ومن أنواع الإدراك ( الشك)، وهو التوقف في الترجيح بين أمرين، لمزيد من البحث، وهو من المهارات الاجتماعية المفتقدة في الحوار، فقل أن نسمع أحدا يقول: إن هذا الأمر يحتاج إلى مزيد بحث، بل الغالب يسارع بإبداء الرأي والانتصار له دون ترو أو تعقل أو دراسة. ومنه أيضا: ( الوهم)، وهي الطريقة التي تجعل إيصال المعلومات و معرفتها ضعيفا لا يرتقي حتى إلى درجة الظن، فالمعلومات التي تأتي عن طريق الوهم لا اعتبار لها. تفسير النصوص
من أروع مهارات التفكير التي تستفاد من علم أصول الفقه (نظرية تفسير النصوص)، وقد استفاد أهل القانون من تلك النظرية الأصولية في تفسير النصوص القانونية والدستورية، وخلاصة هذه النظرية وضع قواعد ليفهم منها كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، أو ما يعرف عند علماء المقاصد بـ ( مقاصد الخطاب)، وقد نشأ عن هذا بعض العلوم كعلم التفسير وعلوم القرآن وشروح الحديث. ويمكن الإفادة من تلك القواعد في فهم كلام الناس مكتوبا أو مسموعا، فيفرق في مقاصد المتكلم بين العام والخاص، والمطلق والمقيد، والصريح والمؤول، والمعتبر والملغي، والكلام الذي يحتمل التأويل والذي لا يحتمل التأويل، وغيرها من القواعد التي تجعلنا نفهم بعضنا أكثر.
مهارة وضع حلول مقترحة: وتعد هذه المهارة واحدة من أهم وأبرز مهارات التفكير التأملي، ومن خلال هذه المهارة فإن الباحث سيكون قادرا على وضع الخطوات التي سيسير عليها من أجل حل المشكلة، كما تسمح هذه العلمية أن يقوم الباحث بوضع أفكار منطقية يتطور من خلالها ذهنية المشكلة التي تم طرحها. ما هي العلميات العقلية التي يتضمنها التفكير التأملي؟
يوجد هناك مجموعة من العلميات العقلية التي يحتوي عليها التفكير التأملي، ومن أبرز هذه العلميات:
الاتجاه: ويعد الاتجاه من أهم العلميات العقلية التي يتضمنها التفكير التأملي، حيث يميل الباحث وانتباهه نحو الهدف الذي يسعى حله من خلال هذه المشكلة. الاختبار: وهو من العمليات العقلية المهمة في التفكير التأملي، ويتم الاختبار من خلال إجراء الاختبارات، ومن خلال تذكر الباحث للخبرات التي اكتسبها في حياته. التفسير: ومن خلال التفسير يدرك الباحث العلاقات الموجودة في المشكلة، ويعمل على تفسير هذه العلاقات. الاستبصار: ومن خلال هذه العلمية يكون الباحث قادرا على التمييز العلاقات ما بين مكونات الخبرة. الابتكار: ويساهم الابتكار في تكوين أنماط عقلية جديدة. النقد: ويعد النقد أخد أهم العمليات العقلية في التفكير التأملي، ويقوم على تقويم الحل كتطبيق عملي.
ولد علم أصول الفقه في القرن الثاني الهجري، وذهب جمهور العلماء إلى أن الشافعي – رحمه الله- هو أول من دون فيه، وذهب البعض – كابن النديم في الفهرست- إلى أن أول من دون فيه هو القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة، على أن كتاب ( الرسالة) للإمام الشافعي هو أول ما وصلنا في علم الأصول. ومما هو مشتهر في الدرس الأصولي أن أصول الفقه موجودة مع التشريع والتنزيل، كملكة ومنهجية، دون أن يستوي علما له أصوله ومباحثه. كما أنه من المعلوم أن ميلاد علم الفقه – باعتباره علما- أقدم من ميلاد علم أصول الفقه. وأصول الفقه هو العلم الذي يضع القواعد التي يجب على المجتهد أن يستعملها في اجتهاده الفقهي، حتى يسير على منهجية واضحة، وأن لا يكون اجتهادا ضربا من الذوق.
