يهتم المسلمين بمعرفة الكون وآيات التفكير في الكون لمعرفة قدرته الله عزو جل ومعرفة حكمة الله سبحانه وتعالى في خلق الكون وسائر المخلوقات تيقنًا بوجود الله وعظمة خلقه في علم التفسير في تدبر القرآن التي عجز فيها العلماء بكل ما وصلوا له من علم ومعرفة من الوصول لصنع الله وقدرته في تعاقب الليل والنهار واختلاف أجناس وألسنة البشر وجميع ما في الكون الذي يدل على حتمية وجود خالق عظيم لهذا الكون وهذا ما ورد في تدبر القرآن. ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (الزمر 6). وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (الحجر 14و15). وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (سورة الزمر 67). إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (سورة البقرة 164).
- ايات تدل على قدرة الله في خلق الكون ثم لفضلكم
- ايات تدل على قدرة الله في خلق الكون ثمرات
- ايات تدل على قدرة الله في خلق الكون العالمية
- ايات تدل على قدرة الله في خلق الكون في
- {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل} مقتطف من تلاوة الشيخ #ياسر_الدوسري - تراويح ليله ٢٤ رمضان ١٤٤٣ - YouTube
- الباحث القرآني
- يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ - من إدلب
- تفسير: يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة ... - شبكة الوثقى
- إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة لقمان - قوله تعالى يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله - الجزء رقم10
ايات تدل على قدرة الله في خلق الكون ثم لفضلكم
[١٨]
عظمة قدرة الله -تعالى- في خلق أصناف الثمار والفواكه، قال -تعالى-: (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ). [١٩]
عظمة قدرة الله -تعالى- في إنزال المطر وإنبات الشجر، قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ). [٢٠]
عظمة قدرة الله -تعالى- في خلق السّحاب وتسييره نحو الأراضي الميتة حتى ينزل عليها المطر، قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون).
ايات تدل على قدرة الله في خلق الكون ثمرات
(أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} [الغاشية: 17]. {أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ" (الأعراف 185). {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [الزمر 21]. آيات تدل على التأمل في خلق الله
توضح الآيات القرآنية قدرة وعظمة صانع الكون وتجلى آياته في تنظيم الكون الذي أبهار الإنسان في حُسن وتدبير خلق الله بما جاء عن الأنبياء والرسل وتنظيمه وإبداعه في خلق أعضاء جسم الإنسان ودقة خلقة، وكذلك أيضًا قصص القوم السابقين الذين أهلكوا بمعصيتهم والقوم الذين نجوا بإيمانهم وطاعتهم لله ورسوله ورسالاته السماوية، من الآيات التي تدل على التأمل في خلق الله سبحانه وتعالى ما يلي:
﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴾ [النبأ: 14 – 16].
ايات تدل على قدرة الله في خلق الكون العالمية
[٥]
قال -تعالى-: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ). [٦]
قال -تعالى-: ( أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ). [٧]
قال -تعالى-: ( ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى*فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى). [٨] آيات تدل على قدرة الله في خلق النبات
ذُكر في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدّث عن قدرة الله في خلق النبات، نذكر منها ما يأتي:
قال -تعالى-: ( وَهُوَ الَّذي أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخرَجنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيءٍ فَأَخرَجنا مِنهُ خَضِرًا نُخرِجُ مِنهُ حَبًّا مُتَراكِبًا وَمِنَ النَّخلِ مِن طَلعِها قِنوانٌ دانِيَةٌ وَجَنّاتٍ مِن أَعنابٍ وَالزَّيتونَ وَالرُّمّانَ مُشتَبِهًا وَغَيرَ مُتَشابِهٍ انظُروا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثمَرَ وَيَنعِهِ إِنَّ في ذلِكُم لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمِنونَ). [٩]
قال -تعالى-: ( إِنَّ اللَّه فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ذلِكُمُ اللَّـهُ فَأَنّى تُؤفَكونَ). [١٠]
قال -تعالى-: ( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَـهٌ مَّعَ اللَّـهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ).
