كان أبو بكر يريد أن يطمئن المسلمون إلى دينهم، وحرِّيَّة الدَّعوة إليه، وإنما تتمُّ الطمأنينة للمسلمين ما قام الحاكم فيهم على أساسٍ من العدل المجرَّد عن الهوى. والحكم على هذا الأساس يقتضي الحاكم أن يسمو فوق كل اعتبارٍ شخصيٍّ، وأن يكون العدل والرَّحمة مجتمعين، وقد كانت نظرية أبي بكرٍ في تولِّي أمور الدولة قائمة على إنكار الذَّات، والتَّجرُّدِ لله تجرُّداً مطلقاً، جعله يشعر بضعف الضعيف، وحاجة المجتمع، ويسمو بعدله على كلِّ هوىً، وينسى في سبيل ذلك نفسه وأبناءه وأهله. العدل بين الناس. وبناء على ما سبق يرفع العدل لواءه بين الناس، فالضعيف آمنٌ على حقِّه، وكلُّه يقينٌ أنَّ ضعفه يزول حينما يحكم العدل، فهو به قويٌّ لا يمنع حقه، ولا يضيع، والقويُّ حين يَظلم يردعه الحقُّ، وينتصف منه للمظلوم، فلا يحتمي بجاهٍ، أو سلطانٍ، أو قرابةٍ لذي سطوةٍ، أو مكانةٍ، وذلك هو العزُّ الشَّامخ، والتَّمكين الكاملُ في الأرض. وما أجمل ما قاله ابن تيميَّة ـ رحمه الله ـ: إنَّ الله ينصر الدَّولة العادلة؛ وإن كانت كافرةً، ولا ينصر الدَّولة الظالمة، ولو كانت مسلمةً، … بالعدل تُستصلح الرِّجال، وتُستغزر الأموال. ————————————————————————
مراجع البحث:
علي محمّد محمَّد الصَّلاَّبي ، الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبو بكر الصديق، شخصيته وعصره، دار ابن كثير، دمشق، ص.
العدل بين الناس
فقال: أما ما ذكرتم من السوابق والقدم والفضل فما أعرفني بذلك، وإنا ذلك شيء ثوابه على الله جل ثناؤه، وهذا معاش، فالأسوة فيه خير من الأثرة. فقد كان توزيع العطاء في خلافته على التسوية بين الناس، وقد ناظر الفاروق عمر أبا بكر في ذلك فقال: أتسوي بين من هاجر الهجرتين وصلى إلى القبلتين، وبين من أسلم عام الفتح؟ فقال أبو بكر: إنما عملوا لله، وإنما أجورهم على الله، وإنما الدنيا بلاغ للراكب. الفرق بين العدل والمساواة - موضوع. ورغم أن عمر غير في طريقة التوزيع فجعل التفضيل بالسابقة إلى الإسلام والجهاد إلا أنه في نهاية خلافته قال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لرجعت إلى طريقة أبي بكر فسويت بين الناس. وكان يشتري الإبل والخيل والسلاح فيحمل في سبيل الله، واشترى عاماً قطائف (القطيفة: كساء مخمل) أتى بهما من البادية، ففرقها في أرامل أهل المدينة في الشتاء، وقد بلغ المال الذي ورد على أبي بكر في خلافته مائتي ألف وزعت في أبواب الخير. لقد اتبع أبو بكر المنهج الرباني في إقرار العدل، وتحقيق المساواة بين الناس، وراعى حقوق الضعفاء، فرأى أن يضع نفسه في كفة هؤلاء الواهنة أصواتهم فيتبعهم بسمع مرهف وبصر حاد وإرادة واعية لا تستذلها عوامل القوة الأرضية تحت أقدام قومه، ويرفع بالعدل رؤوسهم فيؤمن به كيان دولته، ويحفظ لها دورها في حراسة الملة والأمة.
