حكم الدعاء بأمور الدنيا بعد التشهد الأخير وقبل السلام: أما الدعاء المأثور فهذا ما قال فيه الفقهاء، منقولاً من كتاب الفقه على المذاهب الأربعة: قال الأحناف: لا يجوز أن يدعو بما يُشبِه كلام الناس، كأن يقول: اللهم زَوِّجْنِي فلانة، أو أعطني كذا من الذهب والفضة والمناصب، لأنه يُبطِلُها قبل القعود بقدر التشهد، ويفوت الواجب بعده قبل السلام. وقال المالكية: له أن يدعو بما شاء من خيْرَي الدنيا والآخرة. وقال الشافعية: يُسَنُّ الدعاء بِخَيْرَي الدين والدنيا، ولا يجوز أن يدعو بشيء محرم أو مستحيل أو معلق، فإن دعا بشيء من ذلك بَطَلت صلاته. الدعاء بعد التشهد الاخير. وقال الحنابلة: له أن يدعو بما ورد أو بأمر الآخرة ولو لم يشبه ما ورد، وله أن يدعو لشخص معين بغير كاف الخطاب، وتبطل الصلاة بكاف الخطاب مثل: اللهم أدخلك الجنة يا والدي. أما لو قال: اللهم أدخله الجنة فلا بأس به، وليس له أن يدعو بما يقصد منه مَلاذّ الدنيا وشَهَواتها، كأن يقول: اللهم ارزقْنِي بَطَلَتْ صلاته، ولا بأس بإطالة الدعاء ما لم يَشُقَّ على مأموم.
- الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام
- ابو حيان التوحيدي حياته
- ابو حيان التوحيدي الامتاع والمؤانسة
الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام
2. عنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنْهُ قال: كانَ رَسُولُ اللَّهِ إذا قام إلى الصَّلاةِ... يكونُ مِنْ آخِر ما يقولُ بينَ التَّشَهُّدِ والتَّسْلِيم: « اللَّهمَّ اغفِرْ لي ما قَدَّمتُ وما أَخَّرْتُ، وما أَسْرَرْتُ ومَا أعْلَنْتُ، وما أَسْرَفْتُ، وما أَنتَ أَعْلمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ المُقَدِّمُ، وَأنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إله إلاَّ أنْتَ » (رواه مسلم [771]). حكم الدعاء بعد التشهد - فقه. « اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت »: يعني ما تقدم من ذنوبي، وما سلف منها في أول عمري، وما أخرت يعني ما تأخر منها، وما وجد منها في آخر عمري، وليس معنى هذا الذنوب المتأخرة عن هذه الدعوة ، يعني إذا قلت هذا الكلام في صلاة العشاء « اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت »، هل معنى ما قدمت ما صدر قبل هذه الصلاة، وما أخرت ما يأتي بعد هذه الصلاة؟ يعني تستغفر من ذنب لم يحدث، أو تستغفر لذنوبك المتقدمة والمتأخرة يعني القديمة والجديدة؟ فحينما تقول: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، اغفر لي يعني ذنب وقع يحتاج إلى دعاء مغفرة، فالذنوب المتقدمة والمتأخرة كلها واقعة. ومنهم من يقول: إن المراد بالذنوب المتقدمة ما حصل وتقدم على هذه الصلاة، والذنوب المتأخرة ما يأتي بعد هذه الصلاة، يعني إن حصل مني ذنب فاغفره لي { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح من الآية:2]، فالمتقدم: "أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والآتية"، فمن هذا يعني يكفر الذنوب التي حصلت بالفعل، وما لم يحصل من الذنوب إن حصل، يكون بهذا الشرط، وهذا له وجه.
الدعاء قبل السلام من الصلاة. عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: " يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، فَقَالَ: أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ " (رواه أبو داود وصححه الألباني). وفي رواية أخرى: "فَلَا تَدَعْ أَنْ تَقُولَ فِي كُلِّ صَلَاةٍ: رَبِّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِك" (رواه النسائي وصححه الألباني). وقد اختلف العلماء في معنى ( دبر كل صلاة) ، هل المقصود بها بعد التسليم من الصلاة ، أم المقصود بها بعد التشهد و قبل التسليم منها. قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه زاد المعاد: " ودبر الصلاة يحتمل قبل السلام وبعده، وكان شيخنا [أي شيخ الإسلام أحمد بن تيمية] يرجح أن يكون قبل السلام، فراجعته فيه، فقال: دبر كل شيء منه كدبر الحيوان ". حكم الدعاء بعد التشهد الاخير. " فكلمة دبر القاعدة فيها: أنه إذا كان المذكور أذكاراً فإنه يكون بعد السلام، وإذا كان المذكور دعاءً فإنه يكون قبل السلام؛ لأن ما قبل السلام وبعد التشهد هو دبر الصلاة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ".
