[تفسير سورة الحديد] وهي عشرون وتسع آيات، مدنية. تفسير سورة الحديد من الآية 1 إلى الآية 17 | د. محمد بن عبد العزيز الخضيري - YouTube. ١١٦٥ - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَطَرٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ، نا هَارُونُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْحَدِيدِ كُتِبَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ». بسم الله الرحمن الرحيم {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {١} لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {٢} هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {٣}} [الحديد: ١-٣]. {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [الحديد: ١] قال المقاتلان: يعني: كل شيء من ذي الروح وغيره، وكل خلق فيهما، ولكن لا تفقهون تسبيحهم. وقد تقدم الكلام في تسبيح الجماد، في قوله: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: ٤٤] وفي مواضع.
تفسير سورة الحديد للاطفال
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) يقول تعالى ذكره: ( هُوَ الأوَّلُ) قبل كل شيء بغير حدّ، ( وَالآخِرُ) يقول: والآخر بعد كل شيء بغير نهاية. وإنما قيل ذلك كذلك، لأنه كان ولا شيء موجود سواه، وهو كائن بعد فناء الأشياء كلها، كما قال جلّ ثناؤه: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ. تفسير الجلالين سورة الحديد المصحف الالكتروني القرآن الكريم. وقوله: ( وَالظَّاهِرُ) يقول: وهو الظاهر على كل شيء دونه، وهو العالي فوق كل شيء، فلا شيء أعلى منه. ( وَالْبَاطِنُ) يقول: وهو الباطن جميع الأشياء، فلا شيء أقرب إلى شيء منه، كما قال: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ. وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الخبر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، وقال به أهل التأويل.
تفسير سوره الحديد للشيخ الشعراوي
( ولقد
أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب) يعني الكتب الأربعة التوراة والانجيل والزبور
والفرقان فإنها في ذرية إبراهيم ( فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون)
27. تفسير سورة الحديد التفسير الميسر. ( ثم
قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين
اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية) هي
رفض النساء واتخاذ الصوامع (
ابتدعوها) من قبل انفسهم ( ما كتبناها عليهم) ما أمرناهم بها ( إلا) لكن
فعلوها ( ابتغاء رضوان) مرضاة ( الله فما رعوها حق رعايتها) إذ تركها كثير منهم وكفروا بدين عيسى ودخلوا في دين
ملكهم وبقي على دين عيسى كثير منهم فآمنوا بنبينا ( فآتينا الذين آمنوا) به ( منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون)
28. ( يا
أيها الذين آمنوا)
بعيسى ( اتقوا الله وآمنوا برسوله) محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى ( يؤتكم كفلين) نصيبين ( من رحمته) لايمانكم بالنبيين ( ويجعل لكم نورا تمشون به) على الصراط ( ويغفر لكم والله غفور رحيم)
29. (
لئلا يعلم) أعلمكم بذلك ليعلم ( أهل الكتاب) التوراة الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم
والمعنى أنهم (
ألا يقدرون على شيء من فضل الله)
خلاف ما في زعمهم أنهم أحباء الله وأهل رضوانه ( وأن الفضل بيد الله يؤتيه) يعطيه ( من يشاء) فأتى المؤمنين منهم أجرهم مرتين كما نقدم ( والله ذو الفضل العظيم)
تفسير سوره الحديد Fe
(
وما لكم لا تؤمنون)
خطاب للكفار أي لا مانع لكم من الإيمان ( بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ) بضم الهمزة وكسر الخاء وبفتحها ونصب ما بعده ( ميثاقكم) عليه أي أخذه الله في عالم الذرحين أشهدهم على انفسهم
ألست بربكم قالوا بلى ( إن
كنتم مؤمنين) أي مريدين
الإيمان به فبادروا إليه
9. تفسير سوره الحديد للشيخ الشعراوي. ( هو
الذي ينزل على عبده آيات بينات)
آيات القرآن ( ليخرجكم
من الظلمات) الكفر ( إلى النور) الإيمان ( وإن الله بكم) في إخراجكم من الكفر إلى الإيمان ( لرؤوف رحيم)
10. (
وما لكم) بعد
إيمانكم ( ألا) فيه إدغام نون أن في لام لا ( تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض) بما فيهما فتصل إليه أموالكم من غير أجر الإنفاق
بخلاف ما لو أنفقتم فتؤجرون ( لا
يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح) لمكة ( وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا
وكلا) من
الفريقين وفي قراءة بالرفع مبتدأ ( وعد الله الحسنى) الجنة ( والله بما تعملون خبير) فيجازيكم به
11. ( من
ذا الذي يقرض الله)
بإنفاق ماله في سبيل الله (
قرضا حسنا) بأن ينفقه
لله ( فيضاعفه) وفي قراءة فيضعفه بالتشديد ( له) من
عشر إلى أكثر من سبعمائة كما ذكر في البقرة ( وله) مع
المضاعفة ( أجر كريم) مقترن به رضا وإقبال
12.
