فلنجاهد أنفسنا في تغير حالنا حتى يُغير الله ما نزل بنا, ونحن إن فعلنا هذا فلن نرى من ربنا الكريم الرحيم إلا كل خير.
ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم
هذا النص مندرج فيما يسمى بسنة التغيير، وهو تصديق لآية أخرى قال الله فيها: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وذلك على جهتي الإيجاب والسلب، فلا يغيرها إلى أفضل حتى يغيروا ما بأنفسهم إلى أفضل، ولا يغيرها إلى أسوأ إلا أن يغيروا ما بأنفسهم إلى أسوأ، وهكذا، فليست مداولة الأيام وتغيير الحال اعتباطية أو مصادفة، بل بناء على ما يغير الناس من حالهم. وهذه الآية هنا مرتبطة بتغيير النعم، والإنسان مجبول على حب الرخاء والأمن، ومن أوجب مسؤوليات الحكم تأمين الأمن بمفهومه الشامل، ومنه ما ذكره الله ممتنا على قريش: "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، وهي مسؤولية المجتمع كاملا، لا مسؤولية أفراد، ومن هنا فالثقافة المجتمعية في هذا الشأن مهمة جدا، أن لا يعيش الناس في أنانية، بل في نظرة شاملة إلى مجتمعهم، ولهذا كان في الإسلام ما يسمى النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يمكن للمجتمع أن ينهض، أو على الأقل أن يحافظ على استقراره إلا إذا كان أفراده في صحوة ووعي وانتباه، أن لا تُسْلب نعمهم بسبب من أنفسهم. الآية واضحة في أن الله لا يغير نعمة أنعمها على قوم بأن يسلبها منهم إلا إذا غيّروا ما بأنفسهم، كفرانا لها، أو منعا من تزكيتها، أو شعورا بأنهم من حصلوا عليها (كما هو حال قارون)، أو تكبرا على عباد الله، أو استخداما لها في الباطل عموما، أو غير ذلك من الأسباب الموجبة لسلب النعمة، فهنا اقتضت سنته أن يغير هذه النعمة، وواضح من الآية وسياقها أن المقصود تحويلها، فإن كانت أمنا تصبح خوفا، وإن كانت رخاء وغنى تصبح فقرا وحاجة، وإن كانت استقرارا تصبح قلقا وتشتتا، وهكذا.
ان الله لا يغير ما بقوم حتى
فهذه سنة مطردة في الأمم على تفاوت أمزجتها وقواها، وقلما تشعر أمة بعاقبة ذنوبها قبل وقوع عقوبتها، ولا ينفعها بعده أن يقول العارفون: يا ويلنا إنا كنا ظالمين. على أنه قد يعمها الجهل حتى لا تشعر بأن ما حل بها، إنما كان مما كسبت أيديها، فترضى باستذلال الأجنبي، كما رضيت من قبل بما كان سببا له من الظلم الوطني، فينطبق عليها قولنا في المقصورة:
من ساسه الظلم بسوط بأسه هان عليه الذل من حيث أتى
ومن يهن هان عليه قومه وعرضه ودينه الذي ارتضى
وقد تنقرض بما يعقبه الفسق والذل من قلة النسل، ولا سيما فشو الزنا والسكر، أو تبقى منها بقية مدغمة في الكثرة الغالبة لا أثر لها تعد به أمة. وقد تتوالى عليها العقوبات حتى تضيق بها ذرعا، فتبحث عن أسبابها، فلا تجدها بعد طول البحث إلا في أنفسها، وتعلم صدق قوله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ {الشورى:30} ثم تبحث عن العلاج فتجده في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ {الرعد:11}. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا. وإنما يكون التغيير بالتوبة النصوح، والعمل الذي تصلح به القلوب فتصلح الأمور، كما قال العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم إذ توسل به عمر والصحابة بتقديمه لصلاة الاستسقاء بهم: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يرفع إلا بتوبة.
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
السؤال:
ما هو تفسير قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]؟ وتقول السائلة: مع أن الله هو الذي خلق الأنفس وهو الذي يتحكم بتغييرها، فكيف يستطيع القوم أن يغيروا ما بأنفسهم، ويغيروا ما كتب عليهم؟ أرجو التفضل بالشرح الوافي حول هذا الموضوع، وجزاكم الله خيرًا. الجواب:
الله سبحانه هو مدبر الأمور، وهو مصرف العباد كما يشاء ، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة، وهو سبحانه قد شرح لعباده الأسباب التي تقربهم منه، وتسبب رحمته وإحسانه إليهم، ونهاهم عن الأسباب التي تسبب غضبه عليهم وبعدهم منه، وحلول العقوبات بهم، وهم مع ذلك لا يخرجون عن قدره؛ بفعل الأسباب التي شرعها لهم، والتي نهاهم عنها، وهم بذلك لا يخرجون عن قدره سبحانه. شرح قوله (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) والقضاء والقدر | الدرر الشامية. فالله أعطاهم عقولًا، وأعطاهم أدوات، وأعطاهم أسبابًا يستطيعون بها أن يتحكموا فيما يريدون؛ من جلب خير أو دفع شر، وهم بهذا لا يخرجون عن مشيئته كما قال تعالى: لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير:28-29]. وقد سئل النبي ﷺ عن هذا، قالوا له: يا رسول الله: إن كان ما نفعله قد كتب علينا وفرغ منه، ففيم العمل؟ قال عليه الصلاة والسلام: اعملوا؛ فكل ميسر لما خلق له [1].
وما لهم من دونه من وال أي ملجأ; وهو معنى قول السدي. وقيل: من ناصر يمنعهم من عذابه; وقال الشاعر: ما في السماء سوى الرحمن من وال ووال وولي كقادر وقدير.
إكرام بختالي
الأثنين 29 نوفمبر 2021 - 19:00
يستعد الفنان ولاعب كرة القدم محسن ناشط، لتصوير مشاهد السلسلة الشهيرة "لا كاسا دي بابيل"، وهو مسلسل سرقة إسباني يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة عبر العالم. وسافر محسن ناشط إلى العاصمة الإسبانية مدريد، من أجل لقاء فريق العمل، والتدرب على بعض مشاهد السلسلة، بعد تلقيه دعوة رسمية من مخرج العمل ألكس بينا. وأكد ناشط، في تصريح لمجلة "حورية" أنه "سافر إلى إسبانيا بغية تعرف طاقم العمل على المشاركين في السلسلة وتقييم مهاراتهم في التمثيل قبل الإنطلاق في التصوير". وأضافت ناشط، وهو لاعب سابق في نادي الوداد، أنه "تصوير المشاهد الأولى من الجزء الخامس من "لا كاسا دي بابيل"، ستنطلق في الـ27 من دجنبر المقبل بإسبانيا". يجسد دور “مهرب الأموال”.. ناشط يستعد لتصوير مشاهد “لا كاسا دي بابيل” – حورية. وبخصوص دوره في هذا العمل الشهير، أوضح الفنان ذاته، أنه "يجسد دور مهرب الأموال"، تاركاً باقي تفاصيل شخصيته إلى حين عرض السلسلة على منصة "نيتفلكس". وكان ناشط، قد أعلن في وقت سابق، عن شروطه للمشاركة في هذا العمل السينمائي، حيث صرح أن أن شرطه الوحيد كان هو "عدم تقديم مشاهد ساخنة احتراما لديني وبلدي وأسرتي وشخصيتي". مقالات ذات صلة
دنيا بوطازوت تهدد منتحلي صفتها بالقضاء
إلياس تعلق على جدل الشيخ والشيخة وتكشف الأدوار التي لا تقبل تجسيدها(فيديو)
سلمى رشيد ترد على انتقادات جينريك "لمكتوب"
يجسد دور “مهرب الأموال”.. ناشط يستعد لتصوير مشاهد “لا كاسا دي بابيل” – حورية
وأضاف: "لم أكن أتوقع هذا النجاح الكبير الذي حققه المسلسل عالمياً، والذي ظهر من خلال تفاعل الجمهور عبر حساباتي الشخصية على تويتر وفيسبوك، ورغم سعادتي بالعمل، فإنني لم أتمكن من لقاء معظم الفريق بسبب ظروف التصوير، ولكنني سألتقي بهم قريباً في الجزء الخامس الذي أشارك فيه بمساحة أكبر". وعن مشواره الفني في إسبانيا، قال أجاي: "أردت أن أكون ممثلاً منذ الطفولة، وفي الجامعة انضممت إلى فرقة هواة مسرحية تدعى ناتاكوالا، وبدأت التمثيل في المسرحيات، لكن والدي لم يكن راضيا عن قراري بأن أصبح ممثلا، لذلك خطط لإرسالي إلى إسبانيا، للبقاء مع صديق له كي يساعدني في العثور على وظيفة والاستقرار". وتابع: "وصلت إلى إسبانيا عام 2005 بتأشيرة عمل، ومنذ ذلك الحين صنعت نفسي، فبدأت رحلتي كعامل بناء لمدة عام، ثم انتقلت إلى وظيفة في مصنع حتى أحصل على المال". واستطرد أجاي: "أخذت دروسا في اللغة الإسبانية، ودروساً في التمثيل، حتى قابلت مدربتي في المسرح، البروفيسورة سيلفيا دي لا روزا، لتصبح معلمتي وصديقتي، وبعد ذلك زوجتي وأم طفلتي الوحيدة". وأضاف: "خلال 10 سنوات شاركت في العديد من الأفلام والمسلسلات الإسبانية، وكذلك الإعلانات، ولكن جاء مسلسل لا كاسا دي بابيل ليجعلني أكثر شهرة، سواء في إسبانيا أو الهند، ما سيجعل مهمتي أسهل في مخططاتي لدمج الفن الهندي بالفن الإسباني".
استثمر المسلسل في هذه التداخلات بين الواقعي والفنّي، والمفارقات العجيبة لها، التي تكسر الحدود بين الحكومات والمجرمين، وأصحاب البنوك واللصوص العاديين، والسياسة وكرة القدم (التي مثّلها استلهام فريق «الاتحاد»، في مملكة لا تتهاون سلطاتها مع أي نأمة «ثورية»)، فوضع بذلك إصبعه على إحدى مناطق التأثير الكبرى في حقبتنا الراهنة، التي يمكن أن يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونجوم «اليوتيوب» و«المؤثرون» (influencers) والقراصنة الإلكترونيون وشركة «علي بابا» الصينية، وحتى بعض الظواهر التي ارتبطت بانتشار فيروس كورونا، تعبيرات مذهلة عنها. وبغض النظر عن تقريظنا لهذا المسلسل، أو نقدنا لادعاءات الصواب السياسي الذي يقدمه، والكشف الممكن عن قولبة تنميطية مسيئة لبعض الجنسيات، خاصة العرب والمسلمين، فإن النتيجة هي أن توظيفه للإمكانيات التي أشرنا إليها أنجز شعبية خارقة وحوّله إلى «بيت مال» لشركة «نتفليكس»! ٭ كاتب من أسرة «القدس العربي»