أصابت الأزمات الاقتصادية العالمية والفجوات الاجتماعية والضحالة الفكرية نهر التنكيت الإيجابى، لتظهر زقازيق السماجة واللزوجة والتنطع والتنمر والسواد والسطحية! الانشغال بالأسعار والقرارات والقروض والفتاوى وأزمات التعليم والتوظيف وضبابية الغد.. إلخ، مع ضمور الفكر ومنابع البهجة الطبيعية وتنمية مسارات الثقافة والتعامى عن أضرار شراء القوة بالبلطجة، والضحك بالبذاءة، والإعجاب بالهرتلة، والشهرة بالعرى، يعرضون أراضى أجيال بأكملها من الإبداع والابتكار والحرية للموات، لنبنى عليها صروحًا نسكنها واجمين لصالح متلاعبين". أغمض السبعينى عينيه وقال: "لا أريد التسليم بموات نكت مصر كرأيك، رغم أننى أعيشه مع موظفِيّ وجيرانى وأبنائى وأحفادى لحظيًّا! لدرجة أنه عندما أسأل أيًّا منهم: إيه آخِر نكتة، ينظر بفتور ويقول (خلينى أجوجل عليها وأقولك)، ويقذفنى بنص أو مونولوج لزج فى أذنى ويقول: كمان؟ ما أعيش عليه فكرة أن الأيام دُوَل! ما هي أسباب غفلة الإنسان؟ بقلم الشيخ حسن عبد الله العجمي - شفقنا العراق. ربما أرض النكت المصرية تحتاج لنكتة وتقليب حريات رأى أكثر وإفاقة مجتمعية ونقدية أكثر، ربما بتصحيح مسارات كثيرة فى التعليم والفن والإعلام والاقتصاد والثقافة وتذويب الوهابية وتفهُّم المواطنة، ربما بالاهتمام أكثر بإنسانيات البشر وإعطاء الأمان لفكر الموضوعيين وتقليم أظافر مجرفى وعينا، ربما بمزيد من الصبر للمبهج المنتظر!
غض البصر
مختصرًا. إذا تقرر هذا؛ فلا يجوز لأحد النظر للنساء المتبرجات في الافلان ولا المسلسلات بدعوى أنه لا ينظر إليهن بشهوة، فعلى فرض أنه صادق في دعواه فلا شك أن النظر للمتبرجاة يظلم ويجعله قاسيًا، حتى يعلوه الران وتغمره الغفلة ، ويصدق عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيح من حديث حذيفة؛ قال: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أشربها، نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها، نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادًا كالكوز، مجخيًا لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، إلا ما أشرب من هواه". وعن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]؛ رواه أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح،، والله أعلم.
شفقنا العراق- من أسباب غفلة الإنسان عن الله سبحانه وتعالى وعن الآخرة هي الذنوب التي تؤثر على نفس الإنسان تأثيراً كبيراً وخطيراً وتصيبها بالظلمة والتكدر والرين، والمراد بالغفلة بمعناها الشرعي هي الحالة التي يكون عليها الإنسان من عدم الالتفات إلى خالقه وما يريده منه، ونسيان الآخرة من خلال الانهماك في التمتع بشهوات الدنيا وملذاتها، والركون إليها وكأنها دار خلود وقرار. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ 1. غض البصر. وقال سبحانه وتعالى أيضاً: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ 2. والمراد بالغفلة بمعناها الشرعي هي الحالة التي يكون عليها الإنسان من عدم الالتفات إلى خالقه وما يريده منه، ونسيان الآخرة من خلال الانهماك في التمتع بشهوات الدنيا وملذاتها، والركون إليها وكأنها دار خلود وقرار، ولا شك أن أكبر سبب لحصول الغفلة عن الله سبحانه وتعالى والآخرة هو الانغماس في حب الدّنيا، فإنّ حب الدّنيا واتباع الشهوات يجعل الإنسان يعيش حالة الحجب عن الله سبحانه وتعالى، فالإنسان الذي تكون الدنيا أكبر همّه لا يفكر إلا فيها، ولا يستطيع أن يحرر فكره من أسرها، فيغفل عن الله سبحانه وتعالى وطاعته وعمّا أعدّه سبحانه وتعالى لعباده الصالحين من جزاء حسن وثواب عظيم ونعيم دائم في الآخرة.
ما هي أسباب غفلة الإنسان؟ بقلم الشيخ حسن عبد الله العجمي - شفقنا العراق
الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فإن الله تعالى أمر بغض البصر سدًا للذريعة المفضية إلى الشهوة والمحظور؛ فقال سبحانه وتعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}[النور: 30]، فافترض الله عز وجل غض البصر جملة، كما افترض حفظ الفرج، ولا يجوز تخصيص الآية الشريفة بمن ينظر بشهوة؛ لأن ذلك يفتقر لنص صحيح، فليس في الكتاب ولا في السنة إباحة النظر إلى النساء بدعوى عدم الشهوة. فالشارع الحكيم منع من النظر خشية الفتنة والشهوة؛ كما قال ابن عابدين في "حاشيته رد المحتار".
ابتسم السبعينى وقال: "الموات كلمة كبيرة، عزيزي! فالأَرضُ الموات التى لم تُزرَع ولم تُعْمَر، ولا أظنُّك تقصد بذلك أرض الوعى الجمعى المصرى المعاصر! وإلا فالثورات بدءًا من المماليك أتت من فراغ، رغم حزم النكت التى أعقبت بعضها، لتمهد الأرض لأخريات! ". تفكرت فى قوله وعقّبتُ: "أنت، يا سيدى، تخلط بين النكتة والسخرية! فالأخيرة من طرق التعبير التى تُقلب فيها المعانى لما يقوله الساخر، كنقد أو انتقاد يصل للاستهزاء، بدون هدف أو رسالة! النكتة الحقيقية صناعة وإنتاج وإفراز ثقافة، بالأصل نتاج البهجة وحرية الضمير، وتصل إلى حد جنس أدبى مبتكر، مع مساحات فهم ونضج تجعل أراضى المعانى والأفكار والأحلام تُنكت وتُحرث، لتُثمر فى النهاية مقولة ورسالة فى أذن مسئول أو حاكم أو طاغية فيعيد حساباته، والتاريخ يزخر بعشرات الظرفاء والساخرين الذين مهدوا طرق الإبداع والتغيير بسجنهم والتضييق عليهم. أما ربطك بين الوعى الجمعى والثورات وتمهيدات النكت على الأوضاع، فهو مناورة أحب أن أستزيد من خباياها". اعتدل السبعينى بجلسته، وعقد كفّيه على ركبته وسرَح قائلًا: "لا أنكر لحاقى بزمن البهجة والخشية معًا! منذ ستين عامًا كان عمرى 15 سنة، وعاصرت زخمًا من الحراك الثقافى والاجتماعى والسياسى، للعديد من السياسيين والاقتصاديين والمفكرين والأدباء والمثقفين، حتى الحرفيين ورجال الأعمال، كانت النكتة لهم أدوات تفريج وأسلحة نقد ومشاعل إضاءة ومنافذ تفريج، حتى النكت الخارجة كانت تقف بعد سماعها والانتشاء بتصورها.
ذنوب صغيرة لو استهترت بيها هتاخدك لطريق الكبائر.. حلقة جديدة من أبواب الله - اليوم السابع
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ 3، فعندما يستهوي الإنسان الدنيا ويألفها ويطمئن إليها تمام الاطمئنان ولا يفكر إلاّ فيها ولا يستطيع أن يتحرر من عبوديته لها فإنه حينئذ يعيش حالة الغفلة فلا يرجو لقاء الله سبحانه وتعالى.
اهـ. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلامه عن حكم النظر بغير شهوة " مجموع الفتاوى "(15/419-418):"... ففيه وجهان في مذهب أحمد أصحهما وهو المحكي عن نص الشافعي وغيره أنه لا يجوز، و"الثاني": يجوز؛ لأن الأصل عدم ثورانها؛ فلا يحرم بالشك بل قد يكره. والأول هو الراجح كما أن الراجح في مذهب الشافعي وأحمد أن النظر إلى وجه الأجنبية من غير حاجة لا يجوز وإن كانت الشهوة منتفية؛ لكن لأنه يخاف ثورانها؛ ولهذا حرم الخلوة بالأجنبية؛ لأنه مظنة الفتنة، والأصل أن كل ما كان سببًا للفتنة فإنه لا يجوز؛ فإن الذريعة إلى الفساد سدها إذا لم يعارضها مصلحة راجحة، ولهذا كان النظر الذي قد يفضي إلى الفتنة محرمًا إلا إذا كان لحاجة راجحة، مثل نظر الخاطب والطبيب وغيرهما فإنه يباح النظر للحاجة مع عدم الشهوة. وأما النظر لغير حاجة إلى محل الفتنة فلا يجوز، ومن كرر النظر إلى الأمرد ونحوه وأدامه وقال: إني لا أنظر لشهوة كذب في ذلك؛ فإنه إذا لم يكن له داع يحتاج معه إلى النظر لم يكن النظر إلا لما يحصل في القلب من اللذة بذلك. وأما نظر الفجأة فهو عفو إذا صرف بصره كما ثبت في الصحاح عن جرير قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة قال: "اصرف بصرك"، وفي السنن أنه قال لعلي رضي الله عنه: "يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية"، وفي الحديث الذي في المسند وغيره: "النظر سهم مسموم من سهام إبليس"، وفيه: "من نظر إلى محاسن امرأة ثم غض بصره عنها أورث الله قلبه حلاوة عبادة يجدها إلى يوم القيامة "، أو كما قال.