الفرق بين العدل والمساواة - موضوع
«إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» رواه مسلم. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال. «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل، وشاب نشأ بعبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه. ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه» رواه مسلم. بانتشار العدل بين الناس. أقوال العلماء في العدل والمساواة
قدم على عمر بن الخطاب رجل من أهل العراق فقال: لقد جئتك بأمر ما له رأس ولا ذنب. فقال عمر بن الخطاب: ما هو؟ قال: شهادات الزور ظهرت بأرضنا. فقال عمر: أو قد كان ذلك ؟ قال: نعم. قال عمر: والله لا يؤمر رجل في الإسلام بغير العدول. موضوع ننصح بقراءته:- كيفية كتابة موضوع تعبير مميز
مفهوم العدل في الإسلام
إن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه هو أول من يطبق ما يأمرنا به الله تبارك وتعالى. وقد قالت عائشة رضي الله عنها في هذا: أن قريشاً أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت. «فقالوا: من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول صلى الله عليه وسلم؟
فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتشفع في حد من حدود الله ؟.
ص136 - كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - العدل بين النساء والعزل والغيلة والنشوز والشرط والاختصاء وغير ذلك - المكتبة الشاملة
العدل في القرآن والسنة
هناك الكثير من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية الشريفة التي وضحت أهمية العدل ومنها:
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90]. كما قال الله تعالى عن العدل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء:135]. ص136 - كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - العدل بين النساء والعزل والغيلة والنشوز والشرط والاختصاء وغير ذلك - المكتبة الشاملة. قال الله تعالى عن العدل {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل:76]. وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ المقسطين يوم القيامة على منابر من نور، عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين- الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا»
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلُّهم الله تعالى في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمام عدل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلَّق في المساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه» (رواه البخاري:660، ومسلم:1031).
موضوع تعبير عن العدل بين الناس بالعناصر - ملزمتي
العدل هو الشمعة المضيئة وسط كلّ العتمة، وهو الزهرة الجميلة التي تنشر عطرها في الأنحاء، فإن ماتت هذه الزهرة انعدم الفرح وانعدم الأمان، وذهبت البهجة كلها ولم يبقَ إلّا الظلم، وهذا ما لا يرضاه الله تعالى ورسوله، ولا ترضاه النفوس العاقلة النقية التي تعرف أنّ الأصل في الحياة أن يأخذ كلّ إنسانٍ حقه بعدلٍ ومساواة كما أمر الله تعالى، وأن يكون العدل أسلوب حياة دائم لا يترك أبدًا، والإمام العادل من السبعة الذين يظلّهم الله في ظله يوم القيامة، فلا يخافون على أنفسهم لا في الدنيا ولا في الآخرة لأنهم حكموا بما الله تعالى لا بما يأمر به الشيطان ويُريده. [٢]
[٣]
المراجع [+] ↑ سورة النساء، آية:58
↑ "العدل" ، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2021. موضوع تعبير عن العدل بين الناس بالعناصر - ملزمتي. بتصرّف. ↑ "العدل: فضله وأهميته" ، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2021. بتصرّف.
إلى أن يقول في رسالته "فإنهم ليسوا بعبيد فتكون في حل من تحويلهم من بلد إلى بلد، ولكنهم أحرار أهل ذمة". وإدراكاً لعدل الإسلام مع غير المسلمين بما ليس له نظير؛ اعترف كثير منهم بذلك في شهادات تركوها للتاريخ، فقال المؤرخ الشهير (ولز) عن تعاليم الإسلام: "إنها أسست في العالم تقاليد عظيمة للتعامل العادل، وإنها لتنفخ في الناس روح الكرامة والسماحة، كما أنها إنسانية السمة، ممكنة التنفيذ، فإنها خلقت جماعة إنسانية يقل ما فيها مما يغمر الدنيا من قسوة وظلم اجتماعي عما في أية جماعة أخرى سبقتها". [1] النساء: 135. [2] النساء: 58. [3] سورة النجم: 38.
ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن عبد الله الهلالي ، قال: ثنا عبيد الله بن موسى ، قال: ثنا إسرائيل ، عن أبي يحيى القتات عن مجاهد ، عن ابن عباس قوله ( أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) قال: أرض الجنة. حدثني علي قال: ثنا أبو صالح ، قال: ثني معاوية ، عن علي عن ابن عباس قوله ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) قال: أخبر سبحانه في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السماوات والأرض ، أن يورث أمة محمد صلى الله عليه وسلم الأرض ، ويدخلهم الجنة ، وهم الصالحون. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٣٢٩. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا جرير ، عن منصور ، عن سعيد بن جبير في قوله ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) قال: كتبنا في القرآن بعد التوراة ، والأرض أرض الجنة. حدثني علي بن سهل ، قال: ثنا حجاج ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس عن أبي العالية ( أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) قال: الأرض: الجنة. حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي ، قال: ثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش قال: سألت سعيدا عن قول الله ( أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) قال: أرض الجنة. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله ( أن الأرض) قال: الجنة ، ( يرثها عبادي الصالحون).
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٣٢٩
لا العرب. ؛ ففلسطين ليس العرب بوصفهم عرباً هم أهلها؛ بل إن أهلها المسلمون بوصفهم مسلمين. لا غير وبوصفهم عباداً لله عزّ وجلّ صالحين؛ ولذلك لن ينجح العرب فيما أعتقد-والعلم عند الله - في استرداد أرض فلسطين باسم العروبة أبداً؛ ولا يمكن أن يستردوها إلا باسم الإسلام على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، كما قال تعالى: {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} [الأعراف: 128] ؛ ومهما حاول العرب، ومهما ملؤوا الدنيا من الأقوال والاحتجاجات، فإنهم لن يفلحوا أبداً حتى ينادوا بإخراج اليهود منها باسم دين الإسلام. بعد أن يطبقوه في أنفسهم. ؛ فإن هم فعلوا ذلك فسوف يتحقق لهم ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ، وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ، أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ" ؛ فالشجر، والحجر يدل المسلمين على اليهود يقول: "يا عبد الله". باسم العبودية لله. ، ويقول: "يا مسلم".
وأخبر تعالى أن هذا مسطور في الكتب الشرعية والقدرية وهو كائن لا محالة، ولهذا قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ}: قال مجاهد: الزبور الكتاب، وقال ابن عباس والحسن: {الزَّبُورِ} الذي أنزل على داود و {الذِّكْرِ}: التوراة، وعن ابن عباس: الذكر القرآن. وقال سعيد بن جبير: الذكر الذي في السماء، وقال مجاهد: الزبور الكتب، والذكر أم الكتاب عند الله، واختار ذلك ابن جرير رحمه الله وكذا قال زيد بن أسلم هو الكتاب الأول. وقال الثوري: هو اللوح المحفوظ، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الزبور الكتب التي أنزلت على الأنبياء، والذكر أم الكتاب الذي يكتب فيه الأشياء قبل ذلك، أخبر الله سبحانه وتعالى في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السماوات والأرض أن يورث أمة محمد صل الله عليه وسلم الأرض، ويدخلهم الجنة وهم الصالحون [رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس]
وقال ابن عباس {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}: قال: أرض الجنة، وقال أبو الدرداء: نحن الصالحون، وقال السدي: هم المؤمنون وقال أبو الدرداء: الأرض هي الشام، والصالحون: الأمة المحمدية. وقوله {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ}: أي إن في هذا القرآن الذي أنزلناه على عبدنا محمد صل الله عليه وسلم {لَبَلَاغًا}: لمنفعة وكفاية {لِقَوْمٍ عَابِدِينَ}: وهم الذين عبدوا الله فيما شرعه وأحبه ورضيه وآثروا طاعة الله على طاعة الشيطان وشهوات أنفسهم.