يشمل الفقه الإسلامي جميع متطلبات الحياة، ويبين كل ما يحتاجه الفرد والمجتمع، وينظم علاقة الفرد بربه، وعلاقة الإنسان بنفسه، وعلاقته بمجتمعه وتمتاز أحكام الفقه الإسلامي، بأن مصدرها سماوي، وأساسها الوحي الإلهي، وتتصف بالصفة الدينية بالحلال والحرام، وترتبط بالعقيدة والإيمان في الامتثال والالتزام والمسؤولية والحساب في الدنيا والآخرة، وتمتزج بالأخلاق والقيم أثناء التطبيق والمعادلات وتقيم التوازن العادل بين الفرد والمجتمع أو الفرد والدولة، لذلك كان الفقه الإسلامي صالحاً للتطبيق الدائم والبقاء الخالد في كل زمان ومكان. حاشية ابن عابدين الجزء الخامس. حيث أن المؤلفات الفقهية ما زالت بين أيدي المسلمين رغم مرور الزمان عليها، وهي المرجع في المسائل والأبواب الفقهية إلى يومنا هذا. وهذا المؤلف "حاشية ابن عابدين" أو "رد المحتار على الدر المختار" هو من أهم الكتب الفقهية التي ألفت في الفقه على المذهب الحنفي، وهي من أهم كتاب بإطلاق عند متأخري الحنفية، لما تمتاز به من التدقيق، والتخريج، وبيان الأحكام للمسائل التي ظهرت في العصور المتأخرة، ولاعتمادها على كتب الحنفية السابقة، واستفادتها مما فيها، واختيار الآراء الراجحة، مع الأدلة والتعليل. ولأهميته عمل عبد المجيد طعمة حلبي على تحقيقه، فجاء في هذه الحلة المعاصرة ضمن اثني عشر جزءاً.
حاشية ابن عابدين دار المعرفة Pdf
[٤] وقد تُوفّي -رحمه الله تعالى- يوم الأربعاء الحادي والعشرين من ربيع الثاني سنة (1252) هجرية، ودُفن في دمشق، وكانت له جنازة حافلة ما عُهد نظيرها في زمنه. [٤]
المراجع ^ أ ب البركوي، ذخر المتأهلين والنساء ، صفحة 462. بتصرّف. ^ أ ب ت الخطيب التمرتاشي، بذل المجهود في تحرير أسئلة تغير النقود ، صفحة 40-41. كتب tahtawys footnote on durr al mukhtar - مكتبة نور. بتصرّف. ↑ علي الطنطاوي ، فصول في الثقافة والأدب ، صفحة 270-271. بتصرّف. ^ أ ب ت ث ج البركوي، ذخر المتأهلين والنساء ، صفحة 47-60. بتصرّف.
حاشية ابن عابدين الجزء الخامس
وكان منهج المحقق وخطته كالتالي: 1-تقديم الكتاب بدراسة عن الفقه وأحكامه، 2-تقديم ترجمة للإمام أبي حنيفة وللعلماء المصنفين المشتغلين بـ"ردّ المحتار على الدرّ المختار"، 3-الاعتناء بنص المتن والشرح، 4-وضع تقريرات الإمام الرافعي في حواشي الكتاب في مواضعها، 5-تمييز الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وتخريجهما، 7-وضع تراجم للرجال والأئمة الوارد ذكرهما في الشرح، والتعريف بالكتب الواردة، 8-وضع ترويسات في أعلى الصفحات تساعد الباحث والقارئ في الرجوع إلى الكتاب لنيل مطلبه بالسرعة المطلوبة.
بالنجاسة لا ينجس. قوله: (ولو بعكسه) بأن كان أعلاه لا يبلغ عشرا في عشر وأسفله يبلغها. قوله:
(حتى يبلغ العشر) فإذا بلغها جاز وإن كان ما في أعلاه أكثره مما في أسفله: أي مقدارا لا مساحه. وفي البحر عن السراج الهندي أنه الأشبه ا ه. أقول: وكأنهم لم يعتبروا حالة الوقوع هنا، لان ما في الأسفل في حكم حوض آخر بسبب كثرته مساحته، وأنه لو وقعت فيه النجاسة ابتداء لم تضره بخلاف المسألة الأولى، تدبر. وهذه يلغز فيها فيقال: ماء كثير وقعت فيه نجاسة تنجس ثم إذا قل طهر. بقي ما لو وقعت فيه النجاسة ثم نقص في المسألة الأولى أو امتلأ في الثانية، قال ح: لم أجد حكمه. وأقول: هذا عجيب، فإنه حيث حكمنا بطهارته ولم يعرض له ما ينجسه هل يتوهم نجاسته! ؟ نعم لو كانت النجاسة مرئية وكانت باقية فيه أو امتلأ قبل جفاف أعلى الحوض تنجس. حاشية رد المحتار - ابن عابدين - ج ٥ - الصفحة ٣٥٣. أما إذا كانت غير مرئية أو مرئية وأخرجت منه أو امتلأ بعد ما حكم بطهارة جوانب أعلاه بالجفاف فلا، إذ لا مقتضى للنجاسة، هذا ما ظهر لي. قوله: (ولو جمد ماؤه) أي ماء الحوض الكبير: أي وجه الماء منه. قوله: (فثقب) أي ولم تبلغ مساحة الثقب عشرا في عشر. قوله: (منفصلا عن الجمد) أي متسفلا عنه غير متصل به بحيث لو حرك تحرك.
