[ ثانياً: بيان أن المشركين لا دليل لهم على صحة الشرك لا من عقل ولا من كتاب]. ثانياً: بيان أن المشركين لا دليل لهم على الشرك، لا من العقل ولا من الكتاب، فلم يأتهم كتاب يأمرهم بالشرك ولا عقول تأذن بالشرك، فالعاقل لا يعبد غير خالقه، فلا يدعو صنماً ولا يدعو ميتاً في قبره. فالآيات تدعو إلى التوحيد وتقرره بالعقل والنقل. [ثالثاً: بيان قدرة الله ولطفه بعباده ورحمته بهم في إمساك السماوات والأرض عن الزوال]. بيان قدرة الله وعظم الله وجلال الله وكبريائه، السماوات يمسكها ولولا إمساكه لها لتبخرت وذابت وضاعت، والأرض كذلك، فأية قدرة أعظم من هذه القدرة، وهذا الذي يجب أن يحب من أجله، وأن يبغض من أجله، وهذا الذي يجب أن ترتعد فرائصنا عند ذكره وتقشعر جلودنا وتسيل دموعنا، وهذا هو الله مظهر من مظاهر القدرة الإلهية يمسك السماوات والأرض أن تزولا، وإن زالتا من سيمسكهما إلا الله الذي لا إله إلا هو. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة فاطر - الآية 43. [رابعاً: بيان كذب المشركين، ورجوعهم عما كانوا يتقاولونه بينهم من أنه لو أرسل إليهم رسولاً لكانوا أهدى من اليهود أو النصارى]. إي نعم! بيان كذب المشركين وضعفهم وعجزهم، فكانوا يتبجحون ويقولون: لو ينزل علينا كتاب كما نزل على بني إسرائيل لكنا وكنا وكنا، ولما جاء النبي والكتاب انتكسوا وقالوا: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]، ولن نمشي وراء محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله
وأما الأمثلة الفردية التي تبين معاني هذه القاعدة، فكثيرة في كتاب الله تعالى، لكن حسبنا أن نشير إلى بعضها، فمن ذلك:
1 ـ ما قصه الله تعالى عن مكر إخوة يوسف بأخيهم، فماذا كانت العاقبة؟ يقول تعالى: { وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ}[يوسف:102] صحيح أن إخوته تابوا، لكن بعد أن آذوا أباهم وأخاهم بأنواع من الأذى، فعاد مكرهم على غير مرادهم، وفاز بالعاقبة الحسنة، والمآل الحميد من صبر وعفى وحلَم. 2 ـ وتأمل في قول الله تعالى عمن أرادوا كيداً بنبي الله عيسى: { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران:54]
3 ـ ولما تحايل المشركون بأنواع الحيل لأذية نبينا - صلى الله عليه وسلم- قال الله عنهم: { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30]. وأما في السنة، وفي التاريخ فكثيرٌ جداً، ومن قرأ التاريخ قراءة المتدبر المتأمل، وجد من ذلك عبراً، وأدرك معنى هذه القاعدة القرآنية المحكمة: { وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه}.
ولا يحيق المكر السئ الا باهله
- وقال ابن القيِّم: (إنَّ المؤمن المتوكِّل على الله إذا كاده الخَلْق، فإنَّ الله يكيد له وينتصر له بغير حول منه ولا قوَّة) [إعلام الموقعين]. - وقال: (في قصَّة يوسف -عليه السَّلام - تنبيه على أنَّ مَن كاد غيره كيدًا محرَّمًا فإنَّ الله سبحانه وتعالى لا بدَّ أن يكيده، وأنَّه لا بدَّ أن يكيد للمظلوم إذا صبر على كيد كائده وتلطَّف به) [إغاثة اللهفان، لابن القيم]. - وروى عمرو بن دينار أنَّه قال: (قال قيس بن سعد: لولا الإسلام لمكرت مكرًا لا تطيقه العرب) [الوافى بالوفيات، لصلاح الدين الصفدى]. حُكْم المكْر:
عدَّه أهل العلم - ومنهم ابن حجر الهيتمي - مِن الكبائر، وهم يعنون الضَّرب المذموم منه، وهو المكْر السَّيِّئ. قال ابن حجر الهيتمي: (عُدَّ هذا كبيرةً، صرَّح به بعضهم، وهو ظاهرٌ مِن أحاديث الغِشِّ... إذْ كون المكْر والخَدِيعَة في النَّار ليس المراد بهما إلَّا أنَّ صاحبهما فيها، وهذا وعيد شديد) [الزواجر عن اقتراف الكبائر]. أقسام المكْر:
قال الرَّاغب: (المكْر: صرف الغير عمَّا يقصده بحيلة، وذلك ضربان: مَكْرٌ محمودٌ، وذلك أن يُتَحرَّى بذلك فعلٌ جميل... تفسير: ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله - مقال. ومذموم، وهو أن يُتَحرَّى به فعلٌ قبيح) [المفردات فى غريب القرآن].
