د. محمد المجالي*
أزعم أن من أهم صفات المسلمين عامة، والمسؤولين والعاملين في الحقل الإسلامي خاصة، هي الإخلاص والصدق، وهاتان الصفتان تقودان إلى الصفاء والنقاء والتقوى وسلامة الصدر تجاه الآخرين، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يعبر عن هذا حين سئل: "أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو النقي، التقي، لا إثم عليه ولا بغي ولا غل ولا حسد"، رواه ابن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني. دعونا نتفق أيها القوم أن نقاء السريرة من أهم صفات التعامل بين الناس من جهة، وبين العبد وربه من جهة أخرى، فلا يمكن للناس أن تثق بذي الوجهين، أو بصاحب المصلحة، أو بالمتردد المترنح، ومن حق كل منا وهو يتعامل مع الناس أن يعرف الطرف الآخر، ليثق به، ويتفاعل معه، وإلا كان التوجس والحذر، وعندها نخسر كثيرًا، الود والوقت والعمل المبني عليهما، وغير ذاك كثير مما له علاقة حتى في جوف البيت وأدق خصوصيات التعامل بين أفراد الأسرة الواحدة. نداء الوطن - غَمْرَةٍ. مخموم القلب بتعريف الرسول صلى الله عليه وسلم هو النقي التقي، ويبين بعض آثارهما فلا إثم عليه ولا بغي ولا غل ولا حسد، آخذ من هذه مجتمعة ضرورة أن نكون في صفاء ونقاء، مع الله أولاً فلا يخالط النفس أي هوى أو شيء من حظوظ النفس، ومع الآخرين على أصنافهم، سواء كانوا في دائرة المؤمنين أو غيرهم ممن لا عداوة بيننا وبينهم، فالأصل نقاء السريرة، والرحمة على الناس.
الكويت - مخموم القلب | Menafn.Com
سمرة بن جندب
1013
14 - ليسَ الإيمانُ بالتَّمنِّي ولا بالتَّحلِّي ، ولَكِن ما وقرَ في القلبِ وصدَّقَهُ الفِعلُ ، العِلمُ عِلمٌ باللِّسانِ وعِلمٌ بالقلبِ ، فأما عِلمُ القلبِ فالعِلمُ النَّافعُ ، وَعِلْمُ اللِّسانِ حُجَّةُ اللَّهِ علَى بَني آدمَ
1098
موضوع
15 - أفضلُ الصَّدقةِ اللِّسانُ ، قالوا: و ما صدقةُ اللِّسانِ ؟ قال: الشَّفاعةُ ، يُفَكُّ بها الأسيرُ ، و يُحقنُ بها الدَّمُ ، و يُجرُّ بها المعروفُ و الإحسانُ إلى أخيك المسلِمِ ، و تُدفَعُ عنه الكريهةَ
1442
ضعيف
نداء الوطن - غَمْرَةٍ
ورغم ذلك فمن الناسِ من يطغي، والانسان قد يبغى، وبعض الناس قد ينسى، وما سمي الإنسان إنسان إلا لِكثرة نَسْيِهِ،، وما سُمي القلبُ قلبًا إلا لأنه يتقلب؛ ولقد كان أكثر دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك". قول النبي - صلى الله عليه وسلم-:"بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا؛ ولقد ذكر الله سبحانهُ وتعالى في كتابه العظيم أنواع القلوب الصحيحة، وكذلك أنواع القلوب السقيمة؛؛ أما أنواع، وأصناف القلوب الصحيحة، فمداره في القرآن الكريم على عشرة أنواع، وهي: القلب المطمئن. قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾، والقلب المنيب. الكويت - مخموم القلب | MENAFN.COM. قال تعالى: ﴿ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾، والقلب الوجل. قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾، والقلب السليم.