ما هي مراحل التفكير التأملي؟
يمر التفكير التأملي بمجموعة من المراحل وهذه المراحل هي:
الوعي بالمشكلة: يعد الوعي بالمشكلة أولى مراحل التفكير التأملي، حيث يجب أن يكون الباحث واعيا للمشكلة التي سوف يدرسها. فهم المشكلة: ويعد فهم المشكلة ثاني مراحل التفكير التأملي، حيث يجب أن يكون الباحث على دراية كاملة بالمشكلة التي يبحثها. وضع حلول للمشكلة: بعد أن يفهم الباحث المشكلة يجب أن يقوم بتصنيف بياناتها، ومن ثم اكتشاف العلاقات بين هذه البيانات وذلك من أجل يقوم بوضع الحلول لهذه المشكلة. اكتشاف الحلول: بعد ذلك ينتقل الباحث لمرحلة اكتشاف الحلول حول هذه المشكلة، ومن ثم يقبل الحلول المنطقية ويرفض الحلول غير المنطقية. ما هي خصائص التفكير التأملي؟
يوجد للتفكير التأملي مجموعة من الخصائص ومن أهم هذه الخصائص:
يتميز التفكير التأملي بأنه تفكير فعال، ويبنى هذا التفكير على فرضيات صحيحة، كما أن التفكير يتبع منهجية دقيقة. يعد التفكير التأملي تفكير فوق معرفي، ويتضمن التفكير التأملي مجموعة من الاستراتيجيات التي يتم من خلالها حل المشكلات، واتخاذ القرارات والفروض وذلك من أجل أن يتم الوصول إلى حل أمثل للمشكلة. كما أن التفكير التأملي يعد نشاط عقلي مميز بشكل كبير وغير مباشر، يعتمد بشكل رئيسي على القوانين العامة التي تحكم الظواهر.
التفكير الإبداعي. أ - التفكير الناقد:
يعرف بأنه التفكير التأملي العقلاني بما ينبغي الإيمان به أو عمله أي أنه عمليـة تحديد صحة ودقة وقيمة المعلومات والمعرفة
الموجودة، وأيضا تقييمنا للدليل الذي يؤيد أو يدعم استنتاجاتنا ويطالب الآخرين بالأدلة لقبول استنتاجاتهم. ويتضمن التفكير النقدي عددا من المهارات التي تختلف من شخص إلى أخر وتنقسم مهارات هذا التفكير إلى نوعين:
النوع الأول.. مهارات التفكير الاستقرائي:
يعد التفكير الاستقرائي عنصر أساس في عملية التفكير الناقد ويبدأ من الخاص إلى العام حيث ينطلق من المعلومات
والملاحظات الجزئية ثم يكتشف الأنماط والتنظيم الذاتي لها وبعدها يصوغ الفرضيات ثم يجربها وأخيرا يصل إلى النتائج العامة
أو النظريات ومن سماته انه استكشافي وأكثر ما يستخدم في العلوم الطبيعية والتجارب المخبرية. النوع الثاني.. مهارات التفكير الاستنباطي:
وهو عكس التفكير الاستقرائي إذ يبدأ من العام إلى الخاص ويدعى أحيانا مـن أعلى إلى أسفل حيث ينطلق من النظرية
موضع الاهتمام إلى الفرضيات المحددة التي يمكن أن يختبرهـا ثم ينزل إلى الملاحظات التي جمعها ليصوغ منها
الفرضيات وأخيرا اختبـار الفرضيات للتوصل إلى البرهـان وأكثر مـا يستخدم في الدراسات الاجتماعية.
