سابعاً من الممكن أن تتحقق المساواة بين الناس في أمر معينٍ حينما
يكونون متساويين فيه، بينما لا تتحقق حينما يكون هناك فوارق. فمثلاً لو
أتينا بعاملٍ عاديٍ بالمجتمع و آخر مسؤول كبير وأعطينا كل واحدٍ منهم
مهمة ليقوم بها، وقاموا بها على أكمل وجه فالمساواة هنا أن نعطيهم
نفس الأجر، وذلك لأنهما قاما بالعمل. بينما من العدل أن نعطي المسؤول
أجراً أعلى من العامل، وذلك لأن المسؤول لديه خبرات وشهادات أعلى
وأكبر وبالتالي شغله سيكون متقناً أكثر من العامل. الفرق بين الإنصاف والمساواة - الفرق بين - 2022. وهنا نجد الفرق بين
العدل والمساواة جلياً وكيف أن العدل أوجب في حالة الفروقات بينما
المساواة فقط حينما يكون الطرفان متساويان. الفوائد التي تعود على المجتمع إذا تحقق العدل والمساواة فيه:
سيكون لدينا مجتمع متحاب تربطه الألفة ولا يسوده أي نوع من أنواع
الكراهية والبغضاء. وبالتالي سوف تقل المشاكل الأسرية والمجتمعية، كما
ستقل العمليات الإرهابية، والأهم من ذلك أن الحاكم العادل والذي يحكم
بالعدل والمساواة بين الناس جميعاً سيستمر حكمه سنين طويلة دون
نزاعات ومشاكل. بالإضافة إلى ذلك فإن الحكم بالعدل والمساواة سينزع
الطائفية من المجتمع ويصبح المجتمع متعاوناً مع بعضه البعض، الأمر الذي
سيؤدي إلى رفعته وعلو شأنه.
- الفرق بين الإنصاف والمساواة - الفرق بين - 2022
الفرق بين الإنصاف والمساواة - الفرق بين - 2022
ماجد الدجاني | فلسطين
القسط قد يكون بمعنى النصيب والعدل عام يأتي بمعنى الميل أحياناً يعدلون بمعنى يميلون، ولكل واحدة لها دلالة ولأن من أسماء الله الحسنى العدل والمقسط. فإنه يوجد فرق دلالي بينهما ولذلك لما يذكر الميزان يذكر القسط غالباً لأنه بمعنى النصيب
(وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) [الرحمن]؛ فالقسط معناها النصيب كل واحد يأخذ نصيبه، أما العدل ففيها حكم عام لا يصح أحياناً تعارضهما
العدل إذن أعم من القسط؛ لأن القسط يناسب الجزاء الحسن فقط، بينما العدل يشمل الجزاء الحسن وضده. وأيضاً فإن القسط هو العدل في الظاهر، بينما العدل يكون في الظاهر والباطن جميعاً، وعلى رأي الراغب الأصفهاني فإن العدل لفظ يحمل مفهوم المساواة والقسط يعني النصيب العادل. وأيضاً فإن القسط ضده الجور، والعدل ضده الظلم. لاحظ الفرق بين (القسط والعدل) كما وردا في العبارة المشهورة: (إن المهدي – عجل الله فرجه – سيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا).
كما أن العدل بمعناه المراد هنا لا يكون إلا بين طرفين، وهو ما جعل حرف "بين" يأتي صريحًا في عدد من آيات العدل في القرآن:
ففي الآية 282 من سورة البقرة: "وليكتب بينكم كاتب بالعدل ". وفي الآية 58 من سورة النساء: "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ". وفي الآية 129 من سورة النساء: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ". وفي الآية 15 من سورة الشورى: "وأمرت لأعدل بينكم ". وفي الآية 9 من سورة الحجرات: "فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل ". والعدل قبل ذلك وفوقه هو أمر من المولى عز وجل: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى" (الآية 90 سورة النحل)، "فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا" (الآية 9 سورة الحجرات). مقتضيات التحلي بالعدل
أما مقتضيات العدل، أو الأخلاق والسلوكيات التي ينبغي على من يتحلى بالعدل أن يتخلق بها:
العدل بين الناس في جميع الأمور: "وأمرت لأعدل بينكم"، ففي الآيتين 159، و181 من سورة الأعراف "ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون"، "وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون" فهو هو قيمة تستصحب في جميع الأمر وتستحضر دائمًا الحق معها، حتى في حال الكراهية "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ".