الطبرى أيضاً بسنده عن ثابت: ان عمر بن الخطاب واقع أهله ليلةً في
رمضان فاشتد ذلك عليه فأنزل الله: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ
الصِّيَامِ الرَّفَثُ إلى نِسَآئِكُمْ﴾(6). أحمد في مسنده بسنده عن كعب بن مالك عن أبيه قال: كان الناس في
رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء
حتى يفطر من الغد فرجع عمر بن الخطاب من عند النبي (ص) ذات ليلة وقد
سهر عنده فوجد امرأته قد نامت فأرادها فقالت انى قد نمت قال: ما نمت
ثم وضع بها وصنع كعب بن مالك مثل ذلك فغدا عمر إلى النبي (ص) فأخبره
فأنزل الله تعالى: ﴿عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ
تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ
وَعَفَا﴾(7).
سبب نزول : عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ
وأفادت بأن معنى ﴿تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ﴾: فقد ذكر الإمام القرطبي رأيين في هذه الآية:
- أن يستأمر بعضكم بعضًا في مواقعة المحظور من الجماع والأكل بعد النوم في ليالي الصيام، كقوله تعالى: ﴿تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النساء: 29] يعني يقتل بعضكم بعضًا. - ويحتمل أن يريد به كل واحد منهم في نفسه بأنه يخونها، وسماه خائنًا لنفسه من حيث كان ضرره عائدًا عليه. تفسير ايه علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم. اقرأ أيضا: «الدين بيقول إيه»| بعد فسخ الخطبة.. الشبكة «حق مين»؟
الكلمات الدالة
مشاركه الخبر:
الاخبار المرتبطة
«آيات ومعاني» | ما تفسير «تختانون أنفسكم»؟ | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
«لَكُمْ» متعلقان بأحل. «لَيْلَةَ» ظرف زمان متعلق بالفعل قبله وقال بعضهم غير ذلك. «الصِّيامِ» مضاف إليه. «الرَّفَثُ» نائب فاعل. «إِلى نِسائِكُمْ» متعلقان بمحذوف حال. «هُنَّ لِباسٌ» مبتدأ وخبره الجملة مستأنفة. «لَكُمْ» متعلقان بمحذوف صفة لباس ، والجملة تفسيرية لا محل لها. «وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ» تعرب كإعراب سابقتها وهي معطوفة عليها. «عَلِمَ اللَّهُ» فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل. «أَنَّكُمْ» أن واسمها. «كُنْتُمْ» فعل ماض ناقص والتاء اسمها والجملة في محل رفع خبر أن. «تَخْتانُونَ» فعل مضارع والواو فاعل. «أَنْفُسَكُمْ» مفعول به والجملة خبر كان ، وإن وما بعدها سد سد مفعولي علم. «فَتابَ» الفاء عاطفة تاب فعل ماض والفاعل هو يعود إلى اللّه. «عَلَيْكُمْ» متعلقان بتاب. «وَعَفا عَنْكُمْ» الواو عاطفة والجملة معطوفة على جملة تاب المعطوفة على جملة محذوفة مقدرة أي فتبتم فتاب عليكم. «فَالْآنَ» الفاء حرف استئناف الآن ظرف زمان متعلق بباشروهن. «بَاشِرُوهُنَّ» فعل أمر والواو فاعل هن مفعول به. علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم. «وَابْتَغُوا» مثل باشروا عطف. «ما» اسم موصول في محل نصب مفعول به. «كَتَبَ اللَّهُ» فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل. «لَكُمْ» متعلقان بكتب والجملة صلة الموصول.
سبب نزول: ﴿عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ﴾ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
وثمة
روايات آخرى عديدة بهذا المضمون مذكورة في مثل تفسير الطبري
وغيره. هذا
فيما يتصل بسبب نزول قوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ
تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ
فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ﴾.
ما معنى قوله تعالى علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم - إسألنا
و أما ما قيل: إن المراد بما كتب الله لهم الحل و الرخصة فإن الله يحب أن يؤخذ برخصة كما يحب أن يؤخذ بعزائمه، فيبعده: أن الكتابة في كلامه غير معهودة في مورد الحلية و الرخصة. قوله تعالى: و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، الفجر فجران، فجر أول يسمى بالكاذب لبطلانه بعد مكث قليل و بذنب السرحان لمشابهته ذنب الذئب إذا شاله، و عمود شعاعي يظهر في آخر الليل في ناحية الأفق الشرقي إذا بلغت فاصلة الشمس من دائرة الأفق إلى ثمانية عشر درجة تحت الأفق، ثم يبطل بالاعتراض فيكون معترضا مستطيلا على الأفق كالخيط الأبيض الممدود عليه و هو الفجر الثاني، و يسمى الفجر الصادق لصدقه فيما يحكيه و يخبر به من قدوم النهار و اتصاله بطلوع الشمس. و من هنا يعلم أن المراد بالخيط الأبيض هو الفجر الصادق، و أن كلمة من، بيانية و أن قوله تعالى: حتى يتبين لكم الخيط الأسود من قبيل الاستعارة بتشبيه البياض المعترض على الأفق من الفجر، المجاور لما يمتد معترضا معه من سواد الليل بخيط أبيض يتبين من الخيط الأسود. سبب نزول : عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ. و من هنا يعلم أيضا: أن المراد هو التحديد بأول حين من طلوع الفجر الصادق فإن ارتفاع شعاع بياض النهار يبطل الخيطين فلا خيط أبيض و لا خيط أسود.
«وَكُلُوا وَاشْرَبُوا» فعلا أمر وفاعلاهما والجملتان عطف على ما قبلهما. «حَتَّى» حرف غاية وجر. «يَتَبَيَّنَ» فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى والمصدر المؤول في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلقان بكلوا. «لَكُمْ» متعلقان بالفعل قبلهما. «الْخَيْطُ» فاعل. «الْأَبْيَضُ» صفة. «مِنَ الْخَيْطِ» متعلقان بتبين أو بمحذوف حال من الخيط. «الْأَسْوَدِ» صفة. «مِنَ الْفَجْرِ» متعلقان بمحذوف حال من الخيط الأبيض. «ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ» فعل أمر وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها. «إِلَى اللَّيْلِ» جار ومجرور متعلقان بأتموا. «وَلا» الواو عاطفة لا ناهية جازمة. «تُبَاشِرُوهُنَّ» فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو فاعل هن مفعول به والجملة معطوفة. «وَأَنْتُمْ» الواو حالية أنتم مبتدأ. ما معنى قوله تعالى علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم - إسألنا. «عاكِفُونَ» خبره. «فِي الْمَساجِدِ» متعلقان بعاكفون والجملة حالية. «تِلْكَ» اسم إشارة مبتدأ. «حُدُودُ» خبره. «اللَّهُ» لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة استئنافية. «فَلا» الفاء هي الفصيحة لا ناهية جازمة. «تَقْرَبُوها» فعل مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والهاء مفعول به. «كَذلِكَ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف مفعول مطلق.
تفسير آية:
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾
قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1]. سبب النزول: اختُلِف في سبب نزولها:
فقيل: اختلف الشباب والشيوخ في غنائم بدر، فقال الشباب: هي لنا، وقال الشيوخ: كنا رِدءًا لكم تحت الرايات؛ فنَزَلَتْ. وقيل: إن سعد بن أبي وقاص قال يوم بدر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: قد شفاني الله اليوم من المشركين، فهب لي هذا السيف، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا السيف لا لك ولا لي، ضعه))، فوضعته، فلما وليت ناداني وقال: ((كنت سألتني هذا السيف، وإنه قد وهب لي فهو لك))، وأنزل الله: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ ﴾. تفسير: (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول). والغَرَض الذي سِيقَتْ له هو: جَعْل غنائم بدر لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعها حيث شاء. ومناسبتها لما قبلها: أنه ختم السورة السابقة بما حكاه عن الملائكة من إخلاصهم التوحيد لله، وافتتح هذه السورة بالحديث عن أهل بدر الذائدين عن حِمى التوحيد، وأمرهم بتقوى الله.
ما هي الأنفال - موضوع
وقال ابن زيد: ليست منسوخة بل هي محكمة، والأنفال أصلها جماع الغنائم إلا أن الخمس منها مخصوص لأهله على ما نزل به الكتاب وجرت به السنّة. ومعنى الأنفال في كلام العرب: كل إحسان فعله فاعل تفضلا من غير أن يجب ذلك عليه، فذلك النفل الذي أحله اللّه للمؤمنين من أموال عدوهم، وإنما هو شيء خصهم اللّه به تفضلا منه عليهم، بعد أن كانت الغنائم محرمة على الأمم قبلهم، فنفلها اللّه تعالى هذه الأمة فهذا أصل النفل. وشاهد هذا ما في الصحيحين: (وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي) وذكر تمام الحديث.
تفسير: (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول)
وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس أنه فسر النفل بما ينفله الإمام لبعض الأشخاص من سلب أو نحوه بعد قسم أصل المغنم، وهو المتبادر إلى فهم كثير من الفقهاء من لفظ النفل، واللّه أعلم.
وقوله: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ ﴾ السؤال هنا سؤال استفتاء، وعليه فـ(عن) غير زائدة، وقد تعدَّى الفعل إلى مفعولين الأول بنفسه، والثاني بحرف الجر. وقيل: السؤال هنا استعطاء، وعليه فـ(يسأل) تتعدى إلى المفعولين بنفسها، والظاهر الأول. والضمير المرفوع إما للصحابة المختلفين، وإما لسعد بن أبي وقاص. و(الأنفال) جمع نَفَل بالتحريك، وأصل النَّفَل الزيادة، ويطلق على الغنيمة؛ لأنها مما زاد الله لهذه الأمة، أو لأنها زيادة عن أجر الجهاد، ويطلق النفل أيضًا على ما يجعله الإمام لبعض المقاتلين، والمراد بـ(الأنفال) هنا غنائم بدر خاصة، ويؤيد هذا سبب النزول. يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول. ومعنى ﴿ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ.. ﴾ ؛ أي: الحكم فيها إلى الله ورسوله يضعها حيث يشاء. والفاء في قوله: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ فصيحة؛ أي: إذا كانت الأنفال لله والرسول، فاتقوا الله باجتناب ما يغضبه من اختلاف المسلمين، و(التقوى): اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه؛ لأنه وقاية من النار. و(البين) يُطلق على الفُرقة وعلى الوصل، والمراد هنا الوصل، وذات البين: حقيقته، فمعنى: ﴿ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ ؛ أي: أصلحوا حقيقة صلتكم الإسلامية، وإصلاحها بالمودة وترك النِّزاع.