39 - 401 - تفسير الآية ( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا... ) - الشيخ ابن عثيمين - YouTube
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - القول في تأويل قوله تعالى " واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم "- الجزء رقم8
قال الجوهري: أنشد أبو عبيد: من اللواتي والتي واللات زعمن أن قد كبرت لدات واللوا بإسقاط التاء. وتصغير التي اللتيا بالفتح والتشديد؛ قال الراجز: بعد اللتيا واللتيا والتي وبعض الشعراء أدخل على "التي" حرف النداء، وحروف النداء لا تدخل على ما فيه الألف واللام إلا في قولنا: يا الله وحده؛ فكأنه شبهها به من حيث كانت الألف واللام غير مفارقتين لها. وقال: من أجلك يالتي تيمت قلبي وأنت بخيلة بالود عني ويقال: وقع في اللتيا والتي؛ وهما اسمان من أسماء الداهية. @قوله تعالى: "يأتين الفاحشة" الفاحشة في هذا الموضع الزنا، والفاحشة الفعلة القبيحة، وهي مصدر كالعاقبة والعافية. وقرأ ابن مسعود "بالفاحشة" بباء الجر. قوله تعالى: "من نسائكم" إضافة في معنى الإسلام وبيان حال المؤمنات؛ كما قال "واستشهدوا شهيدين من رجالكم" [البقرة: 282] لأن الكافرة قد تكون من نساء المسلمين بنسب ولا يلحقها هذا الحكم. @قوله تعالى: "فاستشهدوا عليهن أربعة منكم" أي من المسلمين، فجعل الله الشهادة على الزنا خاصة أربعة تغليظا على المدعي وسترا على العباد. تفسير أية "وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا ". وتعديل الشهود بالأربعة في الزنا حكم ثابت في التوراة والإنجيل والقرآن؛ قال الله تعالى: "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة" [النور: 4] وقال هنا: "فاستشهدوا عليهن أربعة منكم".
تفسير أية &Quot;وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا &Quot;
وقد نسخت هذه الآية بآية النور: (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة.. ) وفي الصحيح عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلاً، البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم" والله أعلم.
وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ | أهل مصر
ثالثاً من المساعدات المقويات: مجالس الصالحين، والبعد عن مجالس الفاسدين، يجب أن تكون مجالسنا طاهرة، نقية، صالحة، ليس لمظاهر الخبث ولا الظلم ولا الشر ولا الحسد ولا الكبر أبداً لا يظهر فيها ذلك، كلها ابتسامات وكلمات طيبات، هذه تساعدك على طاعة الله ورسوله. والعكس ماذا نرى يا أرباب التلفزيونات والصحون الهوائية؟ تعالوا نتحاسب؛ لنر نتائج هذه المظاهر والمناظر عندكم، هاتوا؟ قلت غير ما مرة: إذا كنت تحب الله ورسوله كيف ترضى بأن يخرج الملائكة من بيتك، وينزل بها الشياطين؟ دلني عن فهمك، عن وعيك، عن بصيرتك، كيف ترضى بهذا الموقف، أو كذبت رسول الله؟ أما قال: ( إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة)، فأبعد المؤمنون الكلام من دورهم، ورموها في حظائرهم ومع مواشيهم، ما يرضى المؤمن أن يخرج الملائكة من بيته، فتتبعهم الخيرات والبركات، ويحل الشر والخبث والفساد. يا شيخ أنت ما تعرف السياسة، لا بد من تلفاز، ولا بد من آلة واسعة نطلع إلى ما يجري من أحداث في العالم.. تفضل أنت قد سمعت ورأيت وشاهدت المصائب والمحن و.. إسلام ويب - التفسير الكبير المسمى البحر المحيط - تفسير سورة النساء - تفسير قوله تعالى واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم - الجزء رقم3. و.. في العالم بكامله ماذا فعلت أو ماذا تفعل؟ حتى أنك لا تقول: يارب قنا من هذا البلاء ما تعرفها وتنساها، ماذا تستفيد؟ أزيدكم: الصحف ذات العشرين صفحة يومياً تضع بين يديك: البلاد، الرياض، الجزيرة، المسلمون، كذا.. وتقضي الساعة والساعتين وتخرج منها صفر اليدين، ولا شيء، أضعت الوقت فقط، من يقول: أنا اكتسبت من وراء ذلك مالاً، وبه أعيش وأعيش أسرتي؟ لا أحد.
