ومع مواجهة عصر الحداثة بدأت
المعاول تنهال على رؤوس الشخصيات حتى فقدت الشخصية مكانتها القصصية، فأصبحت من
جانب كأي عنصر تقني في القصة، ومن جانب آخر بدأ تشويهها (حتى أن بعض الاتجاهات
القصصية جردتها من بُعدها الإنساني، وركزت على رسم الشيء، أي شيأت الشخصية وجعلت
الشيئية هي المتحكمة وليس الشخصية، طبيعياً، ثمة مرجعية فلسفية تكمن وراء الصياغة
المذكورة، أبرز خطوطها العبثية والعدمية التي ينطلق منها الكتّاب) ( [10]) ، والسخرية من الحضارة المادية التي عبثت بالقيم
الإنسانية. وهكذا فإن الشخصية القصصية لم
تسلم قديماً ولم تأمن حديثاً من الأفكار المتطرفة إفراطاً وتفريطاً، وفي هذه الحال
لابد أن تبنى الشخصية الفنية من جديد لكي تحتل مكانتها الشامخة بما لها من فاعلية
التأثير من جانب، وكونها هي المحور الذي وظفت الظواهر الكونية وسخرتها لها، وكونها
مركز الحياة الاجتماعية، وإلا ما قيمة الحوادث أو البيئات أو الأشياء منفصلة عن
الشخصية. وإذا كان الكاتب الحديث يستهدف
تعالي الشيء على الشخصية في عالمنا المعاصر، فإن هذه الرؤية تجسد أحد إفرازات
العصر، وليس من الصائب السماح بتغييب الإنسان أساساً، وشله عن الإرادة تماماً، بل
من المفترض خلق عالم فني جديد يسمح للإنسان بممارسة فاعليته، فضلاً عن أن الإنسان
لا سواه هو الذي سمح لذاتيته بأن يحوّل الآخرين إلى أشياء أو إلى كائنات مستهلكة،
مما يعني أن الشخصية لا الشيء هي البطانة التي تحرك شيئية الإنسان ( [11]).
- أنماط الشخصية الأربعة | مجلة سيدتي
أنماط الشخصية الأربعة | مجلة سيدتي
الذي يُمكِّنك من معرفة كل هذا؛ أي تحديد نوع شخصيتك، كما أنَّ هذا الاختبار يساعدك أيضاً على معرفة أنماط وصفات الشخصيات التي تتعامل معها يومياً، وهذا ما سيسهل عليك عملية التواصل، ويُخفف من تعقيد العلاقات الاجتماعية الناتجة عن الاختلافات الكبيرة بين الناس من حيث الأفكار والصفات والآراء والأذواق؛ لذلك كان من المهم التعرف إلى هذا الاختبار وآليته، والتعرف أيضاً إلى أنماط الشخصية الستة عشر وصفاتها وأهم ما يميز كلٍّ منها. ما هو اختبار مايرز بريجز؟
عملت كل من إيزابيل مايرز ووالدتها كاثرين بريجز مع نظرية أنواع الشخصية لكارل يونغ مؤسِّس علم النفس التحليلي، وبناءً على ذلك طُوِّرت قائمة تقرير ذاتي مُصممة لتحديد نوع شخصية الفرد ونقاط قوته وضعفه ومؤهلاته، وأُطلق عليها اسم مؤشر مايرز بريجر (MBTI). يعتمد هذا المؤشر على إبراز وإظهار صفة غالبة وموجودة لدى الشخص على أنَّها الطبيعة الأساسية له، فتسمى الشخصيات وفقاً لذلك. طبعاً، لا يمكن تأكيد هذا الاختبار وتصديقه والثقة به بشكل كامل فهو محض اختبار وتجربة يساعدنا على فهم أنفسنا، والتعرف إلى صفاتنا، وإضاءة جوانب نجهلها في شخصيتنا أو لا نعترف بها، ومن المهم الإشارة إلى أنَّ هذا المؤشر يعدُّ من العلوم الزائفة على الرغم من تشابهه مع بعض النظريات النفسية، وذلك بسبب قدراته التنبؤية المفترضة، وقصوره بالنسبة إلى الأمور النفسية والعلمية مثل افتقار الشمولية وضعف موثوقيته.
مستقل بالرأي ولا يُشاور أي أحد عند اتخاذ القرار. يعتبر أفضل كشخص مطور لا كشخص مبتكر. شخص صبور ومخلص جداً. -النمط الثاني:
الشخصية التحليلية يكره أصحاب الشخصية التحليلية التناقضات واللامعقولية ؛ فمع عقولهم الحادة، فهم يميلون إلى السرعة والشمول لكافة المتغيرات من حولهم، ولديهم مباديء وأسس يسيرون وفقًا لها، وهم مهتمون بشكل خاص بالطبيعة الأساسية للأشياء والنتائج النظرية ؛ فبالنسبة لهم ليست بالضرورة مسألة ترجمة هذه إلى أفعال عملية، أو في مشاركة اعتباراتهم مع الآخرين، كما يحب أصحاب الشخصية التحليلية العمل بمفردهم ؛ فقدرتهم على التركيز تكون أكثر وضوحاً من جميع أنواع الشخصية الأخرى، وهم أيضًا منفتحون ومهتمون بكل ما يستجد من معلومات. -النمط الثالث:
الشخصية التعبيرية وصفاتها. يتمتّع ويتسم بالعديد من الصفات الإبداعيّة. يعتمد على مشاعرهِ عند اتخاذ القرارات. يرتاح للحديث والعلاقات قبل البدء بأي مهمة. لديه قابلية عالية لمشاركة الآخرين بالرأي. صاحب خيال واسع ومبدع كبير. خيالاته لا تنطلق من الواقع، مع ذلك تدفعه نحو الإبداع. يُثار شعورياً بسهولة، ويستطيع التأثير على الآخرين. قد يتحول من قمة الحب إلى قمة البغض في وقتٍ قصير.