على الإنسان أن يكون حراً. وألا يكون تعلقة بشيء في الوجود إلا بالله. العلاقة قيد وتقيد، مثل الحبل في رقبة الفرس، فيربط بمكان ما في الإسطبل أو بشجرة. على الإنسان ألا يربط نفسه بشيء. إن تعلق الإنسان بالله هو الحرية عينها. لماذا؟ لأن الإنسان كائن غير متناه فما دام الإنسان مع الله، بقي الطريق أمامه مفتوحا، وكلما سار انفتح الطريق أكثر، لو سار إلى الأبد لما انتهى الطريق أمامه. تفسير سورة العاديات - معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد. ولكن المال، بخلاف الأمور الأخرى، يثبت المرء في مكانه، حسب القول السائد، فيوقفه عن التحرك، ويسد أمامه طريق السير نحو التكامل. والقرآن يعبر عن الثروة بالخير، لأن الثروة ليست شرًّا بذاتها، فلا ينبغي القول بأن الثروة شر، فلماذا يمنحها الله للناس؟ الجواب، كلا، إن الثروة ليست شرًّا، بل تعلقك بها، حب المال الذي فيك (وهو الحب والعلاقة) هو الشر، فعليك إلا تطوق رقبتك به. ثم إن الله قد خلق في الإنسان حب الخير حبًّا مطلقًا. والخير المطلق هو الله، فأنت قد تركت الخير المطلق، وجئت تتمسك بشيء محدود لا ينفع كوسيلة، ونسيت الغاية، ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (العاديات/9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (العاديات/10) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (العاديات/11)﴾ أي ألا يعلم الإنسان أنه سيبعث، وأن ما في القبور يستخرج، وينفي، ويكشف عما في دخيلة الإنسان وباطنه؟ ألا يعلم الإنسان ما سوف يحدث عندئذ؟ ألا يعلم أن هذا ما ينتظره؟ ﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (العاديات/11)﴾ فإذا لم يكن يعرف كل ذلك، فليعلم إن الله عالم وخبير، ويعرف كل شيء.
تفسير سورة العاديات - معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
والقَدْح: ضَرْب شىءٍ لكى يخرج من بينهما شرر النار. والمراد به هنا: النار التى تخرج من أثر احتكاك حوافر الخيل بالحجارة خلال عدوها بسرعة. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
"فالموريات قدحا" يعني اصطكاك نعالها للصخر فتقدح منه النار. وقال أكثر هؤلاء في قوله: ( فالموريات قدحا) يعني: بحوافرها. وقيل: أسعرن الحرب بين ركبانهن. قاله قتادة. وعن ابن عباس ومجاهد: ( فالموريات قدحا) يعني: مكر الرجال. وقيل: هو إيقاد النار إذا رجعوا إلى منازلهم من الليل. وقيل: المراد بذلك: نيران القبائل. وقال من فسرها بالخيل: هو إيقاد النار بالمزدلفة. وقال ابن جرير: والصواب الأول; أنها الخيل حين تقدح بحوافرها. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
فالموريات قدحا قال عكرمة وعطاء والضحاك: هي الخيل حين توري النار بحوافرها ، وهي سنابكها; وروي عن ابن عباس. وعنه أيضا: أورت بحوافرها غبارا. ما معنى فالموريات قدحا - إدراك. وهذا يخالف سائر ما روي عنه في قدح النار; وإنما هذا في الإبل. وروى ابن نجيح عن مجاهد والعاديات ضبحا فالموريات قدحا قال قال ابن عباس: هو في القتال وهو في الحج. ابن مسعود: هي الإبل تطأ الحصى ، فتخرج منها النار. وأصل القدح الاستخراج; ومنه قدحت العين: إذا أخرجت منها الماء الفاسد. واقتدحت بالزند.
ما معنى فالموريات قدحا - إدراك
فمن جهة لحن السورة ذات الآيات القصيرة تشبه السور المكية، لأن السور المكية نزلت في بداية بعثة الرسول، وتتميز بآيات التحذير والتذكير والتخويف. أما السور المدنية فأغلبها يبين القوانين والقرارات ولهذا تكون طويلة وتفصيلية، تفتتح هذه السورة بالقسم، وهو قسم عجيب كان من أسباب القول بأنها مكية، وهذا هو اعتقادي الخاص أيضاً، بينما يقول آخرون أنها مدنية بسبب مضمونها. ما أعجب القسم في هذه السورة! ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا﴾ أي أقسم بالخيل الراكضة اللاهثة، والمقصود هو خيل المجاهدين. يقسم بخيل الجند، الخيل التي تخب فوق الصخور والأحجار، إن القرويين من أمثالنا، إذا كانوا قد رأوا الفرس ذا النعل الحديد، على الأخص عندما يتحرك فوق الصخور، كيف ينبعث الشرر من حوافره جراء اصطكاكها بالصخور، ذلك الشرر الناري البارق. ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾ وهي الخيل التي تبرق حوافرها إذ تركض فوق الصخور، ﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾ تلك الخيل التي تهجم على العدو عند شروق الصباح، ما يزال يقسم بالخيل، خيل الفرسان. والقسم بخيل الجند، احترام للجند أيضاً، فهم من سرعة الحركة والمبادرة بحيث أنهم يغيرون على العدو قبل أن يتحرك في معسكره، ﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا﴾ كان الكلام قبل هذا على الشرر الذي يوري البرق، فيستدل من ذلك أن حركة الخيل تجري على أرض ذات صخور وأحجار.
