يتكلم في المشيئة، فقال له علي: يا عبد الله، خلقك الله كما يشاء أو كما شئت؟ قال: بل كما شاء، قال: فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت؟ قال: بل إذا شاء، قال: فيشفيك إذا شاء أو إذا شئت؟ قال: بل إذا شاء، قال: فيدخلك حيث شئت أو حيث يشاء، قال: بل حيث يشاء.
ومن يهن اللـه فمـا لـه من مكـرم - Youtube
فَالْعَاصِي يَدُسُّ نَفْسَهُ فِي الْمَعْصِيَةِ، وَيُخْفِي مَكَانَهَا، يَتَوَارَى مِنَ الْخَلْقِ مِنْ سُوءِ مَا يَأْتِي بِهِ، وَقَدِ انْقَمَعَ عِنْدَ نَفْسِهِ، وَانْقَمَعَ عِنْدَ اللَّهِ، وَانْقَمَعَ عِنْدَ الْخَلْقِ، فَالطَّاعَةُ وَالْبِرُّ تُكَبِّرُ النَّفْسَ وَتُعِزُّهَا وَتُعْلِيهَا، حَتَّى تَصِيرَ أَشْرَفَ شَيْءٍ وَأَكْبَرَهُ، وَأَزْكَاهُ وَأَعْلَاهُ والمعصية تذلها وتصغرها وتحقرها حتى تكون أحقر شيء وأذله وأهونه وأصغره.. فَمَا أَصْغَرَ النُّفُوسَ مِثْلُ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَمَا كَبَّرَهَا وَشَرَّفَهَا وَرَفَعَهَا مِثْلُ طَاعَةِ اللَّهِ. ومن يهن الله فما له من مكرم - شعلة.com. الذل في الآخرة وكما ان المعاصي والذنوب تورث فاعليها الذل في الدنيا، فكذلك هي في الآخرة بل أعظم، فتأمل وصف الله لأهل الكفر وهو أكبر الذنوب، {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ. سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ}(إبراهيم:49، 50) وقال {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}(السجدة:12).
ومن يهن الله فما له من مكرم - شعلة.Com
فبين أن صحبة الصالحين ومجالسة المتقين الطيبين خير وبركة، ونفع ومَغْنَم، في كل أحوالها، تماما كمجالسة حامل المسك، فجليسه معه في نفع دائم، فهو إما أن يهديك من عطره أو يعطرك، وإما أن تشتري منه، وأقل شيء أنك مدة الجلوس معه وأنت قرير النفس، منشرح الصدر برائحة المسك والعود، والعنبر والورود. وهذا مجرد مثل للتقريبٌ والتشبيهٌ، وإلا فما يحصل من الخير بمصاحبة الصالحين ومجالستهم أبلغ وأفضل من المسك الأَذْفَر:فالصاحب الصالح: إمَّا أن يعلِّمك أموراً تنفعك في دينك، وإما أن يعلِّمك شيئا ينفعك في دنياك، وإما أن يدلك على خير أو يمنعك من شر، أو يأمرك بالمعروف أو ينهاك عن المنكر، وصديق الخير والبر إن رأى منك خطأ أرشدك، أو لاحظ فيك عيبا بصرك وقومك، فإذا ذكرت الله أعانك، وإن أنت نسيت ذكرك، إن حضرت وقرك، وإن غبت فبالخير والجميل يذكرك، ويحمى عرضك ويذب عنك في غيبتك، وإن أصابك شيء من أمر الدنيا واساك بنفسه وماله. وأقل نفعٍ يحصل من الجليس الصالح: انكفاف الإنسان بسببه عن السيئات والمساوئ والمعاصي؛ رعايةً للصحبة، وحياء من صاحبه، ومنافسةً في الخير، وترفُّعاً عن الشرِّ. وصحبة الصالحين الطيبين تنفع في الدنيا والآخرة: وانظر إلى ما نال أبو بكر بسبب صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وكيف رفعته ليكون أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين.
وقد دلنا كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى في كثير من الآيات والأحاديث الزاكيات، وهو ما اتفق عليه أهل العلم كما سبق القول. ومما جاء في القرآن في هذا المعنى قوله سبحانه: { إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، فجعل الكرامة للمتقين المطيعين، فبان أن المهانة للمجرمين والفاجرين العاصين. ومنه ما وصف الله به اليهود في سورة آل عمران فقال: { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}(آل عمران:112). فبين أنهم ضربت عليهم الذلة، وأن سبب هذه الذلة أنهم عصوا وكانوا يعتدون. وأما السنة فيكفي فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: [ وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري]. وقوله في دعاء القنوت: [ ولا يعز من عاديت]. وقد كتب أهل العلم كابن القيم في كتابه "الداء والدواء" وإغاثة اللهفان"، وابن الجوزي في "صيد الخاطر" و"المدهش" وغيرها فصولا في هذا المعنى، وكتب غيرهم من أهل العلم وأرباب السلوك.
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وأضرارا، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وأضرارا، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. وإن من خفيات البلايا وأليم العقوبات.. أنها تورث صاحبها الذل والهوان في الدنيا والآخرة.
للتواصل مع مكتبة بلاتينيوم بوك عبر الهاتف: 0096555583551 Twitter Instagram YouTube WhatsApp
حسابي
سلة المشتريات
حيث للقراءة نكهة! Login / Register
إغلاق
Search for:
Wishlist
0
Cart ( o)
/
د. ك 0. 000
الرئيسية
كتب عربية
أدوات مكتبية
تطوير ذات
رواية
أدب رحلات
ديني
أدب ساخر
علوم
بزنس/اقتصاد
تاريخ
تعليمي
رياضة
طبخ
فلسفة
أطفال ومراهقين
مترجم
اجتماعي ونفسي
أدب
مجموعة قصصية
عروض المجموعات
English Books
عن الشركة
معارض الكتب
النشر مع بلاتينيوم
أين تجد كتبنا؟
الأسئلة الشائعة
إتصل بنا
Back الرئيسية رواية واختفى كل شئ
Previous product
أسرار عقل المليونير: اتقان لعبة تحقيق الثراء
د. ك 3. 500
Next product
جريمة في قطار الشرق السريع
د. ك 2. 900
Click to enlarge
10 متوفر في المخزون
الكمية
التصنيفات: مترجم, رواية
الوسم: اجاثا كريستي
معلومات إضافية
مراجعات (0)
الوزن. 26 kg
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد. كن أول من يقيم "واختفى كل شئ" لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. تقييمك * مراجعتك * الاسم *
البريد الإلكتروني *
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
واختفى كل شيء Pdf
من نحن
كلمات هي مكتبة تحتوي على أفضل و أحدث الكتب العربية و العالمية المترجمة
دعوة يتم توجيهها لعشرة أشخاص لقضاء وقت ممتع على جزيرة كثرت حولها الأقاويل والشائعات ، وأنشودة هندية تتحدث عن قتل هؤلاء الأشخاص واحدًا تلو الآخر ، ولكن المفاجأة أن سطور تلك الأنشودة تتحقق بالفعل ، ويتساقط شخص وراء الآخر حيث يحيط الشك والريبة بالجميع ، حيث يستمع كل منهم إلى صوت ضميره بأن ذلك هو العقاب لما ارتكبه من آثام في الماضي وأنه سوف يلقى جزاءه لقاء ما فعل.