[٢] عندما عاد العقاد من أسوان سارع بزيارة مي يملؤه الشوق والحنين إلى تلك الشخصية التي فتنته قبل أن يراها، لكن حب العقاد كان مختلفًا عن حب مي زيادة، فالعقاد كان يؤمن بطوفان المشاعر وتوحد الحبيبين نفسًا وروحًا وجسدًا، وكانت مي تؤمن بالحب العفيف الذي يرتفع عن رغبات الجسد ويسمو إلى عالم الروحانيات وصداقة الفكر. [٢]
كيف تجلى الحب والحكمة في مكاتبات مي زيادة والعقاد؟
لا شك أنّ العقاد احترق بحبّ ميّ زيادة في صمت، والدليل على ذلك قصائده الكثيرة إليها التي تحمل كل مشاعر الحب، يقول الكاتب عبد الفتاح الديدي: يبدو أن هذه الفتاة لعبت أخطر دور في حياة العقاد لأنها أعطته السعادة وما لم يكن يخطر له على بال، ولكنها وقفت أمامه ندًا لند وناوأت رجولته وسطوته وكبرياءه، وصدمت أحلام العقاد بفرديتها واستقلالها وشبابها المتأنق المدرك لأصول العلاقات. [٣] كانت الخطابات المتبادلة بين مي والعقاد ثروة أدبية فكرية إنسانية، ودليل في الوقت نفسه على رابطة متينة قوية بين الطرفين، يحدثنا أحمد حسين الطهاوي عن ذلك في كتابه: "غرام مي وجبران بين الحقية والخيال" فهو يلاحظ في رسائلها الغرامية إلى جبران أنها كانت تعيش شبه حالة حب مع عباس محمود العقاد استنادًا إلى رسائل اكتشفها طاهر الطناحي.
مي زيادة - مي زيادة وجبران - مي زيادة والعقاد أنتي - قصائد مي زيادة - عشاق مي زيادة - معلومة
ورثـ. ـاها عبّاس محمود العقاد قائلاً: "كل هذا في التراب آه من هذا التراب". كل الشخصيات الآنفة الذكر عبرت عن إعجابها بـ "مي" كلٌّ على طريقته، إلا أن بعضاً منهم أسهب في حبها، وكانوا يترددون إلى صالونها الأدبي، لسرقة نظرة أو ابتسامة، ووصال معها حتى لو بكلمة واحدة. اقرأ أيضاً: لورين جوبز.. السيدة التي أصبحت من أثرى نساء الأرض وأكثرهن نفوذاً بلحظة.. كيف عاشت بعد رحيل ستيف؟ وتفيد الروايات الموثقة أن "مي زيادة" أسـ. ـرت قلوب أربعة من الأدباء والشعراء الكبار في عالمنا العربي، هم أحمد شوقي والرافعي والعقاد وجبران خليل جبران، وكتبوا فيها من الشعر والنثر ما لم يكتب في غيرها. لكن قلبها لم يخفق إلا لشخصٍ واحد، هو الشاعر والكاتب اللبناني الشهير جبران خليل جبران، رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة، ودامت المراسلات بينهما لمدة 20 عاماً، من عام 1911 حتى وفـ. ـاة جبران في نيويورك عام 1931. حيث كانت صيغة الرسائل بينهما غرامية خالصة، إذ كان جبران الرجل الوحيد الذي بادلته حباً بحب، وإن كان حباً روحياً عذرياً، حيث لم تقبل الزواج من أحد، على الرغم من كثرة عشاقها، وذلك إخلاصاً لحبها العفيف الضائع. وفـ. ـاة مي زيادة بين عامي 1928 و1932، تعرضت مي زيادة لصـ.
دعوني الآن أحلم فقط ولو في عمق الغياب، يحقّ لي ذلك، ولو لثانية واحدة، قبل أن أسير في خطًى هادئة نحو أبديّة الخلاص". (357- 367) ليالي إيزيس كوبيا لواسيني الأعرج. هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن عمران
عند هذا الحد لم يكن للشاب الذي أجهده الخوف والمطاردة إلا أن يصدق النبوءة التي رافقته وأوغلت عليه الصدور، وأن يسعى لتحقيقها. حاول العباسيون قـ.ـتـ.ـله ثم لقبه خليفتهم بـ"صقر قريش" .. عبدالرحمن الداخل الذي أخاف أبو جعفر المنصور ووصوله إلى الأندلس - أوطان بوست. وما هي إلا سنوات قضاها عبد الرحمن ورفيقه بدر في الحروب والقتال وإخماد الفتن والثورات، حتى دانت له بلاد الأندلس، وأقام مُلكًا مترامي الأطراف مد به في عمر الدولة الأموية لقرون أخرى، وقد أرسل في طلب ما بقي من إخوته وأبناء عمومته، فأفسح لهم، وأقطعهم الإمارات، وأعاضهم عن الملك الزائل. الأندلس قديما
كان عبد الرحمن الذي وصل إلى الأندلس طريدًا شريدًا أكثرَ مَن يقدّر الوفاء والإخلاص، ويمقت الخيانة والغدر. وإن اضطر في بداية أمره إلى ممارستهما حتى ينجح في توحيد تلك الأخلاط المتباينة من البشر وأن يقيم دولته، فقد ظلّا غريبين عن طبائعه يبغض من يأتيهما أشد البغض، ويعاقب من يستحلهما أشد العقوبة،حتى ارتسمت له في مخيلة التاريخ صورة السفاح غليظ القلب، وهو الضحية رغم بطشه. فعلى الرغم من جمعه شتات أهله، وتولية أبناء عمومته العمارة، فقد ظلوا على مدار سنوات يقيمون الدسائس ويفجرون المؤمرات، فلم يجد بدًّا من أن يقتل ابن أخيه (المغيرة بن الوليد بن معاوية)، وابن عمه (عبد السلام اليزيدي)، (وعبد الله ابن أخيه إبان)، لكن أكثر ما آلم عبد الرحمن هو ما نما إليه من نقمة رفيق رحلة الفرار والخوف مولاه (بدر) الذي أكرمه "الداخل" بالإمارة والأموال الطائلة، فلم يزل يندب حظه ناقمًا على عبد الرحمن الداخل حتى انفجرت غضبة الخليفة فجرده من كل شيء، وإن لم يسلبه حياته.