ولا يحيق المكر السيء
ـ وهذا الإمام البخاري ـ صاحب الصحيح ـ كان كثير من أصحابه يقولون له: إن بعض الناس يقع فيك! فيقول: {{C} {C}إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا{C} {C}} [ النساء:76] ويتلو أيضاً: {{C} {C}وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه{C} {C}} [فاطر:43]، فقال له أحد أصحابه: كيف لا تدعو الله على هؤلاء الذين يظلمونك ويتناولونك ويبهتونك؟
فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «{C} {C}اصبروا حتى تلقوني على الحوض{C} {C}»، وقال صلى الله عليه وسلم: «{C} {C}من دعا على ظالمه، فقد انتصر{C} {C}» [سير أعلام النبلاء:23/455].
ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله تفسير
ولعلك تتأمل معي ـ أيها المستمع الكريم ـ في الحكمة من اتباع هذه القاعدة القرآنية بقوله ـ: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} ليتبين أن هذه القاعدة القرآنية مطردة، وفي ذلك من التحذير من مكر السوء ما فيه، لمن تدبر ووعى، كما سبق في ذكر الآيات الكريمة الدالة على ذلك. وإذا تقرر أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فإنه يدخل في هذه الآية كل مكرٍ سيء،يقول العلامة ابن عاشور: مبيناً علة اطراد وثبات هذه القاعدة {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه}: "لأن أمثال هذه المعاملات الضارة تؤول إلى ارتفاع ثقة الناس بعضهم ببعض، والله بنى نظام هذا العالم على تعاون الناس بعضهم مع بعض؛ لأن الإنسان مدني بالطبع، فإذا لم يأمن أفراد الإنسان بعضهم بعضاً تنكر بعضهم لبعض، وتبادروا الإضرار والإهلاك؛ ليفوز كل واحد بكيد الآخر قبل أن يقع فيه؛ فيفضي ذلك إلى فساد كبير في العالم، والله لا يحب الفساد، ولا ضر عبيده إلا حيث تأذن شرائعه بشيء. وكم في هذا العالم من نواميس مغفول عنها، وقد قال الله _تعالى_: [وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ].
ولا يحيق المكر السيء الا باهله
كما قال: (إن هذا لهو حق اليقين). وتصديق ذلك في رواية عبد الله: (ومكرًا سيئًا). وقوله (مكر السيئ) الهمزة في السيئ مخفوضة، وقد جزمها الأعمش وحمزة، لكثرة الحركات، كما قال: (لا يحزنهم الفزع الأكبر) ؛ قال الشاعر: إذَا اعْوَجَجْـنَ قلْـتُ صَـاحبْ قَـوّمِ يريد: يا صاحبُ قوم، فجزم الباء لكثرة الحركات قال الفراء: حدثني الرواسي، عن أَبي عمرو بن العلاء: (لا يحزنهم) جزم: ا. هـ.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله، وعلى وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فهذا موعد جديد لموضوعنا المتنور: (قواعد قرآنية) ، نعيش فيها مع قاعدة من القواعد المحكمة في أبواب التعامل مع الخلق، تلكم هي القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه} [فاطر: 43]. وهذه القاعدة القرآنية جاءت ضمن سياق آيات في سورة فاطر، يحسن ذكرها ليتضح معناها، يقول تعالى عن طائفة من المعاندين (1): {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيْقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلا بَأَهْلِه فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر: 42، 43].
