المتحابين في الله يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "المتحابين في الله" أضف اقتباس من "المتحابين في الله" المؤلف: ابن قدامة المقدسي محمد صالح الغرسي الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "المتحابين في الله" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
المتحابون في الله
وبخصوص موقف المسلم من اختلاف العلماء في تصحيح حديث أو تضعيفه راجع الفتوى رقم: 259063. وعلى فرض كونه ضعيفا فمعناه صحيح، وواقع الناس العمل به، ولذا قال الشيخ ابن عثيمين بعد أن أشار إلى ضعفه: لكنه من الناحية الطبيعية أنه إذا قُدر أن يكون بين الرجل وبين امرأة من الناس محبة؛ فإن أكبر ما يدفع الفتنة والفاحشة أن يتزوجها؛ لأنه سوف يبقى قلبه معلقاً بها إن لم يتزوجها، وكذلك هي، فربما تحصل فتنة، قد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق فاضل وذات علم فيرغب أن يتزوجها، وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه ذو خلق فاضل وعلم ودين فترغبه، لكن التواصل بين المتحابين على غير الوجه الشرعي هذا هو البلاء، وهو قطع الأعناق وقصم الظهور، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل. المتحابين في ه. ويقول: إنه يرغب في زواجها خوفاً من الفتنة، وإلا فالأصل أنه لو حصل أن المرأة تخبر وليها أنها تريد فلاناً مثلاً فيتصل به كما فعل عمر ـ رضي الله عنه ـ حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعلى عثمان رضي الله عنه، وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل فهذا محل الفتنة. اهـ. وهذا المحذور الذي ذكره والمتعلق بتجاوز حدود الله تعالى بين المتحابين مما ينبغي التنبه له.
المتحابون في الله لهم منابر من نور - صحيفة الاتحاد
تاريخ النشر: الأربعاء 3 ربيع الآخر 1437 هـ - 13-1-2016 م
التقييم:
رقم الفتوى: 320113
309499
0
522
السؤال
أشكركم على ردكم على سؤالي بالفتوى رقم: 2594273، وقد وجدت وأنا أبحث في الأحاديث التي تتعلق بالنكاح أنه ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لم ير للمتحابين مثل النكاح}. وقد وجدته في صحيح ابن ماجه وفي السلسلة الصحيحة لفضيلة الشيخ الألباني رحمهم الله، وقد سمعت مقطعاً صوتياً لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله حيث قال فيه إنه حديث ضعيف، ثم إني قرأت في فتواكم الفاضلة رقم: 19826، بأن الراجح هو جواز العمل بالحديث الضعيف إذا توفرت فيه عدة شروط. والسؤال هنا لو افترضنا أنه حديث ضعيف، هل يمكن الأخذ به؟ بمعنى آخر، هل تتحقق فيه الشروط الأربعة اللازمة للأخذ بالحديث الضعيف؟
وبشكل عام، ما هو موقف الأمة (علماء أو غيرهم) من الحديث الذي اختلف فيه العلماء فمنهم من قال إنه صحيح ومنهم من قال إنه ضعيف؟
وهل تنصحوني بالأخذ بهذا الحديث عند زيارتي لأبي الفتاة التي أحببتها؟
وشكرا لكم. المتحابون في الله لهم منابر من نور - صحيفة الاتحاد. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث صححه الشيخ الألباني في العديد من كتبه، ومنها صحيح سنن ابن ماجه ، وصحيح الجامع، وتتبع مجموع طرقه في السلسلة الصحيحة، وذكر الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح أنه قد ضُعِف.
بل قد يكون هذا الرجل الصالح الذي أحببته في الله شفيعا لك في دخول الجنة يوم القيامة. المتحابون في الله. فقد قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ـ رضي الله عنه ـ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" متفق عليه. فلماذا بعد كل هذا نجد الكراهية منتشرة بين كثير من الناس، والتباغض ضاربا بِطُنُبِه بين الإخوة، والأقرباء، والأزواج، والجيران، حتى ضجت المحاكم بقضايا الاعتداءات والجرائم. فلنراجع أنفسنا، ولتكن أخلاق الإسلام سبيلنا، ولنبادر إلى مصالحة مَن بيننا وبينه عداوة أو بغضاء، والله يجزي الصابرين. أُحِبُّ الْفَتَى يَنْفِي الْفَوَاحِشَ سَمْعُهُ
كَأَنَّ بِهِ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ وَقْرًا
سَلِيمُ دَوَاعِيَ الصَّدْرِ لا طَالباً أذًى
وَلا مَانِعًا خَيْرًا وَلا قَائِلا هُجْرًا
[٧]
القول الثاني
وهو قول ابن عباس أنّها نزلت في الشيوخ، فلهم دفع الفدية، إلى أن نُسخت الآية، فخصصت الفدية فقط للشيوخ الذين لا يقدرون على الصوْم، وفي قول آخر عن ابن عبّاس أن الآية للحامل والمرضع إذا ما خافتا على أنفسهما أو على اطفالهما، فلهما الفدية، وأخرج الدارطني في رواية أخرى عن ابن عبّاس بأن الآية غير منسوخة، ورجّح الإمام القرطبي قول ابن عبّاس القائل بعدم نسخ الآية، وأنّها محكمة في حق كبير السن والحامل والمرضع. [٧]
معنى آية: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين عند البيضاوي
ما الأقوال الّتي أوردها البيضاوي في تفسير الآية؟
نقل الإمام البيضاوي تاويل الآية الكريمة، وهي: [٨]
القول الأول: أن حكم الآية كان واردًا في أول أمر فرض الصيام، فكانوا مخيّرين بين الصوم والفدية، ثم نسخ حكم الآية، فأصبح الصوم واجبًا. القول الثاني: جواز الفدية لمن يلحقه الإجهاد بالصوم من كبار السن، مع إثبات أن الصوم خيرٌ وأفضل من الفدية.
وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين
القول الثاني: يقصد به المقيم، غير المريض، فكان مخيّر بين الصيام وعدمه، إلى أن تم نسخ حكم الآية، فوجب الصيام في حقّه، وأكثر المفسّرين والفقهاء على هذا القول، واختاره الشافعي
القول الثالث: نزلت الآية الكريمة في حق كبير السن، وتأويل ذلك من وجهيْن، الوجه الأول: فقالوا بأن السعة فوق الطاقة، فالسعة، اسم لمن كان قادرًا على الشيء دون مواجهة الصعوبة، أمّا الطاقة اسم لمن كان قادرًا على الشيء مع صعوبة ذلك عليه، الوجه الثاني: فمقصود "وعلى الّذين يطيقونه" أي المقدرة على الصوم مع المشقة. ونقل الإمام الرازي أقوال العلماء في الفدية، فالشيخ الهرم إذا ما أفطر فيترتب عليه الفدية، والمرضع والحامل إذا ما افطرتا فذهب الإمام الشافعي لوجوب الفدية، وقال أبو حنيفة بعدم وجوب الفدية مع وجوب القضاء. [٥]
معنى آية: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين عند السعدي
ما التأويل الّذي رجحه السعدي للآية؟
قال السعدي في تفسير الآية، أن حكم الآية كان في بداية فرض الصوم، لعدم اعتيادهم على الصوم، غلى أن تعوّدوا على صيام رمضان ، نُسخ حكم الآية من التخيير للفرض، وقيل في الفدية أنّه على الصحيح عليه إطعام عن كل يوم مسكينًا. [٦]
معنى آية: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين عند القرطبي
ما الأقوال الّتي أوردها القرطبي في تفسير الآية؟
أورد الإمام القرطبي تأويلا اهل العلم في تفسير الآية، ورجّح منها، وهي كالتالي: [٧]
القول الأول
قال فري من العلماء بأنّ الآية منسوخة، فكان حكمًا واردًا أول ما فُرض الصيام، فكان الصيام شاقًّا حينئذ، فخيُّروا بين الصوم والفدية.
وعلى الذين يطيقونه فدية
تفسير الآية: (و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين).. د. عبدالحي يوسف - YouTube
وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين نسخ
تفسير: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:184]، وقد تضمن التفسير الكثير من الأحكام التي تتعلق بحكم صيام المكلف، وحكم إفطار الشيخ الكبير العاجز، والعجوز الكبيرة العاجزة عن الصوم، وإفطار المريض والمسافر، وحكم إفطار المريض الذي لا يرجى برؤه، وحكم إفطار كل من الحامل والمرضع. تفسير سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز للآية:
يقول الشيخ ابن باز: أن علماء التفسير رحمهم الله ذكروا ان الله سبحانه وتعالى لما شرع صيام شهر رمضان مخيرًا بين الفطر والإطعام وبين الصوم، والصوم افضل فمن أفطر وهو قادر على الصيام فعليه إطعام مسكين، وإن اطعم اكثر فهو خير له، وليس عليه قضاء وإن صام فهو أفضل لقوله عز وجل { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} فأما المريض والمسافر فلهما ان يفطرا ويقضيا، لقوله سبحانه وتعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184].
♦ الآية: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (184).
مسائل متعلقة بالآية
هل الآية الكريمة منسوخة أم محكمة؟
تعدد أقوال أهل التفسير بأن هل هذه الآية منسوخة أم محكمة؟، والراجح عند الفقهاء أنها ليست منسوخة؛ فقد روي عن ابن عباس أنه قال: (ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير والمرأة لا يستطيعان أن يصوما فيطعما مكان كل يوم مسكيناً) ، [٣] وعند الطبري الذين يطيقونه أي يتكلفونه، فيطعمون عن كل يوم إفطار مسكيناً وهذه الرخصة للشيخ الغير قادر على الصيام أو المريض من مرض لا يمكن أن يشفى منه. [٤] وبما أن الآية محكمة، يكون المعنى على أن الذين يجدون في الصيام صعوبة بالغة من الجهد والمشقة والتعب، فرخص لهم الإفطار وإطعام مسكين عن كل يوم يفطرونه، هذا ما ذهب إليه أغلب أهل العلم، أما مالك فقال أنه لا تجب عليه شيء لأنه ترك الصوم لعجزه فلم يكن عليه الدفع كما لو أنه تركه لمرض اتصل بموته. [٥]
ما مقدار طعام المسكين؟
تعددت أقوال العلماء في مقدار طعام المسكين، إلا أنه ورد عن جماعة من الصحابة أن قدره مد -المد يساوي ٥٤٤ غراماً- من الحنطة عن كل يوم فقد روي عن ابن عباس أنه قال: (إذا عجز الشيخُ الكبير عن الصيام أطعم عن كل يوم مداً مداً). [٦] [٥] وقد روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في رجل مرض في رمضان، ثم صح فلم يصم حتى أدركه رمضان آخر قال: (يصوم الذي أدركه ويطعم عن الأول لكل يوم مداً من حنطة لكل مسكين فإذا فرغ من هذا صام الذي فرط فيه).