عنوان الكتاب: ديوان عنترة تحقيق ودراسة المؤلف: عنترة بن شداد المحقق: محمد سعيد مولوي حالة الفهرسة: غير مفهرس الناشر: المكتب الإسلامي عدد المجلدات: 1 عدد الصفحات: 422 الحجم (بالميجا): 8 نبذة عن الكتاب: - أصل هذا الكتاب رسالة ماجستير تاريخ إضافته: 31 / 10 / 2009 شوهد: 24141 مرة رابط التحميل من موقع Archive التحميل المباشر: الكتاب
ديوان عنترة بن شداد المكتبة الشاملة
ترد مفردة (بحر) ثماني مرات في صيغة التشبيه والكناية، نصفها في تركيب واحد هو (بحر المنايا). ويرد البحر معرفاً بـ (ال التعريف) ثلاث مرات بصيغة المضاف إليه، ومرة في صيغة الجمع، وجميعها في صيغة التشبيه أيضا. والتأكيد على الصيغة النحوية والبلاغية غير مقصود لذاتها، بل أن لها دلالاتها التي لا تخفى على المتأمل. (2)
في قصيدة (عنترة بن شداد) الأكثر احتفاء بالبحر، يرد ذكر البحر مرتين، وهذا ما حدث لمرتين أيضا في ديوان (عنترة) كله. بوابة الأفق للمعلموات. (( فَخُضتُ بِمُهجَتي بَحرَ المَنايا وَسِرتُ إِلى العِراقِ بِلا رِفاقِ))
يبدأ (عنترة) القصيدة بالتساؤل ما إذا كانت عبلة قد وصلها خبر ما يلاقيه في أرض العراق من صعاب بعدما طلب والدها مهراً باهظاً من النوق، وما لاقاه من مخاطر وهو يحاول أن يحصل على هذا المهر بالسيف الذي لا يملك سواه، إضافة إلى شجاعته بالطبع. وهنا يرى (عنترة) أن المعركة التي خاضها في العراق هي (بحر المنايا) لكثرة الذين ماتوا فيها، ومع ذلك هو لم يحجم عن خوض هذا البحر، بل خاضه بروحه وحيداً غير هياب من المنية. وفي القصيدة ذاتها يرد البحر مرة ثانية دون الخروج عن التصور الوارد في البيت السابق. فالبحر أيضا هو (بحر المنايا) وإن لم يذكر ذلك صراحة، فمن المؤكد أنه كذلك لأنه قد فاض على (عنترة) بأمواج من السيوف تدعوه إلى الاستسلام للموت، وإن لم يستسلم.
ومن أخبار عنترة التي تناولت شجاعته ما جاء على لسان النضر بن عمرو عن الهيثم بن عدي، وهو قوله: "قيل لعنترة: أنت أشجعُ العرب وأشدّه قال: لا. قيل: فبماذا شاع لك في هذا الناس قال: كنت أقدمُ إذا رأيت الإقدام عزْماً، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزماً ولا أدخل إلا موضعاً أرى لي منه مخرجاً، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطيرُ لها قلب الشجاع فأثنّي عليه فأقتله". وعن عمر بن الخطاب أنه قال للحطيئة: كيف كنتم في حربكم قال: كنا ألف فارس حازم. وقال: وكيف يكون ذلك قال: كان قيس بن زهير فينا وكان حازماً فكنّا لا نعصيه. وكان فارسنا عنترة فكنا نحمل إذا حمل ونحجم إذا أحجم. وكان فينا الربيع بن زياد وكان ذا رأي فكنا نستشيره ولا نخالفه. ديوان عنترة تحقيق ودراسة - المكتبة الوقفية للكتب المصورة PDF. وكان فينا عروة بن الورد، فكنا نأتمّ بشعره. فكنا كما وصفت لك. قال عمر: صدقت.