إسلام ويب - التفسير الكبير المسمى البحر المحيط - تفسير سورة النساء - تفسير قوله تعالى واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم - الجزء رقم3
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:17]. س: حديث قتل مَن فَعَلَ فِعْلَ قوم لوطٍ ثابتٌ؟
ج: فيه خلافٌ؛ منهم مَن أعلَّه بعمرو بن أبي عمرو؛ لأنَّ له أوهامًا وأغلاطًا، والحافظ ابن حجر قال: في إسناده اختلافٌ. أو نحو هذه العبارة، وفي آخره: ومَن وقع على بهيمةٍ فاقتلوه واقتلوا البهيمةَ ، وابن عباسٍ راويه خالف وقال: يُعزَّر..... البهيمة، فهو إسناده فيه خلافٌ بين أهل العلم، لكن العُمدة مع الصَّحابة مثلما قال ابنُ القيم رحمه الله في "الجواب الكافي" وغيره: إجماع الصَّحابة هو العُمدة على قتله. وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ | أهل مصر. أيش قال على: عمرو ابن أبي عمرو؟
الطالب: عمرو ابن أبي عمرو ميسرة، مولى المطلب، المدني، أبو عثمان، ثقة، ربما وهم، من الخامسة، مات بعد الخمسين. (الجماعة). الطالب: ما هو بموجودٍ. الشيخ: ما هو بموجودٍ، نعم. إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [النساء:17- 18].
يقول : إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ التَّوْبَةَ مِمَّنْ عَمِلَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ، ثُمَّ يَتُوبُ وَلَوْ بعد مُعَايَنَةِ الْمَلَكِ رُوحه قَبْلَ الْغَرْغَرَةِ. قَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: كُلُّ مَنْ عَصَى اللَّهَ خَطَأً أَوْ عَمْدًا فَهُوَ جَاهِلٌ حَتَّى يَنْزِعَ عَنِ الذَّنْبِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ كَانُوا يَقُولُونَ: كُلُّ ذَنْبٍ أَصَابَهُ عَبْدٌ فهو جهالة. رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ. وَقَالَ عَبْدُالرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: اجْتَمَعَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَرَأَوْا أَنَّ كلَّ شيءٍ عُصِيَ اللهُ بِهِ فَهُوَ جَهَالَةٌ، عَمْدًا كَانَ أَوْ غَيْرَهُ. وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُاللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُلُّ عَامِلٍ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَهُوَ جَاهِلٌ حِينَ عَمِلَهَا. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ لِي عَطَاءُ ابْنُ أَبِي رَبَاحٍ نَحْوَهُ. وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مِنْ جَهَالَتِهِ عَمِلَ السُّوءَ. الشيخ: والمعنى أنَّ مَن أتى الذنبَ فله حكم الجهالة، تُقبل منه التوبة إذا تاب، وليس من شرطها أن يكون جاهلًا كما قد يُتوهم من ظاهر النَّص، بل حتى مَن أتاها وهو عالمٌ أنها معصية فإنَّه إذا تاب تاب اللهُ عليه؛ لأنَّ مَن عصى الله فهو جاهلٌ، لولا جهله لما أقدم عليها، فإنَّ غلبةَ الشَّهوة وغلبةَ الهوى تجعل العالمَ كالجاهل بسبب استيلاء الهوى عليه والشَّهوة وحبّ الانتقام، وغير ذلك.