ايات تدل على قدرة الله في خلق الكون في
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
آيات تدل على قدرة الله في خلق الكون
ذُكر في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدّث عن عظمة الله وقدرته في خلق الكون، نذكر منها ما يأتي:
قال -تعالى-: ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ). [١]
قال -تعالى-: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). [٢]
قال -تعالى-: ( وَهُوَ الَّذي مَدَّ الأَرضَ وَجَعَلَ فيها رَواسِيَ وَأَنهارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فيها زَوجَينِ اثنَينِ يُغشِي اللَّيلَ النَّهارَ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ). [٣]
قال -تعالى-: ( وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ). [٤] آيات تدل على قدرة الله في خلق الإنسان
ذُكر في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدّث عن قدرة الله في خلق الإنسان، نذكر منها ما يأتي:
قال -تعالى-: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ).
فهذه الأمثلة من إحياء الله تعالى الموتى في الدنيا دليل على قدرته سبحانه على البعث يوم القيامة ، قال تعالى: { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم:27]، وقال سبحانه: { مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [لقمان:28]، وقال تعالى: { وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النحل:77]. فسبحانه من إله عظيم قادر، لا يعجزه شيء، قال تعالى: { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر:44]، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. د. أمين بن عبد الله الشقاوي
106
7
186, 348
القول في تأويل قوله تعالى: ( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ( 16))
اختلف أهل العربية في معنى الهاء والألف اللتين في قوله: ( إنها) فقال بعض نحويي البصرة: ذلك كناية عن المعصية والخطيئة. ومعنى الكلام عنده: يا بني ، إن المعصية إن تك مثقال حبة من خردل ، أو إن الخطيئة. وقال بعض نحويي الكوفة: وهذه الهاء عماد. وقال: أنث " تك " ، لأنه يراد بها الحبة ، فذهب بالتأنيث إليها ، كما قال الشاعر: وتشرق بالقول الذي قد أذعته كما شرقت صدر القناة من الدم
وقال صاحب هذه المقالة: يجوز نصب المثقال ورفعه ، قال: فمن رفع رفعه ( ب " تك ") ، واحتملت النكرة أن لا يكون لها فعل في كان وليس وأخواتها ، ومن نصب جعل في " تكن " اسما مضمرا مجهولا مثل الهاء التي في قوله: ( إنها إن تك): ومثله قوله: ( فإنها لا تعمى الأبصار) قال: ولو كان ( إن يك مثقال حبة) كان صوابا ، وجاز فيه الوجهان. وأما صاحب المقالة الأولى ، فإن نصب مثقال في قوله على أنه خبر ، وتمام كان ، وقال: رفع بعضهم فجعلها كان التي لا تحتاج إلى خبر. {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل} مقتطف من تلاوة الشيخ #ياسر_الدوسري - تراويح ليله ٢٤ رمضان ١٤٤٣ - YouTube. وأولى القولين بالصواب عندي ، القول الثاني ؛ لأن الله - تعالى ذكره - لم يعد عباده أن يوفيهم جزاء سيئاتهم دون جزاء حسناتهم ، فيقال: إن المعصية إن تك مثقال حبة من خردل يأت الله بها ، بل وعد كلا العاملين أن يوفيه جزاء أعمالهما.
{يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل} مقتطف من تلاوة الشيخ #ياسر_الدوسري - تراويح ليله ٢٤ رمضان ١٤٤٣ - Youtube
قوله تعالى: يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير. المعنى: وقال لقمان لابنه يا بني. وهذا القول من لقمان إنما قصد به إعلام ابنه بقدر قدرة الله تعالى. وهذه الغاية التي أمكنه أن يفهمه ؛ لأن الخردلة يقال: إن الحس لا يدرك لها ثقلا ؛ إذ لا ترجح ميزانا. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة لقمان - قوله تعالى يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله - الجزء رقم10. أي لو كان للإنسان رزق مثقال حبة خردل في هذه المواضع جاء الله بها حتى يسوقها إلى من هي رزقه; أي لا تهتم للرزق حتى تشتغل به عن أداء الفرائض ، وعن اتباع سبيل من أناب إلي. قلت: ومن هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود: لا تكثر همك ما يقدر يكون وما ترزق يأتيك. وقد نطقت هذه الآية بأن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما ، وأحصى كل شيء عددا; سبحانه لا شريك له. وروي أن ابن لقمان سأل أباه عن الحبة التي تقع في سفل البحر أيعلمها الله ؟ فراجعه لقمان بهذه الآية. وقيل: المعنى أنه أراد الأعمال ، المعاصي والطاعات; أي إن تك الحسنة أو الخطيئة مثقال حبة يأت بها الله; أي لا تفوت الإنسان المقدر وقوعها منه. وبهذا المعنى يتحصل في الموعظة ترجية وتخويف ، مضاف ذلك إلى تبيين قدرة الله تعالى.
الباحث القرآني
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ
قالَ لُقمانُ يَعِظُ ابنَه: يا بُنَيّ، إنَّ الخَصلَةَ مِنَ الإساءَةِ والإحسَان، مَهما كانتْ صَغيرَةً حَقيرَة، كزِنَةِ حبَّةِ خَرْدَل( [1])، فتَكُونُ في أخفَى مَكان، كجَوفِ صَخرَة، أو في أيِّ مَكانٍ مِنَ السَّماواتِ والأرْض، يُحْضِرُها الله، ويُحاسِبُ مَنْ عَمِلَ بقَدْرِها، إنَّ اللهَ لَطيفٌ بكيفيَّةِ استِخراجِها وإحضارِها، عالِمٌ بكُنهِها ومَكانِها. ([1]) الخَرْدَلُ نباتٌ عشبيّ، تُستَعملُ بزورهُ في الطبّ، ويُضرَبُ بها المثَلُ في الصِّغَر. (ينظر المعجم الوسيط). تفسير: يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة ... - شبكة الوثقى. { يا بني إنها إن تك مثقال} روي أن ابنه قال له: إن علمت بالخطيئة حيث لا يراني أحد كيف يعلمها الله عزوجل ؟ فقال: { إنها} أي: الخطيئة { إن تك مثقال حبة من خردل} أو: السيئة ثم كانت { في صخرة} أي: ي أخفى مكان { أو في السماوات أو في الأرض} أينما كانت أتى الله بها ولن تخفى عليه ومعنى { يأت بها الله} أي: للجزاء عليها { إن الله لطيف} باستخراجها { خبير} بمكانها. يا بنيَّ اعلم أن السيئة أو الحسنة إن كانت قَدْر حبة خردل- وهي المتناهية في الصغر- في باطن جبل، أو في أي مكان في السموات أو في الأرض، فإن الله يأتي بها يوم القيامة، ويحاسِب عليها.
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ - من إدلب
فإذا كان ذلك كذلك ، كانت الهاء في قوله: ( إنها) بأن تكون عمادا أشبه منها بأن تكون كناية عن الخطيئة والمعصية. وأما النصب في المثقال ، فعلى أن في " تك " مجهولا والرفع فيه على أن الخبر مضمر ، كأنه قيل: إن تك في موضع مثقال حبة ؛ لأن النكرات تضمر أخبارها ، [ ص: 141] ثم يترجم عن المكان الذي فيه مثقال الحبة. وعنى بقوله: ( مثقال حبة): زنة حبة. فتأويل الكلام إذن: إن الأمر إن تك زنة حبة من خردل من خير أو شر عملته ، فتكن في صخرة ، أو في السموات ، أو في الأرض ، يأت بها الله يوم القيامة ، حتى يوفيك جزاءه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة قوله: ( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل) من خير أو شر. واختلف أهل التأويل في معنى قوله: ( فتكن في صخرة) فقال بعضهم: عنى بها الصخرة التي عليها الأرض ، وذلك قول روي عن ابن عباس وغيره ، وقالوا: هي صخرة خضراء. حدثني أبو السائب قال: ثنا ابن إدريس ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن عبد الله بن الحارث قال: الصخرة خضراء على ظهر حوت. حدثنا موسى بن هارون قال: ثنا عمرو قال: ثنا أسباط ، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن عبد الله ، وعن ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: خلق الله الأرض على حوت ، والحوت هو النون الذي ذكر الله في القرآن ( ن والقلم وما يسطرون) والحوت في الماء ، والماء على ظهر صفاة ، والصفاة على ظهر ملك ، والملك على صخرة ، والصخرة في الريح ، وهي الصخرة التي ذكر لقمان ليست في السماء ، ولا في الأرض.
تفسير: يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة ... - شبكة الوثقى
وفي القول الأول ليس فيه ترجية ولا تخويف. قوله تعالى: مثقال حبة عبارة تصلح للجواهر ، أي قدر حبة ، وتصلح للأعمال; أي ما يزنه على جهة المماثلة قدر حبة. ومما يؤيد قول من قال هي من الجواهر: قراءة [ ص: 63] عبد الكريم الجزري ( فتكن) بكسر الكاف وشد النون ، من الكن الذي هو الشيء المغطى. وقرأ جمهور القراء: إن تك بالتاء من فوق ( مثقال) بالنصب على خبر كان ، واسمها مضمر تقديره: مسألتك ، على ما روي ، أو المعصية والطاعة على القول الثاني; ويدل على صحته قول ابن لقمان لأبيه: يا أبت إن عملت الخطيئة حيث لا يراني أحد كيف يعلمها الله ؟ فقال لقمان له: يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة الآية. فما زال ابنه يضطرب حتى مات; قاله مقاتل. والضمير في إنها ضمير القصة; كقولك: إنها هند قائمة; أي القصة إنها إن تك مثقال حبة. والبصريون يجيزون: إنها زيد ضربته; بمعنى إن القصة. والكوفيون لا يجيزون هذا إلا في المؤنث كما ذكرنا. وقرأ نافع: ( مثقال) بالرفع ، وعلى هذا تك يرجع إلى معنى خردلة; أي إن تك حبة من خردل. وقيل: أسند إلى المثقال فعلا فيه علامة التأنيث من حيث انضاف إلى مؤنث هو منه; لأن مثقال الحبة من الخردل إما سيئة أو حسنة; كما قال: فله عشر أمثالها فأنث ، وإن كان المثل مذكرا; لأنه أراد الحسنات.
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة لقمان - قوله تعالى يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله - الجزء رقم10
وهذا كقول الشاعر: مشين كما اهتزت رماح تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم
و ( تك) هاهنا بمعنى تقع ، فلا تقتضي خبرا. قوله تعالى: فتكن في صخرة قيل: معنى الكلام المبالغة والانتهاء في التفهيم; أي أن قدرته تعالى تنال ما يكون في تضاعيف صخرة وما يكون في السماء والأرض. وقال ابن عباس: الصخرة تحت الأرضين السبع وعليها الأرض. وقيل: هي الصخرة على ظهر الحوت. وقال السدي: هي صخرة ليست في السماوات والأرض ، بل هي وراء سبع أرضين عليها ملك قائم; لأنه قال: أو في السماوات أو في الأرض وفيهما غنية عن قوله: فتكن في صخرة; وهذا الذي قاله ممكن ، ويمكن أن يقال: قوله: فتكن في صخرة [ ص: 64] تأكيد; كقوله: اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق ، وقوله: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا.
﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾ [ لقمان: 16]
سورة: لقمان - Luqmān
- الجزء: ( 21)
-
الصفحة: ( 412) ﴿ "O my son! If it be (anything) equal to the weight of a grain of mustard seed, and though it be in a rock, or in the heavens or in the earth, Allah will bring it forth. Verily, Allah is Subtle (in bringing out that grain), Well-Aware (of its place). ﴾
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة لقمان Luqmān الآية رقم 16, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب. السورة:
رقم الأية:
يابني إنها إن تك مثقال حبة من: الآية رقم 16 من سورة لقمان
الآية 16 من سورة لقمان مكتوبة بالرسم العثماني
﴿ يَٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٖ فَتَكُن فِي صَخۡرَةٍ أَوۡ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَأۡتِ بِهَا ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٞ ﴾ [ لقمان: 16]
﴿ يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ﴾ [ لقمان: 16]