وأشار الى أن من فات منه صلاة وجب عليه أن يقضيها، ولو اصبح عليه سنوات كثيرة فيقضي ما عليه حتى ولو كان يصلى مع كل وقت وقت مثله حتى ينتهى مما عليه، كذلك من فاته صلوات كثيرة فلا كفارة على هذه الصلوات الفائتة وعليه أن يقضيها. كفارة ترك الصلاة عمدا وكيفية قضاء الفائتة قالت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف: إن ترك الصلاة والصيام عمدا من غير عذر شرعى من كبائر الذنوب، ويجب التوبة من ذلك بشروطها المعتبرة من الندم على ما فات والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة مرة أخرى والإكثار من الاستغفار والتوبة والعمل الصالح. وأضافت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف خلال ردها على سؤال يقول صاحبه "ما كيفية تكفير الذنب لتارك الصلاة والصيام عمدًا ودون سبب شرعي؟": إذا كان الإنسان يعلم عدد الصلوات التي تركها وعدد أيام الصيام التى لم يصمها فإنه يلزمه قضاؤها عند جميع الفقهاء، وإذا لم يعلم عددها فليتحر حسابها ما أمكن، وإلا فالواجب عليه أن يصلى ويصوم حتى يغلب على ظنه أنه قد أدى ما عليه.
قضاء الصلوات الفائتة لسنوات
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه) وسلم تسليما كثيرا. أما بعد: فقد تحدثنا عن أحكام قضاء الفوائت من الصلاة في حال فاتته الصلاة كلها ولكن ماذا لم فاتتك ركعات من الصلاة؟
وهو ما يسمى بالْمَسْبُوقُ، والْمَسْبُوقُ هُوَ مَنْ سَبَقَهُ الإِمَامُ بِكُلِّ الرَّكَعَاتِ أَوْ بَعْضِهَا. من أحكام المسبوق:
يستحب للمسبوق إذا جاء للمسجد أن يأتي بسكينة ووقار، قال ﷺ: ( إِذَا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَةَ، فَامْشُوا إِلَى الصَّلَاةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، وَلَا تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ، فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا) رواه البخاري (600). كيفية قضاء الفوائت - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقد استثنى بعض أهل العلم: إذا خشي فوات الجماعة، فله أن يسرع سرعة يسيرة؛ لكي يدرك الجماعة. المسبوق لا يعتبر مدركاً للجماعة، إلا إذا أدرك ركعة من الصلاة، والركعة إنما تدرك بإدراك الركوع، لحديث النبي ﷺ: ( مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ الصَّلَاةِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ) اخرجه مسلم. المسبوق إذا أدرك الإمام راكعاً، فإنه يَجِبُ عليه أَنْ يُكَبِّرَ لِلْإِحْرَامِ قَائِمًا حَيْثُ يَجِبُ الْقِيَامُ، وَكَذَا الْمَسْبُوقُ الَّذِي يُدْرِكُ الْإِمَامَ رَاكِعًا يَجِبُ أَنْ تَقَعَ تَكْبِيرَةُ الْإِحْرَامِ بِجَمِيعِ حُرُوفِهَا فِي حَالِ قِيَامِهِ، فَإِنْ أَتَى بِحَرْفٍ مِنْهَا فِي غَيْرِ حَالِ الْقِيَامِ لَمْ تَنْعَقِدْ صَلَاتُهُ فَرْضًا، بِلَا خِلَافٍ.
قضاء الصلوات الفائتة الكثيرة
ورَفعُ القلم؛ أي: رفع المؤاخذة. وعلى فَرْضِ أنك كنتَ قد بلغت الحُلُم في تلك السن؛ فالراجحُ من قولَي العلماء: أن الصلاة المتروكة - عمدًا - لا يجب قضاؤها، ولا تُقبَل، ولا تصحُّ إنْ فُعِلتْ؛ لأنها صلِّيتْ في غير وقتها، وكان تأخيرُها عنه لغير عذرٍ شرعيٍّ؛ فلم تُقبَل، واحتجُّوا بأن الأمر بالأداء ليس أمرًا بالقضاء، بمعنى أن قضاء الفوائت يحتاج لأمر جديدٍ؛ وهو قول شيخ الإسلام ابن تيميَّة، وأبي محمد بن حزم، وابن القيم، وبعض أصحاب الشافعي.
