[١٠]
المراجع ↑ سورة النساء، آية:128
↑ سورة الأنفال، آية:1
↑ علي الرملي، فضل رب البرية في شرح الدرر البهية ، صفحة 543. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:6280. ↑ شحاتة صقر، دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ ، صفحة 284. بتصرّف. ↑ عايد الحربي، النشوز بين الزوجين ، صفحة 15. بتصرّف. ما يقال في جلسة الصلح بين الزوجين - شبكة الصحراء. ↑ محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد ، صفحة 14. بتصرّف. ↑ مجوعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية ، صفحة 350. بتصرّف. ↑ سورة النساء، آية:34
↑ سورة النساء، آية:35
سور قرانيه للاصلاح بين الزوجين
قال تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينها إن الله كان عليماً خبيراً) [النساء: 34، 35]. فعليك أيها السائل الكريم أن تتبع وسائل الإصلاح لاستقرار حياتكما معاً، فتبدأ معها بالوعظ والتذكير بحق الزوج، وأن الله أوجب على المرأة أن تحسن لزوجها، وأن تطيعه في غير معصية، وتتدرج معها في مراحل الإصلاح المذكورة في الآيتين الكريمتين السابق ذكرهما. هذا والله أعلم.
ما يقال في جلسة الصلح بين الزوجين - شبكة الصحراء
إنها دعوة لأهل الزوج والزوجة ألا يقفوا من المشكلة المتفاقمة وقفة المتفرج الذي يتطلع من باب الفضول وحب الاستطلاع لا من باب الحرص على رأب الصدع. فيتعين أن بُبعث حكمٌ من أهلها ترتضيه ، وحكم من أهله يرتضيه. يجتمعان في هدوء؛ بعيدين عن الانفعالات النفسية التي كدّرت صفو العلاقات بين الزوجين، متجردين من هذه المؤثرات التي تفسد جو الحياة، وتعقد الأمور، حريصين على سمعة الأسرتين، مشفقين على الأطفال الصغار. بريئين من الرغبة في غلبة أحدهما على الآخر، وفي الوقت ذاته هما مؤتمنان على أسرار الزوجين؛ لأنهما من أهلهما: لا خوف من أن يُفشيا هذه الأسرار؛ إذ لا مصلحة لهما في التشهير بها ، بل مصلحتهما في دفنها ومداراتها! يجتمع الحكمان لمحاولة الإصلاح. فإن كان في نفس الزوجين رغبة حقيقية في الإصلاح ، وكان الغضب فقط هو الذي يحجب هذه الرغبة، فإنه بمساعدة الرغبة القوية في نفس الحكمين، يقدر الله الصلاح بينهما والتوفيق: ﴿ إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما ﴾.. وهذا من أعظم إصلاحِ ذات البين التي وعد الله عليها بالأجر العظيم..
إن هذه المحاولات الثلاث لا تجدي جدواها حين يحاولها الزوج بروح الاستعلاء والمراغمة والمغالبة ومحاولةِ إذلال الزوجة وإهانتها بطريقة استفزازية تثير كبرياءها فيتحولان إلى خصمين يتهارشان في حلبة صراع، وما ذاك إلا لأن الأساليبَ قد أخذ بها مجردةً عن روح الإصلاح وصدقِ الرغبة في التأليف. وقد يأتي الفشل من قِصر نفس الزوج في محاولة الإصلاح ومن قلة صبره واحتماله، فربما تجمل بالصبر والحلم سويعات محاولةً في استصلاح زوجته، ثم تأتي الحماقة والغضب متسارعين فيَحْطِمان كل محاولة. وقد يأتي فشلُ المحاولات من جهة الزوجة، حين تكون مستعصية على كل إصلاح بسبب طبيعةٍ خاصةٍ رُكبت فيها، أو بسبب قصور في تربيتها وتأهيلها، أو بسبب بغضها الشديد لزوجها فهي تستميت في مفارقته ومراغمته. وحينئذ يكون شأنُ وسائلِ الإصلاح هذه كشأن وسائل الدعوة التي أمر الله بها في قوله: ﴿ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ﴾ فقد يأخذ بها الداعي فلا يلقى بها قَبولاً لدى المدعو؛ فليس بالضرورة أن يكون السببُ في قصور أسلوب الدعوة، فقد يكون السببُ فيما رُكِّب في المدعو من كِبْر نفسِه واستعلائها وتأبيها على الانقياد. أيها المسلمون: تلك المحاولات الإصلاحية حين لا يستعلن النشوز، فأما إذا كان قد استعلن وتفارط عِقد الإصلاح من داخل البيت، فهو إذن صراعٌ وحربٌ بين خصمين يستدعي تدخلاً من أطرافٍ أخرى خارج البيت؛ ولكنه متصلة به بواصلة الرحم، ﴿ وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً ﴾.
