وقد تكون هداية الضال بسماعه آية من كتاب الله، قال الإمام الذهبي رحمه الله: كان الفضيل بن عياض شاطرًا يقطع الطريق، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقى الجُدران إليها سمع رجلًا يتلو: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الحديد: 16] فقال: يا رب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: نرتحل؟ وقال قوم: حتى نُصبح، فإن فضيلًا على الطريق يقطع علينا فتاب الفضيل، وأمنهم، وجاور بالحرم حتى مات. * فلا تيأس من هداية أحد، مهما كان حاله، ولو كان محاربًا للحق وأهله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن ثُمامة بن أثال دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، يا محمد، والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغضُ إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه كلها إليَّ، والله ما كان مِن دينٍ أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحبَّ الدين إليَّ.
لا يأس من رحمة الله
ولا ييأس مُذنبٌ وهو يسمع هذا النداء الذي يَسري إلى القلب من الرب الرحيم: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، ويقول صلى الله عليه وسلم: « لو يعلم المؤمنُ ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحدٌ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد ». رواه مسلم. لا تياس من رحمة الله. وحين تأخّر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال المشركون: "ودَّعَه ربٌّهُ وقلاه" (أي: تركه) فأنزل الله سورة الضحى تسلية لنبيه صلى الله عليه وسلم وتذكيره بقديم إحسانه عليه فيما سلف من حياته العادية فهل من المعقول أن يتركه في أوقات الشدّة والكرب. وفي سيرته صلى الله عليه وسلم يجد المتأمل ما يُدهشه من حاله في كل أحواله، بل في أشدّ الأزمات لا تُسمعُ منه كلمة يأسٍ أو قنوط، ففي الغار والمشركون على مقربة منه فقال أبوبكر الصديق رضي الله عنه: لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لرآنا فيقول الواثق المستيقن بربه: « ما ظنك باثنين الله ثالهما ». ولما كانت بعض النفوس مشحونة في صلح الحديبية بسبب الشروط التي كانت في ظاهرها غبنًا للمسلمين وجاء سهيل بن عمرو عن المشركين، قال صلى الله عليه وسلم: «سَهُل لكم من أمركم» البخاري.
لا تيأس من رحمة الله - مختبرات العرب
لا تيأس...
عباد الله، إنَّ أسباب الهموم والمكدّرات في هذه الحياة كثيرة، ما يدعو البعض لليأس والقنوط من الفرج بعد الشدة وزوال البلاء في مظاهر متعددة وألوان شتى، فالبعضُ ليس له شغل إلا أن يُردّد مفردات اليأس والقنوط فيعيش اليأسَ في كل تصرفاته، لا يكاد يفرح بشيء، وسيطرة هذه المشاعر تُقْعد المرء عن القيام بأمورٍ نافعة كثيرة؛ لأنه حكم على نفسه بالفشل، وذبح نفسَه بسكينِ اليأس. واليأس هو: القُنوطُ وانقطاع الأمل، وإحباطٌ يصيب الروح والعقل معًا، فيفقد الإنسان الأمل ويقعده عن فعل الأسباب والعمل، وهذه حالة بشرية تعتري بني آدم كما قال تعالى واصفًا الإنسان: ﴿ وَلَئِن أَذَقنَا الإنسَانَ مِنَّا رَحمَةً ثُمَّ نَزَعنَاهَا مِنهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ ﴾ [هود: 9]. وفي القرآن العظيم تحذير من اليأس والقنوط، سواء في أمر التوبة بين العبد وبين ربّه، أو في علاقةِ العبدِ مع أقدار الله المؤلمة، وقد وصف الله اليأس منه ومن رحمته بأنه سبب من أسباب الضلال والكفر، فقال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، وقال تعالى: ﴿ وَمَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالٌّونَ ﴾ [الحجر: 56].
02-Dec-2011, 05:51 PM
# 1
عضو مميز
مورث نشط مورث نشط جدا
رقـم العضويــة: 13421
تاريخ التسجيل: Nov 2010
مــكان الإقامـة: المملكة العربية السعودية
المشـــاركـات: 194
نقـاط الترشيح: 32
نقـــاط الخبـرة: 149
لا تيأس من رحمة الله
التعديل الأخير تم بواسطة شوق أحمد; 02-Dec-2011 الساعة 08:09 PM
سبب آخر: تم إنزال رابط الفيديو مباشر
02-Dec-2011, 08:14 PM
# 2
مشرف قسم اسلاميات منتدى الوراثة
مورث قمة التميز
رقـم العضويــة: 4166
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مــكان الإقامـة: { ربوع هجر}
المشـــاركـات: 8, 629
مــرات الشكر: 917
نقـاط الترشيح: 902
نقـــاط الخبـرة: 2559
سبحان الله
جزاك الله خيراً. شوق أحمد (شمس الإسلام)
تويتر shoug_a_1400
انستغرام shoug_1400.
