معركة ميسلون وقائدها ابن دغيثر (الحلقة السادسة والأخيرة)
عبدالله بن صالح العقيل
وفي أثناء مطالعاتي بين ثنايا الكتب في مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض عثرت على مجموعة من الكتب التي تتحدث عن معركة ميسلون والتي كتبها شهود عيان من مسرح المعركة سوف أستعرض ماجاء فيها مع التعليق:
يروي ساطع الحصري (11) وهو من شهود المعركة حيث كان أحد وزراء الشريف فيصل في زمن ميسلون وكان كما يقول في قلب المسرح وفي موقف خاص يسرّ له الاطلاع على جميع صفحات الوقائع بتفاصيلها التامة، يقول في كتابه: (وبعد العشاء، جاء يوسف العظمة يودّعنا، قائلا بأنه سيتوجه إلى الجبهة. ولكنه قبل أن يغادرنا انتحى بي زاوية من الغرفة، وقال لي بالتركية، بصوت تخنقه العبرات: أنا ذاهب! إني أترك ليلى أمانة لديكم، أرجوكم ألاّ تنسوها. وليلى المقصودة في كلامه هذا، هي ابنته الوحيدة التي كانت جاءت من الآستانة مع أمها قبل اسبوعين من تاريخ تلك الحوادث.. ذكريات من عهد الملك عبدالعزيز إلى عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ولقد أدركت حالا ما كان يقصد من كلامه هذا: إنه يتوجه نحو الجبهة موطدا العزم على ألا يعود منها أبداً... ويكمل الحصري كلامه بقوله: ولكن النتيجة لم تبطىء كثيرا: فقد وردت الأخبار قبل الساعة العاشرة بانكسار الجيش واختراق الجبهة.
ذكريات من عهد الملك عبدالعزيز إلى عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز
وقالوا: يوسف العظمة قتل في ميسلون. فقلت بل إنه انتحر هناك!... واستشهد على كل حال.. )
أقول: لا شك بأن يوسف العظمة كان يعرف حال الأمة في تلك المعركة، وكان يدرك بأن الهزيمة سوف تحل بالجيش العربي لا محالة لأنه كان يشم رائحة الخيانة من العملاء الذين جنّدهم الجيش الفرنسي للتجسس وأعمال التخريب بين صفوف الجيش العربي قبل أن يأمر الشريف بتسريح الجيش وحلول الهزيمة. وهذا ما حدا به بأن يوصي على ابنته لأنه كان عازما على النصر أو الموت. ثم إنه كان وزيراً للدفاع السوري آنذاك وكان قائداً ولايمكن لأحد أن يُنقص من قيمته وقدرته العسكرية ولكن الأحوال التي تمر بها الأمة السورية آنذاك كانت أحوالاً سيئة يشوبها الغدر والخيانة والتحدي بين القادة، ومصداقا لقول الحصري فإن الوزير العظمة عندما رأى الجيش ينهزم بسبب الخيانة بين صفوفه وأن الذخيرة قد نفدت من أيدي أفراده وأن الجيش الفرنسي يتقدم في أرض المعركة ويحصد الجنود والمتطوعين العُزّل، ثم إن الألغام التي زرعها في طريق العدو لم تنفجر وعرف بأنها قد أبُطل مفعولها أدرك بأنه لا فائدة من الحياة مادامت الملامة سوف تلحق به فقام بالانتحار مفضلا الموت على الحياة. فما دام هذه حال القائد والوزير الذي كان يعرف ما عليه قومه وكان يحس بالهزيمة قبل وقوعها وكان عازماً على الانتحار فليس أمامه إلا أن يقول (بيدي لا بيد عمرو) ويفعلها بنفسه ليحفظ سمعته بعد موته.
فقال الملك فيصل لابن دغيثر: اكتب (من الحكومة السعودية إلى الحكومة البريطانية: نسيتوا الاتفاقية التي بين الملك عبدالعزيز ورئيسكم تشرشل وعندما توفي الملك عبد العزيز غيرتم رأيكم، ونسيتم اللقب الذي لقب به رئيسكم الملك عبدالعزيز بأنه (أسد الليالي السود). هذا ما سمعته وأحببت أبينه للتاريخ في هذه المناسبة والتي رأيت أنها فرصة مواتية، كما أحب أذكر أن أول تبرع لشعب فلسطين كان إبان حكم الملك عبدالعزيز لمساعدة الشعب الفلسطيني من الملك وأفراد العائلة والمواطنين، وكان أول من رأس اللجنة سيدي الوالد الأمير محمد بن عبدالعزيز، وبعد ذلك أناب عنه برئاسة اللجنة سيدي العم ولي العهد الأمير سلطان، وقد طلب الوالد الأمير محمد من الملك عبدالعزيز إن كانت لديه نية لأي حملة توجه إلى الحرب على إسرائيل أن أكون قائدها، فرد عليه الملك عبدالعزيز (إن شاء الله إن الأمور في خير وأنت أهل لذلك). وصادفت أن حضرت جلسة للملك عبدالعزيز بعد حرب فلسطين الأولى ولم يكن لديه سوى مستشاريه وكانوا يتباحثون ويتناقشون عن قضية فلسطين، وقال لهم الملك عبدالعزيز: (أنا حاولت مع الحكومات العربية أن لا ندخل مع إسرائيل في حرب كاشفة؛ لأن ذلك ليس في مصلحة فلسطين وأهلها لأن الدول الكبرى سوف تتدخل مع إسرائيل، ولكن أنا أرى أن نترك أهل فلسطين هم من يحرر بلدهم ونمدهم بالمادة والسلاح والذخيرة وبعض رجال البادية لأنهم يعرفون بلدهم، ونقول لهم: ما كسبتم فلكم، وهذا رأيي؛ لأن اليهود ما زالوا ضعفاء ولم يتقووا بعد، وأنتم مختلفون، وبعضكم لم يتحرر من الاستعمار)، فقال أحد مستشاريه: أطال الله عمرك، لو ترسل جيشاً من أهل نجد!!
نزلت سورة الواقعة في مكة المكرمة، وسميت بالواقعة لافتتاحها بقوله تعالى: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾، والواقعة تعني الحادثة العظيمة، وهي اسم من أسماء يوم القيامة، وسميت بذلك لتحقق وقوعها وكثرة ما يقع فيها من الشدائد[1]. وللسورة فوائد ومقاصد تتحد مع أصول العقيدة ومقاصد القرآن الكبرى نطلع عليها خلال المقال. وجاءت هذه التسمية في الحديث الصحيح بتسمية النبي صلى الله عليه وسلم، روى الترمذي عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: "يا رسول الله قد شبت، قال: شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت"[2]. فوائد سورة هود. و سر الاقتران بين هذه السور الأربع المذكورة في الحديث هو اتحادها في تقرير النشأة الآخرة ، حيث اشتملت على أيات شاهدات على صدق قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلها تشترك في الحديث عن يوم البعث والجزاء وما فيه من شدائد عظام، ولا ريب أن كل شدة من تلك الشدائد تنذر بحلول الشيب، وتندد بالركون إلى الدنيا، وتحض على الاستعداد ليوم الميعاد. ويظهر هذا المعنى فقط لمن يتدبر هذه السور ويتأملها ويصر على العمل بمقتضاها، فإن الحديث عن الآخرة وقرب حلولها منذر شديد، وواعظ بليغ لأصحاب الغفلة والمترفين.
الدرر السنية
حتى يطمئن المؤمنين ويكونوا أكثر خشوع، وهذا أوضحه الله تعالى في الآية رقم 120 حين قال (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) أما الكافرين يشعرون بالخوف والرعب من يوم القيامة وما يحدث لهم فيه.
آخر تحديث: مارس 6, 2020
فضل سورة هود وأخواتها
فضل سورة هود وأخواتها، سوف نتكلم في المقال عن فضل سورة هود وأخواتها، حيث ان القران الكريم به آيات عظيمة وسور رائعة، فكل آية لها فضل عظيم بالإضافة إلى البركة والخير والراحة التي تجلبها لنا الآيات والسور، خاصة عندما نصل إلى معانيها واحكامها، تابعوا المقال للنهاية. فضل القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم ليكون نور للناس وعلامة للحق ودليل على الطريق الصحيح. القران الكريم فضل والمتعبد بتلاوته أجر عظيم، ولكل من يهتم بالآيات رزق وبركة وسعادة تنتظره في دار الحق. الدرر السنية. القرآن الكريم هو الكتاب المكتوب في المصحف المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس هو الكتاب الذي أنقذ به الله -تعالى-به الناس من الجاهلية والفسق. تكفل الله -تعالى-بحفظ القرآن، قال سبحانه: (َأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ). للقران فضل عظيم لا حصر له، فمن أراد النجاح والخير عليه بقراء القرآن، ومن أراد الكثير من البركات والحسنات والأجر الوفير فعليه بكتاب الله، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ).