لكن هنا تنبيه هام وهو أنه ليس المراد من الآية بيان أنه يجب على كل مسلم أن يحض على طعام المسكين، وأنه إن لم يفعل ذلك يكون مكذبا بالدين فإن ما ذكر الله تعالى في هذه الآيات الكافرين بأقبح صفاتهم تنفيرا للمسلمين منها حتى لا يتشبهوا بهم، فقال تعالى في وصف صاحب الشمال الذي يأخذ كتابه بشماله: { { إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}} وليس معنى هذا أن من تشبه من المسلمين بالمشركين في بعض صفاتهم الذميمة والتي هي دون الكفر يصير منهم. فلا يستوي الكافر الذي لا يحض على طعام المسكين مع المسلم الذي لا يحض على طعام المسكين، وقد قال الله تعالى: { { أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}} وهنا سؤال يطرح نفسه أيضا: هل الكافر الذي يحض على طعام المسكين، يكون عذابه أقل من الكافر الذي لا يحض على طعام المسكين؟ الجواب: القواعد تشير إلى الإفادة بنعم، فإن الكفر دركات: { { الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ}}، فللكفر عذاب، وللصد عن سبيل الله عذاب فوق العذاب.
القران الكريم |وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ
فإذا لم يؤمن بالبعث لم يكن له ما يحمله على إطعامهم، وفيه دليل على عِظم جُرم حرمان المساكين؛ لأنّه عطفه على الكفر، وجعله دليلاً عليه وقرينَه. الحمد لله ذي العزة والجبروت والملك والملكوت، إلى الإسلام هدانا، وجعلنا خير أمة أخرجت للناس، وأشهد أن لا إله إلا الله وسع كل شيء علمًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي أكمل الله به الدين وأتم به النعمة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
في قوله تعالى&Quot;وَلَا يَحُضُ على طَعَامِ المِسكين&Quot; معنى يحض - كنز الحلول
وجملة { إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} في موضع العلة للأمر بأخذه وإصلائه الجحيم. ووصف الله بالعظيم هنا إيماء إلى مناسبة عظم العذاب للذنب إذ كان الذنب كفراناً بعظيم فكان جزاءً وفاقا. والحض على الشيء: أن يطلب من أحد فعل شيء ويلح في ذلك الطلب. "ونفي حضه على طعام المسكين يقتضي بطريق الفحوى أنه لا يطعم المسكين من ماله لأنه إذا كان لا يأمر غيره بإطعام المسكين فهو لا يطعمه من ماله، فالمعنى لا يطعم المسكين ولا يأمر بإطعامه، وقد كان أهل الجاهلية يطعمون في الولائم، والميسر، والأضياف، والتحابب، رياء وسمعة. ولا يطعمون الفقير إلا قليل منهم. القران الكريم |وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ. وقد جعل عدم الحض على طعام المسكين مبالغة في شح هذا الشخص عن المساكين بمال غيره وكناية عن الشح عنهم بماله، كما جعل الحرص على إطعام الضيف كناية عن الكرم" (التحرير والتنوير: [29/128]). "قوله تعالى: { إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} فيه عطف عدم الحض على طعام المسكين على عدم الإيمان بالله العظيم مما يشير إلى أن الكافر يعذب على الفروع" (أضواء البيان: [8/261]).
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحاقة - الآية 34
فإذا أدبر قال: هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه. قال الله تعالى { فهو في عيشة راضية} أي مرضية قد رضيها { في جنة عالية} في السماء { قطوفها} ثمارها وعناقيدها. { دانية} أدنيت منهم. فيقول لأصحابه: هل تعرفوني؟ فيقولون: قد غمرتك كرامة، من أنت؟ فيقول: أنا فلان بن فلان أبشر كل رجل منكم بمثل هذا. { كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية} أي قدمتم في أيام الدنيا. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحاقة - الآية 34. وإذا كان الرجل رأسا في الشر، يدعو إليه ويأمر به فيكثر تبعه عليه، نودي باسمه واسم أبيه فيتقدم إلى حسابه، فيخرج له كتاب أسود بخط أسود في باطنه الحسنات وفي ظاهره السيئات، فيبدأ بالحسنات فيقرأها ويظن أنه سينجو، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه (هذه حسناتك وقد ردت عليك) فيسود وجهه ويعلوه الحزن ويقنط من الخير، ثم يقلب كتابه فيقرأ سيئاته فلا يزداد إلا حزنا، ولا يزداد وجهه إلا سوادا، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه (هذه سيئاتك وقد ضوعفت عليك) أي يضاعف عليه العذاب. ليس المعنى أنه يزاد عليه ما لم يعمل - قال - فيعظم للنار وتزرق عيناه ويسود وجهه، ويكسى سرابيل القطران ويقال له: انطلق إلى أصحابك وأخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا؛ ينطلق وهو يقول { يا ليتني لم أوت كتابيه.