إقرأ أيضا: أذكر اثنين من أسباب بطء نمو السكان في الماضي في وطني
سيعجبك أن تشاهد ايضا
رب كلمة قالت لصاحبها دعني
تُعدّ الأمثال إحدى وسائل الوصف والحكمة، والتدليل على الرأي و وجهة النظر والفلسفة في الناس والعادات والتقاليد والقيم والسلوك والصفات والسمات للآخرين، فهي أبقى من الشعر وأرق من الخطابة ولم يسر أيّ شيء سيرها، والأمثال مرآة الشعوب، وعصارة تقاليدها و رؤيتها في الحياة، فوراء كل مثل على الأغلب قصة، وهناك مثل يقول "رُبَّ كلمة تقول لصاحبها دعني". فيم يضرب مثل: "ربّ كلمة تقول لصاحبها دعني"؟ مثل "ربّ كلمة تقول لصاحبها دعني"، من الأمثال العربية السائرة المشهورة، ويُضرب هذا المثل لمن يتفوه بالكلمة دون أن يلقي لها بالًا، وكما يُضرب المثل في النهي عن الإكثار مخافة الإهجار "أي الإعراض"، فالمرء حين يتحدث بالكلمة، دون أن يفكر في معناها وعاقبتها، ولا يضعها في مكانها المناسب، فبالتأكيد لن يجني إلا الويلات والهمّ، والكلام المقصود في هذا المثل هو الكلام الذي لا فائدة منه، كالغيبة والنميمة والجدال الذي لا يُرجى منه خير. أصل وقصة مثل: "ربّ كلمة تقول لصاحبها دعني": أصل مثل "ربّ كلمة تقول لصاحبها دعني"، أن واحدًا من ملوك حمير خرج متصيدًا، حيث كان معه نديم يقربه و يكرمه، ثم جلس على صخرة ناعمة متأملاً، فقال له النديم: لو أن إنسانًا ذُبح على هذه الصخرة إلى أين كان سيصل دمه؟ فقال الملك: اذبحوه عليها ليرى دمه أين يصل، فذُبح عليها، فقال الملك: "ربّ كلمة تقول لصاحبها دعني"، والتي راحت مثلًا إلى يومنا هذا.
فضّل العرب السكوت على الكلام فقالوا: إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب. ثم قال شاعرهم: ما قد ندمت على السكوت مرة ولقد ندمت على الكلام مرارا هذا التفضيل بطبيعة الحال؛ ليس على إطلاقه، وليس حباً في السكوت لذاته، ولا هو من باب تقبيح أو تكبيح الكلام، ولكن كما قالوا أيضاً في السياق ذاته: الرجال صناديق، ومفاتيحها ألسنتها، ولسان المرء إما نفعه أو ضره، والمرء مخبوء بلسانه. ثم.. وهذا هو لب المسألة: (خير الكلام ما قلّ ودل). * كم من أناس نعرفهم هنا وهناك، تكثر أقوالهم، وتقل أفعالهم، ولو كان الأمر بهذه الصورة وحدها، فلا يتضرر أحد من أقوالهم، ولا يتأذى أحد بكلامهم، لهان الأمر، ولكن لبعض الألسنة فلتات، ولها نبوات وكبوات، فإذا نبا لسان المرء، قلت هيبته، وحلت خيبته، وبدت عيبته، وجازت نبذته: وزنِ الكلام إذا نطقت فإنه يبدي عيوب ذوي الكلام المنطق كم من كلمة تقف نداً لقائلها، وتتأذى من صاحبها، فتقول له مرات ومرات: دعني.. دعني، قبل أن تتحول إلى رصاصة حارقة وقاتلة، تحرق الأخضر واليابس، وقد تقتل قائلها وسامعها، وتفرق الشمل، وتقطع سبل المودة، وتثير عواصف الحقد والكراهية. يقال: إن النعمان بن المنذر - وقيل أحد ملوك حمير - خرج ذات يوم تتبعه حاشيته، حتى مروا على تلّة مرتفعة، فوقف النعمان وصار يتأمل بالطبيعة من حوله، عندها تقدّم إليه رجل من الحاشية فقال: ترى يا مولاي لو ذُبح أحدهم على سفح هذه التلة ؛ إلى أين سيسيل دمه؟ ففكر النعمان لبرهة ثم قال: والله ما المذبوح إلا أنت!