وهذا الحديث الشريف يبرز لنا أهمية الغرس والزراعة ويوضح ما للزارع والغارس من مثوبة عند الله تعالى إذا أكل من غرسه أو زرعه طير أو إنسان أو بهيمة. حديث عن العمل عبادة. بل إن منزلة هذا النوع من العمل تتضح لنا بصورة رائعة وعظيمة حين نعلم أن مثوبة الزرع أو الغرس ممتدة إلى ما بعد الموت. وصدقة جارية إلى يوم القيامة ففي رواية: فلا يغرس المسلم غرساً فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلا كان له أي ما أكل منه صدقة إلى يوم القيامة. ولقد أخذ صاحب هذا العمل تلك المنزلة من الأجر والمثوبة، لأنه بهذا شارك في عمارة الحياة، فلم يعش لنفسه فقط، وإنما عمل لمصلحة مجتمعه، وقدم ما يستطيع ليستفيد الآخرون من عمله، وسواء حصل من زرعه على شيء أو لم يحصل، وسواء عاش ليأكل منه أم لا. إن هذا الحديث يعطينا نموذجاً من نماذج أعمال البر المستمرة الثواب، لما لها من أهمية في عمارة الأرض وإثراء الحياة، والتعاون من أجل المصلحة العامة، والحديث إن كان نصاً في الغرس والزرع فهناك أحاديث أخرى تستهدف بمجموعها استمرار أعمال الخير في الحياة، واستمرار ثواب أصحابها إلى ما بعد الموت كصدقة جارية أو عمل ينتفع به أو ولد صالح يدعو لأبيه أو تعليم القرآن أو بناء بيت للفقراء وأبناء السبيل والضيوف.
حديث عن العمل
الحديث الأول:
روى الإمام البخاري في صحيحه قال:
حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن المقدام رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أكَلَ أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبيَّ الله داود عليه السلام كان يأكُلُ من عمل يده)). تخريج الحديث:
هذا الحديث ذكره الإمام البخاري في كتاب البيوع. ثور: هو ابن يزيد الشامي، لا ابن زيد المدني. المقدام: هو ابن مَعْديْ كَرِبَ الكندي، من صغار الصحابة، مات سنة بضع وثمانين بحمص، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث، وآخر في الأطعمة. 7 أحاديث عن العمل .. تعرف على نظرة الإسلام إلى الكسب الحلال. الروايات الأخرى للحديث:
نجد للحديث روايات أخرى غير هذه:
في رواية الإسماعيلي: ((خير)) بالرفع وهو جائز، وفي رواية له: ((من كدِّ يديه)). ولابن ماجه من طريق عمر بن سعد عن خالد بن معدان عنه: ((ما كسب الرجلُ أطيبَ من عمل يديه))، ولابن المنذر من هذا الوجه: ((ما أكل رجل طعامًا قطُّ أحلَّ من عمل يديه))، وفي فوائد هشام بن عمار عن بقية: حدثني عمر بن سعد بهذا الإسناد مثل حديث الباب، وزاد: ((مَن بات كالًّا من عمله، بات مغفورًا له)). وللنسائي من حديث عائشة: ((إن أطيبَ ما أكل الرجل من كسبه))، وفي الباب من حديث سعيد بن عمير عن عمه عند الحاكم، ومن حديث رافع بن خديج عند أحمد، ومن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند أبي داود، وفي مسند أحمد بن حنبل روايتان للمقدام باختلاف المتن.
يمكنك أيضا قراءة: ايات قرانية تريح النفس
أحاديث من السنة النبوية عن إتقان العمل
(عَنْ أَنَسٍ بن مالك قَالَ: قَالَ الرَسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ). عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(ما أَكَلَ أَحَدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِه، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ عليهِ السلامُ كان يأكلُ من عملِ يدِه). عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟ فَقَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ). أحاديث عن فضل العمل - موضوع. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ). عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دخل على أمِّ مبشرٍ الأنصاريةِ في نخلٍ لها، فقال لها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: من غرس هذا النخلَ؟ أمسلمٌ أم كافرٌ؟ فقالت: بل مسلمٌ، فقال: لا يَغرسُ مسلمٌ غرسًا، ولا يزرع زرعًا، فيأكل منه إنسانٌ ولا دابةٌ ولا شيءٌ، إلا كانت له صدقةٌ).