تاريخ النشر: الإثنين 20 شوال 1442 هـ - 31-5-2021 م
التقييم:
رقم الفتوى: 443269
19037
0
السؤال
أنا مالكي المذهب، تركت الصلاة تهاونًا زمنًا طويلًا لا أعرف قدره، فكيف أقضيها؟ وهل أقضي السرية منها سرًّا، والجهرية منها جهرًا، أم تكفي التوبة والبدء من جديد؟ أفيدوني -جزاكم الله خيرًا-. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي أول ما ينظر فيه من الأعمال، فمن حافظ عليها؛ فاز ونجا، ومن ضيعها؛ خاب وخسر. وقد ثبت الوعيد الشديد في شأن التهاون بها، أو تضييعها؛ قال تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:5-6}، وقال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}. كيفية قضاء الصلوات الفائتة لسنوات. فتركك للصلاة -ولو مرة واحدة- معصية شنيعة، ومنكر عظيم؛ فعليك أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى. وواظب على صلاتك مستقبلًا, وأكثر من الاستغفار، والأعمال الصالحة؛ لعل الله تعالى يغفر لك ذنبك، وتقصيرك فيما مضى. ولا تكفيك التوبة عن قضاء الفوائت عند المالكية، وغيرهم من جمهور أهل العلم.
أيها المسلمون: من توفيق الله تعالى للعبد أن يكون كدحه فيما يرضي الله تعالى، ومن تمام التوفيق أن يزيد كدحه في المواسم الفاضلة كالجمعة ورمضان وعشر ذي الحجة ونحوها؛ لفضيلة العمل الصالح فيها. وَفِي فضيلة العمل الصالح في عشر ذي الحجة حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟ قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
إعراب قوله تعالى: ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه الآية 6 سورة الانشقاق
قال جل وعلا:
4 / 5 / 1:( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً (47) الكهف). لا مهرب من الموت ، ولا مهرب من لقاء الرحمن يوم الدين. 4 / 5 / 2: ( وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) الانفطار) قال جل وعلا بعدها وعظا ينفى شفاعة البشر: ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ
يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
إغلاق الإعلان وسيلة دعم للموقع عند الضغط عليه ومحتواه عشوائي لا يمثلنا عربي - نصوص الآيات عثماني: عربى - نصوص الآيات: يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه عربى - التفسير الميسر: يا أيها الإنسان إنك ساعٍ إلى الله، وعامل أعمالا من خير أو شر، ثم تلاقي الله يوم القيامة، فيجازيك بعملك بفضله أو عدله. السعدى: [يَا أَيُّهَاالْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} أي: إنك ساع إلى الله، وعامل بأوامره ونواهيه، ومتقرب إليه إما بالخير وإما بالشر، ثم تلاقي الله يوم القيامة، فلا تعدم منه جزاء بالفضل إن كنت سعيدًا، أو بالعدل إن كنت شقيًا. الوسيط لطنطاوي: ثم وجه - سبحانه بعد ذلك نداء للإِنسان ، دعاه فيه إلى طاعته وإخلاص العبادة له ، فقال: ( ياأيها الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ) والمراد بالإِنسان هنا: جنسه. وأصل الكدح فى كلام العرب: السعى فى سبيل الحصول على الشئ بجد واجتهاد وعناء. إعراب قوله تعالى: ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه الآية 6 سورة الانشقاق. مأخوذ من كدح فلان جلده ، إذا خدشه ، ومنه قول الشاعر: وما الدهر إلا تارتان فمنهما... أموت ، وأخرى أبتغى العيش أكدحُ وقول الآخر: ومضت بشاشة كل عيش صالح... وبقيت أكدح للحياة وأَنْصِبُ أى: وبقيت أسعى سعيا حثيثا للحياة ، وأتعب من أجل الحصول على مطالبى فيها.
{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)} [الانشقاق]
{ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}: كلنا يسعى في هذه الدنيا, فمنا من يعمل صالحاً ومنا دون ذلك, والكل في النهاية ميت, ولقاء الله حق, والجزاء بعد البعث حق, فمنا مكرم في نعيم أبدي ومنا مهان في خزي لا ينقطع, ومنا من يذوق العذاب بسبب تخليطه ثم يناله عفو الله وكرمه. فاللهم اجعل سعينا خالصاً مشكوراً, واجعل أعمالنا عندك مقبولة, ولا تجعلنا من المبعدين.