القسم في سورة العاديات
تأليف: آية الله الشيخ جعفر السبحاني - عدد القراءات: 32272 - نشر في: 05-ابريل-2007م
حلف سبحانه في هذه السورة بأُمور ثلاثة: العاديات، الموريات، المغيرات. قال سبحانه: ﴿ وَالعادِيات ضَبحاً * فَالمُورياتِ قَدحاً * فَالمُغيراتِ صُبحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِِهِ جَمْعاً * إِنَّ الاِِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود * وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهيد * وَانّهُ لحبّ الخَيْر لَشديد ﴾. ( 1)
تفسير الآيات
﴿ العاديات ﴾ من العدو وهو الجري بسرعة. "الضبح" صوت أنفاس الخيل عند عدوها، وهو المعهود المعروف من الخيل، ومعنى الآية أُقسم بالخيل التي تعدو وتضبح ضبحاً. ﴿ فَالمُوريات قدحاً ﴾ فالموريات من الايراء وهو إخراج النار، و"القدح" الضرب، يقال: قدح فأورى: إذا أخرج النار بالقدح،والمراد بها الخيل التي تخرج النار بحوافرها حين ضربها الاَحجار. ﴿ فالمغيرات صبحاً ﴾ الاِغارة: الهجوم على العدو بغتة بالخيل،وهي صفة أصحاب الخيل ونسبتها إلى الخيل بالمجاز والمناسبة،والمعنى: أُقسم بالخيل المغيرة على العدو بغتة في وقت الصبح. ﴿ فَأَثَرْنَ بهِ نَقْعاً ﴾ والنقع: الغبار، والمراد إثارة الغبار حين العدو، لما في الاِغارة على العدو بالخيل من إثارة الغبار.
ضع إعلانك هنا
12-22-2005, 12:08 AM
#1
ذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي!!
اذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي الكتروني
اما مع الضالم فنقول له كما قال المتنبي:يا أعدل الناس الا في معاملتي فيك الخصام انت الخصم والحكم وتقبل مروري.
أن تعطي نفسك الوقت لأن تعيش الأمر وتفهمه ذلك مرونة. أن تتقبل فكرة حدوثه، ذلك هو التصالح الذي يجعلنا في انسجام مع أنفسنا حتى وسط أزمتنا. ردة الفعل أهم من الفعل نفسه لأنك تستطيع بردة فعلك ان تعطل أو تفعل تأثير الفعل عليك. لذلك فكر قبل ان تتصرف، هل يستحق منك ما صار كل هذا الانفعال حينها ستتوازن الذات. اذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي عن بعد. سألني أحدهم: كيف أكون حازما مع أبنائي وأستطيع ان أفرض عليهم ما أريد؟ قلت: لست مضطرا لأن تعطي أوامر أو تكون شخصا صارما فحين تحاورهم بالمسموح والمرفوض وتعقد نقاشا بوجهة نظرك وتستمع لهم سيكون هناك اتفاق واقتناع وتبادل آراء وربما إقناع. أما الحزم لمجرد انك أب فذلك يجعل قرارك متسلطا في نظرهم يفعلون ما تقول بدافع الخوف وليس القناعة. إذا أردتم ان تعرفوا حقيقة مشاعركم والسبب خلفها تأكدوا ان المعرفة ستبث بداخلكم الأمان وستجعلكم تواجهون الموقف أيا كان اسألوا ذواتكم ماذا أشعر ولماذا؟ بذلك تجعلون تركيزكم يسلط الضوء على السبب والعلاج معا. بدلا من أن تلوم الناس والواقع والظروف والزمان والمكان ابحث في نفسك عن الأسباب. إذا كان خصمك هو أفعالك، اختياراتك، قراراتك فلن تقاضي إلا ذاتك. لا تكونوا كمن هرب من ظله فلم يراوح محله.