﴿ وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾ [ القلم: 51]
سورة: القلم - Al-Qalam
- الجزء: ( 29)
-
الصفحة: ( 566) ﴿ And verily, those who disbelieve would almost make you slip with their eyes through hatredness when they hear the Reminder (the Quran), and they say: "Verily, he (Muhammad SAW) is a madman! " ﴾
ليـُــزلقـونك: ليُزلـّـونَ قـَدَمَك فيَرمونـَـك
وإن يكاد الكفار حين سمعوا القرآن ليصيبونك -أيها الرسول- بالعين؛ لبغضهم إياك، لولا وقاية الله وحمايته لك، ويقولون: -حسب أهوائهم- إنه لمجنون. الآية مشكولة
تفسير الآية
استماع mp3
الرسم العثماني
تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة القلم Al-Qalam الآية رقم 51, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب.
وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ | تفسير القرطبي | القلم 51
وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ). وقولهك ( لَيُزْلِقُونَكَ) من الزَّلَق - بفتحتين - ، وهو تزحزح الإِنسان عن مكانه ، وقد يؤدى به هذا التزحزح إلى السقوط على الأرض ، يقال: زَلَقه يَزْلِقه ، و أزْلقه يُزْلِقه إزلافا ، إذا نحاه وأبعده عن مكانه ، واللام فيه للابتداء. قال الشوكانى: قرأ الجمهور: ( لَيُزْلِقُونَكَ) بضم الياء من أزلقه ، أى: أزل رجله.. وقرأ نافع وأهل المدينة ( لَيُزْلِقُونَكَ) - بفتح الياء - من زلق عن موضعه. و ( إن) هى المخففة من الثقيلة ، - واسمها ضمير الشأن محذوف ، و " لما " ظرفية منصوبة بيزلقونك. أو هى حرف ، وجوابها محذوف لدلالة ما قبلها عليه. أى: لما سمعوا الذكر كادوا يزلقونك.. أى: وإن يكاد الذين كفروا ليهلكونك ، أو ليزلون قدمك عن موضعها ، أو ليصرعونك بأبصارهم من شدة نظرهم إليك شزرا ، بعيون ملؤها العداوة والبغضاء حين سمعوا الذكر ، وهو القرآن الكريم.. وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ | تفسير القرطبي | القلم 51. ( وَيَقُولُونَ) على سبيل البغض لك ( إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) أى: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لمن الأشخاض الذين ذهبت عقولهم..