فوائد من حديث "كل مخموم القلب، صدوق اللسان"
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين القاهرة -يمضي بنا قطارُ الحياة سريعًا كأنهُ برقٌ خَاطف، ورياح لَواقِحْ، ومثل الرعدِ، والصواعق؛ ورغم ذلك فَأغَلبُ الناس اليوم في الدُنيا لاَهِيَةً قُلوبهم، وسَاهية، وسَارِحة، وأرواحُهم لحُب الَذَهَبِ ذاهِبةً مرِحة فرِحة، وأنُفسهم للفضةِ مُنشَدَّةَ، ولِلجواهر مُنفضةً، وعليها مُنقادة، ولها مُنقْضَّة، ومُحبِة، وفي عِّشقِها مُمتدة، ومُحتدة، ومُحتدِّمَة، وتَعُدُ لكسبهِا العُدَة، والزاد، والعتاد، وكأنهم لا يعتقدون بالحياة الأخرة، والرجَعَة! شرح حديث كل مخموم القلب صدوق اللسان. ؛ فنسوا، أو تناسُوا الدار الأخرة الدائِمةِ، الباقية، والتي هي حتمًا دَاهَمه، وقادمة! ؛ يومها يَّعضُ الظالم علي يديهِ، وقد خَسِّر، وخَاب المشركون والخراصون الجاحدون المُجرمون والذين كانوا في غمرتهم ساهون؛ فمصيرهُم في داهيةٍ عظيمة لأنهُم ذاهبون لأمُهِّم الهاوية، بعدما تكون الدنيا قد انقضت، وانتهت فلا ترى لها يومئذٍ من باقية!.. وتَمُر بِنا السنين بما فيها من أوقاتٍ حُلوة كالثمرِ ، تجري بنا بِكُل يُسرٍ كماء النهر، وأيام مضيئة كالقمر ليلةِ البدَر، ناعِمة مثل الحرير، وكالأميرِ المُنعَمِ في السرير؛؛ وكذلك تأتي أيَامٌ مُضنية من العُمرِ متلاطمةٌ أحداثها مثل موجِ البحرِ، وأوَقاتٌ تَّضُر، وتَّغُرْ فيها حَرٌ لَهابٌ كأنها الجمرِ ، وفيها مُرٌ مريرٌ كالقمطرير، ونارِ السعير!
[8]
ولم يتوقف حسن ظن الشيخ عند العلماء وطلاب العلم إنما تعدى حسن ظنه ليشمل عوام الناس، ومن القصص التي تصور لنا ذلك ما ذكرته دوش بنت فلاح الدوسري، فقالت: "يذكر أحد الأشخاص الذين اعتادوا الذهاب إليه أنه أثناء سلام الناس عليه في مجلسه صافحه رجل كان فيه رائحة سجائر، فسارع أحد المتحمسين وأخبر الشيخ كأنه يريد منه تعنيف الرجل وتوبيخه، إلا أنه برحابة صدره المعهودة وحسن ظنه بالناس قال له ما معناه: لا تتعجل بالحكم، فلربما كان راكبًا مع شخص مدخن، فأصابه شيء منه". [9]
وهكذا بلغت سلامه صدر سماحة الشيخ وحسن ظنه بالآخرين، وأكثر من ذلك، الأمر الذي جعل القلوب تجتمع على محبته وذكره الحسن في حياته وبعد وفاته، فرحم الله سماحة الشيخ، ورفع درجاته في أعلى الجنان. رواه ابن ماجة: (4216). إمام العصر، لناصر بن مسفر الزهراني (98-99). الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، عبدالرحمن بن يوسف الرحمة (192-193). المصدر السابق: (193). جريدة الجزيرة العدد: (9730)، بواسطة: الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، لعبدالرحمن الرحمة (193-194). إمام العصر، ناصر بن مسفر الزهراني (99). المصدر السابق (129). جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز رواية محمد بن موسى، محمد بن إبراهيم الحمد ( 169).
وفي الحديثِ: الحَثُّ على سَلامةِ الصُّدورِ والقلوبِ مِن الصِّفاتِ الخبيثةِ؛ كالغِلِّ والحِقدِ والحسَدِ، وغيرِ ذلك. وفيه: أنَّ اللهَ سبحانه يَنظرُ إلى القلوبِ والأعمالِ، فيُجازي على ما يَطَّلِعُ عليه في قلبِ عبده مِن الإحسانِ أو غيرِه.
أعلم تماماً أن الأمر ليس بهذه البساطة وأن انتماءنا للحدود السياسية لعقود، بما يرتبط بذلك من نظام تعليم ومعاملات وإعلام واقتصاد قد يختلف كلياً عن البلد المجاور سيشكّل طبيعة مختلفة تماما لذلك المولود شمال الخط عن المولود جنوبه، ولكن هل هذا مبرر لأنسف البحر المشترك الذي يجمعنا ليصبح عدوّاً لي أهاجمه بكلام أوطريقة التعامل أو أضع قوانين خاصة للتعامل معه!!