وتارة هناك إنسان مصلٍّ، ولكنه بعض الأوقات يترك الصلاة.. مثلاً: البعض يترك الصلاة أيام الامتحانات، أو عندما يسافرون إلى بلاد الغرب.. والبعض لا يصلي في الطائرة إلى خروج الوقت، بدعوى أن هذه طائرة، ومن قال: بأن الطائرة تمنع الصلاة؟.. نعم الذي يقطع صلاته فويل له!.. [color="rgb(255, 140, 0)"]{ا[color="rgb(154, 205, 50)"]لَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ[/color]}..
أي يأتون بالعبادات لمراءاة الناس، فهم يعملون للناس لا لله تعالى.. فالإنسان إذا رآى حتى لو صلى؛ فإن صلاته باطلة.. لذا، فإن الإنسان قد يكون مصلياً، ويدخل جهنم؛ لأن صلاته في حكم اللاصلاة، صلاة باطلة. [color="rgb(154, 205, 50)"]{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}..
الماعون كل ما يعين الغير في رفع حاجة من حوائج الحياة: كالقرض تقرضه، والمعروف تصنعه، ومتاع البيت تعيره.. والله العالم!.. البعض قد يطبقه على إنسان يستقرض، ولا يؤدي القرض.. وبالتالي، فإن صاحب القرض، سيأخذ عهداً على نفسه بعدم مساعدة أي إنسان.. فهذا الذي لم يؤدِّ القرض، من الممكن أن ينطبق عليه: أنه منع المعروف.. وهناك ذم شديد جداً لمن يأخذ المال قرضاً، وهو ينوي عدم أدائه.. بعض المحتالين يخجل من طلب المال بشكل مباشر، فيطلبه على سبيل القرض لمدة قصيرة ومحددة، وإذا بهذه المدة تصير عشرين سنة.. نعم، هذا تحايل، وصاحب هذه الفكرة إنسان شيطاني.. هذا الإنسان ليس فقط لا يساعد، بل يحذر منه!..
إذن ؛ فإن ارتكاب الذنوب إذا كان يحجب العبد العاصي عن ربه ، فكذلك هو يحجب عن أولياء الله وأحبائه. إن اختراق الحجب الفاصلة بين المؤمنين وإمامهم يتيسّر عبر الالتزام بهذه النقاط التالية:
هجر الذنوب والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى منها ، وعدم القنوط من رحمة الله ، وعدم الاستخفاف بمنزلة أولياء الله. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة هود - الآية 86. الإكثار من ضمانات الأمن ، كبناء المساجد والحسينيات والمدارس العلمية ، فهي كما الأعمدة في البناء تحافظ عليه ، وهي كالسور الذي يدافع ويحصن المدينة. الاهتمام بتربية الأولاد تربية صحيحة ، إذ في ذلك ضمانة لاستمرار الدين في الحياة. فالإنسان مسؤول في الدنيا والآخرة عن تربية أولاده ، قبل أن يكون مسؤولاً عن توفير لقمة العيش لهم ، لا سيما إذا عرفنا أن الله سبحانه وتعالى يخلق الإنسان ويكتب رزقه له ، وبالتالي فإن الوالدين يتوجّب عليهما قبل كل شيء تقريب أولادهما إلى تعاليم القرآن وتعاليم النبي وأئمة أهل البيت عليه وعليهم السلام ، ليوفروا بذلك ضمانة عدم انحرافهم أو تقليل فرص الضلال التي يخلقها أعداؤهم لهم. إننا في عصر الغيبة مدعوون إلى مزيد من التوجه إلى إمامنا الحجة بن الحسن عليهما السلام ، حتى أن في بعض الروايات تأكيد على مخاطبته بلقب بقية الله ، ولعل السبب في ذلك يعود إلى أن مائة وأربعة وعشرين ألف نبي قد أدّوا أدوارهم المقدسة ورفعهم الله مكاناً عليّاً ، وأن أضعاف هذا العدد من الأوصياء قد انتهى دورهم ، ولم يبقَ لنا من حبل بين السماء والأرض سوى هذا الإمام العظيم بعد كتاب الله المجيد ؛ فلنتمسك به ونتوجه إليه ، ونطلب منه أن يكون وسيلتنا وشفيعنا إلى الله سبحانه وتعالى 5..
مواضيع ذات صلة
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة هود - الآية 86
ومعجم لسان العرب لابن منظور. ٣ - تذكر الروايات التأريخية حديثاً لأبي بكر بن أبي قحافة، أنه لما تلي عليه سجع مسيلمة الكذاب، قال: " إن هذا لشيء ما جاء من إلّ ". أي ما جاء من الله. وبناءً على كل ما سبق، نعلم أنّ " الإلّ "، في لغة العرب، هو الله عز وجل. قوله تعالى: { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين..... }. هو بمعنى: { بقية الإلّ خير لكم إن كنتم مؤمنين....... }..............