قوله تعالى: وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون. خطبة عن : الله يخلق ويملك ويختار ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. قوله تعالى: وربك يخلق ما يشاء ويختار هذا متصل بذكر الشركاء الذين عبدوهم واختاروهم للشفاعة; أي الاختيار إلى الله تعالى في الشفعاء لا إلى المشركين وقيل: هو جواب الوليد بن المغيرة حين قال: لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم يعني نفسه زعم ، وعروة بن مسعود الثقفي من الطائف وقيل: هو جواب اليهود إذ قالوا لو كان الرسول إلى محمد غير جبريل لآمنا به. قاله ابن عباس: والمعنى; وربك يخلق ما يشاء من خلقه ويختار منهم من يشاء لطاعته وقال يحيى بن سلام: والمعنى; وربك يخلق ما يشاء من خلقه ويختار من يشاء لنبوته. وحكى النقاش أن المعنى: وربك يخلق ما يشاء من خلقه يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ، ويختار الأنصار لدينه. [ ص: 280] قلت: وفي كتاب البزار مرفوعا صحيحا عن جابر إن الله تعالى اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين والمرسلين واختار لي من أصحابي أربعة - يعني أبا بكر وعمر وعثمان وعليا - فجعلهم أصحابي وفي أصحابي كلهم خير واختار أمتي على سائر الأمم واختار لي من أمتي أربعة قرون وذكر سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن وهب بن منبه عن أبيه في قوله عز وجل: وربك يخلق ما يشاء ويختار قال: من النعم الضأن ، ومن الطير الحمام.
وربك يخلق ما يشاء ويختار | موقع البطاقة الدعوي
﴿وَرَبُّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَيَختارُ ما كانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبحانَ اللَّهِ وَتَعالى عَمّا يُشرِكونَ﴾ [القصص: ٦٨].. 💧. الله سبحانه وتعالى هو المنفرد بالخلق والاختيار من المخلوقات، قال الله تعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار) القصص: ٦٨) وليس المراد ههنا بالاختيار الإرادة، التي يشير إليها المتكلمون ، بأنه الفاعل المختار، وهو سبحانه كذلك. ولكن ليس المراد بالاختيار ههنا هذا المعنى، وهذا الاختيار داخل في قوله: (يخلق ما يشاء). فإنه لا يخلق إلا باختياره، وداخل في قوله تعالى (ما يشاء). فإن المشيئة هي الاختيار. وربك يخلق ما يشاء ويختار | موقع البطاقة الدعوي. (١٠) 💢💢💢 وإنما المراد بالاختيار ههنا: الاجتباء والاصطفاء، فهو اختيار بعد الخلق، والاختبار العام اختبار قبل الخلق، فهو أعم وأسبق، وهذا أخص وهو متأخر، فهو اختيار من الخلق، والأول اختيار للخلق. وأصح القولين: أن الوقف التام على قوله تعالى: (ويختار) ويكون (ما كان لهم الخيرة) نفيا، أي: ليس هذا الاختيار إليهم، بل هو إلى الخالق وحده، فكما أنه المنفرد بالخلق فهو المنفرد بالاختيار منه ، فليس لأحد أن يخلق ولا أن يختار سواه، فإنه سبحانه أعلم بمواقع اختياره، ومحال رضاه، وما يصلح للاختيار مما لا يصلح له، وغيره لا يشاركه في ذلك بوجه.
النبوة والأنبياء.. وربك يخلق ما يشاء ويختار
أي: ليس هذا الاختيار إليهم، بل إلى الخالق وحده، فكما أنه سبحانه المنفرد بالخلق، فهو المنفرد بالاختيار
فلا شك أنه ليس لأحد أن يخلق، ولا أن يختار سوى الله لأنه المتفرد بذلك لا يشاركه في ذلك أحد من الخلق. قال المهدوي: وهو أشبه بمذهب أهل السنة و + مَا " من قوله: + مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ " نفي عام لجميع الأشياء أن يكون للعبد فيها شيء سوى اكتسابه بقدرة الله اهـ)) (1). وقال الإمام ابن كثير: يخبر تعالى أنه المنفرد بالخلق والاختيار، وأنه ليس له في ذلك منازع ولا معقب فقال: +وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ" أي: ما يشاء، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، فالأمور كلها خيرها وشرها بيده، ومرجعها إليه. وقوله: +مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ" نفي على أصح القولين، كقوله تعالى: +وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ" [ الأحزاب: 36]. واختار ابن جرير أن مَا هاهنا بمعنى: (الذي)، تقديره: ويختار الذي لهم فيه خيرة. النبوة والأنبياء.. وربك يخلق ما يشاء ويختار. وقد احتج بهذا المسلك طائفة المعتزلة على وجوب مراعاة الأصلح، والصحيح أنها نافية، كما نقله ابن أبي حاتم، عن ابن عباس وغيره أيضا، فإن المقام في بيان انفراده تعالى بالخلق والتقدير والاختيار، وأنه لا نظير له في ذلك؛ ولهذا قال: +سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" أي: من الأصنام والأنداد، التي لا تخلق ولا تختار شيئًا)) اهـ (2).
خطبة عن : الله يخلق ويملك ويختار ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
قال الأشموني 111 هـ: + ويختار " تام: على أنَّ ما التي بعده نافية لنفي اختيار اختِيار الخلق لا اختيار الحق أي ليس لهم أن يختاروا بل الخيرة لله تعالى في أفعاله وهو أعلم بوجوه الحكمة فيها ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه. قال أبو الحسن الشاذلي: فِرَّ من مختاراتك كلها إلى الله تعالى فإنَّ من اختار شيأً لا يدري أيصل إليه أم لا وإذا وصل إليه فلا يدري أيدوم له ذلك أم لا وإذا دام إلى آخر عمره فلا يدري أفيه خير أم لا فالخيرة فيما اختاره الله تعالى. والوقف على + ويختار " وهو مذهب أهل السنة، وترك الوقف عليه مذهب المعتزلة، والطبري من أهل السنة منع أن تكون + ما " نافية قال: لئلا يكون المعنى أنَّه لم تكن لهم الخبرة فيما مضى وهي لهم فيما يستقبل وهذا الذي قاله ابن جرير مروي عن ابن عباس، وليس بوقف إن جعلت + ما " موصولة في محل نصب والعائد محذوف أي ما كان لهم الخيرة فيه ويكون + يختار " عاملاً فيها وكذا إن جعلت مصدرية أي يختار اختيارهم (2). (1) انظر: المقصد، 587
(2) انظر: الأشموني: 587
الراجح في المسألة:
الراجح الرأي الأول: وهو أن تكون ( ما) نافية، وهو قول جمهور المفسرين والقراء، واختيار عموم المصاحف حيث أشارت بالرمز ( قلي).
رأي أهل الوقف:
قال ابن الأنباري ت 328: الوقف على + وَيَخْتَارُ " تام إن كانت (ما) جحدا يراد بها: ليس لهم الخيرة، أي: ليس لهم أن يختاروا. وإن كانت (ما) في موضع نصب بـ ( يختار) لم يحسن الوقف على (ويختار) من أجل أن المعنى: ويختار الذي كان لهم الخيرة، أي: كان لهم خيرته (1)
قال النحاس ت 338 هـ. : الوقف على + وَيَخْتَارُ " أكثر أصحاب التمام وأهل التفسير والقراء على أنه تمام، رواه نافع، ويعقوب وأحمد بن موسى ومحمد بن عيسى وأحمد بن جعفر، وأبو حاتم، ونصير، ثم ابتدأ: + ما كان لهم الخيرة " أي: لم تكن لهم الخيرة. (2)
قال الداني ت444 هـ: تام إذا جعلت (ما) حجداً، فإن جعلت +.. ما.. " بمعنى الذي فالوقف على +.. الخيرة.. " وهو تام في كلا الوجهين (3)
قال السجاوندي ت560 هـ. : مطلق، ومن وصل على معنى: ويختار ما كان لهم فيه الخيرة فقد أبعد بل (ما) لنفي اختيار الخلق تقريرًا لا اختيار الحق تعالى (4). (1) انظر: إيضاح الوقف والابتداء ص: 432، ط دار الحديث، تحقيق عبد الرحيم الطرهوني
(2) انظر: القطع: (390)
(3) انظر: المكتفى: (439)
(4) انظر: العلل: (2/782). قال زكريا الأنصاري ت: 926 هـ: تام: إن جعل + ما " التي بعدها نافية، فإن جعلت مصدرية، أي: يختار اختيارهم (1).