– عنوان الكتاب: إعجاز القرآن للباقلاني. – المؤلف: أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني (403 هـ). – تحقيق: السيد أحمد صقر. – الناشر: دار المعارف بمصر. – سنة النشر: 1374هـ/ 1954م. - موقع الأستاذ محمود محمد شاكر:
الباقلاني &Bull; الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
كان أبو بكر الباقلاني كثير التحصيل، غزير التأليف، حسبت تآليفه وإملاءاته على أيام عمره كلها فوقع لكل يوم عشرون ورقة أو نحوها، ويبلغ عدد المؤلفات التي عُرِفت له ثلاثة وخمسين مؤلفاً في الفقه وأصوله، وعلم الكلام، ومن هذه الكتب:
«التمهيد في الرد على الملحدة والمعطّلة والخوارج والمعتزلة» يدل على ذهنية متفتحة واطلاع واسع، ألفه لصمصام الدولة، وهو مطبوع. «شرح كتاب اللمع» لأبي الحسن الأشعري، وقد قرأت عليه جماعة من الأئمة. وهو مخطوط في المتحف البريطاني. و«الانتصار لنقل القرآن»، وهو بيان لتواتر القرآن وقطعيّته، طبع باختصار الإمام الصيرفي. و«إعجاز القرآن» وهو أشهر كتبه، طار صيته به، وخلد ذكره بسببه. أظهر فيه إعجاز القرآن في بيانه، وعقد موازنات بين أسلوب القرآن وأسلوب أفصح فصحاء العرب، كأشعار المعلقات، وظهر منها تضاؤل فصاحتهم وبلاغتهم أمام فصاحة القرآن وبيانه. في سبتمبر 2012 أعلن الأزهر عن اكتشاف مخطوط نادر في مصر ينسب إلى الإمام الباقلاني، مؤكدا أن هذا المخطوط يعد من أقدم النصوص الأصولية في مكتبات العالم. وحسب مصدر بالأزهر فقد عثر الباحث د. أبو بكر عبد الله سعداوي على المخطوط الذي كان مجهول العنوان والمؤلف في قسم رواق الشوام بمكتبة الأزهر.
مسار الصفحة الحالية: اسمه: محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم. أبو بكر القاضي الباقلاني البصري المتكلم الفقيه. الباقلاني نسبة إلى الباقلي وبيعه والبصري لأنه نشأ في البصرة وقضى فيها فترة شبابه قبل أن يهاجر منها إلى بغداد ليقيم فيها بقية حياته والمتكلم لأنه اتجه إلى علم الكلام نظرا لكثرة الملحدين في العراق في القرن الرابع الهجري وظهور مذهب أبي حسن الأشعري ودفاعه عن آرائه وجداله الشديد للمعتزلة وأنصاره يقولون إنه أعرف الناس بعلم الكلام، وأحسنهم خاطراً، وأجودهم لسانا، وأوضحهم بيانا، وأصحهم عبارة.. وله في كتب الكلام آراء كثيرة يعتد بها. والفقيه.. لأنه كان من كبار فقهاء المذهب المالكي.. ويعد الباقلاني فيلسوف المذهب الأشعري، الذي بلور آراءه، ونفّذ تعاليمه, يقول ابن تيمية: "إنه أفضل المتكلمين المنتسبين إلى أبي الحسن الأشعري وليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده1", "عمل على نصرة المذهب، وصار إماما له بعد أن تناوله بالتهذيب، وضع لمسائل العلم المقدمات العقلية التي تتوقف عليها الأدلة، وذلك مثل إثبات الجوهر الفرد والخلاء، وأن العرض لا يبقى زمانين، وجعل هذه القواعد تبعا للعقائد الدينية في وجوب اعتقادها.. لتوقف تلك الأدلة - في رأيه – عليها؛ ولأن بطلان الدليل يؤذن - يما يقول- ببطلان المدلول2".
