ألا واشيب عيني عبدالله الفيصل
الا واشيب عيني يوم قالوا لي فمان الله وتحققت انهم من عقب جمعاهم مقفيني تغايا لي خيال الموت يومه مد لي يمناه ولد بعينه الخرسا عقب ماقفى يراعيني نهت وقلت مماجال بالصندوق واعزاه سراب اللال باكر يطرد مابينه وبيني حلفت برب خلقه لو يطول البعد انا منساه انا وشلون ابيع اللي من العربان شاريني تصبر ياخفوق صار داه اليوم وسط ارداه على رجوى ان رب العرش يدنيهم ويدنيني مثل ماخذت قلبي المحبوب عطني اياه على شان انتساوى في المحبة بالموازين ايلا قارنت غيرك بك خجلت وقلت:وانقصاه انا وشلون اقارن كامل الاوصاف بالشين ولو هو في حلى يوسف كسف لي بنت نور اضياه وختم القول رب بك تبلاني يقويني
ديوان شعر عبدالله الفيصل
جميع الحقوق محفوظة © صله نيوز 2022 اتصل بنا
الا واشيب عيني يوم قالوا لي فمان الله
وتحققت انهم من عقب لا ماهم مقفيني
تغايا لي خيال الموت يومه مد لي يمناه
ولد بعينه الخرسا عقب ماقفى يراعيني
نهت وقلت مماجال بالصندوق واعزاه
سراب اللال باكر يطرد مابينه وبيني
حلفت برب خلقه لو يطول البعد انا منساه
انا وشلون ابيع اللي من العربان شاريني
تصبر ياخفوق صار داه اليوم وسط ارداه
على رجوى ان رب العرش يدنيهم ويدنيني
مثل ماخذت قلبي المحبوب عطني اياه
على شان انتساوى في المحبة بالموازين
ايلا قارنت غيرك بك خجلت وقلت:وانقصاه
انا وشلون اقارن كامل الاوصاف بالشين
ولو هو في حلى يوسف كسف لي بنت نور اضياه
وختم القول ربٍ بك تبلاني يقويني
قلت «صاعدة» ولكن تلاها سقوط مدو وخيبات مريرات لم نقم منها حتى اللحظة. والدليل على أهميتها أنها طبعت مرارا وتكرارا، وأنا الآن أقرأها في الطبعة الخامسة. إنها تروي قصة أربعة شباب بحرينيين ذهبوا إلى مصر للدراسة أواخر الخمسينات وبداية الستينات أي في عز الحقبة الناصرية. يخيل إليّ أحيانا أن غازي القصيبي كان بحرينيا بقدر ما كان سعوديا وربما أكثر. أم أني مخطئ؟ ولكن ما هم! لقد كان سعوديا وبحرينيا ولكل العرب. لكن كنت أود التوسع حول نظرياته ومساجلاته. وعندئذ كان لا بد من الاطلاع على كتابه المعروف «لكيلا تكون فتنة». مقالات غازي القصيبي - بيوتي. وقد استطعت التوصل إليه عن طريق الإنترنت كاملا. ولكن كتابه الآخر عن «الغزو الثقافي» وبعض مؤلفاته الفكرية والسياسية المتنوعة لم أستطع العثور عليها لا في القنيطرة ولا في الرباط. فكان لا بد من شد الرحال إلى الدار البيضاء حيث توجد مكتبات شارع «الحبوس» الشهيرة الواقعة خلف القصر الملكي. فهناك تتوافر كنوز العرب. وهكذا ركبت القطار من القنيطرة مستمتعا بالمناظر الطبيعية الخلابة على مدار الطريق حتى استبان لي البحر فتنفست الصعداء أكثر وانشرحت أسارير نفسي تماما. وزاد من شدة الانشراح ذلك الجمال الأنثوي الأخاذ المنتشر في كل مكان والمتغطرس أحيانا.
جريدة الرياض | غازي القصيبي .. القوي الأمين
وهذه القوة جعلته يبلغ الغاية في كل ما يحاوله ، وبصورة مستمرة ، إلى درجة أنه صنع نوعا من الثقة بقوته لدى المتخصصين كما لدى الجماهير. وهذا ما جعل كثيرين يطالبونه إبان وزارته الأخيرة بما هو فوق نطاق الإمكانات التي كانت تحت يديه ، أي أنهم كانوا يطالبونه بالمعجزات ، لمجرد أنه غازي القصيبي ، أي لمجرد أنهم يرونه معجزة!. لهذا ، ولأسباب أخرى ، فإنني أتوقع أن تتجاوز الظاهرة القُصيبية مستوى الوجود العيني ؛ لتتحول إلى رمز ، إلى رمز خاص لحُزمة من الصفات الإيجابية التي ترقى إلى ما يشبه الهوية تضاف إلى آخرين. فيقال مثلا: فلان أنجز هذا العمل بطريقة قصيبية ، أو يقال لاختصار الجدارة بعمل ما: فلان قصيبي الكفاءات. أي أن القصيبي يتحول إلى ( ماركة مسجلة) في الثقافة العامة. مقالات من مجلة العربي ملف غازي القصيبي: في الشعر والرواية والسياسة وأشياء أخرى.. غازي القصيبي.. حياة متشظية. فكما قيل قديماً: هذا كرم حاتمي ، وهذه شجاعة عنترية ، وتعنتر فلان.. إلخ ، فسيقال في القصيبي ما يشبه ذلك. بقي أمر مهم ، وهو أننا عندما نتحدث عن غازي بهذه الطريقة ، فنحن لا نندبه ، بل ولا نقوم بشيء من الوفاء له جراء ما قدّم ، وهو كثير ، وإنما نحن نستثمر غازي بأقصى درجات الاستثمار. فغازي كما كان مثمرا في وجوده العيني ، لابد أن يكون مثمراً ، وبدرجة أكبر ، في غيابه.
مقالات غازي القصيبي - بيوتي
نبدأ من النهاية، ولا نهاية لمن ترك وراءه أنهارا من الحبر وأطنانا من الورق وعشرات من العناوين، والكثير من الأخبار والحكايات والأسرار المرشحة بعد موته للتناسل من بعضها بعضًا. لكنها نهاية الكائن البشري الذي قاوم المرض بالمزيد من الكتابة، وكان على وشك الرحيل الأبدي عندما تسلم كتابه الأخير «الزهايمر»، وكأنه يعتذر للذاكرة، والتي لا بد أن أنهكها المرض، بشكل كتابي جديد، وإن كان كما يبدو غير مكتمل من خلال احتفائه بأكثر الأمراض فتكا بتلك الذاكرة في تاريخ البشرية. جريدة الرياض | غازي القصيبي .. القوي الأمين. قارئ رواية «الزهايمر» يكاد يجزم بأن القصيبي لم يكملها، وأن فصلا، وربما فصولا كثيرة، كانت بانتظار مزاجه في صورته الروائية التي تبلورت في السنوات الأخيرة، ليرسم فيها مسارات وشخصيات وعلاقات ونهايات وربما بدايات أخرى لم تكتمل. لكن نهاية الجسد قد اقتربت لحظتها الأخيرة قبل نهاية الرواية، فكان أن خرجت «الزهايمر» إلى النور، كما يبدو، لتصير الكتاب الأخير الذي يراه غازي قبل أن يغمض إغماضته الأخيرة مبتسما بهدوء بعد أن أعجزه المرض عن إطلاق قهقهته الشهيرة كلما انتهى من حكاية طرفة من طرفه التي لا تنتهي. سألته مرة في إحدى لقاءاتي القليلة معه إن كان يعتبر نفسه شاعرا من الدرجة الأولى، فرد بتواضع، لم أعتده من القصيبي شاعرًا، قائلا: لا.
مقالات من مجلة العربي ملف غازي القصيبي: في الشعر والرواية والسياسة وأشياء أخرى.. غازي القصيبي.. حياة متشظية
دعاني الأستاذ غسان الشهابي مشكورا للمشاركة في الاحتفال الكبير الذي سيقام على شرف الدكتور غازي القصيبي في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل بالبحرين. وبهذه المناسبة ستصدر وزارة الثقافة ضمن سلسلة كتاب «أطياف» الشهيرة عددا خاصا عن الأديب السعودي الراحل. ومعلوم أنها احتفلت سابقا بعدة شخصيات هامة ليس أقلها جاك دريدا أو محمد أركون أو نجيب محفوظ.. ولذا رحت أبحث عن مؤلفاته في كل مكان لتدبيج دراستي. نزلت إلى الرباط من القنيطرة حيث أقيم حاليا وتوجهت مباشرة إلى مكتبة «دار الأمان» المتخصصة في الكتاب العربي. ووجدت هناك ثلاثة أو أربعة كتب فاشتريتها فورا وعدت بها كالغنيمة إلى البيت لكي أقضي وقتا ممتعا جدا برفقة القصيبي. بصراحة ما كنت أعتقد أنه مهم إلى مثل هذا الحد. كنت أعتقد أنه اشتهر بمناصبه العليا كسفير أو كوزير وتاليا كأديب. فإذا بي أكتشف العكس.. والآن أعتذر أمامكم عن غلطتي وشبهاتي وجهالاتي. ابتدأت بقراءة روايته الشهيرة «شقة الحرية» التي جذبتني وخطفتني وما عدت أستطيع منها فكاكا حتى غلبني النوم عشية اليوم الأول، فتلقفتها من على المخدة صبيحة اليوم التالي. من يريد الاطلاع على خفايا الحياة البحرينية والمصرية والعربية في فترة رومانطيقية حماسية صاعدة من تاريخنا فليقرأ هذه الرواية.
ويبدو أن كل الأحداث التي مرت بغازي القصيبي لاحقا في تشابكاتها السياسية والإبداعية ينطبق عليها ذلك الوضع الدرامي الإنساني المعقد، لكنه تعامل معها بخبرته الإدارية المشهود لها، والموثقة في كتابه الأشهر حياة في الإدارة. على أن إحدى اكثر محطات غازي القصيبي إثارة بالرغم من وضوحها الشديد في انحيازها للحق الإنساني والوطني، والعروبي بصفته الأعمق، هي محطته التي تبلورت في عين العاصفة. فأثناء احتلال النظام الصدامي في العراق للكويت العام 1990 انبرى غازي للدفاع عن الحق الكويتي في سلسلة من المقالات العالية النبرة تحت عنوان «في عين العاصفة»، ثم جاء ديوانه الشعري الذي وثق تلك المحطة شعريا «مرثية فارس سابق»، وصدحت الحناجر بأغنيته التي يحفظها معظم الكويتيين كنبوءة للتحرير والتي قال في بعضها: «أقسمت يا كويت/برب هذا البيت/ سترجعين من خنادق الظلام/ لؤلؤة رائعة/ كروعة السلام»، فحق القسم، ورجعت الكويت من خنادق الظلام، ويأتي القصيبي ليحيي فيها ما أسماه بـ«أم الأمسيات»، وليتوشح بوشاحها الوطني الأرفع. بقي أن نقول إن القصيبي الذي كثيرا ما استشهد، وهو يواجه معاركه المتلاحقه، بقول الأديب السوري محمد الماغوط: «ما من موهبة تمر من دون عقاب»، كان يكمل القول على طريقته الساخرة: «وما من موقف يمر بلا ثمن»!