(13 تقييمات) له (32) كتاب بالمكتبة, بإجمالي مرات تحميل (38, 758) هو علي بن محمد بن العباس التوحيدي البغدادي، كنيته "أبو حيان", وهي كنية غلبت على اسمه فاشتهر بها حتى أن ابن حجر العسقلاني ترجم له في باب الكنى. فيلسوف متصوف، وأديب بارع، من أعلام القرن الرابع الهجري، عاش أكثر أيامه في بغداد وإليها ينسب. وقد امتاز أبو حيان بسعة الثقافة وحدة الذكاء وجمال الأسلوب، فهو رجل موسوعي الثقافة ،سمي أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء كما، امتازت مؤلفاته بتنوع المادة، وغزارة المحتوى؛ فضلا عما تضمنته من نوادر وإشارات تكشف بجلاء عن الأوضاع الفكرية والاجتماعية والسياسية للحقبة التي عاشها، وهي -بعد ذلك- مشحونة بآراء المؤلف حول رجال عصره من سياسيين ومفكرين وكتاب. وجدير بالذكر أن ما وصلنا من معلومات عن حياة التوحيدي -بشقيها الشخصي والعام- قليل ومضطرب، وأن الأمر لا يعدو أن يكون ظنا وترجيحا؛ أما اليقين فلا يكاد يتجاوز ما ذكره أبو حيان بنفسه عن نفسه في كتبه ورسائله، ولعل هذا راجع إلى تجاهل أدباء عصره ومؤرخيه له، وهو موقف أثار استغراب ياقوت الحموي وحدا به إلى التقاط شذرات مما أورده التوحيدي في كتبه عن نفسه وتضمينها في ترجمة طويلة نسبيا شغلت عدة صفحات من معجمه، ولم يكتف بهذا بل لقبه أيضا بشيخ الصوفية وفيلسوف الأدباء؛ ربما كنوع من رد الاعتبار لهذا الأديب.
ابو حيان التوحيدي حياته
رأي ابن حجر العسقلاني: قال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان: (بقي إلى حدود الأربع مائة ببلاد فارس وكان صاحب زندقة وانحلال، قال جعفر بن يحيى الحكاك قال لي أبو نصر السجزي إنه سمع أبا سعد الماليني يقول: قرأت الرسالة المنسوبة إلى أبي بكر وعمر مع أبي عبيدة إلى علي على أبي حيان فقال: هذه الرسالة عملتها رداً على الروافض؛ وسببها أنهم كانوا يحضرون مجلس بعض الوزراء -يعني بن العميد- فكانوا يغلون في حال علي فعملت هذه الرسالة؛ قلت: فقد اعترف بالوضع. موقف المعتدلين: رأي تاج الدين السبكي: قال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: شيخ الصوفية وصاحب كتاب البصائر وغيره من المصنفات في علم التصوف... وقد ذكره ابن خلكان في آخر ترجمة أبي الفصل ابن العميد فقال: كان فاضلاً مصنفاً... وقد ذكر ابن النجار أبا حيان وقال: له المصنفات الحسنة كالبصائر وغيرها، وكان فقيراً صابراً متديناً إلى أن قال: وكان صحيح العقيدة قال الذهبي: كذا قال، بل كان عدواً لله خبيثا, وهذه مبالغة عظيمة من الذهبي) انتهى. رأي ياقوت الحموي: قال ياقوت الحموي في معجم الأدباء(كتاب): "أبو حيان التوحيدي... صوفي السمت والهيئة، وكان يتأله والناس على ثقة من دينه... شيخ اصوفية وفيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة، ومحقق الكلام, ومتكلم المحققين، وإمام البلغاء، وعمدة لبني ساسان، سخيف اللسان، قليل الرضا عند الإساءة إليه والإحسان، الذم شانه، والثلب دكانه، وهو مع ذلك فرد الدنيا الذي لا نظير له ذكاء وفطنة، وفصاحة ومكنة، كثير التحصيل للعلوم في كل فن حفظه، واسع الدراية والرواية، وكان مع ذلك محدوداً محارفاً يشتكي صرف زمانه، ويبكي في تصانيفه على حرمانه... " انتهى.
ابو حيان التوحيدي الامتاع والمؤانسة
الحمد لله. شخصية أبي حيَّان التوحيدي – توفي عام 414 هـ - شخصية جدليَّة ، وقد تضاربت الأقوال
في اعتقاده ومنهجه - بل وحتى في لقبه " التوحيدي " هل هو نسبة لنوع تمر أو هو
للتوحيد الذي عند المعتزلة وحقيقته: نفي صفات الله تعالى - فمن قائل فيه إنه زنديق
ضال ملحد ، ومن قائل إنه كان صحيح العقيدة وليس عنده ما يوجب الوقيعة فيه. ومن أبرز القادحين فيه: ابن الجوزي والذهبي رحمهما الله. قال الإمام الذهبي – رحمه الله -: " أبو حيان التوحيدي ، الضال الملحد ، أبو
حيَّان ، علي بن محمد بن العباس البغدادي الصوفي ، صاحب التصانيف الأدبية والفلسفية
، ويقال: كان من أعيان الشافعية. قال ابن بابي في كتاب " الخريدة والفريدة ": كان أبو حيان هذا كذَّاباً ، قليل
الدين والورع عن القذف والمجاهرة بالبهتان ، تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة
والقول بالتعطيل ، ولقد وقف سيدنا الوزير الصاحب كافي الكفاة على بعض ما كان يدغله
ويخفيه من سوء الاعتقاد فطلبه ليقتله ، فهرب والتجأ إلى أعدائه ، ونفق عليهم تزخرفه
وإفكه ، ثم عثروا منه على قبيح دخيلته وسوء عقيدته وما يبطنه من الإلحاد ويرومه في
الإسلام من الفساد ، وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح ، ويضيفه إلى السلف
الصالح من الفضائح ، فطلبه الوزير المهلبي ، فاستتر منه ، ومات في الاستتار ، وأراح
الله ، ولم يؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية ".
مراجع [ عدل]