صحيفة غراس | {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين، أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون، واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين، الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 45
قال ابن القيم [17]: "فإنما كبُرتْ على غير هؤلاء لخلوِّ قلوبهم من محبة الله تعالى وتكبيره وتعظيمه والخشوع له، وقلة رغبتهم فيه؛ فإن حضور العبد في الصلاة وخشوعه فيها، وتكميله لها، واستفراغه وُسعَه في إقامتها وإتمامها، على قدر رغبته في الله". المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن »
[1] أخرجه البخاري في الزكاة (1469)، ومسلم في الزكاة (1053)، وأبو داود في الزكاة (1644)، والنسائي في الزكاة (2588)، والترمذي في البر والصلة (2024)- من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. [2] انظر "دقائق التفسير" (1/ 211). [3] أخرجه البخاري في الأذان (660)، ومسلم في الزكاة (1031)، والنسائي في آداب القضاء (5380)، والترمذي في الزهد (2391)- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [4] أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (3465)، ومسلم في الذكر والدعاء (2743)- من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. تفسير: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين). [5] أخرجه البخاري في الجنائز (1284)، ومسلم في الجنائز (923)، والنسائي في الجنائز (1868). [6] أخرجه البخاري في الرقاق (6424)- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [7] أخرجه البخاري في المرضى (5652)، ومسلم في البر والصلة والآداب (2576)- من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(واستعينوا بالصبر والصلاة) - ملتقى الخطباء
تفسير قوله تعالى:
﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾
قوله تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45]. قوله: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ الاستعانة: طلب العون؛ أي: اطلبوا العون من الله عز وجل على الوفاء بعهده ورهبته، وعلى امتثال أوامره واجتناب نواهيه، وعلى جميع أمور دينكم ودنياكم ﴿ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾، كما قال تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾ [طه: 130]. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 45. والصبر في اللغة: ا لحبس والمنع. وعرَّفه بعضهم بأنه: حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي، والجوارح عما حرَّم الله. وهو واجب، وأجرُه عظيم، وثوابه جسيم، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، وقال صلى الله عليه وسلم: (( ما أُعطِي أحد عطاءً خيرًا وأفضل من الصبر)) [1] ، وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: " عليكم بالصبر؛ فإن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا انقطع الرأس بارَ الجسدُ، ألا لا إيمانَ لمن لا صبرَ له " [2].
تفسير: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)
فالصبر حقيقة خلقية كاملة فاضلة متولدة من مجموعة أخلاق كمالية: من الثبات، وقوة العزيمة، واليقين، وصدق الإيمان، وسعة العلم بالله وآياته؛ وشدة الوثوق بفضله ورحمته ولطفه وحكمته. وبهذه الحقيقة الخلقية الكاملة صلاح شأن الإنسان وقوام أمره، وتمام رشده. وبهذه الحقيقة الخلقية الكاملة ترتبط أمور الدين كلها من أولها إلى آخرها، بل والنجاح في أمور الدنيا أيضاً. فالصبر هو سر نجاح السلف في كل شأنهم، ذلك النجاح الذي بهر العالم كله، وضرب أعلى الأمثال لثبات العزيمة؛ وقوة اليقين؛ وعظيم التضحية في سبيل رضي الله ،واطمئنان النفس لمحبوبها ،الذي اشتراها بأوفر الأثمان، ووفاها أربح البيعات، وذلك هو الفوز العظيم. قال عمرو بن عثمان المكي: الصبر هو الثبات مع الله؛ وتلقي بلاءه بالرحب والدعة. (واستعينوا بالصبر والصلاة) - ملتقى الخطباء. والصبر ثمرة الإيمان القوي، واليقين الصادق، والثقة بالله ثم بالنفس وبما وهبها الله به من أسباب الحياة الطيبة والعيش الرغد في العزة والكمال والعظمة، والعزيمة النافذة السلطان والإرادة القوية التأثير في غيرها، وأما الجزع فهو آية الخور والضعف؛ والنفاق وعدم الثقة بالله، والتشكك والارتياب، وكل ما يجرد الإنسان من كل صفات الكمال الإنساني، ليتدلى به إلى ما لا يحبه الله له من دركات.
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾. يَعْنِي: اسْتَعِينُوا عَلَى تَرْبِيَةِ أَنْفُسِكُمْ وَمُجَاهَدَتِهَا حَتَّى تَلْتَزِمَ بِكِتَابِ اللهِ تعالى وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَتَكُونَ فَاعِلَةً للخَيْرِ آمِرَةً بِهِ، تَارِكَةً للشَّرِّ نَاهِيَةً عَنْهُ، وَتَكُونَ مُتَطَابِقَةً بَيْنَ أَقْوَالِهَا وَأَفْعَالِهَا. وَيَقُولُ سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الصَّبْرُ صَبْرَانِ، صَبْرٌ عَلَى المُصِيبَةِ وَهُوَ حَسَنٌ، وَصَبْرٌ عَنِ المَعَاصِي، وَهُوَ الأَحْسَنُ. اهـ. فَالصَّبْرُ عَنِ المَعَاصِي هُوَ السَّيْطَرَةُ عَلَى الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ، وَهُوَ تَهْذِيبُ النَّفْسِ وَتَقْوِيمُهَا. وَالصَّلَاةُ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
3
بين الشح والبخل:
قال القرطبي: اختلف في البخل والشح هل هما بمعنى واحد أو معنيين؟ فقيل: البخل
الامتناع عن إخراج ما حصل عندك، والشح: الحرص على تحصيل ما ليس عندك، وقيل الشح هو
البخل مع حرص، وهو الصحيح لما روي عنه -صلى الله عليه وسلم- من قوله: ( اتقوا
الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دمائهم، واستحلوا محارمهم.. )
أ. هـ
4
ثانياً: مظاهر الشح والبخل ،
من أهمها:
البخل بالرئاسة وبالوجاهة. البخل براحته ورفاهيته. البخل بالعلم بمعنى حبسه عن الناس وإن سألوه. البخل بالنفس. 5-
البخل بالمال. ثالثاً:
أسباب الشح والبخل:
1- حب الدنيا مع توهم الفقر. 2- إهمال النفس من المجاهدة. 3- الاستعلاء والتكبر في الأرض بغير الحق. الفرق بين الشح والبخل - حياتكِ. 4- عدم اليقين بما عند الله -تعالى-. 5- الغفلة عن العواقب المترتبة على الشح والبخل. 6- الوسط الذي يعيش فيه المسلم:
فقد يعيش المسلم في وسط معروف بالشح، ونعني بالوسط هنا – القريب وهو البيت، والبعيد
وهو المجتمع- فتنتقل عدواه إليه، فيبخل بكل بر أو معروف: مالاً أو غيره، في يده أو
في يد غيره. رابعاً: آثار الشح والبخل:
وللشح والبخل آثار ضارة وعواقب مهلكة منها:
1- حمل
النفس على الوقوع في الإثم والرذيلة.
الشح - الكلم الطيب
(8)
وقال -تعالى-:{وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ للعسرى} الليل (8-10). سادساً: الأحاديث الواردة في ذم الشُّح والبخل:
1-قال أنس بن مالك -رضي الله عنه- كنت أسمعه -أي الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثيراً يقول: (اللهم إنِّي أعوذ بك من الهمِّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال).
الشح والبخل
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله
موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع
حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد
عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.
الفرق بين الشح والبخل - حياتكِ
ورابعها: قال عليه الصلاة والسلام: ((وأيُّ داء أدوأ من البخل)) [4558] جزء من حديث رواه البخاري (4383). من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما. ومعلوم أن تارك التطوع لا يليق به هذا الوصف. وخامسها: أنه لو كان تارك التفضل بخيلًا لوجب فيمن يملك المال كلَّه العظيم أن لا يتخلص من البخل إلا بإخراج الكلِّ. الشح - الكلم الطيب. وسادسها: أنه تعالى قال: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [البقرة: 3] وكلمة من للتبعيض، فكان المراد من هذه الآية: الذين ينفقون بعض ما رزقهم الله، ثم إنه تعالى قال في صفتهم: أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [البقرة: 5] فوصفهم بالهدى والفلاح، ولو كان تارك التطوع بخيلًا مذمومًا لما صحَّ ذلك. فثبت بهذه الآية أن البخل عبارة عن ترك الواجب [4559] ((مفاتيح الغيب)) للرازي (9 / 444). - وقيل: (البخل هو المنع من مال نفسه، والشحُّ هو بخل الرجل من مال غيره... ). - وقيل: (البخل هو نفس المنع، والشحُّ الحالة النفسية التي تقتضي ذلك المنع) [4560] ((الكليات)) للكفوي (1 /361). - وقيل: إنَّ الشحَّ هو البخل مع زيادة الحرص، وهو ما رجَّحه القرطبي، فقال: (وقيل: إنَّ الشحَّ هو البخل مع حرص.
ما الفرق بين الشح والبخل - موضوع
السؤال:
الآية الكريمة سماحة الشيخ: وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ [النساء:128] تريد تفسيرًا لها أيضًا؟
الجواب:
هذا مثلما ظاهر القرآن، الأنفس من صفاتها الشح والبخل، إلا من رحم الله، فالواجب على المؤمن أن يتقي ذلك، ويحذر الشح والبخل، ويعتاد الجود والسخاء، وعدم البخل والشح. يقول النبي ﷺ: اتقوا الشح، فإنه أهلك من كان قبلكم والله يقول سبحانه في كتابه العظيم: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9] من صفات العباد الشح والبخل إلا من عصم الله، إلا من رحم الله، والشح: الحرص على المال بكل وسيلة من حلال وحرام، ثم إذا وجده بخل به، فالشحيح حريص على طلب المال بكل طريق، ثم إذا وجده بخل به أيضًا، والشح شره عظيم؛ ولهذا قال سبحانه: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9] ويقول النبي ﷺ: اتقوا الشح، فإنه أهلك من كان قبلكم واتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة الله المستعان. المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ. ما اسباب الشح - مجتمع الحلول. فتاوى ذات صلة
ما اسباب الشح - مجتمع الحلول
الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى. العمل على محاسبة ومجاهدة النفس. إشغال البخيل بالأعمال الصالحة مثل التصدق، والجود، والكرم. الانشغال بالأخلاق الفاضلة، والابتعاد عن الأخلاق المذمومة مثل البخل وآفة الشح. المراجع
↑ "مطلب في بيان الفرق بين الشح والبخل" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 5-8-2018. بتصرّف. ↑ سورة الحشر ، آية: 9. ↑ أبو هلال العسكري (1412هـ)، معجم الفروق اللغوية = الفروق اللغوية بترتيب وزيادة (الطبعة الطبعة الأولى)، قم: مؤسسة النشر الإسلامي، صفحة 296، جزء الجزء الأول. بتصرّف. ↑ "الشح والبخل" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 5-8-2018. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2094 ، صحيح.
معنى الشُّح: الشح مأخوذ من مادة (ش ح ح) التي تدل على المنع ، والشُّح بُخْلٌ مع حرص ، وقد فسره ابن رجب - رحمه الله - بأنه: تشوق النفس إلى ما حرم الله ومَنَعَ مِنْه ، وعدم قناعة الإنسان بما أحله الله له من مالٍ أو مزج أو غيرهما. الفرق بين البخل والشُّح: قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: " الفرق بين الشح والبخل أن الشح هو شدة حرص على الشيء ، والإحفاء في طلبه ، والاستقصاء في تحصيله ، وجَشَع النفس عليه. والبخل: مَنْع إنفاقه بعد حصوله.. فهو شحيح قبل حصوله ، بخيل بعد حصوله ، فالبخل ثمرة الشح ، والشح يدعو إلى البخل ، والشح كامن في النفس ، فمن بخل فقد أطاع شحه ، ومَنْ لم يبخل فقد عصى شحه ووُقِيَ شرَّه ، وذلك هو المفلح ، قال الله تعالى: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9). ومما لا شك فيه أن الشُّح من أقبح الصفات ، فهو مُنافٍ للإيمان ، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدًا ، ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا)) (رواه النسائي وصححه الألباني ، وأحمد ، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح). والشُّح يُهلك صاحبه ، وإذا شاع في المجتمعات مزقها وأهلكها ، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((... وأما الملهكات: فشحٌ مطاع ، وهوىً متبع ، وإعجاب المرء بنفسه)) (ذكره الألباني في صحيح الجامع ، وقال: حسن من حديث ابن عمر).