بسم الله الرحمن الرحيم تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا القول في تأويل قوله تعالى: { تلك حدود الله فلا تقربوها} يعني تعالى ذكره بذلك هذه الأشياء التي بينتها من الأكل والشرب والجماع في شهر رمضان نهارا في غير عذر, وجماع النساء في الاعتكاف في المساجد. يقول: هذه الأشياء حددتها لكم, وأمرتكم أن تجتنبوها في الأوقات التي أمرتكم أن تجتنبوها وحرمتها فيها عليكم, فلا تقربوها وابعدوا منها أن تركبوها, فتستحقوا بها من العقوبة ما يستحقه من تعدى حدودي وخالف أمري وركب معاصي. وكان بعض أهل التأويل يقول: حدود الله: شروطه. وذلك معنى قريب من المعنى الذي قلنا, غير أن الذي قلنا في ذلك أشبه بتأويل الكلمة, وذلك أن حد كل شيء ما حصره من المعاني وميز بينه وبين غيره, فقوله: { تلك حدود الله} من ذلك, يعني به المحارم التي ميزها من الحلال المطلق فحددها بنعوتها وصفاتها وعرفها عباده. ذكر من قال إن ذلك بمعنى الشروط: 2501 - حدثني موسى بن هارون, قال: ثنا عمرو بن حماد, قال: ثنا أسباط, عن السدي, قال: أما حدود الله فشروطه. تلك حدود الله فلا تقربوها المواريث. وقال بعضهم: حدود الله: معاصيه. ذكر من قال ذلك: 2502 - حدثت عن الحسين بن الفرج, قال: سمعت الفضل بن خالد, قال: ثنا عبيد بن سليمان, عن الضحاك: { تلك حدود الله} يقول: معصية الله, يعني المباشرة في الاعتكاف.
الحدود في الشريعة الإسلامية - ويكيبيديا
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا
جاءت هذه الكلمات القرآنية والتوجيهات الربانية في سياق الحديث عما حرم الله على الصائم من مباشرة النساء في أثناء الصيام، وفي أثناء الاعتكاف في المساجد، وغلَّظ -سبحانه- الوعيد بالنهي عن مقاربة ذلك، وشدد بالابتعاد عنه, فاقتضى ذلك المبالغة في النهي عن اقتراف تلك المنهيات، وعبَّر عن ذلك بقوله: {فَلَا تَقْرَبُوهَا}, قال -تعالى-: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة: 187]. والحد: هو الفاصل المانع من اختلاط شيء بشيء، وحدود الله هي محارمه, وفي الحديث الصحيح عن النعمان بن بشير قال: سمعتُ رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يقول: " الحَلالُ بين، والحرامُ بين، وبيْنَهما مُشَبِّهاتٌ -وفي روايةٍ: أُمورٌ مُشْتَبِهَةٌ- لا يعْلمُها كثيرٌ من الناسِ؛ فمنِ اتَّقى المشبَّهاتِ استَبْرأَ لدِينهِ وعِرضهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهاتِ كَرَاعٍ يَرعى حوْلَ الحِمَى، يوشِكُ أنْ يواقعَه, أَلا وِإنَّ لكلِّ مَلك حِمىً، أَلاَ إِن حِمَى الله مَحارمُه".
قال ابن القيم في الجواب الكافي (ص: 169) ثبت عن خالد بن الوليد:... وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3572) وروى ابن أبي الدنيا ومن طريقه البيهقي بإسناد جيد عن محمد بن المنكدر أنَّ خالد بن الوليد. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون "- الجزء رقم5. وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 387) روي عن أبي بكر رضي الله عنه أَّنه حرق الفجاءة بالنار [الذي يلاط به]. وقال (1/ 390) روي عن طائفة من الصحابة تحريق من عمل عمل قوم لوط، وروي عن علي أنَّه أشار على أبي بكر أن يقتله ثم يحرقه بالنار، واستحسن ذلك إسحاق بن راهويه لئلا يكون تعذيباً بالنار. ^ مجموع الفتاوى (11/ 543).