نعود إلى المركب الموصولي في آية الولاية، والمؤلف من الاسم الموصول + صلته. الألف واللام في الاسم الموصول دالة على العهدية، وذلك يقود إلى فك الإرتباط بين أجزاء المركب الموصولي. وقد عرفنا أنّه يتفكك وينقسم إلى:
" إلّ ". + بقية الإلّ. الإلّ هو: الله عز وجل. بقية الإلّ هو: ذو الإيمان. وذو الإيمان هو الإمام المعصوم، أولهم علي أمير المؤمنين و اخرهم المهدي المنتظر صلوات الله عليهم أجمعين. واشتراط الإيمان في الآية الشريفة تأكيد على أنّ " بقية الله " هو الإمام المعصوم، لأن الإمامة أصل من أصول الدين، فمن خالفها فليس داخلا في عداد المؤمنين. بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين. والخير كل الخير في لزوم الإمام الشرعي، والتمسك به والأخذ منه، وإطاعته في جميع أوامره ونواهيه، امتثالا لتعاليم الشرع الحكيم.
تفسير الاية : (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) - منتدى الكفيل
(مقالة - ملفات خاصة)
{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} (مقالة - آفاق الشريعة)
تفسير: (فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون) (مقالة - آفاق الشريعة)
تفسير: (الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا) (مقالة - آفاق الشريعة)
أضف تعليقك:
إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني
(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق
رجاء، اكتب كلمة: تعليق في المربع التالي
مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر! بقيه الله خير لكم ان كنتم مومنين. سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة. *
حفظ كلمة المرور نسيت كلمة المرور؟
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن. شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
كُتَّاب الألوكة
المسلمون الكنديون يدعمون بنوك الطعام قبل رمضان
مسلمون يزرعون أكثر من 1000 شجرة بمدينة برمنغهام
ندوة بعنوان "اعرف الطالب المسلم" قبل رمضان بمدينة هيوستن
متطوعون مسلمون يوزعون طرودا غذائية قبل رمضان في ويلز
أنشطة دراسية إسلامية بشبه جزيرة القرم
أول مسجد في شمال ولاية تسمانيا الأسترالية
مسلمو أمريكا يستعدون للأعمال الخيرية الرمضانية
مسلمو تشارلوت تاون يستعدون للاحتفال بتوسعة مسجدهم
بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين –
ثم ينزل من المروة إلى الصفا، فيمشي في موضع مشيه، ويسرع في بين العلمين الأخضرين. فإذا وصل الصفا، فعل كما فعل أول مرة، وهكذا المروة حتى يُكمل سبعة أشواط، ذهابُهُ من الصفا إلى المروة شوط، ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط آخر. ويقول في سعيه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن. إذا أتم سعيه سبعة أشواط، حلق رأسه أو قصر إن كان رجلاً، وإن كانت امرأة فإنها تقصر من أطراف شعرها قدر أنملة. بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين –. وبالنسبة إلى الرجال ينبغي أن يكون الحلق شاملاً لجميع الرأس، وكذلك التقصير يعم به جميع جهات الرأس. والحلق أفضل من التقصير، وبهذه الأعمال تمت العمرة. ثم بعد ذلك يُحل من إحرامه إحلالاً كاملاً، ويفعل كما يفعله المُحلّون من اللباس والطيب والنكاح وغير ذلك. هذا باختصار وصف ميسر وبسيط ليعرف المؤمنون كيف يؤدي المسلم مناسك العمرة؟
وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث الزهري ، عن عروة ، عن عائشة أنها قالت: كان عاشوراء يصام ، فلما نزل فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر. وروى البخاري عن ابن عمر وابن مسعود ، مثله. وقوله: ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) كما قال معاذ: كان في ابتداء الأمر: من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا. وهكذا روى البخاري عن سلمة بن الأكوع أنه قال: لما نزلت: ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) كان من أراد أن يفطر يفتدي ، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها. بقيه الله خير لكم ان كنتم مومنين الاية. وروي أيضا من حديث عبيد الله عن نافع ، عن ابن عمر ، قال: هي منسوخة. وقال السدي ، عن مرة ، عن عبد الله ، قال: لما نزلت هذه الآية: ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) قال: يقول: ( وعلى الذين يطيقونه) أي: يتجشمونه ، قال عبد الله: فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا ( فمن تطوع) قال: يقول: أطعم مسكينا آخر ( فهو خير له وأن تصوموا خير لكم) فكانوا كذلك حتى نسختها: ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وقال البخاري أيضا: حدثنا إسحاق ، أخبرنا روح ، حدثنا زكريا بن إسحاق ، حدثنا عمرو بن دينار ، عن عطاء سمع ابن عباس يقرأ: " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ".