فجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم مرتبة البرِّ بالوالدين مقدَّمةً على مرتبة الجهاد في سبيل الله، قال: ولو استزدتُه لَزادَني، وفي هذا دليلٌ على فضل برِّ الوالدين. فإن قال قائل: ما هو البرُّ؟ قلنا: هو الإحسان إليهما؛ بالقول والفعل والمال بقدر المستطاع، اتقوا الله ما استطعتم، وضدُّ ذلك العقوق. ثم ذكر الحديث الثاني، وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لا يَجزي ولدٌ والدًا إلا أن يجده مملوكًا فيَشتريَه فيُعتِقَه))؛ يعني يعتقه بشرائه؛ لأنه فكَّ أباه من رقِّ العبودية للإنسان، وهذا الحديث لا يدلُّ على أن مَن ملَكَ أباه لا يَعتِقُ عليه؛ بل نقول: إن معناه إلا أن يشتريه فيُعتِقه، أي فيعتقه بشرائه؛ لأن الإنسان إذا ملَكَ أباه عَتَقَ عليه بمجرَّد المِلك، ولا يحتاج إلى أن يقول: عتَقتُه، وكذلك إذا ملَكَ أمَّه تَعتِقُ بمجرَّد المِلك، ولا يحتاج إلى أن يقول: عتَقتُها. هل تعلم عن بر الوالدين | المرسال. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 181- 184)
بحث كامل عن بر الوالدين
من حقوق الوالدين:
من هذه الحقوق التي وردت في القرآن الكريم:
1- طاعتهما وتلبية أوامرهما ( ما لم يأمراك بمعصية). 2- التواضع لهما ومعاملتهما برفق ولين. 3- خفض الصوت عند الحديث معهما واستعمال أعذب الكلمات وأجملها عند الحديث معهما. 4- إحسان التعامل معهما خاصة عند الكبر. شرح باب بر الوالدين وصلة الأرحام. 5- الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة في حياتهما وبعد موتهما. أحق الناس بحسن الصحبة:
إن أعظم صحبة هي صحبة الوالدين، وهي صحبة يرضي بها الإنسان ربه ويرجو بها حسن الثواب في الدنيا والآخرة. الترغيب في بر الوالدين والترهيب من عقوقهما:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رضا الله من رضا الوالد وسخط الله من سخط الوالد". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر" قلنا: بلى يا رسول الله قال: "إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات". بر الوالدين بعد وفاتهما:
لا ينتهي البر بالوالدين بموتهما أو بموت أحدهما، بل يستمر إلى ما بعد الموت فقد روي أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل بقى من بر أبواي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: "نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما".
شرح باب بر الوالدين وصلة الأرحام
استخدام أسلوب مهذب أثناء الحديث معهم وفق لما قاله تعالى في كتابة الحديث لا تنهرهما. التحدث بأسلوب لائق وصوت منخفض مع الوالدين وتقديم الطاعة. الإنفاق على الوالدين في حالة حاجتهم إلى ذلك حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنت ومالك لأبيك. لا يقتصر بر الأهل على حياتهم حيث أن البر يستمر حتى بعد الوفاة باستخراج صدقة لهم والدعاء المستمر. مهاداة الأهل في المناسبات الخاصة وتقديم لهم بعض الرسائل الطيبة التي تعكس مدى حب وتعلق الأبناء بهم. عقوبة عقوق الوالدين
يقصد بمصطلح عقوق الوالدين إهمال الأهل ونهرهمها والتحدث إليهم بشكل غير لائق وقد يصل الأمر حد التعدي عليهم سوءا بشكل لفظي أو جسدي وإليك عقوبة عقوق الوالدين بالتفصيل:
عقوق الوالدين من كبائر الذنوب والتي تؤثر بشكل سلبي على حياة الفرد حتى بعد مماته. أكد الله عز وجل عن عقوق الوالدين وحرمانيته في الدين الإسلامي. إهمال الوالدين وعقوقهم يجعل الفرد تعيسا مدى الدهر. بحث كامل عن بر الوالدين. يأتي الشخص العاق يوم القيامة ويرفض الله تعالى النظر إلى عاق والديه. إهمال الوالدين ينتج عنه فساد في المال وخسارة في العمل وذلك من أبسط أنواع العقوبة في الدنيا. عاق الوالدين لا يقبل منه صلاة أو صيام.
هل تعلم عن بر الوالدين | المرسال
وقد صح عن رسول الله ﷺ ما يدل على هذا المعنى أيضاً، فسئل عليه الصلاة والسلام قيل: يا رسول الله! أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها. قيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله ، وفي الصحيحين عن أبي بكرة الثقفي عن النبي ﷺ أنه قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر -كررها ثلاثاً- قالوا: بلى يا رسول الله! قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس، فقال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور. فبين عليه الصلاة والسلام أن من أكبر الكبائر العقوق للوالدين؛ فبرهما من أهم الواجبات ومن أعظم الفرائض، وعقوقهما من أقبح الكبائر والسيئات. وفي الحديث الآخر: رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين ، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة بر الوالدين والإحسان إليهما والرفق بهما والأدب معهما في القول والعمل، ومن ذلك أن ينفق عليهما إذا كانا فقيرين وهو يستطيع النفقة، ومن ذلك مخاطبتهما بالتي هي أحسن بالكلام الطيب والأسلوب الحسن وخفض الصوت، وعدم رفع الصوت عليهما، ومن ذلك السمع والطاعة لهما في المعروف إذا أمراه بشيء لا يخالف شرع الله وهو يستطيعه لا يضره ذلك، يطيعهما بالكلام الطيب والفعل الطيب.
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 12/10/2016 ميلادي - 11/1/1438 هجري
الزيارات: 33322
1- استجابة لأوامر الله ورسوله:
قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36]. وقال أيضًا: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15]. 2- بر الوالدين أحب الأعمال إلى الله:
[عن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا»، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ» قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي] [البخاري].
عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال ((الصلاةُ على وقتها))، قلتُ: ثم أيٌّ؟ قال: ((برُّ الوالدين))، قلت: ثم أيٌّ؟ قال: ((الجهادُ في سبيل الله))؛ متفق عليه)). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجزي ولدٌ والدًا إلا أن يجده مملوكًا فيَشتريَه فيُعتِقَه))؛ رواه مسلم. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف رحمه الله تعالى: باب بر الوالدين وصلة الأرحام. الوالدان: هما الأب والأم، وعبَّر بحق الوالدين بالبِرِّ؛ اتباعًا لما جاء في النص، وعبَّر عن صلة الأرحام بالصِّلة؛ لأنه هكذا جاء أيضًا بالنص، والأرحام هم القرابة. وبرُّ الوالدين من أفضل الأعمال؛ بل هو الحق الثاني بعد حقِّ الله ورسوله.
تاريخ النشر: الأربعاء 11 ربيع الآخر 1432 هـ - 16-3-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 151679
106062
0
468
السؤال
ما نصيب الأم من الميراث؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأم أحيانا ترث السدس، وأحيانا ترث الثلث، وأحيانا ترث ثلث الباقي بعد نصيب الزوج أو الزوجة، فترث السدس في حالتين:
أولاهما: إذا وجد للميت فرع وارث: ابن أو بنت أو ابن ابن أو بنت ابن وإن نزل، فإذا وجد فرع وارث كان للأم السدس. وثانيهما: إذا وجد للميت جمع من الإخوة أو الأخوات أخوان فأكثر أو أختان فأكثر أو أخ وأخت. وترث الثلث إذا لم يوجد للميت فرع وارث ولا جمع من الإخوة، وترث ثلث الباقي إذا لم يوجد للميت فرع وارث ولا جمع من الإخوة، ووجد أحد الزوجين. فيأخذ الزوج فرضه وتأخذ هي ثلث ما بقي، والباقي للأب. ولا تخرج الأم عن هذه الاحتمالات إلا في حالة عول التركة. والعول هو أن تزيد السهام على أصل المسألة. ويترتب عليه نقص في حصة كل وارث نقصا يتناسب مع قدر سهامه من التركة. مثاله: زوج وأم وأخت شقيقة.. فالزوج له النصف وكذلك الأخت. هل الام ترث في ابنها في حالة وفاة الابن وهو متزوج وله ابن.... والأم لها الثلث. فأصل المسألة من ستة وتعول لثمانية، يكون للأم منها اثنان، ولكل من الزوج والأخت ثلاثة.
هل الام ترث في ابنها في حالة وفاة الابن وهو متزوج وله ابن...
^ موطأ مالك، كتاب الفرائض، باب ميراث الأب والأم من ولدهما
ع ن ت الورثة في إسلام الفروع
الإبن
ابن الإبن وإن سفل
البنت
بنت الإبن وإن سفل
الأصول
الأب
الجد أبو الأب
الأم
الجدة
الحواشي الإخوة
الأخ الشقيق
الأخ لأب
الأخ لأم
ابن الأخ الشقيق
ابن الأخ لأب
الأخت الشقيقة
الأخت لأب
الأخت لأم
العمومة
العم الشقيق
العم لاب
ابن العم الشقيق
ابن العم لأب
الزوجية
الزوج
الزوجة
الولاء
المولى المعتق وعصبتة
المولاة المعتقة وعصبتها
انظر أيضاً: فقه مواريث
السؤال: سائل يسأل عن ميراث الجدة أم الأب، هل ترث مع وجود ابنها الذي هو الأب
أم أنها محجوبة به؛ لأنها تدلي به؟
الإجابة: نعم، ترث الجدة أم الأب من ولد ابنها، ولو كان ابنها حيّاً، ولا
يحجبها حجب حرمان، ولا حجب نقصان، ولكن بشرط عدم وجود أم الميت. وقد ورد في ذلك حديث أول جدة ورثها النبي صلى الله عليه وسلم السدس
وابنها حي. (1) وهذه المسألة مستثناة من القاعدة المعروفة. وهي: أن من
أدلى بواسطة حجبته تلك الواسطة إذا وُجدت، ومثلها الإخوة من الأم،
فإنهم يدلون بأمهم ويرثون مع وجودها. وهذا قول الجماهير، وهو المذهب. والله أعلم. ___________________________________________
1 - الترمذي (2102)، والدارمي (2/358)، و(الأوائل) لابن أبي عاصم (65)
مرفوعاً من حديث ابن مسعود، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً
إلا من هذا الوجه. أ. هـ. والحديث من طريق ابن سيرين مرسلاً عند ابن أبي
شيبة (11 /331)، (14/77). والله أعلم. 0
29, 208