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون "- الجزء رقم5
فكل ما حرم الله عليك -أيها المسلم- يجب أن تبتعد عنه؛ لأنه سبب من أسباب دخول النار وحرمان الجنة, وإن كانت هذه المحرمات منهية في كل وقت؛ فهي أعظم حرمة في الأوقات والأمكنة الفاضلة. وشهر رمضان عظمه الله -تعالى-، وضاعف فيه أجر الأعمال الصالحة؛ فارتكاب المعصية فيه مع وجود دواعي الطاعة, وضعف بواعث المعصية في النفس؛ دليل على استخفاف المرء بما حرمه الله -تعالى-, وفي هذا قلة تعظيم لله -تعالى-, قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أول مراتب تعظيم الحق -عز وجل- تعظيم أمره ونهيه", ويقول ابن القيم: "فإن عظمة الله -تعالى- وجلاله في قلب العبد وتعظيم حرماته يحول بينه وبين الذنوب, والمتجرؤون على معاصيه ما قدروه حق قدره". ولذلك يجب على المسلم أن يبتعد عن المحرمات في كل وقت, وفي رمضان بوجه أخص, وللأسف فإن ليالي رمضان أصبحت زمناً يتحلل فيه كثير من المسلمين من قيود الصيام, فتتخطفهم شياطين الإنس, بما تبثه قنوات الفسق والفجور من مسلسلات ومسابقات وبرامج يعدونها خصيصاً لرمضان, وهي لا تخلو من محرمات ونساء متبرجات ومناظر خليعات وغناء ورقص واختلاط, تُناقض الغاية التي فرض لأجلها الصوم, وهي التقوى, والتي يسعى المؤمن لتحقيقها من خلال صومه وطاعاته الكثيرة في رمضان.
ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم تعدي حدود الله، من أين يؤخذ ؟ من قوله: (( ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون)). ومن فوائد الآية الكريمة: أن التعدي لحدود الله ظلم عظيم ، ويؤخذ من حصر الظلم في هؤلاء المتعدين ومن الإتيان به في جملة أيش؟ الاسمية الخبرية ، (( فأولئك هم الظالمون)).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين-تفسير القرآن الكريم-59A-10
حد القذف ، وهو ثمانون جلدة وهو قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. حد السرقة في الإسلام ، وهو قطع اليد وهو قوله تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. الحدود في الشريعة الإسلامية - ويكيبيديا. حد اللواط: القتل، فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: « من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به » ، [6] [7] [8] [9] وبعض أهل العلم يرى بأن يكون قتله رجمًا، وبعضهم يرى قتله حرقًا كما فعل أبو بكر الصديق عندما كتب خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق ، أنه وجد في بعض ضواحي العرب رجلا ينكح كما تنكح المرأة، وقامت عليه بذلك البينة، فاستشار أبو بكر في ذلك أصحاب رسول الله ﷺ ، فكان أشدهم في ذلك قول علي بن أبي طالب ، قال: «إنَّ هذا ذنب لم تعص به أمة من الأمم إلا أمة واحدة، صنع الله تعالى بها ما علمتم، أرى أن نحرقه بالنار». فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد تحرقه بالنار، ثم حرقهم ابن الزبير في زمانه بالنار، ثم حرقهم هشام بن عبد الملك، ثم حرقهم القسري بالعراق»، [10] وروي عن بعض الصحابة أنه يلقى من شاهق، ويتبع بالحجارة، كما فعل الله بقوم لوط وهو الراجح؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: « اتفق الصحابة على قتلهما جميعًا؛ لكن تنوعوا في صفة القتل: فبعضهم قال: يرجم وبعضهم قال: يرمى من أعلى جدار في القرية ويتبع بالحجارة وبعضهم قال: يحرق بالنار؛ ولهذا كان مذهب جمهور السلف والفقهاء أنهما يرجمان بكرين كانا أو ثيبين ».
• قال الرازي: ذهب جمهور المفسرين إلى أن في أول شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-، كان الصائم إذا أفطر حل له الأكل والشرب والوقاع بشرط أن لا ينام وأن لا يصلي العشاء الأخيرة فإذا فعل أحدهما حرم عليه هذه الأشياء، ثم إن الله تعالى نسخ ذلك بهذه الآية. (أُحِلَّ لَكُمْ) أي أبيح لكم. (لَيْلَةَ الصِّيَامِ) في ليلة الصيام. (الرَّفَثُ) الرفث هنا: الجماع. (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) يعني تعالى بذلك نساؤكم لباس لكم وأنتم لباس لهن. • قال أبو السعود (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) استئنافٌ مبينٌ لسبب الإحلالِ وهو صعوبةُ الصبر عنهنّ مع شِدة المخالطة وكَثرةِ الملابَسة بهن. • قال ابن كثير: يعني هن سكن لكم وأنتم سكن لهن. • قال بعض العلماء: سكون لكم، كما قال تعالى: (جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً) يعني بذلك تسكنون فيه، وكذلك زوجة الرجل سكنه يسكن إليها، فيكون كل واحد منهما (لباساً) لصاحبه، بمعنى سكون إليه. وقيل: أن يكون كل واحد منهما جعل لصاحبه لباساً، لتجردهما عند النوم، واجتماعهما في ثوب واحد، وانضمام جسد كل واحد منهما لصاحبه، بمنزلة ما يلبسه على جسده من ثيابه، فقيل لكل واحد منهما هو لباس.