قوله تعالى: وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنونقوله تعالى: وإن يكاد الذين كفروا إن هي المخففة من الثقيلة. "
وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم
قال السدي: يصيبونك بعيونهم. قال النضر بن شميل: يعينونك. وقيل: يزيلونك. وقال الكلبي: يصرعونك. وقيل: يصرفونك عما أنت عليه من تبليغ الرسالة. قال ابن قتيبة: ليس يريد أنهم يصيبونك بأعينهم كما يصيب العائن بعينه ما يعجبه ، وإنما أراد أنهم ينظرون إليك إذا قرأت القرآن نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء ، يكاد يسقطك. وقال الزجاج: يعني من شدة عداوتهم يكادون بنظرهم نظر البغضاء أن يصرعوك. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة القلم - الآية 51. وهذا مستعمل في [ كلام العرب] يقول القائل: نظر إلي نظرا يكاد يصرعني ، ونظرا يكاد يأكلني. يدل على صحة هذا المعنى: أنه قرن هذا النظر بسماع القرآن ، وهو قوله: ( لما سمعوا الذكر) وهم كانوا يكرهون ذلك أشد الكراهية فيحدون إليه النظر بالبغضاء ( ويقولون إنه لمجنون) أي ينسبونه إلى الجنون إذا سمعوه يقرأ القرآن.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة القلم - الآية 51
والزلَق: بفتحتين زَلل الرجل من مَلاَسَةِ الأرض من طين عليها أو دهن ، وتقدم في قوله تعالى: { فتُصْبِحَ صعيداً زلَقاً} في سورة الكهف ( 40). ولما كان الزلق يفضي إلى السقوط غالباً أطلق الزلق وما يشتق منه على السقوط والاندحاض على وجه الكناية ، ومنه قوله هنا ليَزْلقونك ،} أي يسقطونك ويصرعونك. وعن مجاهد: أيْ ينفذونك بنظرهم. وقال القرطبي: يقال زلق السهم وزهق ، إذا نفذ ، ولم أراه لغيره ، قال الراغب قال يونس: لم يسمع الزلق والإِزلاق إلاّ في القرآن اه. قلت: وعلى جميع الوجوه فقد جعل الإِزلاق بأبصارهم على وجه الاستعارة المكنية ، شبهت الأبصار بالسهام ورمز إلى المشبه به بما هو من روادفه وهو فعل ( يزلقونك) وهذا مثل قوله تعالى: { إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا} [ آل عمران: 155]. وقرأ نافع وأبو جعفر ( يزلقونك) بفتح المثناة مضارع زلَق بفتح اللام يزلق متعدياً ، إذا نحاه عن مكانه. وجاء { يكاد} بصيغة المضارع للدلالة على استمرار ذلك في المستقبل ، وجاء فعل { سمعوا} ماضياً لوقوعه مع { لَمَّا} وللإِشارة إلى أنه قد حصل منهم ذلك وليس مجرد فرض. وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم. واللام في { ليزلقونك} لام الابتداء التي تدخل كثيراً في خبر { إن} المكسورة وهي أيضاً تفرق بين { إنْ} المخففة وبين ( إنّ) النافية.
قوله تعالى: «ويقولون إنه لمجنون و ما هو إلا ذكر للعالمين» رميهم له بالجنون عند ما سمعوا الذكر دليل على أن مرادهم به رمي القرآن بأنه من إلقاء الشياطين، و لذا رد قولهم بأن القرآن ليس إلا ذكرا للعالمين. و قد رد قولهم: «إنه لمجنون» في أول السورة بقوله: «ما أنت بنعمة ربك بمجنون» و به ينطبق خاتمة السورة على فاتحتها. بإسناده عن الحسين بن سعيد عن أبي الحسن (عليه السلام) في قوله عز و جل: «يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود» قال: حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا و تدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود. و فيه، بإسناده عن عبيد بن زرارة عنأبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز و جل: «يوم يكشف عن ساق» قال: كشف إزاره عن ساقه فقال: سبحان ربي الأعلى. قال الصدوق بعد نقل الحديث: قوله: سبحان ربي الأعلى تنزيه الله سبحانه أن يكون له ساق. و في هذا المعنى رواية أخرى عن الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام). وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك. و فيه، بإسناده عن معلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما يعني بقوله: «و قد كانوا يدعون إلى السجود و هم سالمون» قال: و هم مستطيعون. و في الدر المنثور، أخرج البخاري و ابن المنذر و ابن مردويه عن أبي سعيد: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن و مؤمنة، و يبقى من كان يسجد في الدنيا رياء و سمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا.
و يبقى أهل الإسلام جثوما فيتمثل لهم الرب عز و جل فيقول لهم: ما لكم لم تنطلقوا كما انطلق الناس؟ فيقولون: إن لنا ربا ما رأيناه بعد فيقول: فبم تعرفون ربكم إن رأيتموه؟ قالوا: بيننا و بينه علامة إن رأيناه عرفناه؟ قال: و ما هي؟ قالوا: يكشف عن ساق. فيكشف عند ذلك عن ساق فيخر كل من كان يسجد طائعا ساجدا و يبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون. و الروايات الثلاث مبنية على التشبيه المخالف للبراهين العقلية و نص الكتاب العزيز فهي مطروحة أو مؤولة. و في الكافي، بإسناده عن سفيان بن السمط قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة و ذكره الاستغفار، فإذا أراد بعبد شرا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار و يتمادى بها، و هو قول الله عز و جل: « سنستدرجهم من حيث لا يعلمون » بالنعم و المعاصي. و قد تقدم بعض روايات الاستدراج في ذيل قوله تعالى: « سنستدرجهم من حيث لا يعلمون »: الآية 182 من سورة الأعراف. و في تفسير القمي،: في قوله تعالى: « إذ نادى و هو مكظوم »: في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام): يقول: مغموم. و فيه،: في قوله تعالى: « لو لا أن تداركه نعمة من ربه » قال: النعمة الرحمة.