ابن الباقلاني المالكي صاحب الحجة الباهرة
8770- ص- أبو بكر بن شعيب. عن مالك بن أنس. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. روى زهير بن عباد: حدثنا أبو بكر بن شعيب عن مالك، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عمرو بن الشريد عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا: من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيرا. هذا كذب. انتهى. ذكره ابنُ حِبَّان في الضعفاء، وَأورَدَ له هذا الحديث، عَن مُحَمد بن جعفر البغدادي عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان عن زهير بن عباد عنه، وقال: أبو بكر هذا يروي عن مالك ما ليس من حديثه، لا يحل الاحتجاج به. وأخرجه الطبراني في الأوسط عن أحمد بن يحيى هذا وقال: لم يروه عن مالك إلا أبو بكر، تفرد به زهير.. • ص- أبو بكر بن أبي الأزهر [هو محمد بن مزيد]. حدث عَن أبي كريب. قال الخطيب: كان يضع الحديث. وهذا هو محمد بن مزيد الذي تقدم [7398].. 8771- ص- أبو بكر بن عوض البغدادي الغراد. سمع ابن شاتيل. فَسَّقَه ابن نقطة فقال: شيخ سوء قليل الدين يستحل المال والعرض.. 8772- ص- أبو بكر العمري [هو أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر]. لا يدرى من ذا. وله خبر منكر في مسند البزار من رواية سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عَن أبي بكر هذا عن نافع، عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فرد عليه وقال: خشيت أن يقول: لم يرد علي.
قصة أبو بكر الباقلاني مع ملك الروم
– كان أبي بكر الباقلاني يتميز بالذكاء، والفطنه والدهاء وظهر ذلك في الموقف الذي جمع بينه وبين ملك الروم
– قام الخليفة بإرسال الباقلاني إلى ملك الروم حتى يسأله، وحينما علم ملك الروم بأن من سيأتيه هو الملقب بسيف السنة ولسان الأمة، ففكر في حيلة حتى يذله ويجعله يركع أمامه. – أصدر ملك الروم أوامره إلى حاشيته بتقصير طول الباب، حتى يضطر الباقلاني إلى خفض رأسه أثناء دخوله ، فيركع ويذل أمام الملك والحاشية، وعندما وصل الباقلاني أدرك حيلة الملك فاستدار بجسده ودخل بظهره إلى الملك وهو ماشيًا للخلف فأدرك ملك الروم وقتها أنه أمام داهية من الدهاة. – دخل الباقلاني فوجد الملك محاط بحاشيته من رجال الكنيسة والرهبان، فبدأ بسؤال الرهابن: كيف حالكم وكيف حال أهلكم وأولادكم؟
– غضب ملك الروم من السؤال فقال: هؤلاء رهبان يتنزهون عن الزوجة والولد، فهم أشرف من اتخاذ زوجة وأطفالًا، فرد أبو بكر: الله أكبر أنت تنزه الرهبان عن الزواج والانجاب وأنتم تتهمون ربكم بمريم ولا تنزهونه عن الولد. – ازداد غضب الملك فرد بكل وقاحة: فما قولك في عائشة التي زنت؟، فرد عليه الباقلاني قائلًا:أما والله أن عائشة تزوجت ولم تنجب، وأما مريم فلم تتزوج وأنجبت، فأيهما أولى أن تتهم بالزنى التي لم تأت بولد أم التي أتت بولد ، أما فنحن في القرآن نبرئهما هما الاثنتين.