ذات صلة كيف أحسب تحويل العملات كيف أحول من الدولار إلى الريال
العملة الداخلية و الخارجية و أهميتها
تعتمد كل دولة من دول العالم الحديث على عملتها الخاصة و التي تجري بواسطتها معاملاتها المالية المتضمنة البيع و الشراء داخلها، أما العملات الخارجية فهي تستخدم بشكل أساسي و رئيسي عندما تكون المعاملات التجارية بين جهتين من دولتين مختلفتين. أما في حالة الاستيراد و هي شراء الدولة او من ينوب عنها سلعاً من دولة أخرى فإن الجهة التي سوف تشتري هذه البضاعة ستضطر إلى أن تدفع ثمن هذه البضاعة المشتراة بعملة البلد المصدر و الذي اشتريت هذه البضاعة منه، و من هنا ستلجأ الجهة التي ستقوم بعملية الدفع إلى اللجوء إلى سوق الصرف و هو السوق الذي يتم عن طريقه شراء العملة المتداولة في البلد المصدر، و هذه العملية تسمى عملية صرف العملات، و جميع الناس يحتاجون إليها في حال تنقلهم او في حال شرائهم سلعاً من دول أخرى.
كيف احسب تحويل العملات – المنصة
و سعر البيع أعلى قيمة من سعر الشراء. و لإجراء عملية التحويل بين العملات يجب معرفة سعري البيع و الشراء في الوقت الحالي و من ثم إجراء عملية التحويل بناء عليهما. أمثلة على أسواق الصرف
أطراف سوق الصرف متعددة ، منها على سبيل المثال البنك المركزي ، حيث يتدخل هذا البنك حتى يحمي العملة المحلية من خطر الانهيار ، أما الطرف الثاني فهو البنوك التجارية و المؤسسات المالية ، حيث تنفذ هذه الجهات أوامر الزبائن فتقوم بالمقاصات و تحول ما يفيض إلى العملة الصعبة ،أما الطرف الثالث فهم سماسرة الصرف فهم يلعبون دور الوسطاء الذي يلعبون دور الوساطة لعدد من البنوك حيث أنّهم يعطون المعلومات عن أسعار الصرف المتداولة حالياً.
العملات
العملة هي
تلك الوحدة التي يتاجر بها الناس فيما بينهم على أساس يومي مقابل سلع معينة. إنها الوحدة
الرئيسية للتبادلات التجارية حول العالم. تختلف العملة من حيث الشكل والقيمة من دولة
إلى أخرى ، وتتأثر بشدة بالعديد من العوامل ، لا سيما العوامل الاقتصادية. المال بشكل
عام ليس نتاج اللحظة. بالأحرى ، لها جذور ممتدة وتاريخ عظيم. مرت النقود بالعديد من
المراحل المختلفة والمتنوعة عبر تاريخ البشرية حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم ، حيث
يوجد بها العديد من الأنواع المختلفة. تحويل العملات
يتم تحويل العملات بين زوجين من العملات
المختلفة ، وهي عملية مهمة للغاية يحتاجها جميع الناس ، خاصة أولئك الذين يضطرون للسفر
والانتقال من منطقة إلى أخرى ، وإجراء عمليات التبادل التجاري الخارجية. هناك عدة مصطلحات مهمة مرتبطة بعملية تحويل
العملة ، من أهمها: سعر البيع وسعر الشراء ، حيث يتم تعريف سعر البيع على أنه القيمة
بالعملة المحلية التي يأخذها البنك مقابل عملة أجنبية. يطلبها الطرف الآخر ، وسعر الشراء
هو القيمة بالعملة المحلية التي يقدمها البنك للطرف الآخر مقابل العملة الأجنبية ،
وغالبًا ما يكون سعر البيع أعلى من سعر الشراء.