تفسير سورة الحديد التويجري
57. سورة الحديد
1. ( سبح
لله ما في السماوات والأرض) أي
نزهه كل شيء فاللام مزيدة وجيء بما دون من تغليبا للأكثر ( وهو العزيز) في ملكه ( الحكيم) في صنعه
2. ( له
ملك السماوات والأرض يحيي)
بالإنشاء ( ويميت) بعده ( وهو على كل شيء قدير)
3. ( هو
الأول) قبل كل شيء بلا بداية ( والآخر) بعد كل شيء بلا نهاية ( والظاهر) بالأدلة عليه ( والباطن) عن إدراك الحواس ( وهو بكل شيء عليم)
4. ( هو
الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) من الدنيا أولها الأحد وآخرها الجمعة ( ثم استوى على العرش) الكرسي استواء يليق به ( يعلم ما يلج) يدخل ( في الأرض) كالمطر والأموات ( وما يخرج منها) كالنبات والمعادن ( وما ينزل من السماء) كالرحمة والعذاب ( وما يعرج) يصعد ( فيها) كالأعمال الصالحة والسيئة ( وهو معكم) بعلمه ( أين ما كنتم والله بما تعملون بصير)
5. ( له
ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور) الموجودات جميعها
6. تفسير سورة الحديد للاطفال. (
يولج الليل) يدخله ( في النهار) فيزيد وينقص الليل ( ويولج النهار في الليل) فيزيد وينقص النهار ( وهو عليم بذات الصدور) بما فيها من الأسرار والمعتقدات
7. (
آمنوا) داوموا على
الإيمان ( بالله
ورسوله وأنفقوا) في
سبيل الله ( مما جعلكم
مستخلفين فيه) من مال من
تقدمكم وسيخلفكم فيه من بعدكم نزل في غزوة العسرة وهي غزوة تبوك ( فالذين آمنوا منكم وأنفقوا) إشارة إلى عثمان رضي الله عنه ( لهم أجر كبير)
8.
تفسير سورة الحديد للنابلسي
وقوله: ( وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) يقول تعالى ذكره: وهو بكلّ شيء ذو علم، لا يخفى عليه شيء، فلا يعزب عنه مثقال ذرّة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، إلا في كتاب مبين. ------------------------ الهوامش: (2) فيه سقط كما لا يخفي وفي الدر وابن كثير: قال هذا العنان، هذه روايا الأرض يسوقها الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه، ثم قال تدرون ما فوقكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال فإنها الرقيع. إلخ
فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ
وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89)
فأما إن كان الميت من السابقين المقربين, فله عند موته الرحمة الواسعة
والفرح وما تطيب به نفسه, وله جنة النعيم في الآخرة. وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ
مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91)
وأما إن كان الميت من أصحاب اليمين, فيقال له: سلامة لك وأمن; لكونك من
أصحاب اليمين. وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92)
فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)
وأما إن كان الميت من المكذبين بالبعث, الضالين عن الهدى, فله ضيافة من
شراب جهنم المغلي المتناهي الحرارة, والنار يحرق بها, ويقاسي عذابها
الشديد. إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الْعَظِيمِ (96)
إن هذا الذي قصصناه عليك -أيها الرسول- لهو حق اليقين الذي لا مرية فيه,
فسبِّح باسم ربك العظيم, ونزِّهه عما يقول الظالمون والجاحدون, تعالى الله عما
يقولون علوًا كبيرًا. 57 -
سورة الحديد - مدنية - عدد آياتها
29
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ (1)
نزَّه الله عن السوء كلُّ ما في السموات والأرض من جميع مخلوفاته, وهو
العزيز على خلقه, الحكيم في تدبير أمورهم.
أ. إسلام ويب - مسند الإمام أحمد - باقي مسند الأنصار - حديث حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم- الجزء رقم5. هـ
(( المسألة الثالثة)) أن حذيفة حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المخرج من فتنة دعاة جهنم أمره أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم وهذه الجملة يستفاد منها: أن الدعاة على أبواب جهنم في هذا الحديث المقصود بهم أصالة: الدعاة الذين يهيجون القلوب على ولاة الأمور ويدعون إلى الفوضى والمظاهرات والشغب والانقلابات والثورات ولو كان ذلك تحت شعار إنكار المنكر والغيرة على محارم الله والمطالبة بالحقوق المشروعة فهذه شعارات لا تؤثر في الحكم ولا تجعل الحرام حلالاً ولا المنكر معروفاً بل هي في ذاتها منكر عظيم تُوعد أصحابه بالوعيد الشديد والعياذ بالله. وعلى هذا: فعلى المسلم الحريص على سلامة دينه وعقيدته أن يتجنب المحاضرات والأشرطة والمقالات والمنتديات التي تزرع في قلبه الضغينة والحقد والتهييج والكره لولاة أمره ولو صدرت من أعلم الناس في نظره وفي نظر كثير من الناس فما هي إلا دعوة فتنة وما هو إلا داعية فتنة يدعوك إلى جهنم فأقدم أو أحجم وستجد كلٌّ نفس ما عملت. ويستفاد من هذه الجملة العظيمة من الحديث أن المخرج من فتنة دعاة جهنم أن تلزم السمع والطاعة لولاة الأمور وأن لا تشارك بقلم ولا لسان ولا قليل ولا كثير في هذه الفتن بل تسعى جاهداً في إخمادها بمناصحة دعاة الفتنة إن أمكن والتحذيرِ منهم بذكر أوصافهم أو بذكر أسمائهم إن اقتضى الأمر وتلك نصيحة وإن سماها المدافعون عن أهل الفتنة غيبة.
إسلام ويب - مسند الإمام أحمد - باقي مسند الأنصار - حديث حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم- الجزء رقم5
قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر السَّاعة)) رواه البخاري (59) مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه. - وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: ((حدَّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر: حدَّثنا أنَّ الأمَانَة نزلت في جذر قلوب الرِّجال، ثمَّ علموا مِن القرآن ثمَّ علموا مِن السُّنَّة. وحدَّثنا عن رفعها. قال: ينام الرَّجل النَّومة فتقبض الأمَانَة مِن قلبه فيظلُّ أثرها مثل أثر الوَكْت. ثمَّ ينام النَّومة فتُقْبض فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجْل. المجل: هو التنفط الذي يصير في اليد من العمل بفأس أو نحوها ويصير كالقبة فيه ماء قليل. ((شرح النووي على مسلم)) (2/169) ، كجمر دحرجته على رجلك فنَفِط:نفط: أي صار منتفطًا... يقال انتفط الجرح: إذا ورم وامتلأ ماءً. ((فتح الباري)) لابن حجر (13/39). فتراه منتبرًا: منتبرًا: مرتفعًا. (شرح النووي على مسلم)) (2/169). وليس فيه شيء، ويصبح النَّاس يتبايعون، فلا يكاد أحد يؤدِّي الأمَانَة، فيقال: إنَّ في بني فلان رجلًا أمينًا. ويقال للرَّجل: ما أعقله، وما أظرفه! حديث حذيفة بن اليمان. وما أجلده! وما في قلبه مثقال حبَّة خردل مِن إيمان)) رواه البخاري (6497) ومسلم (143).
ما صحة حديث حذيفة بن اليمان إن أمتي ستمحى... - إسلام ويب - مركز الفتوى
قال النووي رحمه الله في الجمع بين الروايات:" والجواب الصحيح إن شاء الله تعالى أن يقال: لعلهم أرادوا بقولهم:" ما بين الستمائة إلى السبعمائة " رجال المدينة خاصة، وبقولهم:" فكتبنا له ألفاً وخمسمائة هم مع المسلمين حولهم" [ شرح النووي لصحيح مسلم (2 /357)]. وقيل: الاختلاف سببه تعدد كتابة العدد في أكثر من موطن. [ انظر الفتح (6/ 178)]. • (فَابْتُلِينَا، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا لاَ يصَلِّي إِلاَّ سِرًّا): أي وقع لهم الابتلاء حتى وصل الحال بهم إلى إخفاء الصلاة خشية الضرر. ما صحة حديث حذيفة بن اليمان إن أمتي ستمحى... - إسلام ويب - مركز الفتوى. من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث دليل على جواز الاستسرار في الدين للخائف على نفسه، سواء كان ذلك في الدعوة إلى الله، أو في شعيرة من شعائر الدين كالصلاة مثلاً كما في حديث الباب، قال حذيفة رضي الله عنه:" حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا لاَ يصَلِّي إِلاَّ سِرًّا". واختلف متى كان هذا:
قال النووي رحمه الله:" فلعله كان في بعض الفتن التي جرت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان بعضهم يخفي نفسه ويصلي سراً مخافة من الظهور والمشاركة في الدخول في الفتنة والحروب والله أعلم" [ شرح النووي لصحيح مسلم (2/ 357)]. وقال القرطبي رحمه الله:" يعني بذلك والله أعلم ما جرى لهم أول الإسلام بمكة حين كان المشركون يؤذونهم ويمنعونهم من إظهار صلاتهم حتى كانوا يصلون سرا" [ المفهم (1/ 365)].
قال عبد الرزاق: الصدع من الرجال: الضرب، وقوله: فما العصمة منه؟ قال: السيف، كان قتادة يضعه على الردة التي كانت في زمن أبي بكر، وقوله: إمارة على أقذاء وهدنة ـ يقول: صلح، وقوله: على دخن ـ يقول: على ضغائن، قيل لعبد الرزاق: ممن التفسير؟ قال: عن قتادة. انتهى. وقال ابن الأثير في جامع الأصول: أقذاء ـ جمع القذى، والقذاء جمع القذاة، وهو ما يقع في العين من الأذى، وفي الشراب والطعام من تراب أو تبن، أو غير ذلك، والمراد به في الحديث: الفَسَاد الذي يكون في القلوب، أي: إنهم يتقون بعضهم بعضاً، ويظهرون الصلح والاتفاق: ولكن في باطنهم خلاف ذلك: هدنة على دخن ـ الهدنة والدخن، قد ذكرا، وقد جاء في الحديث تفسير الدخن، قال: لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه ـ وأصل الدَخن: أن يكون في لون الدابة كُدورة إلى سواد، ووجه الحديث: أن تكون القلوب كهذا اللون، لا يصفو بعضها لبعض. انتهى. وقال القاري في مرقاة المفاتيح: عمياء ـ أي: يعمى فيها الإنسان عن أن يرى الحق: صماء ـ أي: يصم أهلها عن أن يسمع فيها كلمة الحق أو النصيحة، قال القاضي رحمه الله: المراد بكونها عمياء صماء أن تكون بحيث لا يرى منها مخرجا، ولا يوجد دونها مستغاثا، أو أن يقع الناس فيها على غرة من غير بصيرة، فيعمون فيها ويصمون عن تأمل قول الحق واستماع النصح، أقول: ويمكن أن يكون وصف الفتنة بهما كناية عن ظلمتها، وعدم ظهور الحق فيها، وعن شدة أمرها وصلابة أهلها، وعدم التفات بعضهم إلى بعض في المشاهدة والمكانة وأمثالها.