شرح حديث من دعا إلى عصبية ومن مات على عصبية - الإسلام سؤال وجواب
ثُمَّ قالَ: ما شَأْنُهُمْ؟ فَأُخْبِرَ بكَسْعَةِ المُهَاجِرِيِّ الأنْصَارِيَّ، قالَ: فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: دَعُوهَا؛ فإنَّهَا خَبِيثَةٌ. دعوها إنها منتنة.. من أراد الاعتزاز فليعتز بعمله لا بأبيه وجده. وقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ: أقَدْ تَدَاعَوْا عَلَيْنَا؟ لَئِنْ رَجَعْنَا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ منها الأذَلَّ، فَقالَ عُمَرُ: ألَا نَقْتُلُ يا رَسولَ اللَّهِ هذا الخَبِيثَ؟ لِعَبْدِ اللَّهِ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أنَّه كانَ يَقْتُلُ أصْحَابَهُ. جابر بن عبدالله | المحدث:
البخاري
|
المصدر:
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3518 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
التخريج:
أخرجه البخاري (3518) واللفظ له، ومسلم (2584)
جاءَ الإسْلامُ ليَقْضيَ على كلِّ سُنَنِ الجاهِليَّةِ، وكلِّ دَعْوى باطِلةٍ لها، ومِن هذه الدَّعاوى العَصبيَّةُ القَبَليَّةُ، وإنَّما جعَلَ الوَلاءَ للمُسلِمينَ جَميعًا عرَبًا كانوا أو عجَمًا، وجعَلَ البَراءَ مِنَ المُشرِكينَ جَميعًا عرَبًا كانوا أو عجَمًا. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما بواقِعةٍ ظهَرَتْ فيها دَعْوى الجاهِليَّةِ والتَّعصُّبِ القَبَليِّ، فيَرْوي أنَّهم خَرَجوا في غَزْوةٍ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قيلَ: غَزْوةُ المُرَيْسيعِ «بَني المُصطَلِقِ» سَنةَ ستٍّ منَ الهِجرةِ، وقدْ خَرَج المُنافِقونَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذه الغَزْوةِ؛ لأنَّ السَّفرَ كان قَريبًا، فطَمِعوا في الغَنيمةِ.
دعوها إنها منتنة.. من أراد الاعتزاز فليعتز بعمله لا بأبيه وجده
[١] [١٣]
لماذا حارب الاسلام العصبية
توجد العديد من الأسباب التي جعلت الإسلام يُحارب العصبيّة بجميع أشكالها، ومنها ما يأتي:
إنّ العصبيّة عاملٌ من عوامل الهدم للدّين والمُجتمع، والتّفريق بين النّاس، وفيها المُخالفة والوقوف في وجه دعوة الأنبياء الدّاعين إلى الوحدة وعدم التّفرقة. [١٤]
إنّها خُلقٌ من أخلاق أهل الجاهليّة، [١٥] كما أنّها سببٌ للقِتال والفتنة، [١٦] وهي تورِث الكراهية والحقد في النّفس البشريّة. [١٧]
إنّ فيها اتّباعٌ للباطل، والبُعد عن التّمسُكِ بالحقّ.
يا أهلَ الإيمانِ: إن الأُلفةَ والاجتماعَ هي من نعمِ اللهِ -تعالى- العظمى على أهلِ الإيمانِ، وإن من وسائلِ تحقيقِها هو الاعتصامُ بحبلِ اللهِ -تعالى-، وهو كتابُ اللهِ وسنةِ رسولِه -صلى اللهُ عليه وسلمَ-، ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)[آل عمران:103]. من هذا نعرفُ أن الولاءَ والبراءَ، والحبَّ والبغضاءَ، يكونُ للإسلامِ والكفرِ، فمن كانَ في دائرةِ الإسلامِ أحببناه وواليناه ولو كان بيننا وبينَه خلافٌ في بعضِ الأمورِ، ولا نسميه إلا مسلماً، فلنمتنعُ عن المسمياتِ التي تفرقُ بين المسلمينَ ولا تسببُ إلا الاختلافَ والشِقاقَ. أقولُ ما تسمعونَ وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم وللمؤمنينَ، فاستغفروه إنه غفورٌ رحيمٌ. الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ الذي هدانا للإسلامِ وجعلنا مسلمين، الحمدُ للهِ الذي هدانا وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا اللهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، لا ربَ غيرُه ولا معبودَ بحقٍ سواه، وأشهدُ أن نبينا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه، أفضلُ نبيٍ وأزكاه، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه ومن أتبعَ سنتَه واهتدى بهداه.