دهاء أبو بكر الباقلاني - طريق الإسلام
ودخل الباقلاَّني على الملك، ودارتِ المناظرة حول ثلاثة مواضيع، أولها: حول معجزة انشقاق القمر للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد أصدر الملك شبهةً حول الموضوع تتعلَّقُ بعدم رؤية كل الناس لهذه المعجزة؟
والشبهة الثانية: أصدرها أحدُ القساوسة؛ وهي من جانب رواة هذا الخبر، ففي نظره لا يَرقون لحدِّ التواتر. وقد كان لسان الأمَّة لهاتين الشبهتين بالمرصاد، أما جوابُه حول الشبهة الأولى فكان بإلزام الخصم بما يعتقده من المعتقدات، لا من خارج اعتقاده، وذلك لما قال للملك: فهذه المائدة بينكم وبينها نسبة، وأنتم رأيتموها دون اليهودِ، والمجوس والبراهمة، وأهل الإلحاد وخاصة اليونان جيرانكم، فإنهم كلهم مُنكِرون لهذا الشأن، وأنتم رأيتموها دون غيرِكم، فتحيَّر الملك وقال بكلامه: سبحان الله. ورد على القسيس بالمسلكِ الذي ردَّ به على الملك، فلو كان نزولُ المائدة صحيحًا لوجب أن ينقله العددُ الكثير، فلا يبقى يهوديٌّ ولا نصراني ولا ثَنَويٌّ إلا ويعلم هذه الضرورة، ولما لم يعلموا ذلك بالضرورة دلَّ على أن الخبر كذب؛ فبهت النصراني والملك، ومَن ضمَّه المجلس، وانفضَّ المجلس على هذا. أما الموضوع الثاني الذي تناقش فيه ابن الطيِّب الباقلاَّني مع الملك فهو حول معتقد المسلمين في المسيح عليه السلام؛ إذ بيَّن لهم عقيدة الإسلام في المسيح، وأنه روح الله وكلمته، ونبيٌّ مَثَلُه كمَثَل آدم عليه السلام، فاستنكر الملك ذلك، واعترض عليه بأن العبدَ لا يمكن له أن يحيي الموتى، ويشفي الأبرصَ والأكمه؛ بدعوى أن هذه من صفات الإله، لكن حجَّة الباقلاَّني استطاعت أن تُفحِمَه من باب أن ما أجري على يد الأنبياء من المعجزات نصرةٌ من الله لأنبيائه على أقوامهم الذين لم يؤمنوا بهم، وجحدوا ما جاؤوا به من الحق.
يسعدنا ان نستعرض معكم الآن في هذا المقال عبر موقع قصص واقعية مجموعة مميزة من المواقف الشهيرة للإمام ابو بكر الباقلاني الذي اشتهر بذكاءه وسرعة بديهته وقدرته علي المناظرة والرد ، قصص واقعية جميلة جداً استمتعوا معنا الآن بقراءتها وللمزيد يمكنكم زيارة قسم: قصص قصيرة. ذات يوم التقي الامام ابو بكر الباقلاني رحمه الله عليه – وقد كان مشهوراً بالمناظرة والذكاء وقوة الرد – برهب نصراني، قال له النصراني: انتم المسلمون عنصريون، قال الباقلاني: ولما ذلك ؟ فقال الراهب: تبيحون لأنفسكم زواج الكتابية اي اليهودية او النصرانية ولكن لا تبيحون لغيركم الزواج ببناتكم، فرد عليه الامام الباقلاني قائلاً: نحن نتزوج اليهودية لأننا آمنا بموسي ونتزوج النصرنية لأننا آمنا بعيسي ، وانتم متي ما آمنتم بمحمد زوجناكم بناتنا.. فبهت الذي كفر. وقد كان الامام الباقلاني رحمه الله من كبار علماء عصره، فاختاره ذات يوم ملك العراق وارسله لمناظرة احد النصاري في السطنطينية وذلك في عام 371 هـ ، وعندما سمع ملك الروم عن قدوم الباقلاني أمر حاشيته ان يقصروا من طول الباب حتي يضطر ابو بكر الباقلاني ان يخفض رأسه وجسده كهيئة الركوع عند دخوله من الباب فيذل بذلك امام ملك الروم وحاشيته.
وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) القول في تأويل قوله تعالى: وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره ، مخبرًا عن قيل شعيب لقومه: أوفوا الناس الكيل والميزان (31) ، " بالقسط" ، يقول: بالعدل، وذلك بأن توفوا أهل الحقوق التي هي مما يكال أو يوزن حقوقهم ، على ما وجب لهم من التمام ، بغير بَخس ولا نقص. (32) * * * وقوله: (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) ، يقول: ولا تنقصوا الناس حقوقهم التي يجب عليكم أن توفوهم كيلا أو وزنًا أو غير ذلك، (33) كما:- 18473- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا علي بن صالح بن حي قال: بلغني في قوله: (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) قال،: لا تنقصوهم. منتديات ستار تايمز. 18474- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة: (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) ، يقول: لا تظلموا الناس أشياءهم. * * * وقوله: (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) ، يقول: ولا تسيروا في الأرض تعملون فيها بمعاصي الله، (34) كما:- 18475- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) ، قال: لا تسيروا في الأرض.
منتديات ستار تايمز
تفسير قوله تعالى:
﴿ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾
(سورة البقرة: الآية 60)
إعراب مفردات الآية [1]:
الواو عاطفة (إذ استسقى موسى لقومه) مثل إذ قال موسى لقومه.
ـــــــــــــــــــــــــ قلم التحرير
تفسير الشعراوي للآية 60 من سورة البقرة | مصراوى
وكان وجودهم من الأسباب الرئيسية لتخلُّف الأمة وتردِّي مكانتِها؛ من أجل ذلك كان من الواجب علينا أن نتدارس صفاتهم بيانًا للحقيقة، وإيقاظًا للأمة، وتحذيرًا من تغوُّل المفسدين وطغيانهم في البلاد. ومن أبرز الصفات التي جاء بيانها في القرآن الكريم:
*الصفة الأولى: العلو والاستكبار في الأرض*
فالعلو والطغيان والاستكبار في الأرض صفات ملازمة للمفسدين، كما قال تعالى: *{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}* [القصص:83] وبضدها تتبين الأشياء، وكما قال سبحانه: *{وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ. فاذكروا الاء الله ولاتعثوا في الأرض مفسدين. الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ}* [الفجر:10-12]. ومن علامات هذا العلو والطغيان:تطاوُل المفسدين على الضعفاء وانتهاكُ كرامتهم والتعدي على حقوقهم، كما قال جلّ وعلا: *{إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}* [القصص:4]. *الصفة الثانية: زخرفة القول بالباطل*
فالمفسدون يتدثرون بحلاوة اللسان وزخرفة القول بالباطل، ليخدعوا الناس، ويلبِّسوا عليهم بتغيير الحقيقة ونكران الواقع، وادِّعاء الرأفة والرحمة بالخلق *{إنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ}* [غافر من الآية:26].
وإذا كان الملأ من المفسدين قد نجحوا في بعض الدول في تطبيع الفساد، فإن الواجب على المصلحين وأهل الرأي أن يؤصِّلوا لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ على يد المفسد والاحتساب عليه. وتقصيرهم في ذلك سيكون سبباً لتولي غيرهم لهذه المهمة، وسيؤدي إلى تضييع واجب شرعي أمر الله - عز وجل - بإقامته.
فاذكروا الاء الله ولاتعثوا في الأرض مفسدين
أَلا إنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}* [البقرة:11-12]، وهذا من تقليب الأمور الذي جاء بيانه في قوله تعالى: *{لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ}* [التوبة:48]. وتأمَّل العقلية الفرعونية الطاغية التي تتجدد في كل عصر وتجتهد في قلب الحقائق؛ فقد قال الله عز وجل عن أحد الفراعنة: *{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ}* [غافر:26]. تفسير الشعراوي للآية 60 من سورة البقرة | مصراوى. ففرعون ها هنا يزعم أنه يحافظ على دين قومه من تبديل موسى عليه الصلاة والسلام أو إظهاره الفساد في الأرض! وهكذا هي سُنة المفسدين في كل عصر، يعترِضون طريق المصلحين ويُشوِّهون صورتهم، ويزعمون أنهم وحدَهم الدعاة إلى الإصلاح والنهضة في المجتمع، على الرغم من أن مشروعَهم في الحقيقة لا يعدو أن يكون إفسادًا للمجتمع وتشويهًا له. ولهذا كان واجب المصلحين حقًا أن يواجهوا أولئك السفهاء، ويبصِّروا المجتمع بمخازيهم، امتثالًا لقول الله جل وعلا: *{فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} (هود-116)*
يحتفي العالم اليوم باليوم العالمي
للبيئة في ظل معلومات إحصائية تشير إلى أن كوكبنا يفقد سنويا أكثر من 4. 7 مليون
هكتار من الغابات، وأنه ما يقرب من 80 في المائة من مياه الصرف الصحي في العالم
يصب في محيطاتنا وأنهارنا دون معالجة وأن العالم فقد من الأراضي الرطبة الصالح
للزراعة ما يقرب من 87 في المائة منها في الـ300 عاما الماضية. فضلاً عن مهددات
كثيرة تتعلق بمخلفات الصناعة ونحوها.