12-29-2017, 02:02 AM
#1
انواع العبادة الظاهرة والباطنة
العبادة:
هو اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة. العبادة هي الغاية التي خلق اللّه لها العباد من جهة أمر اللّه ومحبته ورضاه كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي} [الذاريات: 56]
وبها أرسل الرسل وأنزل الكتب، وهي اسم يجمع كمال الحب للّه ونهايته، وكمال الذل للّه ونهايته، فالحب الخلي عن ذل، والذل الخلي عن حب لا يكون عبادة، وإنما العبادة ما يجمع كمال الأمرين؛ ولهذا كانت العبادة لا تصلح إلا للّه، وهي وإن كانت منفعتها للعبد واللّه غني عن العالمين. ينبغي أن تقوم عبادة العبد لله عزّ وجلّ على ثلاثة أصول؛ هي:
محبة الله سبحانه وتعالى، والخوف من عقابه، ورجاء ثوابه. شروط العبادة:
لا تقبل العبادة إلا بشرطين:
الأول:
الإخلاص: فلابد أن تكون أعمال الإنسان وعبادته خالصة لله سبحانه، لا يشرك مع الله أحداً، ولا يرجو ثناءً ولا مدحاً من أحد. قال عز وجل: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له
الدين حنفاء} [البينة: 5]. أنواع العبادة الظاهرة والباطنة.. هل هناك تفضيل | مدينة الرياض. وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ
وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى الله
ورَسُوله فَهِجْرَتُه إِلَى الله ورَسُوله، ومَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ
إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ
إِلَيْهِ) رواه البخاري.
أنواع العبادة الظاهرة والباطنة.. هل هناك تفضيل | مدينة الرياض
الشرط الثاني: أن يقوم المؤمن بعبادة بما أمر الله به في الشرع ولا بغير ذلك من الأهواء والبدع (صواباً)
قال الله تعالي { أَم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}، وقال تعالى: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}، وقال صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه، وقال الفضيل بن عياض في قوله تعالى:{ ليبلوكم أيكم أحسن عملا}قال أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال: العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا، والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة. أنواع العبادة التي أمر الله بها:
العبادات هي كل ما يتعلق بحب الله عز وجل ورسوله الكريم، مع شعور المسلم بالخوف والخضوع والرهبة والإخلاص لدين الله وتوافر النية الخالصة لوجه الله، وعلى المؤمن التقي الصبر بما يمر به من قضاء الله وقدرة، وشكر وحمد لله على نعمه وقضائه، كما يجب علي المؤمن أن يخشي عذاب ربه وطلب رحمته، فـ العبادة تبني الشخصية المتكاملة ، ومن أنواع العبادة التي أمر الله بها عباده التالي:
عبادات اعتقادية: هو أن يؤمن الإنسان بأن الله عز وجل هو الرب الواحد الأحد الصمد الذي له الخلق والأمر، لا شريك له وبيد النفع والضر، وتعد العبادات الاعتقادية أساس لجميع العبادات فهي من العبادات الواجبة.
وعن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهم – عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل»، قال سالمٌ: «فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً»؛
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الله، لا تكن مثل فلانٍ، كان يقوم الليل فترك قيام الليل»؛. وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم، إذا هو نام – ثلاث عقدٍ، يضرب على كل عقدةٍ: عليك ليلٌ طويلٌ فارقد، فإن استيقظ، فذكر الله – تعالى – انحلت عقدةٌ، فإن توضأ، انحلت عقدةٌ، فإن صلى، انحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كلان»؛. وعن عبدالله بن سلام – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيامٌ، تدخلوا الجنة بسلامٍ»؛ [رواه الترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ]. قال ابن عثيمين – رحمه الله –: «وصلوا بالليل والناس نيام»، اللهم اجعلنا من هؤلاء، ربما كان أحسن وألذ النوم ما كان من بعد منتصف الليل إلى الفجر، فإذا قام الإنسان في هذا الوقت لله – عز وجل – يتهجد، يتقرب إليه بكلامه، وبدعاءٍ خاشع بين يديه، والناس نائمون، فهذا من أفضل الأعمال.
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما
تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر
المصدر.
فوائد سورة العاديات للرزق - مقال
قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُور ﴾ قال الزمخشري: هذه الكلمة وهي ﴿ بُعْثِرَ ﴾، مأخوذة من أصلين: البعث والنثر، فالبعث خروجهم أحياء، والنثر: الانتشار كنثر الحب، فهي تدل على بعثهم منتشرين [2] ، كقوله ﴿ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِر ﴾ [القمر: 7]. وكقوله: ﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث ﴾ [القارعة: 4]. فوائد سورة العاديات للرزق - مقال. قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُور ﴾ قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: أي: ظهر وبان ما فيها من كمائن الخير والشر فصار السر علانية والباطن ظاهرًا [3] ، قال الشاعر:
وَكُلُّ امْرِئٍ يَوْمًا سَيَعْلَمُ سَعْيَهُ
إِذَا حُصِّلَتْ عِنْدَ الإِلَهِ الَحَصائِلُ
قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِير ﴾. ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾: أي: يوم القيامة المتقدم ذكره في قوله: ﴿ أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُور ﴾. والخبير: هو الله تعالى، وهو أخص من العليم لأنه في ذلك يقع الجزاء على ما اشتملت عليه القلوب من الأسرار والخفايا التي لا يعلمها إلا هو، وقد جمع الله بينهما في قَولِهِ تَعَالَى: ﴿ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِير ﴾ [التحريم: 3].
سبب نزول سورة العاديات هو الموضوع الذي ستناوله هذا المقال، حيث أنّ القرآن الكريم هو كتاب الله سبحانه وتعالى الذي نزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلّم، جاء بالتّشريعات للنّاس في كلّ زمانٍ ومكان وعلى النّاس أن يحتكمو اإليه لتصبح حياتهم نوراً على نور، ففي تلاوة القرآن فضلٌ عظيم وله أجرٌ كبير ولكلّ حرفٍ يقرأ من القرآن حسنة والحسنة بعشر أمثالها ويضاعف الله لمن يشاء.