حاول العباسيون قـ.ـتـ.ـله ثم لقبه خليفتهم بـ&Quot;صقر قريش&Quot; .. عبدالرحمن الداخل الذي أخاف أبو جعفر المنصور ووصوله إلى الأندلس - أوطان بوست
مدى بوست – فريق التحرير تحدثنا في تقريرٍ عن أبو مسلم الخراساني ، قائد الدولة العباسية وأحد أركان صعودها على حساب دولة الخلافة الأموية، ولما قابلت جيوش العباسيين الجيوش الأموية قرب دمشق وانتصرت عليها بدأ عهد الدولة العباسية بشكلٍ رسمي. كان الخطوة التالية للدولة العباسية التي قامت عام 132 للهجرة بعد أن انتصروا على الأمويين، هو بداية قـ. ـتـ. ـل كل رجل أموي، خاصة أبناء الخلفاء والأمراء، أي الأشخاص الذين قد يفكرون بالمطالبة بدولة الأباء مع مرور الزمن، وبالفعل كان ذلك. رغم أن العباسيين أسـ. تمثال عبدالرحمن الداخل. ـرفوا في قـ. ـل الأمويين، لكن كثير منهم كتب لهم النـ. ـجاة، وأبرزهم موضوع قصّتنا لليوم، وهو الأمير الأموي الشهير بـ"صقر قريش" وهو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، ويعرف أيضاً باسم "عبد الرحمن الداخل". بداية رحلة صقر قريش عبد الرحمن الداخل في الفترة التي انتصرت فيها الدولة العباسية، وبدأت بالبحث عن رجال بني أمية، كان عبد الرحمن الداخل في العراق، وفي أحد تلك الأيام، دخل عليه ابنه يبـ. ـكي بقوة، فحاول تهـدئـته، ثم خرج من منزله لينظر ما الأمر الذي أوصل ابنه لتلك الحالة، فرأى رايات "المسودة" أي الرايات السوداء التابعة لبني العباس، فعلم أنه هو المقصود.
ريعان الشّباب وحكمة الشيُوخ حريّ بنا أن نلقي نظرة عَجْلىَ على أهمّ الأحداث التي واكبت عبد الرحمن الداخل، وكيف تعرض للعديد من المخاطر والصّعاب، منذ خروجه من الشام ودخوله الأندلس. فبعد انهيار الدولة الأموية، انطلق العبّاسيون يقتفون أثرهم في كل مكان، ويسومونهم أقسى أنواع العذاب والتنكيل، ويطالبون بالقضاء على كلّ من كان ينتمي إلى بني أميّة؛ وكان أشدّ الناس تنكيلاً وفتكاً بهم الأمير "عبد الله بن علي العبّاس"، المعروف بالسفّاح، الذي لجأ – حسب ما تذكر كتب التاريخ – إلى حيلة، إذ أظهر لهم الأمانَ، ووعدهم بالصّفح عنهم، إلاّ أنه انقضّ عليهم بعد جمعهم في وليمة وقضى عليهم. ولما انتهى إلى عبد الرحمن خبر ذلك الفتك، نجا بنفسه، وفرّ هارباً متنقلاً من بلد إلى بلد، وهم يطاردونه حتى وصل إلى قبيلة "نفزة" بشمال إفريقيا؛ ثم فكّر في الانتقال إلى الأندلس، نظراً لما كان يسودها من فتن وخلافات وحروب، مستعيناً بموالي بني أمية في الأندلس وأخواله البربر. وقد ركّز الشريط على الجانب المتعلق بالشّطر الأوّل من حياة عبد الرّحمن الداخل في إظهار غِلْظة وقساوة بني العبّاس في تلك الحقبة، والبطش الذي ألحقوه ببني أمية، معتمداً على إبراز اللّون الأسود، شعار بني العباس، موظِّفاً التصوير البطيء لإعطاء دلالة أعمق وأوقع للحدث.